يُرتقب، اليوم الأحد، إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في اليوم الثالث للهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد الإفراج عن دفعتين يومي الجمعة والسبت.

وفي المجموع، سلّمت الحركة يومي الجمعة والسبت الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيراً فلسطينياً.

وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال. كما أطلقت حماس على مدى اليومين سراح 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجاً في الاتفاق.

وأشارت الحكومة الإسرائيلية مساء السبت إلى تسلّمها لائحة بالمخطوفين الذين يُفترض أن يُطلق سراحهم، الأحد، من دون أن تكشف تفاصيل إضافية بشأنهم.
وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن نحو 240 شخصاً أخذوا رهائن خلال هجوم حماس وتمّ نقلهم الى داخل قطاع غزة.

"حرب نفسية"

وجاء الإفراج عن الرهائن، السبت، بعد تأخير لساعات قالت حماس، إن سببه عدم التزام إسرائيل بنود الاتفاق. واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دورون سبيلمان أن حماس تعتمد "تكتيك المماطلة"، في إطار "الحرب النفسية".
وفي نهاية المطاف، أفرجت الحركة في وقت متأخر عن 17 شخصاً. ونشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، شريط فيديو يظهر 13 إسرائيلياً وأربعة تايلانديين يستقلون سيارات دفع رباعي للجنة الدولية للصليب الأحمر قبيل منتصف الليل. وظهرت في الفيديو فتاة تمشي مستخدمة عكازين وغطت كاحلها بضمادات وقد وُضِعت على نقالة في إحدى السيارات. ولوّح بعض المفرج عنهم لمقاتلي القسام الملثمين الذين ردّوا التحية.
ونقل المفرج عنهم إلى مصر ومنها إلى إسرائيل حيث وصلوا إلى مركز شيبا الطبي بمدينة رمات غان.

ومن بين الرهائن المفرج عنهم، مايا ريغيف (21 عاماً) التي خُطفت مع شقيقها (18 عاماً) أثناء محاولتهما الفرار من مهرجان موسيقي كان مقاما قرب الحدود مع قطاع غزة يوم الهجوم. سبق أن ظهرت الشابة وشقيقها في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقيّدَين في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.
وقالت والدتها ميريت في بيان أصدره منتدى أسر الرهائن، "أنا سعيدة جداً لأن مايا على وشك الانضمام إلينا. لكن قلبي حزين لأن ابني إيتاي لا يزال لدى حماس في غزة".

كانت الفتاة الإيرلندية الإسرائيلية إيميلي هاند البالغة 9 سنوات من بين الرهائن الذين أطلقت حماس سراحهم السبت، حسبما أعلن رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار في بيان، متحدثاً عن "يوم فرح وارتياح عارمين".
وأعربت برلين فجر الأحد عن ارتياحها لإطلاق أربعة من الألمان الإسرائيليين، ما يرفع إلى 8 عدد رعاياها المفرج عنهم منذ الجمعة.
وقد تمكن جميع الرهائن الذين أطلق سراحهم السبت من ملاقاة عائلاتهم، فيما نُقِل شخص واحد فقط إلى المستشفى، وفق الجيش الإسرائيلي.وسارت في شوارع تل أبيب مساء السبت تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن.


"حياة السجن لا تُحتمل" 

في المقابل، عمّت الاحتفالات شوارع الضفة الغربية المحتلة احتفاء بالفلسطينيين المفرج عنهم.
واحتشد الآلاف في ساحة مدينة البيرة احتفاء بعودة الأسرى، الذين كان الفتية منهم، يرتدون زياً رياضياً رمادياً من السجن، ووضع بعضهم الكوفية على أكتافهم، وفق فيديو لفرانس برس.ووصل المفرج عنهم على متن حافلة تابعة للصليب الأحمر، وعانقوا أقاربهم وأصدقائهم الذين حملوهم على أكتافهم وساروا بهم في الشوارع. ورفع المحتشدون الأعلام الفلسطينية ورايات فتح وحماس.
وقالت ميسون الجبالي التي أمضت 8 أعوام خلف القضبان من أصل حكم بسجنها 15 عاماً "كان وضعنا في السجن صعباً جداً، وكانت الحياة في السجن لا تحتمل نهائياً". وأضافت "أخذوا منا كل الأدوات وضيّقوا علينا كثيراً... لم نعد نخرج ولا نتنفّس ولا نشمّ الهواء".
وفي القدس الشرقية المحتلة، عانقت إسراء جعابيص (38 عاماً) أفراد عائلتها بحرارة وتأثر بالغ بعيد وصولها الى منزلهم.

The injured Palestinian detainee Israa Ja’abis embraces her son after being released from occupation jails. 26.11.23

الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص تتنسم الحرية. pic.twitter.com/NmqOHIvkmR

— Eye on Palestine (@EyeonPalestine) November 26, 2023

وتعد جعابيص من أبرز المفرج عنهم، وهي دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي إسرائيلي، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً. وعانت جعابيص من حروق بالغة خصوصاً في الوجه، وتعد من "أخطر الحالات الطبية بين الأسيرات"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت وهي تعانق ابنها معتصم "أوجاعي مرئية، لا داعي أن أحكي عنها، غير أوجاعي من ناحية المشاعر والأحاسيس والشوق للأهل. لكن هذه هي ضريبة السجن للسجين، وضريبة المحبة الشوق والحنين". 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الضفة الغربية المفرج عنهم

إقرأ أيضاً:

فرص ترسيخ هدنة غزة تتضاءل.. وعودة الحرب تلوح في الأفق

مع انسداد أفق التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في غزة والمضي قدماً في التفاوض بشأن مسار المرحلة المقبلة، بعد رفض إسرائيل والولايات المتحدة مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة، وإطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تحذيراً أخيراً" لحركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين، اختلطت الأوراق وباتت العودة إلى الحرب هي السيناريو الأقرب.

عد تنازلي لمهلة الأيام العشرة التي تنتهي بنهاية الأسبوع المقبل، والتي أعلنتها إسرائيل لاستئناف القتال، رافقه تحذير الرئيس الأمريكي ليل الأربعاء الخميس من أن أي تأخير سيؤدي إلى "نهاية محتومة" للحركة.
وقال ترامب: "أطلقوا سراح الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا جثث من قتلتم، أو سيكون هذا آخر تحذير لكم!"، مضيفاً أنه سيوفر لإسرائيل "كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة"، وشدد على أنه لن يكون أي عنصر في حماس بمأمن إن لم تستجب الحركة لهذا الطلب. 

"'Shalom Hamas' means Hello and Goodbye - You can choose. Release all of the Hostages now, not later, and immediately return all of the dead bodies of the people you murdered, or it is OVER for you. Only sick and twisted people keep bodies, and you are sick and twisted! I am… pic.twitter.com/88EjVAyWAe

— President Donald J. Trump (@POTUS) March 5, 2025

ولم يفت ترامب أن يدعو قادة حماس إلى "مغادرة غزة فوراً" قبل فوات الأوان، ووجه رسالة مباشرة لسكان القطاع، قائلاً: "مستقبل مشرق في انتظاركم، ولكن ليس إن احتفظتم بالرهائن، لأنكم حينها ستكونون في خطر!".
تصريحات جاءت عقب اجتماع الرئيس الأمريكي بعدد من الرهائن المحررين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الذين تحدثوا عن معاناتهم، وسط تصاعد التوترات في المنطقة ودعم أمريكي متزايد لإسرائيل في عملياتها العسكرية ضد حماس، الأمر الذي يشي بأن "أبواب الجحيم" التي طالما توعد ترامب بها توشك أن تفتح على المنطقة. 

President Trump met with eight released hostages from Gaza, listening to their heartbreaking stories. They expressed gratitude for his unwavering efforts to bring them & others home.

Hamas' actions have inflicted immense suffering, AND THEIR REIGN OF TERROR MUST BE STOPPED.???????????????? pic.twitter.com/Sy0G3fwSqL

— The White House (@WhiteHouse) March 6, 2025

لكن للمفارقة جاءت هذه التهديدات عقب الكشف عن محادثات مباشرة "مستمرة" في العاصمة القطرية الدوحة بين الإدارة الأمريكية وحماس لأول مرة منذ عقود بشأن إطلاق سراح رهائن يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية محتجزين في غزة.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز هذه المحادثات، التي يقود الجانب الأمريكي فيها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر، بأنها تحول كبير للولايات المتحدة التي "لطالما رفضت إجراء محادثات مباشرة مع الجماعات التي تصنفها واشنطن كمنظمات إرهابية". 

البيت الأبيض يؤكد الاتصالات المباشرة مع حماس - موقع 24أكد البيت الابيض، اليوم الأربعاء، المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، وأنها ظلت طي الكتمان، مضيفاً أنها كانت بـ "التشاور" مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تعتبر حماس منذ عقود جماعة إرهابية، وأن المسؤولين الأمريكيين، مثلهم مثل نظرائهم الإسرائيليين، اعتمدوا بشكل عام على وسطاء ، مثل قطر ومصر مؤخراً، في نقل الرسائل إلى الحركة بدلاً من الجلوس مع قادتها.
وأكد البيت الأبيض هذه المحادثات، وقالت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت: "لقد تمت استشارة إسرائيل في هذا الشأن"، مضيفة أن هناك "أرواحاً أمريكية على المحك"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكما كانت تصريحات البيت الأبيض مقتضبة، جاء تعليق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الأمر، قائلاً إن إسرائيل "أعلنت رأيها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس خلال المحادثات مع الولايات المتحدة".
وكان المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون يأملون أن تؤدي سياسة عدم الاتصال مع حماس إلى عزل الحركة وإضعافها بعد سيطرتها على قطاع غزة في عام .2007 وشكك منتقدون من حين لآخر في فعالية المقاطعة التي استمرت لسنوات في ظل عدم حدوث تحول واضح في مواقف حماس، وفقاً لنيويورك تايمز.
ومن جهتها، ذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي مؤسسة إعلامية غير ربحية أمريكية مقرها الرئيسي في واشنطن، أن هذه المحادثات بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي واستمرت منذ ذلك الحين، مشيرة إلى أنها المرة الأولى "المعروفة " التي تتواصل فيها الولايات المتحدة مباشرة مع حماس منذ أن صنفتها منظمة إرهابية في عام 1997.
ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، بحسب موقع أكسيوس الإخباري الذي أشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين 5 أمريكيين، أحدهم يدعى إيدان ألكسندر (21 عاماً) ويعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
وبينما لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت عنه الإذاعة الأمريكية، ما إذا كانت تلك المحادثات قد جرت مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أو إدارة ترامب، علماً بأن أعضاء من كلا الفريقين كانوا حاضرين بمحادثات وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني) قبل تولي ترامب منصبه، ذكر موقع أكسيوس أن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا في محادثات مع حماس مؤخراً.
وفي إشارة لتحذير ترامب الأحدث لحماس، ذكر أكسيوس أن الرئيس الأمريكي أصدر عدة "إنذارات نهائية" للحركة منذ فوزه في الانتخابات، وأن آخرها كان الشهر الماضي عندما طالبها بإطلاق سراح جميع الرهائن بحلول ساعة معينة الشهر الماضي، ولم يحدث شيء بعدها رغم انقضاء المهلة دون الاستجابة لطلبه.
وفي ظل العقبات التي تواجه الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهت مرحلته الأولى يوم السبت الماضي بعد أن امتدت على مدار 42 يوماً، وطرح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، تصوراً جديداً يضمن تمديد الهدنة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، يبقى الوضع قابلاً للاشتعال من جديد، لاسيما مع تمسك الجانب الإسرائيلي بخروج حماس من المشهد ونزع السلاح من قطاع غزة، ورفض الحركة الفلسطينية "المقايضة على سلاح المقاومة"، واصفة ذلك بأنه خط أحمر.

مقالات مشابهة

  • حماس : ملتزمون بالمراحل المختلفة لـ اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: الحركة نفذت التزاماتها بالمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.. وإسرائيل تتهرب من المرحلة الثانية
  • فرص ترسيخ هدنة غزة تتضاءل.. وعودة الحرب تلوح في الأفق
  • واشنطن تؤكد إجراء محادثات مباشرة مع حماس بالتشاور مع إسرائيل
  • محادثات غير مسبوقة.. إدارة ترامب وحماس تبحثان إطلاق سراح رهائن أمريكيين
  • أميركا تجري محادثات مباشرة مع حماس بالدوحة وإسرائيل قلقة
  • لتحرير الرهائن الأمريكيين في غزة..مفاوضات مباشرة بين إدارة ترامب حماس
  • الغموض يُحيط بمصير "اتفاق غزة".. وإسرائيل تُهدد بـ"الحرب الشعواء"
  • إسرائيل: نرغب في اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار
  • يديعوت احرونوت: استقالة رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي