حملة إزالة التجاوزات على المساحات الخضراء في البصرة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
نوفمبر 26, 2023آخر تحديث: نوفمبر 26, 2023
المستقلة/- دشنت لجنة رفع التجاوزات في محافظة البصرة، جنوب العراق، حملة جديدة لإزالة التجاوزات على المساحات والمناطق الخضراء في مركز المحافظة والأقضية والنواحي والشوارع الرئيسة.
وتأتي هذه الحملة ضمن خطة تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في المحافظة، والتي تهدف إلى حماية البيئة وتحسين المناخ المحلي.
ووصف محافظ البصرة أسعد العيداني فعاليات إزالة التجاوزات في المحافظة بـ”الحرب”، مؤكداً أنَّها ستستمر حتى يتم استعادة جميع المساحات الخضراء التي تم تجاوزها.
وقال العيداني إنَّ “الحملة تشمل مراكز الأقضية والنواحي والطرق الرئيسة والجزرات الوسطية، وذلك لإنقاذ البصرة من تداعيات تدمير الغطاء النباتي بسبب التجاوز وعدم محاسبة المتجاوزين على المناطق الخضراء”.
وأضاف العيداني أنَّ “الحملة تشجع على إحياء الغطاء النباتي والحد من التصحر الذي زحف على مناطق كبيرة”.
من جانبه، ذكر معاون المحافظ ومدير بلدية البصرة حسن النجار أنَّ “البلدية وجهت إنذارات وفرضت غرامات بحق المتجاوزين على المناطق والمساحات الخضراء والجزرات الوسطية في المناطق السكنية والشوارع الرئيسة في مركز المحافظة”.
وأضاف النجار أنَّ “حملة واسعة النطاق بالتعاون مع منظمات وتجمعات تطوعية لتشجير المناطق الخضراء والجزرات الوسطية، اخترنا فيها 30 نوعاً من الأشجار والشجيرات والزهور التي تتلاءم في طبيعتها مع بيئة ومناخ البصرة”.
وأشار النجار إلى أنَّ “حملة البصرة الخضراء تهدف إلى تطوير الأبحاث والتجارب وأساليب تقنية الزراعة في مشاتل البلدية الستة والتي تنتج أغلب الأنواع التي تتلاءم ومناخ البصرة شبه الصحراوي”.
وأوضح معاون المحافظ أنه “تم مد شبكة للسقي في المناطق المستهدفة وافتتاح مراكز للمراقبة وتشغيل وصيانة شبكة الري باستخدام أجود أنواع التربة الممزوجة بالأسمدة لدفن الحدائق والمتنزهات والجزرات التي تضررت بسبب إعمار الشوارع والمناطق السكنية والتجاوزات عليها لسنوات”.
وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع تزايد الوعي البيئي في العراق، وجهود الحكومة لمكافحة التصحر وحماية البيئة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
"توقفوا عن توظيف البشر".. حملة إعلانية تشعل مواقع التواصل
في خطوة وُصفت بـ "الاستفزازية"، أطلقت شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تدعى Artisan حملة إعلانية مثيرة للجدل في شوارع سان فرانسيسكو، تصدرتها عبارة "توقفوا عن توظيف البشر".
الحملة، التي نُشرت عبر لوحات إعلانية ضخمة، لم تكتفِ بتحدي مكانة البشر في سوق العمل، بل عمدت إلى تصويرهم كفائض غير ضروري، مما فجّر موجة من السخط على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتُروّج الشركة لوكيل مبيعات مدعوم بالذكاء الاصطناعي يحمل نفس اسمها، وتُزين إعلاناتها بعبارات مثيرة للجدل مثل: "عمالنا لن يشتكوا من توازن العمل والحياة"، و"كاميرات Artisan في اجتماعات زووم Zoom لن تتعطل أبداً"، إلى جانب شعار رئيسي نصّه: "عصر الموظفين المدعومين بالذكاء الاصطناعي قد بدأ".
لكن ما زاد من وتيرة الأزمة هو الاستخدام المكثف لعبارة "توقفوا عن توظيف البشر"، التي انتشرت بجانب صور افتراضية لوجه امرأة تحمل ملامح غير طبيعية، تمثل إحدى الشخصيات الافتراضية للذكاء الاصطناعي.
واجهت الحملة انتقادات لاذعة على الإنترنت، لدرجة أنها وُصفت بـ"الكابوس"، فيما أشعلت نقاشات ساخطة على منصات مثل Reddit وإكس، حيث عبّر أحد المغردين عن غضبه قائلاً: "ما الذي يجب علينا فعله كجنس بشري؟"، مشيراً إلى الأبعاد الأخلاقية والإنسانية التي تجاهلتها الحملة.
ومع تزايد الغضب، لم تقتصر الردود على الإنترنت فقط، بل تجاوزتها إلى الشوارع، حيث أقدم أحد الأشخاص على تمزيق وتحطيم إحدى اللوحات الإعلانية للشركة، لأنه "في مدينة تعاني من أزمة إسكان خانقة وتضم أعداداً كبيرة من المشردين، بدت الحملة منفصلة عن الواقع المأساوي، بل ومستفزة لمشاعر الناس أيضاً"، على حد تعبيره.
وما زاد من مأساوية المشهد كانت إحدى الصور التي أثارت استهجاناً واسعاً عندما أظهرت رجلاً فقيراً يقف بجوار لوحة إعلانية تحمل الشعار المثير للجدل، في مشهد لخص عمق الأزمة الاجتماعية التي تجاهلتها الشركة.
على الرغم من موجة الغضب، يبدو أن جاسبار كارمايكل-جاك، الرئيس التنفيذي لشركة Artisan، لا يرى في الحملة أي تناقض مع رؤيته؛ ففي تصريحات لموقع SFGate، قال: "نعم، الحملة تبدو استفزازية، لكن الذكاء الاصطناعي كذلك، العالم يتغير، وطريقة عمله تتغير معه أيضاً".
غير أنه حاول التخفيف من وطأة الرسائل الإعلانية في حديثه مع صحيفة San Francisco Chronicle، قائلاً: "نحن نحب البشر. في الواقع، نحن نوظف العديد منهم الآن، لا أعتقد أن الناس يجب أن يتوقفوا عن توظيف البشر".
بحسب تحليل موقع Futurism، يبدو أن حملة Artisan أزاحت الستار عن المعضلة الأخلاقية التي تتجنبها الشركات التقنية الكبرى عادةً، وهي حقيقة أن التوجه نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يهدد بشكل مباشر دور الإنسان في سوق العمل.
وفي ظل هذه العاصفة، تفتح الحملة كذلك باب النقاش مجدداً حول العلاقة بين التقنية والإنسان، ومستقبل الوظائف، وحدود الابتكار في ظل واقع اجتماعي يرزح تحت وطأة الأزمات، وبينما تروج الشركات للتغيير، يبقى السؤال الأهم: هل سيبقى الإنسان حاضراً في معادلة الغد؟