هل تنجح قطر رئاسيًا حيث فشل الآخرون؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
هل من قال قبل ما يقارب السبع عشرة سنة "شكرًا قطر" لأنها ساهمت في إعادة بناء ما هدّمته إسرائيل في حرب تموز، في أكثر من منطقة جنوبية وفي الضاحية الجنوبية، يستطيع أن يقولها اليوم، ولكن ليس لأنها تعيد بناء ما تهدّم، بل لأنها تعمل لمنع تهديم ما هو قائم؟ وهل تستطيع الدوحة أن تنجح في لبنان كما نجحت في غزة، وهل في إمكانها أن تكون مؤثرّة في اتصالاتها الدولية والإقليمية والمحلية في تمديد الهدنة في غزة، وبالتالي نقل "عدوى" هذه الهدنة، التي يؤمل أن تكون دائمة، إلى الجنوب اللبناني؟
وفي الاعتقاد فإن قطر عملت لبنانيًا على خطّين: الخطّ الأول مع إيران لتهدئة الوضع الجنوبي.
أما ما تقوم به قطر على الخط اللبناني الثاني فإن كل المعطيات تشير إلى إمكانية تفعيل مهمة الموفد القطري في ما يتعلق بالأزمة الرئاسية، على وقع الهدنة في غزة وانسحابها على جنوب لبنان، بما يُتيح للقوى السياسية الالتفات إلى ملفات وُضعت على الرفّ منذ عملية "طوفان الأقصى"، إلى درجة أن بعض هذه القوى عندما فوتح بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد أتى جوابه على أن ثمة أشياء مهمة، ولكن هناك أمورًا أكثر أهمية. والوقت اليوم هو لما هو أهمّ.
أمّا في حال لم يعد الأكثر أهمية بالنسبة إلى هذا البعض بهذه الأهمية في حال انتقلت هدنة غزة إلى الجنوب، فإن ما كان مهمّا كدرجة ثانية يصبح الأكثر أهمية، باعتبار أن الانتخابات الرئاسية هي المدخل لكل الحلول الأخرى، ومن بينها قيادة الجيش على سبيل المثال لا الحصر، إضافة إلى انتظام العمل المؤسساتي بكل تفاصيله التشريعية والتنفيذية، حيث ينصرف مجلس النواب إلى عمله التشريعي لمواكبة ما يفترض أن تقدم عليه أول حكومة بعد الانتخابات الرئاسية من إصلاحات باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى تمهيدًا لوضع لبنان على سكّة التعافي.
ومن ضمن التوقعات يُفترض أن يقوم مسؤولون قطريون بزيارة قريبة للبنان بعيداً عن الإعلام على جري العادة، وفي جعبتهم جدول لقاءات محدود جداً، لاستئناف البحث في الملف الرئاسي وأزمة الفراغ المتوقّع في قيادة الجيش، ولكن نجاح المهمة القطرية مرهون بمدى ما يلقاه هؤلاء المسؤولون القطريون من تجاوب من قِبل بعض السياسيين اللبنانيين، الذين لا يزالون يرون العنزة عنزة حتى ولو طارت، وهم الذين أفشلوا في السابق المسعى القطري، على رغم العلاقة الوطيدة بين هذا البعض والدوحة، التي لم تستطع إقناعه بأي تسوية لا يكون له فيها "حصّة الأسد".
والكلام عن استعجال الانتخابات الرئاسية في حال نجحت قطر في تهدئة الجبهة الجنوبية هو كلام في محّله، وذلك استباقًا لإمكانية لجوء إسرائيل بعد هذه الهدنة، سواء في غزة أو الجنوب، إلى توسيع "بيكار" الحرب، وهو "سيناريو" لا يزال قائمًا في أذهان قادة الحرب – الصقور في إسرائيل، ويمكن إعادة طرحه في أي وقت من الأوقات، خصوصًا إذا رأت تل أبيب أن حسابات حقلها في غزة لم تنطبق على حسابات "البيدر الجنوبي".
فهل تنجح قطر رئاسيًا حيث فشل الآخرون، ومن بينهم فرنسا التي ستوفد جان ايف لودريان إلى لبنان في مهمة يبدو أنها مستعجلة.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، أنه ضرب خلال الليل عدة أهداف لحزب الله في سهل البقاع بشرق لبنان، رغم وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية نوفمبر.
وأفاد الجيش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "خلال ليل (الخميس) ... ضرب سلاح الجو الإسرائيلي عدة أهداف إرهابية لحزب الله في سهل البقاع في لبنان، كانت تشكل تهديدا"، مؤكدا أنه يبقى "ملتزما" بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب.
وأوضح البيان أن بين المواقع المستهدفة "بنية تحتية تحت الأرض تستخدم لتطوير وصناعة أسلحة"، مؤكدا كذلك ضرب منشآت "على الحدود السورية اللبنانية يستخدمها حزب الله لتهريب الأسلحة إلى لبنان".
من جانبها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية: "أغار الطيران الحربي المعادي عند الثالثة من بعد منتصف الليل على السلسلة الشرقية في البقاع".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس "اعتراض" مسيرة لحزب الله أطلقت بحسبه باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وندد الجيش الجمعة بـ"انتهاك" لوقف إطلاق النار الهش الساري بين إسرائيل وحزب الله منذ 27 نوفمبر والذي وضع حدا لحرب اندلعت مع إعلان الحزب "حرب إسناد" لغزة غداة هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في القطاع.