احتفلت سلطنة عمان خلال هذه الأيام بعيدها القومي الـ٥٣ وذلك وسط اختلافات كبرى طرأت على الاقتصاد العماني خلال الفترة الماضية، ما بين ارتفاع كبير في الاستثمارات ونمو السياحة، انتهاء بنظامها الانتخابي الذي تمت تجربته لأول مرة في انتخابات مجلس الشورى العاشر العام الجاري ٢٠٢٣.

تطبيق عن بعد

وجاءت الانتخابات هذا العام في ظل صدور المرسوم السّلطاني رقم 54 لسنة 2023 الخاص بقانون انتخاب أعضاء مجلس الشورى الذيجاء في ثمانية فصول تتضمن 63 مادة، أبرزها التصويت الإلكتروني للمرة الأولى في تاريخ انتخابات أعضاء مجلس الشورى داخل سلطنة عمان وخارجها عبر تطبيق “أنتخب”.

 

ويضمن القانون الجديد إضافة اختصاصات اللجنة الرئيسية للانتخابات وتعديلها بما يتناسب مع الأنظمة الإلكترونية المعتمدة للعملية الانتخابية، وإضافة لجنة للتظلمات الانتخابية تأكيدا على الالتزام والحرص على سير العملية الانتخابية وفق أفضل المعايير من حيث الدقة والمسؤولية.

 ونص القانون على إلزام الناخبين الذين لم يدلوا بأصواتهم لفترتين انتخابيتين بتقييد طلب قيد جديد في السجل الانتخابي وذلك بهدف دفع عملية المشاركة الفاعلة وتعزيز ممارسة الحقوق والواجبات الوطنية، وأكدت اللجنة الإعلامية للانتخاب على اكتمال الإجراءات والتجهيزاتلتسهيل عمل وسائل الإعلام العربية والدولية التي تمت دعوتها لتغطية العملية الانتخابية.

تصميم البرنامج

صمم نظام تطبيق الهواتف الذكية “أنتخب” بحسب معايير أمنية مشددة، ويضمن الانتخاب بكل سرية، لكنه يتطلب هاتفا ذكيا وبطاقة شخصية سارية المفعول، فضلا عن كون الناخب في الأساس مقيدا في السجل الانتخابي في بلاده. وبهذا التطبيق الذكي، أضحت سلطنة عمان من بين أوائل الدول في الشرق الأوسط التي يتم خلالها التصويت إلكترونيا، وذلك من أجل الدقة في التصويت والراحة للناخبين بلا زحام أو طوابير.

وتم تصميم “أنتخب” تم تصميمه بحسب المعايير الأمنية العالية التي تضمن بدورها السرية التامة لعملية التصويت كما يمكنه توفير أعلىمستويات الشفافية والحرية في اختيار الناخب لمرشحه، بلا زحام أو طوابير، والنسخة الثانية من تطبيق “انتخب” المستخدم في الانتخاباتالحالية أدخلت عليه تحسينات وتحديثات جديدة كميزة القراءة السمعية لذوي الإعاقة السمعية من المكفوفين، ولغة الإشارة التي ستكونمتاحة بشكل اختياري لذوي الإعاقة من الصم والبكم.

تفاصيل اخرى للتطبيق

فيما يمكن للتطبيق تحديد نسب التصويت طوال فترة التصويت، والمشاركة في التصويت، وتسجيل أراء الجمهور في البرنامج، وكذلك توفير مساحات رأي للجمهور حول سهولة البرنامج والمناقشات مع المرشحين خلال فترة الانتخابات.

مجلس الشورى العماني

ومجلس الشورى هو مجلس منتخب من قبل الشعب، ويتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، ويمثل أحد جناحي مجلس عمان الذي يضطلع بصلاحيات تشريعية وممارسة اختصاصه باستعمال أدوات المتابعة، بما يخدم الصالح العام للوطن والمواطنين، ويدع متطوير مسيرة الشورى في البلاد، ويعزز مشاركة المجتمع في صنع القرار، ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة. ويتكون مجلس الشورى العماني من أعضاء منتخبين يمثلون جميع ولايات السلطنة، ينتخبون بالاقتراع العام السري المباشر، ويتحدد عدد أعضائه بحيث يمثل كلولاية عضو واحد، إذا كان عدد سكانها لا يتجاوز ثلاثين ألفا في تاريخ فتح باب الترشح، وعضوان متى تجاوز عدد سكان الولاية هذا الحدفي التاريخ ذاته، وتكون فترة المجلس أربع سنوات ميلادية، وينتخب المجلس من بين أعضائه رئيسا له ونائبين للرئيس لمثل فترته.

النتائج

بلغ عدد الناخبين الذين شاركوا في عملية التصويت الفعلي 496 ألفا و279 ناخبا وناخبة بنسبة بلغت 65.88% منهم 258847 ناخبا بنسبة 52.16%، و237432 ناخبة بنسبة 47.84% من إجمالي الناخبين المسجلين في السجل الانتخابي البالغ عددهم 753690 ناخبا وناخبة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التصويت الإلكتروني تطبيق الهواتف سلطنة عمان مجلس الشورى سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

عُمان.. نموذج للحوار والتسامح في السياسة الخارجية

مثَّلت كلمة سلطنة عمان أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التزام البلاد الدائم بقيم الحوار والسلام والتسامح في بناء ركائز سياستها الخارجية، كما أوضحت الكلمة تمسُّك سلطنة عمان القوي بسياسة تعزيز العلاقات المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي بين الدول. والعالم في أمسّ الحاجة في هذه اللحظة لمَن يذكّره بقيم الحوار وقيم السلام والتسامح؛ في لحظة تنسى الكثير من الدول هذه القيم ولا تقيم لها أي وزن منتشية بانتصارات مرحلية أو مؤقتة.

وتأكيد مواقف سلطنة عمان الراسخة نحو القضايا العادلة، مثل القضية الفلسطينية، وأمام أكبر تجمّع للمجتمع الدولي يعبِّر عن إيمان سلطنة عمان العميق بأهمية العدالة والسلام باعتبارهما أساسًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي ليس في العالم العربي فقط ولكن في كل أجزاء العالم الذي يغادره الاستقرار وتسيطر عليه التوترات وغياب اليقين التام حول المستقبل.

إن فهم سلطنة عمان العميق لأبعاد الصراع العربي ومآلاته في ظل المسارات الحالية فرض عليها وهي تلقي كلمتها أمام المجتمع الدولي أن تدعو الجميع، رغم اللحظة الملتبسة التي تمر بها المنطقة، للعمل الجاد والصادق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وفي لبنان الذي يتعرَّض منذ أسبوع لأحد أعنف الهجمات من الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أهمية الرؤية السياسية التي دعت لها سلطنة عمان في كلمتها الأممية نظرا للمشهد السياسي العالمي المشتعل فإن نظرتها -كما جرت العادة- أوسع من مسار يركز على بنية واحدة؛ إنها رؤية واسعة لبناء متكامل؛ لذلك ركزت الكلمة، أيضا، على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة التزامها ببرامج الحماية الاجتماعية المتكاملة التي تدعم مختلف فئات المجتمع، ما يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى المعيشة لمواطنيها. كما أن التركيز على تمكين الشباب كونهم عمادًا للمستقبل يعكس إدراك البلاد لأهمية الاستثمار في رأس المال البشري بوصفه عاملًا رئيسيًا في تحقيق التقدم والازدهار. وفي الحقيقة إن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاستقرار السياسي والاجتماعي وهي القيم التي تدعو لها سلطنة عُمان العالم أجمع.

وأكدت سلطنة عمان للعالم مواجهتها لتحديات التغير المناخي الذي يؤثر في العالم وتتأثر به سلطنة عمان بوضوح، ولذلك جددت التزامها وسعيها لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050 من خلال مشروعات الطاقة النظيفة والحلول البيئية المبتكرة.

وفي سياق تكامل الرؤية فإن سلطنة عمان أكدت، أيضا، في كلمتها دعمها الكامل للميثاق الجديد الذي خرجت به قمة المستقبل، ما يعكس الالتزام والتعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية بشكل جماعي.

تستحق كلمة سلطنة عُمان، وهي عاكسة لسياستها وقيمها ومبادئها، أن تكون نموذجا يُحتذى به في بناء السياسات الخارجية الدولية وكذلك في التنمية المستدامة، وهذه الرؤية الواضحة التي عبَّرت عنها عُمان متوافقة تماما مع الجانب التطبيقي لسياساتها الداخلية والخارجية الأمر الذي يعطي كلماتها مصادقة أكبر ويعزز من مكانتها على الساحة العالمية ويجعل منها قوة إيجابية تسهم في تحقيق مستقبل أفضل للجميع.

مقالات مشابهة

  • عُمان.. نموذج للحوار والتسامح في السياسة الخارجية
  • الثلاثاء. بدء موسم صيد ثروة الشارخة في السواحل العمانية
  • الأمم المتحدة تشيد بجهود سلطنة عمان لدعم السلم والأمن في العالم
  • رفضه سعيد مرشحا وباركه رئيسا.. مجلس نواب تونس يقر تنقيح القانون الانتخابي
  • 10 ملايين مسافر و63.2 ألف رحلة دولية عبر مطارات سلطنة عمان في أغسطس
  • سلطنة عمان تعود إلى مصاف الجدارة الاستثمارية
  • سلطنة عُمان تستعيد الجدارة الاستثمارية بعد 7 أعوام من التراجع
  • رئيس الوزراء: تطبيق تجربة المنصة الجغرافية في الأقصر وأسوان
  • تعرف على الأحزاب الجديدة التي ستشارك لأول مرة في انتخابات كوردستان
  • رئيس مجلس الشورى الإيراني: سنقف جانب حزب الله