دائمًا ما يُخلِف الاحتلال الإسرائيلي بوعوده ولا يلتزم بالاتفاقيات ولا المواثيق، كما إنه لا يراعي في ارتكاب جرائمه طفلًا ولا امرأة ولا شيخًا، وما المذابح التي ارتكبها في غزة منذ السابع من أكتوبر وغيرها من جرائم الإبادة الجماعية في مختلف المناطق الفلسطينية، إلا دليل على ذلك.

وبعد أن استطاع الوسطاء في مصر وقطر الوصول إلى هدنة إنسانية بين المقاومة الفلسطينية في غزة وبين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبدء الإفراج عن عدد من الأسرى من الطرفين، لم تلبث حكومة الاحتلال أن تخرق بنود الهدنة وتقتل فلسطينيين في غزة وتتجسس بطائراتها على محافظات جنوب القطاع وشماله، على الرغم من أن الهدنة تنص على منع المسيرات في سماء جنوب القطاع بشكل كامل، وفي الشمال من العاشرة صباحًا للرابعة عصرًا.

كما واصل الاحتلال الإسرائيلي نهجه القبيح في نقض العهود؛ إذ منع تدفق شاحنات المساعدات عبر معبر رفح ووصولها إلى شمال القطاع، كما إنه أخّر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين واستبدل بعض الأسماء ممن تم الاتفاق على الإفراج عنهم، لتقرر كتائب القسام تأخير الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين، عقابًا على هذه التصرفات غير المسؤولة، وفي إطار إدارتها لعملية التفاوض.

إنَّ نقض العهود من قبل اليهود وثقه القرآن الكريم ووثقته كتب التاريخ، فلقد خاطب الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام: "الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين

 

الثورة/ متابعات

منذ اللحظة الأولى لدخول الأسرى الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال، يواجهون تحديات قاسية، لكنهم يصرون على خلق حياة خاصة داخل المعتقلات، انتظارًا للحظة الإفراج التي تأتي عادة بصفقات تبادل تنظمها فصائل المقاومة.
فرغم ظلم الزنازين، يسعى الأسرى لصناعة واقع يمنحهم الأمل والقوة في مواجهة القمع الإسرائيلي.
ومع حلول شهر رمضان، تتضاعف هذه التحديات، لكن الأسرى يتمسكون بأجواء الشهر الفضيل رغم كل القيود والانتهاكات التي يفرضها الاحتلال عليهم.
ورغم القيود المشددة، يسعى الأسرى لصناعة أجواء رمضانية تذكرهم بالحرية، وتمنحهم قليلًا من الروحانيات وسط ظروف الاحتجاز القاسية، يحرصون على التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات، رغم التضييق على أداء الصلاة الجماعية ومنع رفع الأذان.
حيث يقوم الأسرى بتحضير أكلات بسيطة بأقل الإمكانيات، مثل خلط الأرز الجاف مع قطع الخبز والماء لصنع وجبة مشبعة.
والتواصل الروحي مع العائلة بالدعاء لهم، خاصة بعد منع الاحتلال لهم من معرفة أخبار ذويهم.
ولكن كل هذه الممارسات تعرضت للقمع الشديد خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث فرض الاحتلال إجراءات أكثر تشددًا على الأسرى الفلسطينيين.

شهادات
كشف المحرر الغزي ماجد فهمي أبو القمبز، أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة “طوفان الأحرار”، عن معاناة الأسرى في رمضان الأخير قبل الإفراج عنه، قائلًا: “أجبرنا الاحتلال على أن يمر رمضان كأنه يوم عادي بل أسوأ، فقد كان ممنوعًا علينا الفرح أو الشعور بأي أجواء رمضانية”.
ومع بدء الحرب، شدد الاحتلال قبضته على الأسرى عبر: تقليل كميات الطعام، حيث لم تزد كمية الأرز اليومية المقدمة للأسرى عن 50-70 جرامًا فقط، مما اضطرهم إلى جمع وجبات اليوم بأكملها لتناولها وقت الإفطار.
بالإضافة إلى منع أي أجواء رمضانية داخل السجون، بما في ذلك رفع الأذان أو أداء الصلوات الجماعية، حتى وإن كانت سرية.
ومصادرة كل المقتنيات الشخصية، ولم يبقَ للأسرى سوى غطاء للنوم ومنشفة وحذاء بسيط.
والاعتداءات اليومية، حيث كان السجان يقمع الأسرى لأي سبب، حتى لو ضحك أسيران معًا، بحجة أنهما يسخران منه!

تعتيم
ومنع الاحتلال الأسرى من معرفة أي أخبار عن عائلاتهم، بل تعمد نشر أخبار كاذبة لإضعاف معنوياتهم، مدعيًا أن عائلاتهم استشهدت في الحرب.
وقد عانى المحرر أبو القمبز نفسه من هذا التعتيم، إذ لم يعرف من بقي من عائلته على قيد الحياة إلا بعد خروجه من الأسر!.
ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال انتهاكات خطيرة، في ظل صمت دولي مخجل، وفي رمضان، حيث يتضاعف القمع والتنكيل، تبقى رسالتهم واحدة، إيصال معاناتهم إلى العالم وكشف جرائم الاحتلال بحقهم، والمطالبة بتدخل المنظمات الحقوقية لوقف التعذيب والتجويع المتعمد داخل السجون، والضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، خاصة في ظل تزايد حالات القمع والإهمال الطبي.

مقالات مشابهة

  • رمضان في سجون “إسرائيل”.. قمع وتجويع بحق الأسرى الفلسطينيين
  • حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي و4 جثث
  • فريق التفاوض الإسرائيلي يغادر الدوحة دون تحقيق اختراقات في المفاوضات
  • حماس تعلن موافقتها الإفراج عن مجند في الجيش الإسرائيلي وتسليم رفات 4 رهائن آخرين
  • حماس توافق على الإفراج عن جندي يحمل الجنسية الأميركية وويتكوف يقدم مقترحات جديدة
  • العدوّ الإسرائيليّ أطلق النار على قطيع ماشية
  • غارات لطيران الاحتلال الإسرائيلي على لبنان
  • لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية: نرحب بقرار البرلمان الأوروبي بشأن الأسرى الأرمن
  • الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار في قطاع غزة
  • قائد في أمن المقاومة .. ضبط أجهزة تجسس مموهة