هل بدأ التخطيط للهدنة المقبلة؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
هل بدأ التخطيط للهدنة المقبلة؟
مسار الهدنة الحالية والصفقة الجزئية وتفاصيلها، يعطي لمحة عما يمكن أن تكون عليه الهدنة المقبلة.
فاقمت الهدنة الضغوط على حكومة وجيش الاحتلال لمواصلة التفاوض حول الأسرى والمحتجزين؛ ما يعني ضرورة التخطيط لهدنة جديدة وبشروط جديدة.
لا يزال جيش الاحتلال وقادته يبحثون عن صورة نصر في أطلال قطاع غزة وشوارعها بمذاق الهزيمة السياسية والانسانية التي خلفها دمار أنتجته آلة الحرب الصهيونية.
التخطيط لما بعد الهدنة عسكريا لا يتجاوز إنشاء منطقة عازلة، ويقود إلى هدنة مقبلة لما بعد معارك مكلفة يخطط لها الاحتلال، ولا يتوقع أن تحقق أهدافها المرجوة.
* * *
تأمل واشنطن في إطلاق ثلاث من الأسرى حاملي الجنسية الأمريكية في جولة اليوم الثاني من الصفقة الجزئية للتبادل، في حين يأمل المزيد من الاسرائيليين أن تشمل الصفقة أبناءهم، بمن فيهم العسكريون، ما يجعل من الهدنة سببا لتنامي الضغوط على حكومة الطوارئ وجيش الاحتلال لمواصلة التفاوض حول الاسرى والمحتجزين؛ ما يعني ضرورة التخطيط لهدنة جديدة وبشروط جديدة.
في الآن ذاته؛ تتنامى الدعوات الاوروبية والدولية رسميا وشعبيا لوقف إطلاق نار دائم، ووضع مزيد من القيود على العملية العسكرية، مع ضرورة التنبيه على الاصوات الشاذة الصادرة من برلين وعدد من العواصم الاوروبية، التي لا تزال تعيش في الحقبة الاستعمارية المظلمة، داعية لمواصلة الابادة والتهجير للفلسطينيين.
مسار الهدنة الحالية والصفقة الجزئية وتفاصيلها، يعطي لمحة عما يمكن أن تكون عليه الهدنة المقبلة، إذ تتباين دوافع أعضاء حكومة الطوارئ الاسرائيلية في التعامل مع الهدنة بين من يعتبرها خطأ كبيرا، مثل بن غفير وستموتريتش، ومن يعتبرها فرصة لاعادة ترتيب الاوراق والتحرر من الضغوط الداخلية والدولية، كحال غانتس ونتنياهو وغالانت، أو فرصة لإسقاط الحكومة كيائير لبيد، ومن يعتبرها فرصة للتخطيط لجولة قتال ثانية، كحال قائد الاركان هرتسي هيلفي.
إذ لا يزال جيش الاحتلال وقادته العسكريين يبحثون عن صورة نصر ميداني في اطلال قطاع غزة وشوارعها بمذاق الهزيمة السياسية والانسانية التي خلفها الدمار الذي انتجته الة الحرب الصهيونية.
نصر بعيد المنال كشف عنه مراقبون بطريقة غير مباشرة، بالإشارة إلى أهمية التواجد العسكري على الحد الشمالي لقطاع غزة لبناء مناطق عازلة، والرغبة بالذهاب جنوبا بحثا عن الأنفاق في جولة ثانية لبناء منطقة عازلة بالقرب من مدينة رفح جنوبا، كما أوضح يوسي يهوشوع المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، والذي أبدى حماسة كبيرة لعملية برية في الجنوب تارة بحجة تواجد قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وتارة لاستهداف أنفاق المقاومة والتهريب بحسب زعمه في الجنوب.
التخطيط لما بعد الهدنة عسكريا لا يتجاوز إنشاء منطقة عازلة في أحسن الأحوال، وهو تخطيط يقود إلى هدنة مقبلة لما بعد المعارك المكلفة التي يخطط لها الاحتلال، والتي لا يتوقع أن تحقق أهدافها المرجوة، ما دفع وزير الحرب يؤاف غالانت في الساعات الأخيرة من يوم أمس السبت، للقول إننا لن نترك غزة قبل إطلاق جميع (المخطوفين).
العملية العسكرية المرتقبة تفترض تلقائيا التخطيط لهدنة تتبعها، فالأهداف تغيرت، وهي عملية لا تقل تعقيدا وأهمية عن العمل العسكري، كونها تتطلب نشاطا سياسيا، وتنازلات تكرس حقيقة قائمة؛ بأن المقاومة كانت ولا زالت الفاعل الرئيس الذي يجب على الاحتلال والوسطاء والعالم التعامل معه حاضرا ومستقبلا.
*حازم عياد كاتب صحفي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الهدنة غزة المقاومة تهجير جيش الاحتلال وقف إطلاق نار منطقة عازلة العملية العسكرية لما بعد
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تعتزم تعزيز يونيفيل بعد الهدنة في لبنان
قال وكيل أمين عام الأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام، جان بيير لاكروا، الخميس، إن المنظمة الدولية تعتزم تعزيز بعثتها لحفظ السلام في لبنان لدعم الجيش اللبناني بشكل أفضل بمجرد الاتفاق على هدنة، لكنها لن تفرض مباشرة وقفاً لإطلاق النار.
وتنتشر قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) في جنوب لبنان لمراقبة خط ترسيم الحدود مع إسرائيل، وهي المنطقة التي شهدت أكثر من عام من أعمال القتال بين القوات الإسرائيلية وتنظيم حزب الله المدعوم من إيران.
وتتركز الجهود الدبلوماسية لإنهاء القتال على قرار الأمم المتحدة 1701 الذي أنهى الجولة السابقة من صراع بين العدوين المدججين بالسلاح في عام 2006 وينص القرار على ألا يكون لجماعة حزب الله مقاتلون أو أسلحة في المناطق الواقعة بين الحدود ونهر الليطاني الذي يجري على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الجنوبية للبنان.
واتهمت إسرائيل قوات يونيفيل لسنوات بعدم تنفيذ القرار، وتقول الآن إن قوات حفظ السلام يتعين أن تبتعد في الوقت الذي تقاتل فيه القوات الإسرائيلية حزب الله. ورفضت قوات يونيفيل مغادرة مواقعها، على الرغم من إصابة بعض جنودها في هجمات إسرائيلية متكررة.
وقال لاكروا للصحافيين خلال زيارة للبنان تستمر 3 أيام: "أعتقد أنه يتعين أن يكون هذا الأمر واضحاً جداً. تنفيذ القرار 1701 هو مسؤولية الأطراف.. تلعب قوات يونيفيل دوراً داعماً، وهناك الكثير من الأمور الجوهرية في هذا الدور الداعم".
اليونيفيل تندد بالاعتداء مجدداً على موقع لها في الناقورة - موقع 24أعلنت القوة المؤقتة للأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان" اليونيفيل" اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي أقدم أمس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لها في رأس الناقورة، واعتبرت ذلك "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي والقرار 1701.وأضاف لاكروا أن بعثة حفظ السلام ستعمل مع الجيش اللبناني "لدعم تنفيذ تسوية" وأجرت بالفعل مناقشات مع الدول المساهمة لتقييم احتياجات يونيفيل، ومنها التكنولوجيا المتقدمة، دون زيادة أعداد القوات بالضرورة.
وفي أعقاب هدنة، يمكن تعزيز قدرات يونيفيل لتشمل إزالة العبوات الناسفة وإعادة فتح الطرق.
وقال لاكروا "لا نفكر بالضرورة في الأعداد، بل نفكر فيما يتعلق بما ستكون عليه الاحتياجات وكيف يمكن تلبيتها".
وقال لاكروا إن الأمم المتحدة وعدد من الدول الأعضاء دعت مراراً الأطراف جميعها إلى ضمان سلامة قوات حفظ السلام، وبينما لم تتوقف الحوادث فإن الإدانة الدولية اللاحقة لها لم تزد.