كتبت "الراي" الكويتية أن عدداً من السفراء الاوروبيين كثّفوا تحركاتهم في الأيام الأخيرة، وقاموا بسلسلةِ زياراتٍ وبعضها لمسؤولين سابقين واكَبوا عن كثبٍ المفاوضاتِ التي أفْضت الى صوغ وصدور القرار الدولي 1701 الذي أوقف الأعمال العدائية بين «حزب الله» واسرائيل في أعقاب حرب تموز 2006 والذي حَكَم الوضع في الجنوب حتى 8 تشرين الاول 2023، وسائلين عن مرتكزاته الدقيقة وبعض التباساته وإمكان أن يستعيد دور «بوليصة التأمين» لهذه الجبهة فتعود الى وضعيتها «النائمة»، وذلك بعدما تحوّل هذا القرار الضحية الأبرز للمواجهات العابرة للخط الأزرق (على مقلبيْ الحدود) الذي صارَ بين ليلة وضحاها.

.. خط نار.
ونقلت «الراي» عن مصادر عليمة، أنه في موازاةِ استفساراتِ السفراء، فإن السفيرة الأميركية دوروثي شيا كانت جازمةً في إبلاغ أكثر من طرف ومستفسر أن «لا أحد يفكّر في أي قرار جديد غير الـ 1701» ليظلّل الوضع على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية وأن لا خيارَ سوى بتفعيل أحكامه ومرتكزاته.
كما كشف أحد المسؤولين الذين كانوا محور لقاءات سفراء غربيين لـ «الراي»، أن هؤلاء سمعوا من رئيس البرلمان نبيه بري أن التواصل لم ينقطع بينه وبين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي زار بيروت قبل اسبوعين وأن ملف الترسيم البري لم يُسحب من التداول خلال حرب غزة بل ما زال محور بحثٍ ومحاولاتٍ مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، انطلاقاً من موقف تبلّغه هوكشتاين بأن بتّ النقاط الخلافية الـ 13 التي يتحفّظ عنها لبنان على الخط الأزرق بما فيها الـ B1 سيكون كفيلاً بإيجاد «حلّ نهائي» للجبهة الجنوبية، ومن دون أن يُعرف إذا كان الطرح يشتمل على انسحاب كامل لاسرائيل من الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا المحتلة أم على صيغةٍ «انتقاليةٍ» ما برعاية الأمم المتحدة.

ولم يكن عابراً في سياق مساعي «إعادة الاعتبار» للقرار 1701 أن تقوم السفارة الأميركية بتبني موقف القائد العام لـ «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو، الذي حذّر من «ان أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة» مناشداً الأطراف «أن تؤكد من جديد التزامها القرار 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع».




المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى

المناطق_واس

حقق قطار الرياض أحلام سكان العاصمة، وتحوّل من كونه حلمًا جميلًا إلى واقع يُرى ويتسابق الناس إلى استخدامه.. قطار الرياض قصة نجاح كتب فصولها بدقة، وخطط لأحداثها بعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-.

`لا مراء أن قطار الرياض ليس مشروعًا للنقل العام فحسب، بل هو تجسيد واستشراف للمستقبل يواكب متطلبات مدينة الرياض، العاصمة التي لا تهدأ وأضحت في السنوات الأخيرة محط أنظار العالم، ومقر اجتماع القادة والزعماء والرؤساء لمناقشة مختلف القضايا؛ بغية التوصل لحلول ناجعة لتلكم القضايا والتحديات في وقتنا المعاصر.

أخبار قد تهمك قطار الرياض يستقبل ركابه على المسارين الأحمر والأخضر غدًا الأحد 14 ديسمبر 2024 - 8:07 مساءً المهندس إبراهيم السلطان يتحدث عن رؤية الملك سلمان لقطار الرياض: بدأت منذ عام 2004 (فيديو) 9 ديسمبر 2024 - 10:08 مساءً

قطار الرياض.. بداية القصة

كانت مدينة الرياض ولا تزال من أسرع العواصم تطورًا، وتعجّ بالحركة والنمو السريع، ومواكبة لذلك وبنظرة استشرافية ثاقبة انبثقت فكرة قطار الرياض من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله- عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، ورئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وذلك في عام 1424هـ / 2004م؛ حيث وجّه -رعاه الله- بإعداد دراسات للمشروع؛ لتعزيز مكانة العاصمة بين المدن العالمية الكبرى، وتوفير جودة حياة لسكانها.

وخَلُصت هذه الدراسات إلى وضع (الخطة الشاملة للنقل العام في مدينة الرياض)، التي اشتملت على تأسيس شبكة للنقل بالقطارات وشبكة موازية للنقل بالحافلات، تعمل على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة، وعُرضت تلك الدراسات على الملك سلمان -حفظه الله- ومجلس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ثم صدرت الوثيقة الأولى التي تشمل التصاميم الهندسية والمواصفات الفنية ووثائق طرح هذه المرحلة في منافسة للتنفيذ، ورُفعت للمقام السامي -آنذاك- في 20/ 10 / 2009م.

وصدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنفيذ (مشروع النقل العام في مدينة الرياض – القطار والحافلات)، وأطلقت بعدها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عملية كبرى لتأهيل الائتلافات العالمية للمنافسة على تنفيذ المشروع، توّجت بصدور الموافقة السامية الكريمة على ترسية عقود تنفيذ مشروع “قطار الرياض” على (ثلاثة ائتلافات) تضم أكثر من (19) شركة عالمية كبرى من (13) دولة، حيث بُدئ العمل رسميًا في تنفيذ مشروع قطار الرياض في 3 أبريل 2014م.

وعمل في مشروع قطار الرياض (65) ألف عامل من جنسيات مختلفة في (250) موقع عمل، وتطلّب المشروع عمل تحويلات مرورية تعادل بطولها (1200 كيلومتر)، إضافة إلى تحويل خدمات بطول (400 كيلومتر)، فيما بلغت مساحة المسطحات البنائية “المحطات فوق الأرض وتحتها – المسارات” (4.5 ملايين متر مكعب).

ورغبة من مسؤولي الهيئة في إِشراك المجتمع في مشروع الوطن، أطلقوا عدة مبادرات توعوية وتثقيفية منها مسابقة تسمية الحفارات العملاقة المستخدمة في تنفيذ المشروع، فأطلق الأهالي عدة مسميات عليها مستمدة من طبيعة المجتمع وثقافته، من بينها: (سنعة – ظفرة – منيفة – صاملة – ذربة – جزلة..إلخ).

واستمرت أعمال تنفيذ مشروع قطار الرياض وبدأت تتحقق الآمال والأحلام برؤية محطات القطار ومساراته، وتحرّك العربات في مرحلة التجربة، وصولًا إلى الإطلاق الرسمي في يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024م.

محطات القطار.. أيقونات فريدة تجسّد الهندسة الحديثة والعمارة القديمة

يزدان قطار الرياض بأربع محطات رئيسية غاية في الروعة والجمال والإبداع الهندسي تجمع بين الهندسة الحديثة والعمارة القديمة، وهي: محطة مركز الملك عبدالله المالي (KAFD)، ومحطة STC، ومحطة قصر الحكم، والمحطة الغربية.
واختيرت هذه المناطق الحيوية بسبب الكثافة العالية ومواقعها المحورية، وتشكل نقاط التقاء عدة مسارات للقطار ونظام نقل الحافلات؛ مما يعزز كفاءة التنقل داخل المدينة، وتقدم هذه المحطات خدمات متكاملة تشمل مواقف السيارات، ومنافذ بيع التذاكر، وخدمات العملاء، ويوجد فيها محال تجارية ومطاعم.
ورغبة من مسؤولي الهيئة الملكية لمدينة الرياض – الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض سابقًا- في اعتماد أفضل التصاميم العالمية لمحطات قطار الرياض، طُرحت مسابقة معمارية دولية لاختيار أفضل التصاميم شاركت فيها كبرى الشركات الهندسية العالمية، وفازت في المسابقة أسماء بارزة عالميًا، منها: شركة زها حديد (بريطانيا) لمحطة مركز الملك عبدالله المالي، وشركة سنوهيتا (النرويج) لمحطة قصر الحكم، وشركة جيربر (ألمانيا) لمحطة STC، وشركة دار الدراسات العمرانية (السعودية) للمحطة الغربية.

وراعت تصاميم محطات قطار الرياض معايير الاستدامة واستخدام مواد صديقة للبيئة، إلى جانب تركيزها على الجوانب التشغيلية وسهولة الصيانة مستقبلًا.

ويوجد إلى جانب المحطات الـ (4) الرئيسية (34) محطة علوية، و(4) محطات على سطح الأرض، و(47) محطة تحت سطح الأرض، ويضم المشروع أسطولًا مكونًا من (184) قطارًا ومئات العربات صُنعت من قبل كبرى الشركات العالمية: سيمنز (ألمانيا)، وبومبارديير (كندا)، وألستوم (فرنسا).

واستوحت تصاميم القطار من ثقافة مدينة الرياض وعاداتها، تمثلت في “وجه مبتسم” يرحب بالسكان والزوار، إلى جانب الألوان المميزة لكل مسار لتسهيل التنقل بين خطوط الشبكة التي تبلغ نحو (176 كيلومترًا)، وتتوزع بين ثلاثة مستويات من بينها مسارات بنسبة 30% على شكل أنفاق تحت الأرض، ومسارات بنسبة 18% على سطح الأرض، ومسارات بنسبة 52% على الجسور.

وتتكون مسارات القطار من: المسار الأول “الأزرق”: محور شارع العليا – البطحاء بطول (38 كيلومترًا) ويوجد فيه (25) محطة، والمسار الثاني “الأحمر”: طريق الملك عبدالله بطول (25.1 كيلومترًا) وفيه (15) محطة، والمسار الثالث “البرتقالي”: محور طريق المدينة المنورة بطول (41.1 كيلومترًا) ويضم (22) محطة، إضافة إلى المسار الرابع “الأصفر”: محور طريق مطار الملك خالد الدولي بطول (29.7 كيلومترًا) وفيه (10) محطات، والمسار الخامس “الأخضر”: طريق الملك عبدالعزيز بطول (13.3 كيلومترًا) ويشتمل على (12) محطة، والمسار السادس “البنفسجي”: محور طريق عبدالرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين بطول (28.8 كيلومترًا) ويوجد فيه (11) محطة.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لجميع مسارات قطار الرياض (مليون و300 ألف راكب يوميًا) في مرحلة التشغيل الأولي، فيما تبلغ الطاقة القصوى (3 ملايين و600 ألف راكب يوميًا).

انطلاق القطار.. رعاية ملكية وفرحة شعبية

في مساء يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله – مشروع قطار الرياض الذي يُعد العمود الفقري لـ “شبكة النقل العام بمدينة الرياض”، وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة.

وتسابق سكان مدينة الرياض وزوارها من مختلف الفئات العمرية (رجالًا – نساء – أطفالًا – شيوخًا) إلى تجربة قطار الرياض الذي بدأ استقبال ركابه مع إشراقة صباح يوم الأحد الأول من شهر ديسمبر 2024م على ثلاثة مسارات من أصل ستة مسارات، وهي: المسار الأول “الخط الأزرق” محور العليا – البطحاء، والمسار الرابع “الخط الأصفر” محور طريق مطار الملك خالد الدولي، والمسار السادس “الخط البنفسجي” محور طريق عبد الرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين بن علي.

وبناء على إحصائيات الهيئة الملكية لمدينة الرياض فقد بلغ عدد راكبي قطار الرياض في الأسبوع الأول من تشغيله (مليون و900 ألف راكب)، فيما زار محطة مركز الملك عبدالله المالي في الأسبوع ذاته (370 ألف زائر).

وفي صباح يوم الأحد 15 ديسمبر 2024م شُغّل المسار الثاني “الخط الأحمر” محور طريق الملك عبدالله، والمسار الخامس “الخط الأخضر” محور طريق الملك عبدالعزيز.

ولم تنته قصة نجاح قطار الرياض ولم يُسدل آخر فصولها بعد، وها هي القصة تُستكمل في مطلع شهر يناير 2025م، وتحديدًا في 5 يناير بتشغيل آخر المسارات المسار الثالث “الخط البرتقالي” محور طريق المدينة المنورة، لتُسدل بعدها فصول مشروع بدأ حلمًا في الأذهان وتحوّل بعزيمة قيادة رشيدة إلى واقع جميل للعِيان.

مقالات مشابهة

  • الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟
  • النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
  • مُراوحة رئاسيّة وهوكشتاين إلى بيروت وحزب الله وراء فرنجية
  • كان : صعوبات جدية تواجه مفاوضات غزة
  • هوكشتاين سيزور بيروت.. وهذا ما سيبحثه
  • ميقاتي يزور قوات اليونيفيل ويدعو لتطبيق القرار 1701
  • قطار الرياض.. قصة نجاح لا تزال تُروى
  • ما الذي ينتظر منفذ هجوم ألمانيا الدموي؟ تفاصيل مصير المتهم بعد التحقيق
  • هيئة أبناء العرقوب: نستغرب موقف جنبلاط بشأن مزارع شبعا
  • 7,6 مليار جنيه لإحلال وتجديد محطات وخطوط نقل الكهرباء وتطوير التحكمات الإقليمية