يرفع النجاح النسبي لليومين الأول والثاني من الهدنة الإنسانية في غزة، نسق الجهود العربية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، بما يفضي إلى إنهاء هذه الحرب المجنونة، ومعالجة نتائجها الكارثية، وتكثيف تدفق المساعدات إلى الفلسطينيين، والعمل على إسعاف عشرات آلاف المصابين، وإعادة إعمار المستشفيات وإغاثتها بالأجهزة والأدوية والكوادر الطبية.
لم يشهد الفلسطينيون مثل هذا الحجم من القتل العبثي للنساء والأطفال، كما لم يعرفوا إبادة واسعة للبنى التحتية والوحدات السكنية، وبالمقابل لم تحقق إسرائيل ما كانت تتوقعه من نصر عسكري حاسم، رغم ما لقيته من دعم غربي في بداية المعركة، ولكن مع انكشاف الأهوال والفظائع، بدأت المواقف تتغير، ولعبت الضغوط دوراً حاسماً في التوصل إلى هذه الهدنة المؤقتة التي تستمر أربعة أيام، وهناك آمال عريضة بأن يكون اليوم الخامس لها امتداداً لوقف القتال ضمن خطة، يبدو أن الجهود منكبة على بلورتها، لإنهاء الحرب تماماً، لأن استمرارها لن يحقق شيئاً غير إعادة أفظع للمأساة الإنسانية وتدمير للمدمر أصلاً. وعندها لن تكون التداعيات تحت السيطرة، كما هو الحال في الجولة الأولى، وربما يكون خطر توسع المعركة وانتقال شراراتها إلى جبهات أخرى، لا سيما في الضفة الغربية وجنوب لبنان، أمراً بالغ الترجيح.
هذه الحرب يجب أن تتوقف، فما عجزت عن إنجازه في خمسين يوماً، لن تحققه في أي وقت إضافي مهما طال، وذلك لأن معايير الهزيمة والنصر فيها ضبابية، إن لم تكن قابلة للتحقيق، إلا أن تواصلها بنفس الوتيرة من العنف، سيطلق العنان للتطرف وخطابات الكراهية والتمييز، وسيوسع من نطاق المواجهة إلى حدود أبعد، ويحمل المنطقة إلى قواعد مغايرة واستراتيجية.
ولتجنب هذا السيناريو المدمر، يجب تحرير هذا الصراع من قبضة المتطرفين الذين يطاردون الأشباح ويلهثون وراء الأوهام. فمع عودة أول دفعة من المختطفين لدى فصائل غزة، بدأت الأصوات تتعالى في إسرائيل مطالبة بالبحث عن وسيلة لوقف القتال وعدم استئناف الحرب التي لم تنجح في إعادة المختطفين سالمين، بل إن بعضهم مات جراء القصف في الأيام الماضية، وربما يدفع الضغط الداخلي على المتطرفين في تل أبيب إلى ولادة مبادرة بحجم المفاجأة تنزع فتيل الصراع وتعيده إلى الأُطر السياسية والدبلوماسية.
التزام طرفي الصراع شبه الكامل ببنود الهدنة وشروطها في اليومين الأولين، يؤكد أن كلاهما مرهق بسبب طول هذه الجولة وتواضع نتائجها العسكرية، خصوصاً بالنسبة إلى إسرائيل التي تواجه غضباً عالمياً تشهد عليه المظاهرات غير المسبوقة بسبب المجازر المروعة التي طالت الأبرياء، وخصوصاً الأطفال، والاستهداف المتعمد للمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة، وهذه الفظاعات لا يمكن للضمير الإنساني أن يتجاهلها فترة طويلة، وستكون لها كلفة سياسية وإنسانية باهظة لعشرات السنين. والاستمرار في الحرب سيضاعف هذه الكلفة، إلا إذا توقف القتل وانتصرت قيم العدالة على الظلم والواقعية على التطرف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
رشيد جابر: مباريات الافتتاح نتائجها غير متوقعة
قال مدرب منتخبنا، رشيد بن جابر اليافعي، عن اللقاء الذي انتهى بالتعادل: "مباراة الافتتاح دائمًا ما تكون صعبة، وذلك بمواجهة صاحب الأرض والجمهور"، مبينًا أن لاعبيه غاب عنهم التركيز في الشوط الأول، بينما نجحوا في العودة إلى أجواء اللقاء في الشوط الثاني، مشيرًا إلى أن نتائج مباريات الافتتاح تكون عادة غير متوقعة.
كما أوضح أن منتخبنا كان يستحق نتيجة الفوز، خاصة من خلال تفوقه الملحوظ في مجريات الشوط الثاني، وأضاف: "بناءً على قراءتي للمباراة، منتخبنا كان يستحق الفوز".
وتابع اليافعي: "لم أقم بإجراء تغييرات إضافية في الوقت الأخير من الشوط الثاني لأنني كنت مقتنعًا بأداء اللاعبين، حيث قدموا مستويات فنية وبدنية جيدة، وهو السبب الذي دفعني للاستعانة بثلاثة لاعبين فقط من دكة البدلاء".
وأشار إلى أن الفريق كان يسعى لكسب نتيجة المباراة، ولكن يجب وضع في الاعتبار أن المباراة الافتتاحية لأي بطولة لها أهميتها الكبيرة وأجواءها الخاصة، وأضاف: "الفريق بصورة عامة قدم مستوى جيدًا، وعلينا أن نركز على اللقاءين القادمين أمام قطر والإمارات".
كما أكد مدرب منتخبنا أن لاعبيه معتادون على اللعب أمام جماهير غفيرة، وأنه يثق في قدراتهم الكبيرة التي يمتلكونها، وقال: "لا ينقصهم شيء في الشق الهجومي، لكن القرارات أمام المرمى هي الفيصل، وعلى سبيل المثال، الهدف الذي تلقيناه أمام الكويت جاء من لعبة عادية، لذلك من المهم جدًا اتخاذ القرارات المناسبة للمهاجمين لهز الشباك، كما أنه من الضروري على اللاعبين أن يكونوا حاضرين ذهنيًا في أي لقاء لتحقيق الفوز".
وأوضح اليافعي أن الفائدة التي جناها منتخبنا من اللقاء الافتتاحي هي القدرة على لعب مباريات بمستوى عالٍ، وأكد أن لدينا القدرة على تحقيق نتائج جيدة والذهاب بعيدًا في البطولة.
وختم حديثه بالقول: "في المباراة الافتتاحية أمام أي منافس، يجب أن تتوقع أي شيء خلال مجريات اللقاء، فما بالك وأنت تخوض المباراة أمام مستضيف البطولة، فإنه من الطبيعي أن تكون المباراة مليئة بالإثارة والحماس والصخب الجماهيري"، مشددًا على ثقته التامة في لاعبيه لتقديم مستويات جيدة خلال اللقاءات القادمة والظهور بصورة أفضل.