موقع 24:
2025-03-04@05:23:46 GMT

هدنة مشجعة لإنهاء الحرب

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

هدنة مشجعة لإنهاء الحرب

يرفع النجاح النسبي لليومين الأول والثاني من الهدنة الإنسانية في غزة، نسق الجهود العربية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، بما يفضي إلى إنهاء هذه الحرب المجنونة، ومعالجة نتائجها الكارثية، وتكثيف تدفق المساعدات إلى الفلسطينيين، والعمل على إسعاف عشرات آلاف المصابين، وإعادة إعمار المستشفيات وإغاثتها بالأجهزة والأدوية والكوادر الطبية.


لم يشهد الفلسطينيون مثل هذا الحجم من القتل العبثي للنساء والأطفال، كما لم يعرفوا إبادة واسعة للبنى التحتية والوحدات السكنية، وبالمقابل لم تحقق إسرائيل ما كانت تتوقعه من نصر عسكري حاسم، رغم ما لقيته من دعم غربي في بداية المعركة، ولكن مع انكشاف الأهوال والفظائع، بدأت المواقف تتغير، ولعبت الضغوط دوراً حاسماً في التوصل إلى هذه الهدنة المؤقتة التي تستمر أربعة أيام، وهناك آمال عريضة بأن يكون اليوم الخامس لها امتداداً لوقف القتال ضمن خطة، يبدو أن الجهود منكبة على بلورتها، لإنهاء الحرب تماماً، لأن استمرارها لن يحقق شيئاً غير إعادة أفظع للمأساة الإنسانية وتدمير للمدمر أصلاً. وعندها لن تكون التداعيات تحت السيطرة، كما هو الحال في الجولة الأولى، وربما يكون خطر توسع المعركة وانتقال شراراتها إلى جبهات أخرى، لا سيما في الضفة الغربية وجنوب لبنان، أمراً بالغ الترجيح.
هذه الحرب يجب أن تتوقف، فما عجزت عن إنجازه في خمسين يوماً، لن تحققه في أي وقت إضافي مهما طال، وذلك لأن معايير الهزيمة والنصر فيها ضبابية، إن لم تكن قابلة للتحقيق، إلا أن تواصلها بنفس الوتيرة من العنف، سيطلق العنان للتطرف وخطابات الكراهية والتمييز، وسيوسع من نطاق المواجهة إلى حدود أبعد، ويحمل المنطقة إلى قواعد مغايرة واستراتيجية.
ولتجنب هذا السيناريو المدمر، يجب تحرير هذا الصراع من قبضة المتطرفين الذين يطاردون الأشباح ويلهثون وراء الأوهام. فمع عودة أول دفعة من المختطفين لدى فصائل غزة، بدأت الأصوات تتعالى في إسرائيل مطالبة بالبحث عن وسيلة لوقف القتال وعدم استئناف الحرب التي لم تنجح في إعادة المختطفين سالمين، بل إن بعضهم مات جراء القصف في الأيام الماضية، وربما يدفع الضغط الداخلي على المتطرفين في تل أبيب إلى ولادة مبادرة بحجم المفاجأة تنزع فتيل الصراع وتعيده إلى الأُطر السياسية والدبلوماسية.
التزام طرفي الصراع شبه الكامل ببنود الهدنة وشروطها في اليومين الأولين، يؤكد أن كلاهما مرهق بسبب طول هذه الجولة وتواضع نتائجها العسكرية، خصوصاً بالنسبة إلى إسرائيل التي تواجه غضباً عالمياً تشهد عليه المظاهرات غير المسبوقة بسبب المجازر المروعة التي طالت الأبرياء، وخصوصاً الأطفال، والاستهداف المتعمد للمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة، وهذه الفظاعات لا يمكن للضمير الإنساني أن يتجاهلها فترة طويلة، وستكون لها كلفة سياسية وإنسانية باهظة لعشرات السنين. والاستمرار في الحرب سيضاعف هذه الكلفة، إلا إذا توقف القتل وانتصرت قيم العدالة على الظلم والواقعية على التطرف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ترامب يهاجم زيلينسكي من جديد ويدعو لامتنان أكبر من أوكرانيا تجاه واشنطن

في مشهد سياسي متوتر، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبرًا أنه يجب أن يكون أكثر امتنانًا للدعم الأمريكي المستمر لبلاده، وذلك بعد مشادة كلامية جمعتهما الجمعة في البيت الأبيض.  

وفي تصريحاته، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة كانت داعمًا رئيسيًا لأوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا، قائلًا "أعتقد ببساطة أن عليه أن يكون أكثر امتنانًا، لأن هذا البلد – الولايات المتحدة – دعمهم في السراء والضراء".  

كما أشار إلى أن فرص التوصل إلى اتفاق حول المعادن الأوكرانية لا تزال قائمة، وفقًا لما نقلته شبكة سكاي نيوز، مؤكدًا أن واشنطن لا تزال منفتحة على الحوار بشأن هذه القضية الحيوية.  

وحول مجريات الحرب، كشف ترامب عن رغبته في إنهاء النزاع عبر اتفاقيات جديدة، موضحًا:  
"سنبرم اتفاقات مع روسيا وأوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. روسيا ترغب في إبرام اتفاق لإنهاء الحرب".  

وعلى الجانب الآخر، أعرب زيلينسكي، عن مخاوفه من استمرار الصراع لفترة طويلة، متمنيًا ألا تكون توقعاته صحيحة، في إشارة إلى تعقيدات المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.  

وفيما يخص الاتفاق المتعلق بالمعادن بين واشنطن وكييف، والذي كان من المفترض أن يشكّل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين البلدين، نفى ترامب أن يكون قد فشل تمامًا، مؤكدًا:  
"لا، لا أعتقد ذلك. سنقدم تحديثًا بشأن اتفاق المعادن مع أوكرانيا مساء الثلاثاء".  

وتعكس هذه التصريحات النهج المتباين الذي يتبعه ترامب تجاه الصراع الأوكراني، إذ يبدو أنه يريد إعادة تشكيل العلاقة الأمريكية الأوكرانية وفق شروط جديدة، مع التركيز على المصالح الاقتصادية، مثل اتفاقيات المعادن، بدلًا من الدعم العسكري غير المشروط.  

ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى استعداد الأطراف المتنازعة للدخول في مفاوضات جدية لإنهاء الحرب، خاصة مع تصاعد الضغوط على الإدارة الأمريكية لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه الأزمة الأوكرانية.  

ويثير موقف ترامب تساؤلات عديدة حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية في حال عودته إلى البيت الأبيض، وما إذا كانت سياسته ستختلف جذريًا عن النهج الحالي. 

وبينما تبقى الحرب مستمرة، يظل الاتفاق حول المعادن أحد المحاور المهمة التي قد تحدد شكل التعاون بين البلدين في المستقبل.
 

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • ترامب يهاجم زيلينسكي من جديد ويدعو لامتنان أكبر من أوكرانيا تجاه واشنطن
  • ترامب: سنبرم اتفاقات مع روسيا وأوروبا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • وزير الخارجية الفرنسي: الهدنة بين روسيا وأوكرانيا قد تظهر مدى استعداد بوتين لمحادثات سلام
  • خيار الهدنة والحرب
  • بريطانيا: خطة عمل مشتركة مع فرنسا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • مقترح أمريكي.. إسرائيل توافق على هدنة خلال رمضان والفصح اليهودي
  • في آخر أيام الهدنة..حماس: تمديد المرحلة الأولى مرفوض
  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (1)