لودريان الأربعاء في بيروت سعياً لتعويم الدور الفرنسي وإحداث خرق بملف الرئاسة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
يطل الأسبوع المقبل على محطات بارزة "غير ميدانية" تتصل باستحقاقات الأزمات الداخلية العالقة والمجمدة وفي مقدمها الأزمة الرئاسية كما أزمة ملف قيادة الجيش تحسباً للشغور فيها. وإذ بات معلوماً أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان سيعود الأربعاء المقبل الى بيروت في فصل رابع حتى الآن من مهمته المتعلقة بأزمة الفراغ الرئاسي، بدا لافتاً أن أياً من المراجع الرسمية والقوى السياسية لا تملك معطيات محددة عما إذا كان لودريان سيحمل هذه المرة أفكاراً أو مقترحات جديدة غير تلك التي كان طرحها سابقاً وتالياً بدا كل ما يساق مسبقاً عن زيارته المقبلة أشبه بتكهنات غير مسندة الى معلومات دقيقة ذي صدقية.
وقال مصدر مطلع لـ "الديار" امس ان مواعيد حددت للقائه مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية الاسبوع المقبل، وانه سيجتمع الاربعاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسيكون له لقاء مماثل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وعما سيحمله لودريان في شان الملف الرئاسي قال المصدر انه لم يرشح اي شيء عن فحوى زيارته، لكن الاجواء التي تسبق زيارته لا تدل على انه يحمل مبادرة جديدة، وبالتالي من الصعب التكهن مسبقا في هذا الشأن.
لكن المصدر كشف ان باريس من خلال استئناف مهمة لودريان اليوم ترى ان من الواجب والضروري القيام بمزيد من الجهد والضغط لاعادة تفعيل وتسريع الملف الرئاسي اللبناني وانه لا يجب انتظار نهاية حرب غزة.
ووفق الأجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان، فإن باريس تعتقد انه من الممكن إحداث خرق جديد في جدار لأزمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا احد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية. ويلفت الفرنسيون إلى أنّ لبنان لا يحضر مؤتمرات اقليمية عديدة ويغيب عنها بسبب الشغور الرئاسي، وأنه من الضروري أن يستعيد دوره في هذا الشأن، وهذا يتطلب انتخاب رئيس الجمهورية.
أضافت "الديار" أن السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو تطرق خلال لقائه مع رئيس واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية الخميس الماضي الى زيارة لودريان، مؤكدا ان هناك تنسيقا بين فرنسا وكل من قطر والسعودية في شان التحرك حول الملف الرئاسي اللبناني، وان تحرك الموفد الفرنسي يحظى بدعم المجموعة الخماسية.
وأعرب بعض اعضاء اللجنة عن انهم اصيبوا بصدمة من الموقف الفرنسي ازاء حرب غزة، لكن السفير ماغرو برر في مداخلة مطولة الموقف الفرنسي بان عملية حماس أدت الى مقتل عدد من الفرنسيين واختطاف آخرين وانها طاولت الكثير من المدنيين، لكنه اشار الى توازن الموقف الفرنسي لاحقا مؤكدا على دعم باريس لإسرائيل في الدفاع عن نفسه وتاييدها في الوقت نفسه لحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة. ولفت أيضاً الى أن فرنسا تدعم تحويل الهدنة الانسانية الى وقف اطلاق نار دائم، والانصراف بعد ذلك الى تفعيل العمل لحل سياسي يرتكز على اساس الدولتين. وحرص على تاكيد العلاقة التاريخية والمتينة بين فرنسا ولبنان، وان باريس تدعم وتعمل على استقرار وسلامة لبنان.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى بیروت
إقرأ أيضاً:
مديرة «أوتشا» في بيروت لـ«الاتحاد»: العائلات اللبنانية النازحة تواجه مشكلات متفاقمة
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلةقالت كريستن كنوتسون، مديرة مكتب تنسيقية الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية «أوتشا» بلبنان، إن العائلات المتضررة من عدم الاستقرار بجنوب لبنان، سواء ممن نزحت أو عادت، تواجه تحديات إنسانية متفاقمة في مراكز الإيواء الجماعية.
واصطفت أمس طوابير سيارات طويلة، منذ ساعات الصباح الأولى في انتظار سماح الجيش اللبناني للسكان بالدخول إلى بلداتهم، بعدما أعلنت إسرائيل انسحاب قواتها أمس الأول، والإبقاء على تواجدها في خمس نقاط استراتيجية.
وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني منذ ليل الاثنين الماضي داخل 11 قرية، وأزالت سواتر ترابية من الطرق كان أقامها الجيش الإسرائيلي خلال سيطرته على المنطقة.
ولم تتحمّل عائلات كثيرة الانتظار، فأكملت طريقها سيراً على الأقدام لتفاجأ بهول الدمار الذي طال المنازل والطرق والحقول الزراعية المجروفة على نطاق واسع.
وأوضحت كنوتسون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن النازحين يواجهون أزمات نقص الغذاء وشح المياه النظيفة وضعف الرعاية الصحية، إضافة إلى المعاناة النفسية نتيجة ما تعرضوا له.
وأضافت أن من اختاروا العودة إلى منازلهم بجنوب لبنان يواجهون مزيداً من المخاطر، مثل الذخائر غير المنفجرة، وديارهم المتهدمة، بجانب انهيار منظومة الصرف الصحي بتلك المناطق ما يعرض الموجودين للإصابة بالأمراض المعدية.
وأشارت مديرة «أوتشا» في لبنان إلى تضرر أكثر من 80 ألف وحدة سكنية بين تهدم كلي وجزئي مما دفع حوالي 100 ألف شخص نزحوا من جنوب لبنان للبقاء في مناطق إيواء لأسباب تتعلق بانهيار منازلهم أو خوفاً من الأوضاع غير المستقرة.
وحسب كنوتسون، فإن هناك جهوداً حثيثة بالتعاون مع شركاء المنظمة الأممية لتعزيز قدرة الصمود للنازحين والمتضررين، لتوزيع الطرود الغذائية وأدوات النظافة الصحية والمياه في الضاحية الجنوبية.
وطالبت بمزيد من الدعم للنازحين بلبنان في ظل الحاجة الماسة للموارد لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهم، حيث إن مختلف الفئات السكانية في لبنان تضررت وتأثرت بالأزمة، من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين.
وأشارت كنوتسون إلى أن لبنان يواجه أزمة حادة في الأمن الغذائي بعدما تسببت الأعمال العسكرية في نهاية العام الماضي في تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ونزوح المزارعين عن بساتينهم لأشهر عدة، وهو ما أضعف إنتاج الغذاء.