عاجل بالفيديو - إسرائيل تسحب حيوانات منوية من جثث قتلاها.. فما السبب؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
فيديو - إسرائيل تسحب حيوانات منوية من جثث قتلاها.. فما السبب؟.. فجرت صحيفة إسرائيلية، مفاجآت مدوية بشأن الحرب على قطاع غزة منذ بدايتها في السابع من أكتوبر الماضي، وقتل حركة حماس لمئات الإسرائيليين، وأسر العشرات من الجنود والضباط.
وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن وزارة صحة الاحتلال سمحت بسحب حيوانات منوية من جثث قتلاها من قتلى إسرائيل المدنيين والعسكريين في الحرب.
وأشارت إلى أنها سحبت حيوانات منوية من 33 قتيلا 4 منهم مدنيون والباقي عسكريون من أجل حفظها بالتجميد وإبقاء فرصهم في الإنجاب.
وعقب ذلك حسب الصحيفة، ألغت وزارة صحة الاحتلال، مؤقتًا سحب حيوانات منوية من قتلاها المدنيين والعسكريين بسبب الحرب على قطاع غزة.
وأعلنت الصحيفة الإسرائيلية، شروط الحصول على موافقة لسحب الحيوانات المنوية، مؤكدة شرط الحصول على إذن قضائي من أجل سحبها.
وكان يتوجب على الأرامل أو الأسر الراغبة في سحب الحيوانات المنوية من جثث الزوج أو الابن بعد الوفاة، الحصول على إذن قضائي، لكن هذا الشرط ألغي بشكل مؤقت بسبب الحرب.
وقالت "هآرتس"، إن "وزارة الصحة أنشأت وحدة خاصة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع مع الجيش والمستشفيات التي تضم بنوك الحيوانات المنوية، لإخطار العائلات بخيار سحب الحيوانات المنوية في أسرع وقت ممكن، بعد وفاة الزوج أو الابن".
ويجب سحب الحيوانات المنوية خلال 24 ساعة من الوفاة، لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة عندما يتم فك تجميدها لاحقا واستخدامها لتخصيب بويضة.
لكن خبراء إسرائيليين يقولون إنه يمكن استعادة الحيوانات المنوية "حتى بعد عدة أيام من الوفاة، وحتى عندما لا تكون الحيوانات المنوية قادرة على الحركة".
لأول مرة السجين يودع سجانه.. الأسيرات الإسرائيليات يودعن "كتائب القسام" (صفقة تبادل الأسرى)وودعت الأسيرات الإسرائيليات، في الساعات الأولى من صباح الأحد، عدد من جنود كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، أثناء صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي.
لأول مرة السجين يودع سجانه.. الأسيرات الإسرائيليات يودعن "كتائب القسام" (صفقة تبادل الأسرى)ونشرت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، في الساعات الأولى من صباح الأحد، لحظة تسليم الدفعة الثانية من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب، بالتزامن مع بدء ثالث أيام الهدنة في قطاع غزة.
وصول الأسرى الضفة الغربية.. هتافات دعم لـ كتائب القسام تهز فلسطين (شاهد بث مباشر)ووصلت حافلة الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجن عوفر، في الساعات الأولى من صباح الأحد، إلى بلدة بيتونيا بالضفة الغربية.
واستقبل المواطنون الأسرى بهتافات واحتفالات تهز الضفة الغربية، وسط حالة من الفرحة بين المواطنين، فضلًا عن هتافات لدعم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
بعد تشويه وجهها.. إسراء الجعابيص ترعب الاحتلالومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح الأحد، الأسيرة إسراء الجعابيص من تصويرها، بعد تشوية وجهها.
"خايفين من صورة".. الاحتلال يقتحم منزل الأسيرة إسراء الجعابيص في القدس وتشترط إخلائه قبل الإفراج عنهاكما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح الأحد، منزل الأسيرة إسراء الجعابيص في القدس، واشترطت قوات الاحتلال بضرورة إخلاء المنزل قبل الإفراج عنها.
"غزة تنتفض".. زلزال داخل سجون الاحتلال بعد تحرير أقدم الأسيرات.. ماذا يحدث الآن؟وخرج 39 أسيرا من الفلسطينيين، في الساعات الأولى من صباح الأحد، بعد إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وأعلنت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إعلان أسماء الدفعة الثانية من الأسيرات المحررات والأطفال المحررين الذين سيتم الإفراج عنهم مساء السبت، وذلك ضمن بنود اتفاق الهدنة، وعددهم (39).
ننشر أسماء الأسيرات المحررات والأطفال المحررين المفرج عنهم اليوموجاءت أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم مساء السبت ضمن بنود اتفاق الهدنة كما يلي:
1. اسراء رياض جميل جعابيص / القدس
2. فدوى نزيه كامل حمادة / القدس
3. عايشه يوسف عبد الله افغاني / القدس
4. نورهان إبراهيم خضر عواد /القدس
5. شروق صالح إبراهيم دويات / القدس
6. ميسون موسى محمود موسى / بيت لحم
7. انور صافي احمد عطا / رام الله
8. رجا اسعد رجا ابو قياص/ جنين
9. عمر محمد عبد الرحيم شويكي / القدس
10. حمادة سائد مصطفى ابو سمرة / جنين
11. إبراهيم وليد إبراهيم تعامرة / بيت لحم
12. محمد ياسين تيسير صباح بيت لحم
13. احمد علي محمد الصباح / بيت لحم
14. إبراهيم سمير إبراهيم صباح / بيت لحم
15. مراد فؤاد عبد اللطيف دار عطا / رام الله
16. احمد وليد محمد خشان جنين
17. شاكر علي شاكر سالم بلوط / الخليل
18. وائل بلال شاكر مشة /نابلس
19. طارق زياد عبد الرحيم داود / قلقيلية
20. عبد الرحمن محمد صالح حوراني / قلقيلية
21. مروح ياسر راتب خريميه / جنين
22. عبد الهادي عصام محمد كميل / جنين
23. صدام أمجد ماجد طقاطقة / بيت لحم
24. جهاد توفيق جهاد يوسف / رام الله
25. محمد ايمن عبد الرحمن عريسي / نابلس
26. مصطفى مازن حسين شحادة / رام الله
27. عز الدين عنان حسن سوداني / نابلس
28. شادي محمد ديب ابو عادي / رام الله
29. ياسين عمر عزات حنفيه / اريحا
30. يوسف محمود سالم سبتين / الخليل
31. محمد طارق سليم حواشين / جنين
32. عبد الكريم انور ظاهر السعدي / جنين
33. صامد خالد محمود ابو خلف / نابلس
34. احمد غريب احمد خليل / رام الله
35. وسام مروان عبد السلام تميمي / رام الله
36. محمد نصر فوزي سوالمه / نابلس
37. يزن جبر عبد الجبار الحسنات / بيت لحم
38. محمد نزار نمر ابو عون / طولكرم
39. قسم خالد محمد مصاروة / جنين
وصلت الأسيرة المحررة شروق دويات، في الساعات الأولى من صباح الأحد، إلى منزلها في القدس، ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وجاء ذلك بالتزامن مع بدء ثالث أيام الهدنة في قطاع غزة برعاية مصرية قطرية.
لمزيد من التفاصيل عن بنود اتفاق هدنة غزة:
بجهود مصرية قطرية.. حماس تعلن التوصل لاتفاق هدنة مع الاحتلال
حماس تعلن رسميا وقف إطلاق النار
حماس تعلن دخول مئات شاحنات المساعدات الطبية والوقود لكل مناطق غزة
إسرائيل تعلن إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال الأسرى لدى حماس في هذا الموعد
حماس عن الهدنة: الاتفاق يضمن حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب
الاحتلال ينشر صورا لحظة دخول الحافلة التي تقل الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى الأراضي المحتلةونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح الأحد، صورًا لحظة دخول الحافلة التي تقل الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى الأراضي المحتلة.
لحظة دخول الحافلة التي تقل الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى الأراضي المحتلةلحظة دخول الحافلة التي تقل الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم إلى الأراضي المحتلةبث مباشر لحظة الإفراج عن الدفعة الثانية لأسرى فلسطين برعاية مصرية قطريةوتنشر بوابة الفجر الإلكترونية، في الساعات الأولى من صباح الأحد، بث مباشر تغطية مباشرة لحظة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بالتزامن مع بدء ثالث أيام الهدنة، وتعد هذه هي الدفعة الثانية وعددهم 39 أسيرًا، وذلك عقب اتفاق الهدنة في غزة برعاية مصرية قطرية.
كتائب القسام تعلن تسليم 13 محتجزا إسرائيليا إلى الصليب الأحمر و4 من حملة الجنسيات الأجنبيةوأعلنت كتائب القسام، مساء السبت، تسليم 13 محتجزا إسرائيليا إلى الصليب الأحمر الدولي و4 من حملة الجنسيات الأجنبية.
اقرأ أيضًا عن اتفاق هدنة غزة:
حماس: وقف حركة آليات الاحتلال العسكرية المتوغلة في قطاع غزة
حماس: وقف حركة طيران الاحتلال على مدار أيام الهدنة
الاحتلال يفرج عن 150 من نساء وأطفال فلسطين مقابل 50 من أسراهم
مصر تنجح في إنهاء أزمة تبادل المحتجزين بقطاع غزةوتحرك فريق من الصليب الأحمر، مساء السبت، لاستلام المحتجزين 13 إسرائيليا وعدد 4 من رعايا الدول الأخرى، ومتابعو مصر الإفراج عن 39 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، حسب ما أفادت به "القاهرة الإخبارية".
ونجحت مصر، في إنهاء أزمة تبادل المحتجزين بقطاع غزة والأسرى الفلسطينيين، بعد تعثرها لأسباب فنية، ومن المقرر أن يتم استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة اليوم، كما كان مقرر لها، بعد تعثر اليوم، حسب فضائية "القاهرة الإخبارية".
لمعرفة المزيد عن بنود الهدنة بالتفاصيل عبر بوابة الفجر الإلكترونية:
حماس: بنود الاتفاق صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها تهدف لخدمة شعبنا
حماس: المقاومة أدارت المفاوضات من موقع ثبات وقوة في الميدان
حماس عن الهدنة: أيدينا ستبقى على الزناد وكتائبنا ستبقى بالمرصاد
أبرز تصريحات حركة حماس في ثانِ أيام الهدنةوأكد أسامة حمدان القيادي في حركة حماس، في خطاب مساء السبت، عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق الهدنة وقد أبلغنا الوسطاء بانتهاكاته، وأن الجرائم التي شنها الاحتلال في قطاع غزة تعد الأقسى في العصر الحديث تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأمريكية، مجددًا رفض القاطع لكل المواقف التي تدعو لمشاركة قوات أجنبية تحت أي مسمى في إدارة غزة.
وأشار إلى حرص حماس على تنفيذ وإنجاح اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية، وأن هتاف الأسرى المحررين للمقاومة تعبير عن التفاف شعبنا حولها وحول مشروعها، مشيرًا إلى أن عملية طوفان الأقصى ألحقت بالاحتلال هزيمة استراتيجية وستستكمل كتائبنا العملية حتى التحرير.
وقال القيادي في حركة حماس، إن إجبار الاحتلال على الإفراج عن 150 من النساء والأطفال والأسرى ثمرة لبطولة القسام، وأن الاحتلال لم ولن يفلح في تحرير أسراه بالقوة، وأن اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى لم يكن ليتحقق لولا صمود شعبنا الأبي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حيوانات حيوانات منوية صحيفة غزة غزة الان فلسطين فلسطين الان فلسطين اليوم فلسطين مباشر فلسطين بث مباشر بث مباشر فلسطين بث مباشر غزة اخبار فلسطين اخبار فلسطين الان اخبار فلسطين اليوم فلسطين مباشــر الآن فلسطين مباشر اليوم أخبار عاجلة اخبار عاجلة اليوم خبر عاجل فلسطين عاجل عاجل فلسطين قطاع غزة غزة مباشر غزة بث مباشر تطورات قطاع غزة المقاومة الفلسطينية حركة حماس حماس كتائب القسام سرايا القدس حزب الله اسرائيل قوات الاحتلال جيش الاحتلال قصف الاحتلال تل أبيب تل أبيب مباشر قصف جيش الاحتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي صفارات الانذار تغطية مباشر قطاع غزة تغطية مباشر مستشفى القدس أزمة قطاع غزة لبنان الاحتلال الإسرائیلی صفقة تبادل الأسرى الدفعة الثانیة إسراء الجعابیص اتفاق الهدنة کتائب القسام مصریة قطریة أیام الهدنة فی قطاع غزة الإفراج عن بنود اتفاق مساء السبت حرکة حماس فی القدس رام الله بیت لحم
إقرأ أيضاً:
حطام غزة في الزنازين.. كيف تعذب إسرائيل الأسرى بالصور؟
في السجون الإسرائيلية، حيث يُحتجز آلاف الأسرى الفلسطينيين بعيدًا عن أهلهم وأرضهم، لم تكتفِ سلطات الاحتلال بالقيد الحديدي والعزل القاسي، بل أضافت إليه قيدًا من نوع آخر: صور الدمار في غزة، معلّقة أمام أعينهم.
ففي خطوة شديدة الرمزية والقسوة، أقدمت سلطات الاحتلال على تعليق صور الدمار في غزة داخل زنازين الأسرى الفلسطينيين. هذه الخطوة، رغم بساطتها الشكلية، تُشكّل مادة تحليل إعلامي غنيّة، تكشف عن طبيعة الخطاب الإسرائيلي في تعاطيه مع الرواية الفلسطينية، وتوظيفه للصورة كأداة عقابية وحربية بامتياز.
وقد كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن قيام مصلحة السجون الإسرائيلية بتعليق صور الخراب الواسع في قطاع غزة داخل السجون، كجزء من حرب نفسية ممنهجة ضد الأسرى الفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر. ووفق الصحيفة فإن مصلحة السجون الإسرائيلية تهدف من تعليق هذه الصور إلى تقويض الشعور بالبطولة والتعاطف.
في هذا التقرير، سنسعى إلى تحليل هذه الممارسة من حيث بعدها القانوني والإنساني والسياسي، وقراءة الصورة لا كمجرد وثيقة بصرية، بل كأداة هيمنة، وكشفٍ إضافي عن عقلية الاحتلال التي تُحيل الرموز إلى أدوات تعذيب، وتُسخّر الصورة – في زمن العتمة – لتكون أداة إذلال لا تختلف كثيرًا عن أدوات القمع التقليدية.
إعلانفقد يبدو الفعل بسيطًا في ظاهره، لكنه يكشف عن طبقة عميقة من استخدام "الصورة" كأداة حرب باردة، تمارس تأثيرها في الظل، بصمت مدروس، وبلغة تتقنها آلة الاحتلال: لغة الإذلال البصري.
لطالما شكّلت الصورة أداة مركزية في تشكيل الرأي العام وصناعة الوجدان. لكن حين توجَّه الصورة إلى الأسرى، داخل مساحة معزولة ومجردة من الحركة، فإنها تتحوّل من وسيلة تواصل إلى أداة قهر. تعليق صور الدمار – وفي الغالب صور من منازل مهدّمة، شوارع محروقة، ووجوه مذهولة – لا يهدف إلى تذكير الأسرى بواقعهم فحسب، بل إلى تأنيبهم، وتحطيمهم نفسيًا، وربما دفعهم إلى الشعور بالعجز المزدوج: عجز القيد، وعجز عدم القدرة على حماية أحبّتهم خارج القضبان.
تحاول إسرائيل عبر هذا الفعل ترسيخ الإحساس بالعجز والقهر داخل نفوس الأسرى، وكأنها تقول: "نُحطّم الخارج وأنتم عاجزون في الداخل"، في محاولة لإضعاف معنوياتهم، وخلق رابط مؤلم بين معاناتهم الشخصية وما يجري خارج القضبان.
الحرب النفسية عبر الجدرانفي أدبيات الحرب النفسية، تُستخدم الرموز والبصريّات لتقويض العزيمة، ولزرع الهزيمة في النفس قبل أن تقع في الميدان. وهنا، تتحول جدران الزنزانة إلى شاشة عرض دائمة، معلّقة عليها شهادة بالصمت: غزة تُدمّر، وأنتم في الداخل. وهذا يتجاوز العقوبة الجسدية أو العزلة إلى فضاء رمزي خطير، يوظّف الصورة كوسيط تعذيب متواصل.
لا تأتي هذه الصور محايدة، بل مشحونة برسائل مضمَرة. تريد إسرائيل أن تُظهر نفسها كقوة لا تُقهر، وكأنها تقول للأسرى: "حتى وأنتم في القيد، نلاحقكم بالهزيمة". هذه ليست مجرد صور، بل نصوص بصرية مسيّسة، موجّهة نحو الداخل الفلسطيني، ومحمّلة بإشارات سياسية: "هذه غزتكم… وهذا مصير من يقاوم".
منطق العقاب الجماعي المركّبإذا كان الحصار والدمار في غزة يُمثّلان وجهًا ماديًا للعدوان، فإن تعليق الصور داخل السجون يُمثل الوجه الرمزي له. تُعاقب غزة بالسلاح، ويُعاقَب الأسرى بالصور، ما يُشكل نوعًا من "العقاب الجماعي المركّب"، حيث يتحوّل الدمار إلى مادة دعائية هدفها تجريد الإنسان الفلسطيني من قدرته على الأمل أو المقاومة النفسية. ولا يمكن فصل هذا الفعل عن استراتيجية إسرائيل في معاملة الفلسطينيين بمنطق العقوبة الجماعية. فغزة محاصَرة بالقصف، والضفة محاصَرة بالحواجز، والأسرى محاصرون بالحرمان – وها هم اليوم يُحاصرون أيضًا بالصور. صور تشهد على حرب لا يعيشونها بأجسادهم، لكنهم يُجبرون على استيعابها بعقولهم، كأنها امتداد للعقوبة، أو مرآة للجرح الممتد.
بموجب القانون الدولي، يُعد عرض صور الدمار أمام الأسرى لأغراض الإذلال أو التحطيم النفسي انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف، لا سيما المادة 3 المشتركة بين الاتفاقيات الأربع، والتي تحظر "المعاملة القاسية والمهينة والحاطة من الكرامة الإنسانية" للأشخاص المحتجزين أثناء النزاعات المسلحة. كما تنص اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بمعاملة أسرى الحرب على ضرورة "احترام شرفهم وكرامتهم" وحمايتهم من أي نوع من أنواع الدعاية أو الاستغلال النفسي.
إعلانوعليه، فإن تعليق صور القصف والدمار أمام الأسرى أو عرض مقاطع مصورة لدمار منازلهم وأحيائهم يمكن أن يُفسّر كـ "شكل من أشكال المعاملة المهينة والانتهاك المتعمّد للحالة النفسية للأسرى"، ما يُعدّ إخلالًا بالتزامات إسرائيل كقوة احتلال وفق القانون الدولي الإنساني.
المحاسبة على هذه الأفعال قد تتم عبر آليات متعددة، منها:
الآليات التعاقدية الدولية كرفع شكاوى إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة. المحكمة الجنائية الدولية إذا وُصفت الانتهاكات بأنها ممنهجة وترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مثل المقرّر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.ورغم صعوبة محاسبة إسرائيل فعليًا بسبب الحماية السياسية والدبلوماسية التي تحظى بها، إلا أن توثيق مثل هذه الانتهاكات ضروري جدًا لتثبيت الأدلة وفتح المسارات القضائية مستقبلًا، سواء في المحاكم الدولية أو ضمن آليات العدالة الانتقالية لاحقًا.
معركة الرموز لم تنتهِما جرى في السجون الإسرائيلية، ليس تفصيلًا عابرًا، بل تكتيكًا محسوبًا في الحرب الشاملة على الوعي الفلسطيني. تعليق الصور في الزنازين هو صورة مصغّرة عن المعركة الأكبر: معركة الرواية، معركة المعنى، معركة الذاكرة. وكما تقصف إسرائيل البيوت، فإنها تقصف الخيال أيضًا – بالصور، بالرموز، وبالألم.
وهذا الأمر هو سلوك إسرائيلي منهجي في اعتماد التعذيب، فقد أفادت صحيفة الجيروزاليم بوست في فبراير/ شباط الماضي بأن السلطات الإسرائيلية عرضت مقاطع فيديو تُظهر الدمار في غزة للأسرى الفلسطينيين قبيل الإفراج عنهم، كجزء من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فقد تم حينها إعداد مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق من قبل مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي بالتعاون مع مصلحة السجون، يُظهر حجم الدمار في قطاع غزة، وتم عرضه على الأسرى الفلسطينيين قبل إطلاق سراحهم.
وأثارت هذه الخطوة انتقادات من منظمات حقوق الإنسان، التي اعتبرتها جزءًا من سلسلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. ووثقت تقارير متعددة حالات تعذيب وسوء معاملة للأسرى، بما في ذلك الضرب، التجويع، والإهمال الطبي.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، أصدرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان في أغسطس/ آب 2024 تقريرًا بعنوان "مرحبًا بكم في الجحيم"، يوثق الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك الضرب، الحرمان من الطعام والماء، والاعتداءات الجنسية.
وتُضاف هذه الممارسات إلى سجل طويل من الانتهاكات التي وثقتها منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، والتي دعت إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
اختراق وجدان الضحيةليست هذه الصور الجديدة سلوك إسرائيلي عابر، بل سلاح جديد في معركة نفسية قاسية، تُشنّ على أسرى عزل، بوسائل صامتة، لكنها موجعة. وهو فعلٌ يتجاوز البعد الأمني، ليتحول إلى رسالة سلطوية ذات طابع سياسي وحقوقي ورمزي، تحمل مضمونًا قاسيًا مفاده: "نقصف الخارج، ونؤدب الداخل، ونُريكم أن لا شيء خارج قبضة الردع".
إن تعليق صور التدمير والخراب داخل زنازين الأسرى هو فعل سياسي بامتياز، لكنه يُمارَس عبر وسيلة إعلامية: الصورة. وبهذا المعنى، يمكن فهمه كجزء من الحرب الإعلامية التي تخوضها إسرائيل ضد الوعي الفلسطيني، ليس فقط من خلال الرواية الكبرى التي تنشرها، بل أيضًا عبر التفاصيل اليومية الصغيرة التي تهدف إلى اختراق وجدان الضحية وتحطيمه من الداخل.
وختاما يمكن القول إن ما تفعله إسرائيل هو البروباغندا الصامتة، فهذه الصور ليست موجهة فقط للأسرى، بل أيضًا لمن يسمع بالخبر أو يراه في الإعلام. تريد إسرائيل أن تُعلن انتصارًا رمزيًا مزدوجًا: نحن نحاصر الداخل (غزة) ونقمع العمق الرمزي (الأسرى). إنها حرب دعائية لا تُقال بالكلام، بل تُعلّق في صمت على الجدران، كأقسى منشورات الحرب النفسية.