سيطرت فرحة عارمة على أرجاء الأراضى الفلسطينية بعد الإفراج عن ٣٩ أسيراً قضوا سنوات فى سجون الاحتلال عقب نجاح مصر فى التوصل إلى تهدئة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث استقبل الأهالى الأسرى المحررين بالزغاريد والهتافات، ومن بينهم المحررتان حنان البرغوثى وروضة أبوعجمية.

روضة أبوعجمية: سندافع عن أرضنا

«حنان»، البالغة من العمر ٥٩ عاماً، أكدت، لـ«الوطن»، أن قوات الاحتلال اعتقلتها منذ ٣ أشهر من بلدة كوبر بـ«رام الله» بسبب مناداتها المستمرة بتحرير أولادها الأربعة «عناد، عبدالله، عمر، وإسلام»، وتم اعتقالها وتحويلها للاعتقال الإدارى لمدة ٤ أشهر، مشيرة إلى أنها لن تتخلى عن المطالبة بالإفراج عن أولادها، قائلة: «أنا أم الأبطال وأخت الأبطال وراح أطالب بالإفراج عنهم».

وتابعت: «الحمد لله على الحرية، لكن نفسى تكمل ها الحرية بالإفراج عن باقى عيلتى وأولادى»، مؤكدة أنها وجميع الأسيرات تعرضن للإهانات وعدم تناول الأكل، وأضافت: «كنا ١١ أسيرة فى غرفة لا تسع ٥ أشخاص، ومنعوا عنا الأكل والزيارات، وكنا عايشين على الأكل اللى اشتريناه فى الكانتين لكن ما كان بيكفينا، كنا بنام على الأرض ونتقاسم الملابس، ومنذ 7 أكتوبر الماضى لم تسمح قوات الاحتلال لنا بالخروج أو الزيارات، كانوا بيسمحوا بـ١٠ دقايق فقط لدخول الحمامات اللى كانت قذرة وبنقف عليها بالطوابير».

حنان البرغوثى: كنا 11  أسيرة ننام على الأرض بغرفة صغيرة.. ومنعوا عنا الأكل والزيارات

ووصفت «البرغوثى» ما رأته فى سجون الاحتلال بالقول إنها حرية مخلوطة بالألم «حرية صعبة علشان تركت وراى أسيرات قُصر يعذبن داخل السجون، كان فيه بنت معايا طلبت تروح للدكتورة علشان تعبانة، وجت ليها الدكتورة وصرخت فيها وتقول لها انتى ما فيك إشى، انتى مو تعبانة، كل الأسيرات يتعرضن للاضطهاد والقهر داخل السجون». وأكدت فرحتها بالإفراج عن شقيقها نائل البرغوثى بعد ٤٣ عاماً من الاعتقال، وأضافت: «عيلتى كلها مقاومة، واستخدموا معنا سياسة العقاب الجماعى، بس فرحانة بخروج نائل، وفرحتى هتكمل بخروج كل الأسرى من سجون الاحتلال، وقتها راح نحس بالحرية الكاملة، ونتمنى أن تتحرر فلسطين بأكملها، وتحية إلى أهالى غزة المرابطين الصامدين الصابرين فى وجه الاحتلال الغاشم».

وفى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، استقبلت أسرة روضة أبوعجمية، 47 عاماً، الأسيرة المحررة بهتاف: «الحرية للأسرى»، مؤكدة أنها تعرضت لظروف قاسية داخل سجون الاحتلال، وقالت: «كلنا تعرضنا لظروف صعبة، لا نوم ولا أكل ولا معاملة طيبة، ما كنا ننتظر معاملة آدمية من الصهاينة، لكنهم دائماً بيتغنوا بحقوق الإنسان وهمّا بيعاملوا الإنسان بلا إنسانية». وأضافت أنها كانت تتعرض للتضييق فى سجون الاحتلال وحُرمت من مقابلة أهلها، وتابعت: «حرمونا من كل شىء، لكن الحمد لله على الحرية، وعزلونا بشكل كامل عن العالم من ٧ أكتوبر الماضى، ٤٨ يوماً فى عذاب؛ لا كهرباء ولا مياه ولا أكل ولا إشى»، مؤكدة أنها تتمنى أن تعود الحرية لكل الأسيرات والأسرى، وقالت: «راح نضل نقاوم، ما راح نستسلم لآخر نَفَس، راح ندافع عن أرضنا حتى لو كان الثمن حياتنا».

أماني حشيم: مش مصدقة إني هشوف أطفالي

ووصفت المحررة أمانى حشيم شعور الحرية بعد 7 سنوات فى سجون الاحتلال بقولها: «كنت باحضن أطفالى من سنوات لكن دلوقتى ما عرفت عنهم شىء، الاحتلال سرق عمرنا، حاسة حالى باحلم إنى أشوف ولادى تانى، كنت أتمناها ومش قادرة أترجم الشعور اللى حاساه، ما شُفت ولادى ولا لمستهم ولا إشى صار طولهم، كبروا بسرعة، الاحتلال سرق منا لحظات حلوة، ومن ٧ أكتوبر حسينا بالأمل رغم سحبهم كل الأجهزة الكهربائية وعزلنا، وأحلى جملة سمعتها لما جت قوات القمع وقالوا لى أمانى يلا على البيت، وقتها بكيت وسجدت شكراً لله».

فاطمة شاهين: فرحتنا منقوصة علشان ما زال لدينا أسيرات

«الحمد لله راح أحضن بنتى، عندها ٥ سنوات، وعاشت مع أهلى طول مدة الاعتقال»، بهذه الكلمات عبرت الأسيرة فاطمة شاهين، 33 عاماً، مؤكدة أنه تم اعتقالها فى منتصف أبريل الماضى عند منطقة فاصلة بين مدينتى بيت لحم والخليل، ووجهت لها تهمة محاولة اختراق حاجز والقتل العمد.

وقالت «فاطمة» إنها وكل الأسيرات تعرضن لمعاملة سيئة من قبَل الصهاينة، وأضافت: «منذ ٧ أكتوبر الماضى عزلونا عن العالم، وكمان أصابونى خلال اعتقالى ومنعوا عنى الأدوية والعلاج فى السجن، كنت محتاجة أتعالج بعد ما اتصبت لكن منعونى، وفرحتنا منقوصة علشان لسه فيه أسيرات فى سجون الاحتلال، ونفسى كل الأسرى يعودوا لبيوتهم، إحنا ما راح نفرح بخروجنا إلا وهمّا فى وسطنا».

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هدنة التهدئة الأسيرات حماس فى سجون الاحتلال بالإفراج عن الحمد لله

إقرأ أيضاً:

عائدون إلى شمال غزة: "لن نستسلم ولو عشنا في الشوارع لسنين" (فيديو)

رصدت فضائية “الغد”، مشاهد عودة أهالي غزة إلى الشمال، حيث يتجمع عدد هائل من المركبات، التي تمتد على مرمى البصر من المنطقة الأمنية الخاصة بالتفتيش، وحتى منطقة المغازي، إذ تبلغ المسافة نحو 5 إلى 6 كيلومترات، لكي تصطف السيارات على طول الطريق في انتظار دورها للوصول إلى مدينة غزة وشمالها. 

ويقول مراسل القناة إن المعاناة كبيرة، “فهؤلاء المواطنون، منذ صباح الأمس، منذ الساعة التاسعة أو العاشرة، يتواجدون على هذا الطريق في انتظار دورهم”.

أهالي غزة يواصلون الزحف نحو منازلهم في الشمال.. فيديو أسيرة إسرائيلية تقع في حب كتائب القسام وترفض مغادرة غزة.. "حقيقة أم فبركة"

وتواجه العائلات الفلسطينية، التي تتكدس في المركبات مع أمتعتها، ظروفًا صعبة للغاية، ويقول أحدهم: "الحمد لله، نحن سعداء بالعودة إلى الشمال، الفرح لا يوصف، حتى لو قضينا العمر كله في العودة إلى بيوتنا، هذه فرحة حقيقية، رغم فقداننا للشهداء والجرحى. سنعود ونظل في بلادنا، وسنبقى صامدين، ولن نستسلم للعدو الصهيوني، يجب أن نبقى صامدين، حتى لو فقدنا الآلاف، أو قضينا شهورًا في الشوارع، نحن هنا منذ يومين، لكننا سعداء لأننا سنعود إلى بلادنا، ولن نسمح للعدو بدخول أراضينا".

وتظهر العائلات في هذا المشهد المأساوي، حيث تتكدس بشكل كبير في هذه المنطقة، ما يعكس الأوضاع الصعبة التي تعاني منها، خاصة مع وجود العديد من الأطفال. كما ترون، الأوضاع مؤلمة، والأطفال والنساء والأمتعة كلها في هذه المركبات.

وفي سيارة مليئة بالأطفال والنساء الذين يرغبون في العودة إلى شمال مدينة غزة، يقول أحدهم: “الحمد لله، العائلة كلها هنا، نحن عائدون إلى غزة، مشاعرنا مليئة بالفرح والأمل، ونتمنى أن نتجاوز هذه المحنة”، وعند سؤالهم عن منازلهم، يجيبون: "البيت مدمر بالكامل، لكننا سعداء بالعودة إلى أرضنا، ورغم كل شيء لن نستسلم ولو عشنا في الشوارع لسنين".

ويواصل أهالي غزة النزوح نحو الشمال في مواكب كبيرة ومسيرات بشرية تضم الآلاف، وتستمر حركة السيارات بشكل كبير على طريق صلاح الدين باتجاه الحاجز المؤدي إلى مدينة غزة وشمالها. 

وتتدفق المركبات على مد البصر، حيث تحمل العديد من النازحين واحتياجاتهم الأساسية مثل الملابس الشتوية والفرشات التي اصطحبوها معهم إلى غزة، نظرًا للظروف الصعبة والمعقدة هناك. 

ومن وسط قطاع غزة وحتى حاجز نتساريم، تتجمع المركبات في ازدحام شديد بانتظار السماح لها بالدخول؛ إذ يبدو أن الناس، منذ يوم أمس، ينتظرون في هذه المنطقة، ولم يحين دورهم بعد للوصول إلى نقطة التفتيش، ما يدل على الكثافة الكبيرة للمركبات التي تتجه نحو غزة. 

مقالات مشابهة

  • الأسير المثقف قتيبة مسلم يعانق الحرية اليوم بصفقة التبادل (بروفايل)
  • غضب في إسرائيل بعد إعلان الإفراج عن زكريا الزبيدي بطل عملية «نفق الحرية»
  • استشهاد أسيرين فلسطينيين من غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد أسيرين فلسطينيين من قطاع غزة في سجون العدو الصهيوني
  • استشهاد أسيرين من قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد أسيرين من غزة في سجون الاحتلال 
  • استشهاد معتقلين من غزة في سجون الاحتلال
  • الأسيرة الفلسطينية عبلة سعدات تروي لـ«الوطن» تفاصيل صادمة عن الساعات الأخيرة في سجون الاحتلال.. عاجل
  • عائدون إلى شمال غزة: "لن نستسلم ولو عشنا في الشوارع لسنين" (فيديو)
  • أيهم كممجي أحد أبطال عملية نفق الحرية