«الأوقاف» تختتم اختبارات مسابقة القرآن المدرسية
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
اختتمت اختبارات المسابقة المدرسية السنوية لحفظ القرآن الكريم في نسختها الـ 60، التي نظمتها وأشرفت عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
شاركت في الاختبارات مئات المدارس من البنين والبنات، من كافة المدارس الحكومية والخاصة في جميع المراحل الدراسية، بدءًا من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، وذلك على مدى أسبوعين.
وقال السيد جاسم عبد الله العلي رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة المدرسية السنوية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـستين «إن الوزارة تولي المسابقة المدرسية السنوية للقرآن الكريم اهتماماً كبيراً، في إطار جهودها بتعزيز القيم الدينية والتربية الإسلامية بين أبنائنا من الطلاب والطالبات على اختلاف مراحلهم الدراسية بدءًا من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية.
وأكد أن المسابقة تساهم في تشجيع الطلاب ذكوراً وإناثاً على المشاركة وتحفزهم على بذل جهدهم في التدرج في حفظ القرآن الكريم ومراجعته، تماشياً مع أهداف المسابقة في المحافظة على كتاب الله في صدور الأجيال، والاهتمام باللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم، مع شحذ همم أبنائنا وبناتنا الطلاب للمنافسة في أشرف ميادين العلم وهو كتاب الله عز وجل، بالإضافة إلى تربية أجيال متخلقة بأخلاق القرآن الكريم اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن.
وأضاف إن الوزارة خصصت مكافآت مالية لجميع الطلاب الناجحين في المسابقة من الذكور والإناث؛ تشجيعاً على المشاركة وتكريماً لهم، حيث سيتم إيداع المكافآت المالية للفائزين عبر التحويل البنكي المسجل من قِبل ولي الأمر بموقع المسابقة، خلال الأيام القليلة القادمة بمشيئة الله، كما يمكن لولي الأمر الاطلاع على شهادة المشاركة وطباعتها من خلال الموقع.
ولفت السيد جاسم العلي إلى أن المسابقة لاقت إقبالاً وحرصاً كبيراً على المشاركة من الطلاب وأولياء الأمور والمدارس، حيث بلغ العدد الإجمالي للطلاب المسجلين بموقع المسابقة وفق آخر تحديث (23,677) طالباً وطالبة، من 555 مدرسة حكومية وخاصة.
وقال إن اللجنة المنظمة للمسابقة مستمرة في التحديث والتطوير في المسابقة وتقديم المزيد من الخدمات الإلكترونية التي تيسر على الطلاب وأولياء الأمور والمدارس المشاركة.
وقدم رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة المدرسية الشكر والتقدير لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على تعاونها المثمر الذي ساهم في إنجاح هذه المسابقة القرآنية، كما شكر جميع المدارس المشاركة وأولياء الأمور والطلاب على مشاركتهم.
أنشطة وفعاليات
نفذت اللجنة المنظمة للمسابقة بعض الأنشطة والفعاليات، منها التعريف بمعلومات قرآنية من خلال جدارية في ساحة جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وعقد مسابقات ثقافية وأقيمت مسابقات رياضية تربوية في مقرات المسابقة الأخرى بجوامع عثمان بن عفان بالخور، وحمزة بن عبد المطلب بالوكرة، والمانع بالوعب وتم توزيع الجوائز والهدايا على المشاركين تشجيعا على حفظ القرآن والتعلق ببيوت الله.
وقال الأستاذ محمد الجناحي المدير المساعد لمدرسة طارق بن زياد التابعة لمؤسسة قطر، إن طلاب المدرسة يشاركون في المسابقة المدرسية السنوية للقرآن الكريم من جميع الفئات من التمهيدي إلى الصف الخامس.
وأكد أن المسابقة المدرسية السنوية للقرآن الكريم التي تنظمها وتشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تمثل قيمة كبيرة لدى إدارة المدرسة، في إطار الاهتمام بالتراث الإسلامي والعادات القطرية الأصيلة النابعة من الدين الحنيف، وهي إحدى الركائز الأساسية بمدرسة طارق بن زياد.
وأوضح الأستاذ شجاع الدين مدير أكاديمية المها للبنين، أن هناك عددا كبيرا من طلاب الأكاديمية سجل للمشاركة في المسابقة المدرسية للقرآن الكريم في نسختها الحالية، وبلغ عددهم 468 طالباً، بداية من مرحلة التمهيدي حتى الثانوية.
وقال إن هذا الإقبال من الطلاب نابع من رؤية المدرسة في تقديم تعليم عالمي متميز مع هوية إسلامية، لافتاَ إلي أن الحرص على تعليم أكاديمي عالمي متميز، مع ترسيخ مبادئ الإسلام في نفوس الطلاب وتنشئتهم على حب القرآن الكريم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مسابقة القرآن المدرسية حفظ القرآن وزارة الأوقاف القرآن الکریم للقرآن الکریم فی المسابقة
إقرأ أيضاً:
أسرار القرآن الكريم.. تأملات في معنى "الرحمن الرحيم"
منذ فجر الإسلام، كان القرآن الكريم مصدرًا لا ينضب من المعاني العميقة التي يمكن أن نستنبطها في كل آية وكل لفظة. واحدة من أبرز تلك المعاني التي يوليها العلماء اهتمامًا خاصًا هي جملة "الرحمن الرحيم" الواردة في سورة الفاتحة، التي تعتبر من أعظم ما يستهل به المسلمون صلاتهم. وفي هذا السياق، يقدم العلامة ابن جماعة رؤى تأملية حول هذه الجملة العميقة، مع التركيز على معانيها اللغوية والدينية.
السر الأول: دلالة الصيغتين "الرحمن" و"الرحيم"في تفسيره لقوله تعالى "الرحمن الرحيم"، يشير ابن جماعة إلى أن استخدام الصيغتين "الرحمن" و"الرحيم" ليس مجرد تكرار، بل يشير إلى معانٍ دقيقة. فالرحمن، وفقًا لابن جماعة، هو صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة وعظمتها، في حين أن "الرحيم" تأتي للتأكيد على دوام هذه الرحمة. ويضيف أن "الرحمن" يتعلق برحمة الله في الدنيا، التي تشمل المؤمنين والكافرين على حد سواء، بينما "الرحيم" تتعلق برحمة الله التي تخص أهل الجنة في الآخرة، وهي رحمة لا تنقطع.
هذا الفهم العميق يكشف كيف أن القرآن يوجهنا إلى التأمل في رحمة الله الواسعة والعميقة، التي تبدأ من الدنيا وتستمر إلى الآخرة، مما يجعلها محورًا رئيسيًا في حياة المسلم.
السر الثاني: ترتيب ذكر "الرحمن" قبل "الرحيم"يتساءل العديد عن سبب تقديم "الرحمن" على "الرحيم" في الآية الكريمة. في هذا السياق، يشرح ابن جماعة أن "الرحمن" تعبر عن رحمة الله الواسعة التي تشمل الجميع في هذه الدنيا، بينما "الرحيم" تشير إلى الرحمة الخاصة بالمؤمنين في الآخرة، والتي تستمر بشكل دائم. هذا التقديم والتأخير ليس عبثًا، بل هو توجيه إلهي يبرز شمولية رحمة الله في الدنيا وخصوصيتها في الآخرة.
إن فهم هذه الأسرار القرآنية يساعدنا في تعزيز علاقتنا بالله تعالى، ويذكرنا بعظمته ورحمته اللامحدودة. فحين نقرأ "الرحمن الرحيم"، نذكر أنفسنا برحمة الله التي تحيط بنا في كل لحظة، سواء في الدنيا أو في الآخرة.