خلال احتفال سفارة بلاده بمئوية تأسيس الجمهورية.. السفير كوكصو: العلاقات القطرية التركية نموذج للتآخي في «الشدة والرخاء»
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، أن احتفال بلاده بمئوية تأسيس الجمهورية التي أرسى دعائمها، المؤسس مصطفى كمال أتاتورك، يحمل رمزية تاريخية، لكونه «أعظم يوم» للشعب التركي، حسب وصف المؤسس خلال خطابه الشهير في الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية.
وقال سعادة السفير خلال احتفال سفارة بلاده بهذه المناسبة: إن ذكرى «29 إكتوبر» لحظة مفصلية، نعتز فيها بوطننا الغالي، الذي بذل أجدادنا في سبيل رفعته وسموه كل غال ونفيس.
حضر الحفل عدد من السادة أصحاب السعادة الوزراء؛ صلاح بن غانم العلي، وزير الرياضة والشباب، وغانم بن شاهين الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومسعود بن محمد العامري، وزير العدل، والدكتور فالح بن ناصر آل ثاني، وزير البيئة والتغير المناخي، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير المراسم في وزارة الخارجية، وسعادة السفير علي إبراهيم، سفير دولة إريتريا، عميد السلك الدبلوماسي.
وأضاف سعادة السفير «في معرض احتفالنا بهذه المئوية، أود الإشارة إلى أن الجمهورية التركية ليست دولتنا الأولى، بل هي الدولة الحديثة بالنسبة للأمة التركية الكبيرة، إذ تمثل النجوم الستة عشر، الموجودة على شارتنا الرئاسية، الدول الستة عشر العظيمة، التي أسستها الأمة التركية، الضاربة بجذورها في عمق التاريخ».
وتابع سعادته: إن جمهوريتنا هي النجم الساطع في هذه الصورة، التي ترتفع بالقوة والمعرفة المكتسبة من الآف السنين من التقاليد والخبرة.
وقال سعادته على الصعيد الدبلوماسي، تحتفل تركيا هذا العام بمرور 500 عام على تأسيس وزارة الخارجية التركية، في وقت وصل فيه عدد بعثاتنا الى 260 سفارة وممثلية في الخارج، ما يعكس روح المبادرة والقيم الإنسانية لأمتنا، وفقا لمبدأ «سلام في الوطن، سلام في العالم»، الذي حدده مؤسس جمهوريتنا مصطفى كمال أتاتورك.
وقال «يمثل هذا العام أيضا معلما تاريخيا آخر، لا يقل أهمية بالنسبة لنا، وهو الذكرى الـ 50 لإقامة علاقاتنا الدبلوماسية مع دولة قطر الشقيقة.
وأضاف: بفضل التعاون الوثيق والراسخ بين بلدينا، يسعدنا جدا أن نرى كيف وصلت علاقاتنا الثنائية إلى آفاق جديدة في السنوات الماضية، بتوجيه من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظهما الله.
إن تركيا وقطر نموذج للتآخي والوقوف جنبا إلى جنب في الشدة والرخاء، منوها بأن آخر مظهر من مظاهر هذا التضامن القوي بين الدولتين، تجلى بعد كارثة الزلزالين اللذين ضربا جنوب شرق تركيا، في فبراير الماضي، حيث سخرت قطر كل إمكاناتها لمساعدة الشعب التركي، وطبعا هذا ليس بغريب على شعب قطر العظيم، ونحن لن ننسى هذه الوقفة العظيمة، شعبا وحكومة.
وقال سعادة السفير التركي «أكملت سنتي الثالثة كسفير لتركيا لدى دولة قطر، اعتبارا من أغسطس من هذا العام. وإنه لشرف وفخر لي، تمثيل بلدي في هذه الأرض الطيبة، وحظيت فيها بكرم الضيافة، رسميا وشعبيا، في دولة قطر الشقيقة».
وتابع: أجد أن الواجب يحتم علي السير على ما أسسه زملائي من قبل، في تطوير علاقاتنا على جميع الجوانب، وتعزيز التعاون السياسي، والاقتصادي، والثقافي، والأمني، وغيرها مما لا يتسع المقال لذكره الآن. مضيفا نتج عن تطور زخم العلاقات بين تركيا وقطر، تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا عام 2014، هي أهم آلية ثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وقطر، بحيث تم التوقيع على حوالي مائة اتفاقية بين بلدينا حتى الآن، تشمل مختلف القطاعات. وسيعقد الاجتماع التاسع للجنة المذكورة هذا العام، في الدوحة، في شهر ديسمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني، قال سعادة السفير التركي «يؤسفنا أن نشهد صراعات تؤثر على المدنيين الأبرياء، ونشهد ببالغ الحزن المأساة الإنسانية التي تحدث حاليا في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، منوها بأن الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء، لا تضر بالفلسطينيين أو المجتمع العربي أو المسلمين فحسب، بل بكل من لديه قيم إنسانية أساسية، ولا يتعامل بقيم مزدوجة، تدين احتلالا وتتقبل احتلالا آخر.
وهنأ سعادة دولة قطر على قيادتها الحكيمة، لجهود الوساطة، التي أدت إلى الهدنة الإنسانية الأخيرة، ووقف الأعمال القتالية في قطاع غزة مع إتمام صفقة تبادل للأسرى، ونشكر كل الدول والجهات التي سعت إلى حقن دماء المدنيين.
وأكد أن بلاده تواصل جهودها الدبلوماسية، لضمان وقف إطلاق النار الإنساني، ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة. كما نعمل بشكل مكثف لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، ونعارض انتهاكات القانون الدولي والجرائم ضد الإنسانية، التي لا يمكن تبريرها، مثل استهداف المدنيين وقصف المدارس والجامعات والمساجد والكنائس والمستشفيات، وكان لمستشفى الصداقة التركي نصيب من ذلك، وهو الذي كان المكان الوحيد لتقديم العلاج لمصابي السرطان في غزة، منوها بأن تركيا بادرت باستضافة مرضى السرطان لاستكمال علاجهم في الأراضي التركية.
وقال سعادته «يجب أن نقولها بوضوح، إن التاريخ لم يبدأ في السابع من أكتوبر الماضي، ويتحمل المجتمع الدولي وقوفه موقف المتفرج على معاناة الشعب الفلسطيني اليومية في غزة والضفة الغربية، مشددا على أنه ينبغي على المجتمع الدولي بأسره، أن يتصرف بمبادئ، وأن يرفع صوته على أساس أن قتل شخص بريء يعادل قتل البشرية جمعاء، بغض النظر عن هوية الضحية الوطنية أو الدينية أو العرقية أو أي هوية أخرى.
وأكد سعادة السفير التركي أن الطريقة الوحيدة لشفاء جروح منطقتنا، التي تنزف منذ عقود، هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يستطيع فيها الأطفال الفلسطينيون أن يحلموا بمستقبلهم بحرية مطلقة.
وأضاف: باعتبارنا دولة ترغب في أن يسود السلام والاستقرار في منطقتنا، فإننا نؤيد إيجاد حل لهذه القضية، على أساس حل الدولتين، وبالتالي إنهاء كافة المآسي الإنسانية ونرجو أن تنتهي هذه المأساة في أقرب وقت.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مصطفى كمال أتاتورك السفير التركي سعادة السفیر هذا العام دولة قطر
إقرأ أيضاً:
احتفال في سيدني بمناسبة انتخاب الرئيس.. وعون يفخر بالجالية
اقيم في برلمان ولاية نيوساوث ويليز في سيدني، احتفال لمناسبة انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة القاضي نواف سلام، برعاية راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا المطران أنطوان-شربل طربيه وحضوره، بالتعاون مع لجنة أصدقاء لبنان البرلمانية ولجنة الصداقة اللبنانية الأوسترالية.
ووجه الرئيس عون عبر الفيديو كلمة إلى ابناء الجالية اللبنانية قال فيها: "كان أحبَّ على قلبي أن أكون وسطكم في هذه المناسبة، وأنتم تحتفلون ليس فقط بانتخابي رئيسا للجمهورية، بل بعودة الأمل إلى عروق اللبنانيين، وبالعزم المتجَّدِد الذي يتشاركه شعبنا لبدء مسيرة النهوض والإعمار".
اضاف:" إن العلاقة المميزة التي تجمع لبنان وأوستراليا تتجاوز العلاقات الدبلوماسية التقليدية، فهي علاقة إنسانية عميقة، صنعتموها أنتم وآباؤكم وأجدادكم منذ وطأتم أرض هذا البلد الذي تحول إلى وطنكم الثاني، فاوستراليا أثبتت أنها صديق وفي للبنان، خصوصا في الأوقات الصعبة. وكانت مؤخراً من أوائل الدول التي مدت يد العون للبنان في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، وما زالت تقدم المساعدات التنموية والإنسانية لدعم الاقتصاد اللبناني والمؤسسات التعليمية والصحية، بالإضافة إلى الدعم المتواصل الذي تقدمه للجيش اللبناني".
وقال: "لقد أظهرتم، يا أبناء لبنان في أوستراليا، قدرة استثنائية على التميز والإبداع. فها هي بصماتكم واضحة في كل المجالات، من ريادة الأعمال إلى العلوم والطب والهندسة، ومن الفنون إلى السياسة والإعلام. إن نجاحكم في الاندماج في المجتمع الأوسترالي مع الحفاظ على هويتكم اللبنانية هو نموذج يحتذى به . أنا أؤمن بأن الجالية اللبنانية في أوستراليا تمثل جسرا ثقافيا واقتصاديا مهم بين البلدين. لذا، أشجعكم على تكثيف التواصل مع المؤسسات اللبنانية، وتبادل الخبرات، وتنظيم المؤتمرات والفعاليات التي تعزز العلاقات الثنائية".
وتابع:"ونحن نواجه تحديات كبيرة في لبنان، نحتاج إلى دعمكم وخبراتكم وعلاقاتكم أكثر من أي وقت مضى، لأنها ثروة حقيقية للبنان. لذا،أدعوكم الى المشاركة في مسيرة النهوض وإعادة الإعمار التي نسعى لتنفيذها، وثقتي كبيرة بقدرتكم على المساهمة الفاعلة في هذه المسيرة، كما كنتم دائماً في طليعة المبادرين لدعم وطنكم الأم، وأدعوكم أيضاً الى الحفاظ على التواصل مع وطنكم الأم، وتعزيز الروابط مع أهلكم وأقاربكم، وتشجيع أبنائكم على التمسك بهويتهم اللبنانية وثقافتهم الأصيلة".
وأضاف: "لبنان يفخر بكم وبإنجازاتكم، ويعوّل على دوركم في المرحلة المقبلة. معاً، وبتكاتف جميع اللبنانيين في الوطن والانتشار، سنتمكن من تجاوز التحديات وبناء لبنان الذي نطمح إليه جميعاً، لبنان القوي المزدهر الذي يليق بتضحيات أبنائه وطموحاتهم".
وختم: "لا بدَّ لي إلا أن أتوجه بشكري إلى الأبرشية المارونية في أوستراليا، وعلى رأسها المطران أنطوان شربل طربيه، على تحقيق هذا الاحتفال، وجمع أبناء لبنان في أوستراليا في أجواء من الأمل والفرح والاعتزاز".