عندما يكون القرار الطلاق.. مختصات لـ(البلاد): الأطفال ضحايا الخلافات
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
جدة – ياسر خليل
زادت في الفترة الأخيرة حالات الطلاق في المجتمع السعودي؛ إذ وصل عدد النساء المطلقات لـ350 ألف سيدة في تقرير هيئة الإحصاء لعام 2022م، ويعتبر مؤشرًا غيرَ صحي؛ لكونه يعد رقمًا مرتفعًا، وبحاجة إلى الدراسة المعمقة من قبل المختصّين في الجامعات من الناحية النفسية والاجتماعية؛ لمعرفة الأسباب وإيجاد الحلول العلمية لعلاج هذه المشكلة، وتفادي بلوغ حالات الطلاق إلى أرقام فلكية مخيفة.
بداية تقول الأخصائية الاجتماعية تغريد طلال: “للحفاظ على العلاقة بين الطرفين قبل وصولها إلى الطلاق، هناك بعض النصائح المهمة، التي يجب أن تحتويها علاقة الزوجين وهي: التواصل الفعّال؛ إذ يجب على الطرفين أن يتحدثا بصراحة وصدق، وأن يكونا مستعدين للاستماع إلى بعضهما البعض بدون انقطاع أو انزعاج، ويمكن استخدام تقنيات التواصل الفعّال؛ مثل الاستماع الفعّال والتعبير عن المشاعر بشكل صحيح، وأيضاً الاحترام والتقدير، حيث يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الطرفين، وتقدير للفروق الشخصية والرغبات. ويجب أن يحترم كل طرف حقوق الآخر، ويكون مهتمًا بمشاعره واحتياجاته ، وبالإضافة إلى ذلك العمل على حل المشاكل، وأن يكون الطرفان على استعداد للعمل معًا على حل المشاكل والصعوبات التي تواجههم. كما يمكن استخدام تقنيات حل المشاكل مثل الحوار البناء والتفكير الإيجابي؛ لإيجاد حلول مرضية للمشاكل”.
وتضيف تغريد أن من النصائح الاستمرار في الاهتمام بالعلاقة؛ إذ يجب على الطرفين أن يستثمرا الوقت والجهد في العلاقة، وعدم التقاعس عن الاهتمام بها. ويمكن تخصيص وقت مخصص للقاءات والأنشطة المشتركة لتعزيز الروابط وتعزيز العاطفة والمتعة في العلاقة ، وبجانب ذلك البحث عن المساعدة الخارجية ، ففي حالة عدم التوصل إلى تحسين العلاقة بشكل مستقل، يمكن اللجوء إلى المساعدة الخارجية مثل الاستشارة الزوجية أو العائلية. كما يمكن للمحترفين أن يقدموا نصائح وأدوات للتعامل مع التحديات وتعزيز العلاقة.
وأكدت تغريد أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك إرادة حقيقية من الطرفين للحفاظ على العلاقة والعمل على تحسينها، تحتاج العلاقات الناجحة إلى الاستثمار المستمر والتفاني لبناء روابط قوية ومستدامة.
وفي سياق متصل، تتناول الأخصائية الاجتماعية خلود الحمد دور مراكز الاستشارات الأسرية ومساهمتها في الحد من مشاكل الطلاق فتقول: “من الصعب تحديد بشكل دقيق إلى أي مدى أسهمت مراكز الاستشارات الأسرية في الحد من مشاكل الطلاق، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل. ومع ذلك، يمكن أن تكون لها دور هام في تعزيز الوعي وتقديم الدعم والإرشاد للأزواج الذين يواجهون صعوبات في العلاقة؛ إذ تعمل مراكز الاستشارات الأسرية على توفير بيئة آمنة ومحايدة حيث يمكن للأزواج التعبير عن مشاكلهم ومخاوفهم، ويمكن للمستشارين الاستماع بعناية وتقديم النصائح والتوجيه المهني للمساعدة في فهم المشكلات وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.
وتوصل خلود: “مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن نجاح مراكز الاستشارات الأسرية يعتمد أيضًا على استعداد الأزواج للتعاون والالتزام بعملية الاستشارة. قد يتطلب الحفاظ على العلاقة وتجنب الطلاق تحسين المهارات الاتصالية والتفاهم المتبادل والاستعانة بالموارد المتاحة”.
وخلصت خلود إلى القول: “بشكل عام، يمكن أن تساهم مراكز الاستشارات الأسرية في توفير الدعم النفسي والعاطفي وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على العلاقة الزوجية ، ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع كل حالة على حدة وفقًا لظروفها الفردية”.
وعن أكثر الحالات التي يصل فيها الحل بين الطرفين إلى أبغض الحلال إلى الله، ويكون الأطفال الضحية، وكيفية تأهيل الأطفال بعد هذه المرحلة تقول الأخصائية الاجتماعية دلال العطاوي: “بعد مرحلة الطلاق التي قد تكون صعبة على الأطفال، يصبح من الضروري تأهيلهم ومساعدتهم على التكيف مع الوضع الجديد، ويتطلب ذلك جهودًا مشتركة من الوالدين والمحيط الاجتماعي للأطفال، وأولاً وقبل كل شيء، يجب على الوالدين التواصل بصدق مع الأطفال، ينبغي أن يشعروا بأنهم محبون ومدعومون من قبل الوالدين. يجب توضيح الأمور بشكل مناسب لعمر الأطفال والتحدث إليهم بصدق حول التغيرات التي ستحدث في حياتهم، أما النقطة الثانية، فهي مساعدة توفير بيئة مستقرة ومنتظمة على تهيئة الأطفال للتكيف، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء جدول زمني واضح وتوفير الاستقرار في المنزل، ويجب أن يعرف الأطفال ما يمكنهم توقعه في كل يوم وما هي المسؤوليات التي عليهم تحملها”.
وتواصل دلال أن النقطة الثالثة هي أهمية شعور الأطفال بالدعم والحب من قبل الوالدين؛ إذ يمكن توفير الدعم العاطفي من خلال الاستماع إلى مشاعرهم وتوجيههم للتعامل معها بشكل صحيح.
وأن يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم وأن لديهم أشخاصًَا يهتمون بهم ويساندونهم، أما النقطة الرابعة فهي أنه في بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء إلى المساعدة الخارجية مثل الاستشارة النفسية أو الاجتماعية. ويمكن للمحترفين أن يقدموا الدعم والأدوات اللازمة للأطفال للتعامل مع التحديات التي يواجهونها ومساعدتهم على تجاوزها.
وأخيرًا، يجب التركيز على تعزيز استقلالية الأطفال وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الشخصية. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيعهم على تحقيق أهدافهم الشخصية والتعبير عن ذواتهم بطرق إيجابية. يجب أن يشعروا بالقوة الشخصية والقدرة على التكيف مع التحديات.
وتختتم دلال حديثها بقولها: ” من المهم جدًا أن يكون هناك دعم مستمر ومتواصل من الوالدين والمحيط الاجتماعي للأطفال لمساعدتهم على تجاوز تأثيرات مرحلة الطلاق والتأقلم مع الحياة الجديدة. ويتطلب ذلك الصبر والتفهم والحب لمساعدة الأطفال على التعافي والنمو بشكل صحي”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الطلاق على العلاقة للتعامل مع أن یکون یجب أن
إقرأ أيضاً:
عقب العداء المعلن.. هل يذيب لقاء حزب الإصلاح بالزبيدي جليد الخلافات باليمن؟
أثار اللقاء الذي جمع قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)، مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، قبل أيام، أسئلة عدّة تتمحور حول سياق اللقاء الذي وُصف بـ"النادر والمفاجئ".
وكانت قيادات في حزب الإصلاح، الذي يعتبر من الأحزاب المؤيّدة للحكومة اليمنية المعترف بها، قد التقت بالزبيدي، بعدما اتّسمت العلاقة بينهما بـ"العداء المعلن"، إذ لم تخلو خطابات الأخير منذ عام 2017، من: "التحريض والحرب على الحزب بأشكاله المختلفة".
كذلك، طرح اللقاء نفسه، جُملة أسئلة، من قبيل: هل نحن أمام مرحلة جديدة من التقارب بين الطرفين؟، أم أنه لا يعدو عن كونه تهدئة واستهلاك إعلامي؟.
"خطوة طيبة"
قال رئيس التكتل الوطني للأحزاب والقوى اليمنية (ائتلاف تشكّل حديثا)، أحمد عبيد بن دغر، إنّ: "مصلحة الوطن تتطلب تعزيز العلاقة وتمتينها بين القوى المناهضة للمشروع الحوثي الإمامي المدمر في اليمن، المرتبط بمشروع إيراني توسعي في المنطقة".
وأضاف بن دغر الذي يرأس مجلس الشورى اليمني: "أن يلتقي الإخوة في قيادة حزب الإصلاح بنائب الرئيس عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، فذلك لقاء الإخوة وخطوة طيبة من الجانبين، وبادرة نحو مصالحة وطنية شاملة ينبغي المضي نحوها".
وأردف: "إننا نقترب شيئًا فشيئًا من مقتضيات المرحلة، ومهامها الجسيمة، وتتعمق رؤيتنا المشتركة لطبيعة الصراع"، متابعا بالقول: "يصفو وعينا جميعا من وهم التفرد، ونغادر بعض أطروحاتنا الإقصائية، وبعضا من خطابنا المحمل بإرث التناقضات".
"نعيش بعض الأمل فنبدو وكأن العافية تدب من جديد في أطراف تفكيرنا السياسي الرشيد" تابع المتحدث نفسه، مؤكدا أنّ: "المعركة مع الحوثيين بطبيعتها القادمة من غبار الماضي وإرث التاريخ ليست شمالية كما أنها ليست جنوبية، وهي ليست أيضًا مسؤولية الشرق أو مهمة الغرب".
وأوضح: "إنها مسؤولية الدولة وتعبيرها السياسي السلطة وقد غدا الانتقالي إحدى ركائزها، كما هي مسؤولية المجتمع بمكوناته السياسية والاجتماعية والثقافية". فيما لم يرد المتحدث الرسمي باسم حزب الإصلاح على طلبات التعليق حول هذا اللقاء.
"شغل سياسي"
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، إنّ: "لقاء الانتقالي والإصلاح شغل سياسي ذكي جدا.. وهذه الحقيقة".
وتابع محمد، عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "هناك حاجة من الطرفين للتفاهم خاصة وأن التعديلات الحكومية ستقلص من هذين المكونين الوطنيين لصالح مكونات أخرى".
وأضاف: "سبق هذه الصورة (صورة اللقاء) حملة إعلامية مشتركة على الفساد، لكن للأسف لم تكن مرتبة بشكل أفضل".
الحقيقة أن لقاء الانتقالي والإصلاح شغل سياسي ذكي جدا..
هناك حاجة من الطرفين للتفاهم خاصة وأن التعديلات الحكومية ستقلص من هذين المكونين الوطنيين لصالح مكونات أخرى..
سبق هذه الصورة حملة إعلامية مشتركة على الفساد ، لكن للأسف لم تكن مرتبة بشكل أفضل. pic.twitter.com/Bc2TjKpOmU — Abdulsalam Mohammed (@salamyemen2) November 21, 2024
"لن يذيب جليد الخلافات "
بدوره، قال الكاتب والناشط اليمني، صلاح السقلدي، إنه: "إذا تم النظر إلى مكان وزمان اللقاء، فقد عقد في الرياض بالتوازي مع تحركات لعقد جلسة لمجلس النواب في عدن".
وأضاف السقلدي، في حديث خاص لـ"عربي21" أنّ: "الرياض هي من دفعت بالطرفين لهذا اللقاء، وضغطت بالذات على المجلس الانتقالي الذي ظل يمانع مثل هذه اللقاءات لئلا يبدو أنه يتحرك ويتحالف كحزب".
وأشار إلى أن: "المجلس الانتقالي يؤكد أنه أكبر من أن يكون حزبا فهو بذاته تحالفا من عدة كتل جنوبية"، كما "أنه لا يريد أن يظهر أمام جماهيره أنه يتماهى مع النشاط الحزبي على حساب القضية الجنوبية فهو قبل بشراكة مع هذه القوى الحزبية في إطار مؤسسات حكومية ورئاسية وليس شراكة حزبية، فالجنوب كما نعلم خارج الخارطة الحزبية منذ حرب 1994".
وأوضح الكاتب الموالي للمجلس الانتقالي أنّ: "هكذا لقاءات -على أهميتها- لن تذيب جبل جليد الخلافات بين الأحزاب من جهة والانتقالي من جهة أخرى"، مؤكدا: أن "الخلافات بجوهرها هي خلافات مشاريع سياسية حتى وإن رأينا لقاءات من هذا النوع، وشاهدنا تحالفات وشراكات كنوع الشراكة بالحكومة والرئاسة واتفاق الرياض الأول والثاني".
وبحسب الناشط السياسي نفسه، فإن: "هذه اللقاءات تظل محدودة الأثر والإيجابية في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في عدن معقل الانتقالي، وفي عموم الجنوب (جنوب اليمن)"، موضحا أن "المجلس الانتقالي يجابه سخطا شعبيا عارما جراء ذلك، الأمر الذي جعل معه أي حوارات تبدو عبثية فاقدة المعنى حتى وإن كانت مسنودة إقليميا ودوليا".
ومنذ سنوات، تعرّضت شخصيات سياسية وقيادات أمنية وعسكرية لعملية "اغتيالات"؛ فيما كانت غالبية الأشخاص المستهدفين من كوادر وأعضاء حزب الإصلاح اليمني المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وكانت أصابع الاتهام توجّه لدولة الإمارات التي تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي، بدعم منها، وعناصر يمنيين تم تدريبهم على تنفيذ هكذا عمليات، وفق تقارير دولية.