بعد أكثر من شهر وخمسة أيام تداعى رؤساء وملوك وأمراء اكثر من خمس وخمسين دولة عربية إسلامية يجمعها مسمى دول منظمة التعاون الإسلامي، بينها 22 دولة تحت مسمى جامعة الدول العربية.. لعقد قمة استثنائية في الرياض..
لقد تم اختيار يوم11/11/ 2023م بعناية وترتيب دقيق وفق حسابات العارفين في بواطن الأمور..
جرى استعراض كلمات إنشائية رتيبة كعادة القمم السابقة لم تتجاوز لغة الإدانة والشجب والتنديد والاستنكار، كما هو مرسوم لها عدم توسيع قاعدة المشاركة في الحرب وامتصاص غضب الشارع العربي والعالمي، ولكن هذه المرة كان هناك شبه إجماع وحرص على الحضور على مستوى رفيع في القمة التي سيديرها ولي عهد لا هو رئيس ولا ملك بل بالإنابة عن والده.

.
لقد تداعى رؤساء وملوك وأمراء عرب ومسلمين كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. وهذه المرة من أجل فلسطين.. وتحت يافطة وقف المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة…
جاء انعقاد هذه القمة الاستثنائية بعد أكثر من35 يوماً، بعد أن دمر كيان الاحتلال الصهيوني وهدم أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة على رؤوس ساكنيها، وقتل وجرح ما يقارب من 35 ألف فلسطيني استشهد منهم أكثر من 12 ألف شهيد 75%منهم من الأطفال والنساء..
ولم تخرج هذه القمة بقرار يلبي تطلعات أكثر من مليار ونصف مليار مسلم منهم ما يقارب400 مليون عربي.. خرج معظمهم للتنديد والمطالبة بالرد على تلك الاعتداءات بالمثل وكسر الحصار الظالم، ومد غزة بالغذاء والوقود وإعلان الحصار على الكيان الإسرائيلي، وذلك كأقل رد على المبادرة الأمريكية البريطانية الغربية التي سارعت منذ اليوم الأول لإرسال السفن الحربية والصواريخ والقنابل الفسفورية وأسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً.. في إطار سياسة الفعل الآثم للعدوان الصهيوني الأمريكي على أطفال ونساء غزة..
لتلقى كل تلك الحمم ولا تزال إلى اليوم على الآمنين في قطاع غزة المحاصر من كل سبل الحياة…
كل الرؤساء والملوك والأمراء كانوا ذكورا فيما لم يكن بينهم رجل مستعد للتضحية في سبيل الأقصى وفلسطين. ..
مع الاعتذار لمن سجلوا مواقف، وكان كل همهم الخروج بقرارات ترقى لقمة عربية إسلامية استثنائية بهذا الحجم وليس كسابقاتها من قمم التفريط والخزي والعار ولكنها تحولت من ولادة عملاقة إلى بيضة حمامة..
لقد أجهض المنبطحون تلك القمة فولدت قراراتها مشوهة.. وغابت الدول المشاركة عن سياسة الفعل لتضاف لقائمة العار.. التي وقفت تطالب وتستجدي كياناً فاقداً للضمير الإنساني والأخلاقي وعالم ميت إلا من ازدواجية المعايير والتنفيذ الانتقائي للقانون الدولي..
ولم يبرز لها سوى قائد ورجل استثنائي لم يكن من بين أولئك المشاركين الذين تم ترويضهم على طريقة النمور في اليوم العاشر..
لقد كان قائد الثورة حاضرا ومبادرا في ميدان ومسرح الفعل المساند والمناصر، والذي ينطبق عليه وصف “وجاء رجل من اقصى اليمن يسعى لنصرة غزة والأقصى” …
والذي بادر إلى كسر حواجز الذل والوهن والضعف المعهود الذي كان بادياً على وجوه أولئك الرؤساء والملوك والزعماء الخانعين من أنظمة التطبيع والعمالة والموالاة للصهيونية من أسرى العروش والكروش… من خلال مبادراته الشجاعة
أيها الرؤساء والملوك والأمراء إذا كانت قد خانتكم قيم المبادئ فحاولوا ألا تخونكم قيم الرجولة، لأن من ينحني مرة واحدة “لغير الله” لن تتاح له الفرصة لكي يرفع رأسه مرة أخرى.. ما أكثر الذكور في عالمنا اليوم وأندر الرجال..
لا شك أن المتدبر للقرآن الكريم تتحقق له فتوحات ربانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما استوقفني فيما يتعلق بتطابق معنى الآيتين الكريمتين اللتين وردتا في سورتي القصص وياسين، وتحملان نفس الرقم(20)، وذلك في تنسيق إلهي محكم يشير إلى سر لا يدركه إلا الراسخون في العلم …
ففي سورة القصص الآية20 قوله تعالى ” وَجَاۤءَ رَجُلࣱ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّی لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ”، وفي سورة ياسين الآية(20) قدم السعي بقوله تعالى: “وَجَاۤءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ رَجُلࣱ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُوا۟ ٱلۡمُرۡسَلِینَ ” في القصص قدم الرجل وفي ياسين قدم السعي ، أما سر تطابق الرقم 20 ففيه إشارة لإحدى قيم الرجولة، والتي تبدأ بالنصح الذي جاء به رجل “موسى” في سورة القصص وتنتهي بالقيمة 20وهي التضحية في سبيل الدعوة ونصرة الحق ..
مما يدل أن معرفة الرجال لا تكون إلا من خلال القيم التي يتحلون بها وهنا سنستشهد بحادثة تعود لأكثر من 1400 عام تتعلق بواقعة اختلاف قريش على من يعيد وضع الحجر الأسود إلى مكانة، باعتبار ذلك شرفاً كبيراً لمن سيعيده إلى مكانه، وذلك بعد أن كاد القوم أن يقتتلوا لكن أحدهم أشار بفطنته للاحتكام لأول رجل يطلع عليهم فمن سيكون صاحب هذا الشرف الرفيع يا ترى؟ وهل سيتصرف رجل وقائد في حل تلك المشكلة، وإعادة الحجر الأسود الشريف إلى مكانه كحل منصف لحسم الخلاف.. فوافق الجميع فكان القادم معروفاً بصفات الصدق والأمانة وهي من قيم الرجولة، فقالوا بصوت واحد رضينا بالصادق الأمين وهو رجل تجسدت فيه كل قيم الرجولة هذا قبل أن يكون نبيا ورسولا ، قال عنه رب العزة فيما بعد “وإنك لعلى خلق عظيم.. صلوات ربي وسلامه عليه وآله.. إنه سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطالب ابن هاشم.. من حوى كل قيم الرجولة.. فكانت المفاجأة أن جسد فكرة القيادة حيث بسط الرداء ووضع فيه الحجر بحيث يمسك زعيم كل قبيلة على طرف وبذلك يكون قد اشترك الجميع في الشرف وانتهت مشكلة كادت فيها قريش أن تقتتل.
وبالتدقيق في سياق الآية ذكر رجل دون إدخال التعريف فيه نوع من التعظيم، وما دفعني في هذه العجالة للاستشهاد بهذه الفتوحات الربانية.. هو كثرة ما يسمون بأصحاب السمو والمعالي والفخامة من رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية والإسلامية الذكور الذين تداعوا لعقد قمة عربية إسلامية ومدى عجز ٥٧ رئيساً وملكاً وأميراً لكنها كانت قمة للخزي والعار كما اسلفنا.
… لقد استطاعت أنظمة التطبيع والعمالة والانبطاح والموالاة إجهاض تلك القمة في بيان هزيل لا يساوي الحبر الذي كتب به..
وأمام احتشاد قادة وأنظمة دول الاستكبار الداعمة والمساندة لكيان الاحتلال الصهيوني لم يجرؤ قادة تلك الدول أن يرفعوا رؤوسهم بوجه تلك العربدة والصلف الصهيوني.. لوقف المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل الآمنين في مدنهم ومساكنهم في قطاع غزة..
بل لم يتضمن ذلك البيان المخزي أي عبارة تشير إلى أن قتل الأطفال والنساء جريمة يستحق عليها الكيان الإسرائيلي العقاب الرادع.. ولم يتضمن تجريم التطبيع وتفعيل سلاح المقاطعة للكيان الصهيوني وكل من يدعمه أو يبرر للجرائم والمجازر البشعة التي يرتكبها في غزة..
بل لم يتضمن البيان سيئ الذكر عبارة تقول سنرد على تلك الجرائم بالرد المؤلم والموجع للعدو الصهيوني وسنمنع الوقود ووصول الإمدادات للعصابات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة..
إن المواقف هي التي تكشف معادن الرجال والقادة العظام.. ولا يبرز لهذا الموقف إلا رجل يحبه الله ورسوله إنه رجل القيم والمبادئ سماحة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- فهو الذي ترجم أقواله وشعاراته إلى أفعال..
فحين أشار في أحد خطاباته إلى أن التنسيق على أعلى المستويات وان هناك خطوطاً حمراء، وفعلا تم عرض صاروخ طوفان في21سبتمبر أي قبل تنفيذ عملية طوفان الأقصى، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023م ، وفاء للوعد الصادق الذي اعلنه قائد المسيرة والمسيرات، فقد تم تنفيذ عمليات اطلاق الكثير من الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى ايلات جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة..
وتابع قائد المسيرة بقوله سنتصدى للتحركات الأمريكية البريطانية الصهيونية، فكانت الدفاعات الجوية أسرع لتنفيذ التوجيهات في إسقاط طائرة عسكرية تجسسيه أمريكية مسيرة في البحر الأحمر واردف قائلاً: سنمنع مرور السفن الصهيونية في البحر الأحمر من وإلى كيان العدو الصهيوني، وسرعان ما تم إعلان اقتياد أول سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر…. لتتصدر تلك المواقف وسائل الإعلام العربية والعالمية، وقال، افتحوا الحدود نريد ممرا للاشتباك مع العدو، فخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الساحات في مسيرات جماهيرية حاشدة للتضامن والمساندة وإعلان التطوع للقتال إلى جانب رجال المقاومة الفلسطينية في غزة ..
وما تلت ذلك من مواقف مشرفة لليمن تمثلت في ما يلي:
– أصدرت حكومة صنعاء قرار بمقاطعة البضائع الصهيونية وتم بالفعل البدء في تطبيقه..
– أصدر البرلمان قانون حظر وتجريم الاعتراف بكيان العدو الصهيوني والتطبيع معه..
هذه القيم لم يعلنها إلا رجل المرحلة.. رجل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية قائد الثورة والمسيرة، السيد المجاهد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي انطلاقاً من قناعاته واستشعارا للمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة وكل فلسطين.
نعم اليمن الذي خرج من عدوان وحصار لأكثر من 9 أعوام وما تزال تداعياته وآثاره حتى اليوم، هو من هب لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية قائدا وبرلمانا وحكومة وشعبا، هو من لبى نداء الجهاد في فلسطين وهنا سأشير لبعض مكامن القوة الحقيقية منذ عهد بلقيس ونبي الله سليمان عليه السلام فإذا استوعبنا الماضي يمكن لنا استشراف الحاضر والمستقبل.. فمن لا ماض له لا حاضر له ولا مستقبل ..
وسنستشهد هنا بقصة النبي سليمان الذي سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده قال تعالى على لسانه:
“قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ”، فسخر الله له الجن والعفاريت والحيوانات والطيور .. ولم يضرب الله مثلاً في الندية لتلك القوة والحضارة الروحية إلا بما يقابلها من الحضارة المادية وهي حضارة اليمن، وهنا نشير إلى تلاقي وتلاقح الحضارتين المادية والروحية بين اليمن وفلسطين.. وقوله تعالى على لسان أهل اليمن ” قَالُوا۟ نَحۡنُ أُو۟لُو قُوَّةࣲ وَأُو۟لُو بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ “.
وصف أولي القوة والبأس الشديد لم يرد في القرآن الكريم إلا في أهل اليمن واهل العراق.. والإشارة إلى شعب الجبارين حول أكناف بيت المقدس في فلسطين وحولها.. ولن يكون زوال الكيان الإسرائيلي إلا بوحدة الثلاثة الأطراف العراق وفلسطين واليمن بقوله تعالى: “فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا ” وهو ما تم في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر.. وقد كان الوصف القرآني دقيقاً في إسناد البأس الشديد لأهل اليمن والعراق كما اسلفنا..
وكذا الإشارة النبوية منه صل الله عليه وآله وسلم في أهل فلسطين قوله: “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله، وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” أو كما قال في الحديث..
والوقائع اليوم تترجم تلك الإشارات الإلهية والنبوية وما انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة اليوم من اليمن والعراق وغزة وجنوب لبنان إلا بداية المعركة وبداية النهاية لزوال دولة كيان الاحتلال الإسرائيلي..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حاطم.. والأعظم قادم

 

ظن الأمريكي والبريطاني ومن تحالف معهم أن مهمتهم في البحر الأحمر تحت يافطة تحالف حارس الازدهار – والذي هو في الحقيقة تحالف حماية السفن الإسرائيلية في بداية الأمر، قبل أن يتسع ليشمل حماية السفن الأمريكية والبريطانية وكافة السفن المتعاونة مع كيان العدو الصهيوني – ستكون مهمة سهلة وذات فاعلية من شأنها النجاح في منع القوات المسلحة اليمنية من تنفيذ عملياتها البحرية المساندة لإخواننا في قطاع غزة، وأن حشد القطع الحربية البحرية في البحرين الأحمر والعربي واستقدام حاملات الطائرات سيجبر القيادة اليمنية على المهادنة والتوقف عن مساندة غزة، وستفرض عليها الحصار البحري من أجل تمرير أجندتها وتحقيق أهدافها وفي مقدمتها، الحصول على تأكيدات يمنية بعدم التعرض للسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وتلك التي تنتهك قرار حظر التعامل البحري مع كيان العدو الصهيوني، ولكنهم وجدوا أنفسهم في مأزق خطير، ومستنقع أكثر خطورة وهم يواجهون قوة يمانية ضاربة، وينالهم من البأس اليماني الشديد ما أصابهم بالرعب والذعر .
تسع سنوات من العدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم، ظنوا خلالها أن اليمن وصلت إلى حافة الانهيار، وأن مسألة رفع القيادة اليمنية الوطنية الحكيمة راية الاستسلام وإعلان التولي للبيت الأبيض وتل أبيب، عبارة عن مسألة وقت ليس إلا، كان هذا ظنهم، وكانت هذه حساباتهم، لم يحسبوا أن هناك قوة وقدرة ومشيئة فوق قوتهم وقدرتهم ومشيئتهم، قوة لا مجال لمقارنتها بأي قوة، وقدرة لا تفوقها أي قدرة، ومشيئة لا سلطة ولا قرار لسواها، قوة وقدرة ومشيئة الله القوي القادر، من بيده مقاليد السماوات والأرض، الإله الجليل القادر على نسف أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بكل قدراتهم وإمكانياتهم في ثوان معدودات، الإله الذي توكل عليه شعب الإيمان وركنوا إليه وتمسكوا بحبله وطرقوا بابه وهم يواجهون تحالف البغي والإجرام، فكانت محصلة معيتهم لله وتسليمهم له أن سدد رميهم، وأمكنهم من عدوهم، ومنحهم التمكين والغلبة، في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد .
تمكين أوصلهم للحد الذي بلغوا فيه مستويات متقدمة في جانب التصنيع الحربي، مستويات كانت شبه مستحيلة في نظر الكثير من اليمنيين والمراقبين، ولكن العقول اليمنية المتسلحة بقوة الإيمان والثقة بالله، والمتثقفة بثقافة القرآن، نجحت في تطويع المستحيل، ومضت في جانب التصنيع الحربي للحد الذي وصلت فيه إلى تصنيع صواريخ ذكية، صواريخ فرط صوتية بمواصفات فائقة الدقة، صاروخ حاطم 2 البالستي يعد نقلة نوعية في جانب التصنيع الحربي للقوات المسلحة اليمنية، والذي دخل الخدمة في سياق معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي يخوضها وطننا وجيشنا وشعبنا ضد كيان العدو الصهيوني وتحالف دعم السفن الإسرائيلية، نصرة لغزة التي تتعرض لمأساة لم يسبق لها مثيلا في التاريخ الحديث والمعاصر، أطفال يموتون جوعا أمام آبائهم وأمهاتهم وذويهم الذين تقطعت بهم السبل ووصلوا لمرحلة العجز في توفير ما يمنح أطفالهم الحياة وهم يتضورون جوعا بعد أن أكلوا الأشجار والحشائش .
والمسألة المهمة التي على الأمريكي والبريطاني قبل الإسرائيلي أن يفهموها ويستوعبوها جيدا، أن الأمر لن يتوقف عند حاطم 2 الفرط صوتي، وأن العقول اليمنية ماضية في تصنيع المزيد من الأسلحة ذات القدرة الفائقة الدقة والتقنية، والمديات البعيدة، والقوة التدميرية الهائلة، الكفيلة بتأديبهم والتنكيل بهم، وإجبارهم على العودة إلى رشدهم والتخلي عن نزعتهم العدوانية وسياستهم التسلطية، والذهاب نحو إيقاف العدوان على قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على سكانها، ووضع نهاية لمعاناة الأطفال والنساء التي يندى لها جبين الإنسانية، وليثقوا بأن صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيرة وزوارقنا البحرية التدميرية ليست للترويج الإعلامي، والحرب النفسية، نحن نصنع من أجل الدفاع عن أنفسنا وتعزيز قدراتنا، وردع وتأديب كل من تسول له نفسه المساس بأمن اليمن وسيادته، ونصرة لإخواننا في غزة، كحق مشروع ومكفول بموجب القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية التي دائما ما يتم تطويعها لخدمة الشيطان الأكبر أمريكا، وربيبته إسرائيل .
حاطم الفرط صوتي حضر، وننتظر المزيد من الحواطم، وما شاهده الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي والبحر المتوسط لايساوي شيئا مقارنة بما هو قادم، وعلى نصرتنا لغزة لن نساوم، سنظل على العهد والوعد لها ولأهلها، ستظل قوتنا ومقدراتنا في نصرة فلسطين وقضيتها حاضرة، وستظل عملياتنا في البحر متواصلة، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة الصامدة الصابرة، وعلى الباغي الصهيوني الإسرائيلي الأمريكي البريطاني ومن تحالف معهم تدور الدوائر، وسيأتي اليوم الذي تنتصر فيه غزة ويتحقق وعد الآخرة.

مقالات مشابهة

  • لجنة نصرة الأقصى تشدد على أهمية ترسيخ ثقافة المقاطعة الاقتصادية للعدو الصهيوني والأمريكي
  • الأمم المتحدة: أمر إخلاء الفلسطينيين هو الأكبر منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • عندما تصبح تهمة اللاسامية سلاحاً بيد الفاشية الجديدة
  • معركة البحث عن الحقيقة !
  • هوامش مهمة على الديانة الإبراهيمية.. قاموس المقاومة (32)
  • حاطم.. والأعظم قادم
  • قائد مدمرة أمريكية يكشف هول المعركة في البحر الأحمر
  • في إطار التعبئة والحشد لنصرة فلسطين.. مسير لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة في مديرية الجراحي بالحديدة
  • مديرية الجراحي بالحديدة تشهد مسيرا لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة
  • شفرة الاعداء تتفكك