الوحشية اليهودية متأصلة وأمريكا راعية للكيان.. والغرب منافق بلا إنسانية القانون الدولي الإنساني حبر على ورق وكذبة تاريخية كبرى
الثورة / عبدالرحمن عبدالله
بعد سبعة أسابيع من الحرب الإجرامية الوحشية على غزة، أظهرت الأربع والعشرين ساعة الأولى من التهدئة المؤقتة صورا مروعة للخراب والدمار الذي أصاب غزة كما لو كانت بفعل قنبلة نووية أو زلزال بدرجات كبيرة، لتكشف الصور للعالم أفظع حرب تشن في التاريخ البشري، وتكشف للعالم أيضا الوحشية اليهودية المتأصلة في بنية كيان الصهاينة ولدى قادته وكل عصاباته المارقة.
وفي حصيلة غير نهائية وصل عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 15 ألف شهيد ، بينهم أكثر من 6150 طفلا و4000 امرأة، “وهذا يعني أن قرابة 69% من الشهداء هم من فئتي الأطفال والنساء” ، ووصل عدد المصابين إلى أكثر من 36 ألفا أكثر من ثلثيهم أطفال ونساء.
الحرب الوحشية النازية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت 49 يوميا ، ركزت على قصف المنازل والتجمعات والمستشفيات، وتصاعدت حرب الإبادة الجماعية على غزة بمباركة ورعاية ودعم الغرب وأمريكا.
وكشفت الصور التي نقلتها الكاميرات من شمال غزة خراباً كبيراً ومسحاً كاملاً للأحياء والبنى ، فيما أظهرت التقارير قصصا مرعبة لما ارتكبه العدو الصهيوني من جرائم ومذابح موحشة ومروعة بحق الفلسطينيين.
على أن الحرب التي استمرت 49 يوما على غزة ، تعد كافية لاستخلاص كثير من الحقائق والدروس والشواهد حول وحشية الصهاينة وعدائيتهم للعرب والمسلمين ، وعن الغرب الذي انكشفت عناوينه الإنسانية.
وحشية يهودية متأصلة
في اليوم الأول للحرب الوحشية الصهيونية على غزة ، وصف وزير الحرب اليهودي أبناء غزة بالحيوانات البشرية ، وبهذه العنصرية استباح الكيان الصهيوني كل شيء في غزة ، مرتكبا جرائم ومذابح جماعية غير مسبوقة في التاريخ ،مستخدما فيها أسلحة محرّمة دولياً، متعدّدة من قذائف انشطارية وفوسفورية وغير ذلك، ومستهدفا بشكل مركّز المدنيين بضوء أخضر أميركي، وبشكل يخالف معايير القانون الدولي الإنساني.
وفي الحرب رأى العالم وشاهد الصهاينة وهم يقتلون أطفال غزة دون هوادة ، يفتك العدو ويصبّ جام غضبه على أهالي غزة، فيقتل النساء والأطفال ، ويقصف المستشفيات ويسحق الجرحى والمرضى ويقتل الصحفيين ، وتعمد العدو قصف كل منزل وأباد مئات العائلة نهائيا بكافة أفرادها ، مستهدفا كل مقومات الحياة وفارضا حصارا خانقا ، ما يُعد شكلاً من أشكال إرهاب والإبادة ، بضوء أخضر من الغرب وأمريكا وبدعم ومساندة معلنة.
الجرائم التي اقترفها الصهاينة في غزة أظهرت للعالم وحشية اليهود المتأصلة في بنية تكوينهم النفسي ، وأوضحت الخطورة الماثلة من شر هذه العصابة المارقة.
الغرب يتعرى من زيف عناوينه الإنسانية
الحرب على غزة أدخلت العالم طورا جديدا من التوحش ، حرب الإبادة الصهيونية – الأميركية – الغربية على غزة كانت الأفضع والأبشع في تاريخ البشرية ، وهي في المقابل أسقطت الأقنعة عن وجوه قادة الحرب ورعاتهم ، ونزعت القفازات التي كان الغرب يتلبسها.
بدأت الغرب منذ اليوم الأول محتشدا مع الحرب على غزة ، بحملات تعبئة شاملة للغرب الجماعي لدعم الحرب الإجرامية على غزة ، والاحتشاد سياسيا وعسكريا وبكل المستويات ، عبر حشد حاملات الطائرات والزوارق الحربية الأميركية والبريطانية والإيطالية، وغيرها دعماً للحرب الصهيونية ، والتغطية السياسية والإعلامية الكاملة لمذابح القتل الجماعي والتدمير الواسع النطاق والخراب في غزة.
وتقاطر رؤساء الغرب تباعا إلى تل أبيب ، لا بل وحتى رفض المسؤولون في أمريكا والغرب دعوات وقف إطلاق النار ، وأنكروا المذابح المرتكبة بحق المدنيين ، والكذب الفاضح مع كل مذبحة كما حصل بعد قصف المستشفى المعمداني بتحميل المقاومة المسؤولية.
ترافق كلّ ذلك مع حشد لحاملات الطائرات والزوارق الحربية، وإعلان عن الاستعداد للقتال، «الكتف إلى الكتف»، مع الجيش الصهيوني.
اقتراف الكيان الصهيوني للمذابح الجماعية والقتل الجماعي حدث برعاية معلنة من أمريكا والغرب.
سقوط القانون الدولي
كل ما فعلته أمريكا والغرب مع الكيان الصهيوني كان إسقاطا للقانون الدولي الإنساني ، بالتعمد في قصف المستشفيات واستهداف الصحفيين ، وغير ذلك ، وتبريره بوقاحة ، فالكيان الصهيوني كان ينتهك مواد القانون الدولي والإنساني، ويضرب عرض الحائط بجميع القواعد الدولية، فيما كان رؤساء وقادة أمريكا والدول الغربية يباركون ويؤيدون ، ويحتشد الإعلام الغربي والأمريكي أيضا لتبرير ذلك.
حرب الإبادة على غزة ، ألقى بسلسة طويلة من الدعايات الغربية والأمريكية حول حقوق الإنسان ، فارتكب الكيان الصهيوني الإبادة الجماعية، والتهجير القسري للمدنيين، واستهداف المدارس والمستشفيات، وقطع إمدادات الكهرباء والماء، وحاصر المدنيين ومنع دخول المساعدات والوقود ، وفعل كل الموبقات ، وبمباركة الغرب وأمريكا.
وإزاء ما حدث يقول خبراء أن القانون الدولي، اليوم، وبعد الحرب في غزة ، سقط بشكل مذل ولم يعد له أي معنى ، ويؤكد خبراء في القانون الدولي بأن الحرب على غزة أعطت دروسا وأسقطت قيما كان يدعيها الغرب ، وأضافوا بأن القواعد الدولية الموجودة تم انتهاكها في الحرب على غزة بصورة جسيمة، وأن ذلك أثبت بأن هذه القواعد عبارة عن دعايات سياسية.
ومثال ذلك، بأن القانون الدولي يتضمن حماية المدنيين، وعدم الاقتراب من المباني المدنية كالمدارس والمستشفيات، ويدعو الى دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين، إلا أن كل هذا ضربت به كيان العدو الصهيوني وأمريكا والغرب عرض الحائط.
ويشير الخبراء إلى أن الحرب على غزة كشفت النفاق بوضوح ، واظهرت بأن التطبيق للقانون الدولي يرتبط بقرارات الغرب وأمريكا فقط ، ولم نسمع أي حديث عنه خلال الحرب على غزة لأن الغرب وأمريكا يقفون خلفها.
ووصف الخبراء ما حدث بأنه طغيان عالمي ، يؤكد أن القوة هي الوسيلة والأداة الوحيدة للشعوب في الدفاع عن نفسها ، وقالوا إن المعايير الغربية كاذبة ومزدوجة ، فهي عندما تصل النوبة إلى الحديث عن الإجرام الصهيوني، وخرق إسرائيل للقانون الدولي، تصمّ آذانها، وتصمت ولا تأتي أبداً على ذكر الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق المدنيين.
وأوضحوا أن إسرائيل في حربها الإجرامية على غزة استباحت كل شيء بدعم ورعاية أمريكية غربية ، وأن الحرب الإجرامية انتهكت القانون الدولي الإنساني الذي يعالج وينظّم قواعد الحرب خلال النزاعات المسلّحة، والتي استباحها العدوان الصهيوأمريكي الغربي في غزة بوضوح.
وعلى سبيل مثال انتهك العدوان الصهيوأمريكي الغربي اتفاقية جنيف الأولى عام 1864 واتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الملحقة، ميثاق الأمم المتحدة، إعلان سان بطرسبرغ لعام 1868 لحظر القذائف المتفجّرة، قانون الاحتلال الحربي (الذي يوجب على سلطات الاحتلال تحييد المدنيين وعدم التغيير في معالم الإقليم)، اتفاقية لاهاي لعام 1907 (التي تهدف إلى وضع قيود على استخدام الأسلحة في النزاعات المسلّحة)، بروتوكول جنيف بشأن حظر استعمال الغازات السامة لعام 1925، اتفاقية منع استخدام الأسلحة الكيماوية، اتفاقية أوسلو لمنع استخدام بعض الأسلحة، وغيرها من الاتفاقيات الدولية.
ومنذ اليوم الأول أعلن الغرب بقيادة أمريكا أنه شريك وداعم وراعي للكيان الصهيوني ولحرب الإبادة على غزة ، وهو ما يجعلنا اليوم أمام مرحلة جديدة سقطت فيه كل الدعايات الإنسانية الزائفة للغرب وأمريكا.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض
أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا هي الدولة الوحيدة والحليف الوحيد في الناتو الذي هزم تنظيمي "بي كي كي" و"داعش" الإرهابيين على الأرض.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك، الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة.
وتطرق أردوغان إلى الملف السوري قائلا: "نتفق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على ضرورة إنشاء إدارة تشاركية في سوريا وخاصة للحفاظ على وحدة أراضيها".
وأضاف: "نظام البعث الذي انهار بعد 61 عاما من القمع والظلم ترك خلفه حطاماً هائلاً، قُتل في سوريا قرابة مليون شخص، ونزح نصف سكانها، وهي منهكة من الصراعات المستمرة منذ 13 عاماً".
وأكد أردوغان أن الشعب السوري لا يمكنه أن يتحمل وحده هذا العبء الثقيل، وأن على سوريا أن تنهض بسرعة بدعم قوي من جيرانها والدول الصديقة والشقيقة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.
وشدد الرئيس التركي على وجوب منع تحول الأراضي السورية إلى ملاذ للتنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أنه من المهم جداً أن يكون الدعم الأوروبي شاملاً ومستدامًا على المدى المتوسط والطويل، بما في ذلك الاستثمارات في البنية التحتية الأساسية في سوريا.
ولفت إلى أن تركيا لن تسمح بأي شكل من الأشكال أن يستعيد تنظيمي "بي كي كي" و"داعش" أنشطتهما في الأراضي السورية.
وعن علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي قال: "لا ينبغي لمصالحنا المشتركة أن تكون رهينة خطط عقيمة لبعض أعضاء الاتحاد".
وأعرب عن أمله في أن يتم اتخاذ قرارات في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة بشأن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وتسريع عمليات منح تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى أن يتم تحقيق الإعفاء الكامل.
وأضاف: "هناك حاجة إلى علاقة مؤسساتية أقوى بين تركيا والاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى ونحن كدولة مرشحة لدينا هذه الإرادة".
وتابع: "تظل عضوية الاتحاد الأوروبي هدفاً استراتيجياً لتركيا، ومن الواضح أن عضويتنا سوف تقدم مساهمات كبيرة للاتحاد وكذلك لبلدنا".
وأشار أردوغان إلى إمكانية تعزيز التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي على أساس صيغة مُربحة للجانبين والاحترام المتبادل.
وأردف: "آمل أن نرفع علاقاتنا إلى المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه من خلال عقد قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن".
كما تطرق أردوغان إلى الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، مؤكدا أنه شدد خلال لقائه فون دير لاين على وجوب إنهاء المجازر الإسرائيلية.
وتابع: "جميع الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية، والبالغ عددهم 50 ألفًا تقريبًا، هم من الأطفال والنساء والمسنين. وخلال لقائنا مع فون دير لاين، لفتّ الانتباه إلى أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان وقف دائم لإطلاق النار".
وشدد الرئيس أردوغان بهذا الخصوص على ضرورة ممارسة الأوروبيين ضغوطاً على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو