الأميركيون الفلسطينيون يشعرون بتأنيب الضمير بسبب ما يحدث في غزة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
ينتاب الكثيرين من الأمريكيين الفلسطينيين المقيمين على بعد آلاف الأميال من غزة، أكثر من مجرد الشعور بالحزن تجاه ما يجري هناك من أعمال عنف دامية يشاهدونها عبر الشاشات. إنهم بشعرون بتأنيب الضمير أيضاً.
يقول أنيس، وهو موسيقي فلسطيني أمريكي يعيش في فيرجينيا: “أعتقد أن الشعور بتأنيب الضمير ينتاب الكثيرين من الفلسطينيين في الشتات، لأن كل فلسطيني يحمل فلسطين في قلبه، بصرف النظر عن المكان الذي يعيش فيه حالياً”.
لدى الشاب البالغ من العمر 31 عاماً، 1.7 مليون متابع على انستغرام، ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس استخدم منصته للحديث عن أهوال الحرب والدعوة لوقف إطلاق النار.
ويقول: “أعتقد إننا بطبيعتنا كفلسطينيين، نشعر بتأنيب الضمير عندما نرى الدمار وعمليات القتل، لأنه كان من الممكن أن نكون في مكان الضحايا”.
منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقتلت 1200 شخص واحتجزت حوالي 240 رهينة، شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف مكثفة يقول إنها تستهدف حماس، لكن الأمم المتحدة تقول إنها “تقضي على عائلات وأحياء بأكملها”.
وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، قُتل أكثر من 14 ألف شخص فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
يقول الفلسطينيون الأمريكيون الذين تحدثوا إلى بي بي سي، إن مشاهدة ما يحدث في غزة على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون أمر مدمر عاطفيا.
يقول أنيس: “كل ما أتمتع به، من أصغر الأشياء إلى أكبرها، يدفعني للتفكير بالفلسطينيين في غزة، لأنهم محرومون من هذه الاشياء”.
“فانا ما زلت قادراً على الذهاب بأمان إلى محل البقالة وتناول العشاء في الخارج دون أدنى شعور بالخوف من أن أتعرض للقصف”.
سؤال الأمريكيين الفلسطينيين عن كيفية وسبب وجودهم في الولايات المتحدة يزيد من تعقيد المشاعر، فالعديد منهم هم بالأصل أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين فروا من الحروب السابقة.
وتقول جنان دينا، المولودة في ولاية أوهايو، وهي واحدة من بين سبعة ملايين فلسطيني حول العالم، إن جدتها كانت واحدة من بين 750 ألف فلسطيني فروا أو أجبروا على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح في الحرب التي أعقبت قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وتقول إن هذا التهجير الإجباري الذي يسميه الفلسطينيون اليوم بـ “النكبة”، دفع أجداد جنان إلى الرغبة في مغادرة البلاد.
واستقرت عائلتها لأول مرة في الضفة الغربية، حيث ولدت والدة جنان، قبل مجيئها إلى الولايات المتحدة في عام 1981.
“أحياناً أتساءل ماذا لو بقيت أمي هناك؟ لكنت قد ولدت وترعرعت هناك؟”.
قضت جنان، التي تبلغ من العمر 41 عاما، الكثير من عطلاتها الصيفية في الضفة الغربية، فضلاً عن إقامتها هناك لمدة عامين عندما كانت في سن المراهقة.
لكن، في نهاية المطاف، رجعت أسرتها إلى الولايات المتحدة لأنه “لم يكن من السهل علينا الانتقال من أمريكا للعيش تحت الاحتلال”.
وتقول إن الدبابات الإسرائيلية ونقاط التفتيش والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي هناك جزء اساسي من المشهد اليومي في الضفة الغربية.
“أفكر في هجرتنا، وأتساءل: هل هذا جبن؟ ما الذي يجعلني أفضل منهم؟” شعور الفلسطيني بتأنيب الضمير قوي للغاية”.
تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مليارات الدولارات على شكل مساعدات عسكرية كل عام، وهناك مشروع قانون يلوح في الأفق عبر الكونغرس يقضي بإرسال المزيد.
تقول جنان: “أشعر بالذنب كأمريكية أيضاً، لأن أموال الضرائب التي أدفعها ستمول هذه الحرب الكبيرة”.
وقد أدى ارتفاع عدد القتلى إلى تفاقم القلق العاطفي لدى الأمريكيين الفلسطينيين. وقتل ما لا يقل عن 5600 طفل في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. والعدد في صعود كل يوم، “ليصبح القطاع مقبرة للأطفال”، بحسب ما قالته الأمم المتحدة.
تقول جنان: “أشعر بالعجز واليأس، لا أجد السعادة في أي شيء على الإطلاق”.
وتتفاقم مشاعر تأنيب الضمير أيضاً بسبب الأخبار عن الظروف المعيشية هناك. حيث حرم سكان غزة من الحصول على المياه بسبب الحصار الإسرائيلي، ويواجهون نقصاً شديداً في الغذاء ومياه الشرب، ويعانون من انتشار الأمراض.
وقال بعض سكان غزة لبي بي سي إنهم اضطروا لشرب مياه البحر.
ويتذكر مارسيل أفرام قائلا: “كنت أقوم بتعبئة الماء في وعاء كبير لسلق البطاطس وفجاة انفجرت بالبكاء”.
ويقول: “هنا، ببساطة أفتح الصنبور لملء الإناء بكمية كبيرة من الماء لسلق البطاطس، أكثر مما يستطيع شخص واحد في غزة الحصول عليه خلال أسبوع كامل الآن”.
ويقول مارسيل، وهو صاحب شركة متخصصة في تقديم الطعام في واشنطن العاصمة، إن الشعور بتأنيب الضمير دفعه إلى رفض العمل في وظائف لا علاقة لها بجمع التبرعات للقضية الفلسطينية.
ويضيف: “إذا لم أستخدم كل ما في وسعي للمساعدة، سأعيش مع عقدة الشعور بالذنب بقية حياتي”.
وهو شعور ردده أنيس أيضاً، الذي يقول إنه يستخدم منصته الآن فقط للحديث عن أخبار الحرب.
وتقول ستيفاني، مديرة مجموعة الفلسطينيين في بوسطن، والتي طلبت عدم استخدام اسمها الأخير، إنها تلقت رسائل تهديد على فيسبوك منذ أن أصبحت أكثر تأييدا للفلسطينيين على المنصة.
ستيفاني حامل بطفلها الأول، وقد منعها الغثيان الشديد والتعب من المشاركة في الاحتجاجات الأولية في بوسطن.
وتقول إنها بدلاً من ذلك حاولت أن تكون “ناشطة من المنزل”، وأجرت اتصالات مع نواب الولاية لحثهم على وقف إطلاق النار.
وتضيف: “أشعر بالحزن. كان جزء مني يقول: الناس يموتون، وأنت تشعرين بالمرض وتظلين في المنزل؟”
وفي نهاية المطاف، تقول إن شعورها “بالمسؤولية الشخصية” تجاه ما يحدث يفوق متاعب حملها.
لقد حضرت مسيرة مؤيدة لفلسطين في بوسطن في 22 أكتوبر/تشرين الأول، وكانت أكبر مسيرة شاركت فيها على الإطلاق في حياتها.
كان الأمر مؤثراً، وقد انتابها شعور لم تشعر به منذ فترة طويلة، إنه “الشعور بالأمل”.
“لقد جعلني ذلك أشعر بأنه ربما يمكننا إحداث فرق”.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة تقول إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أضرار شرب القهوة قبل النوم وتأثيرها على جودة النوم
تُعتبر القهوة من أكثر المشروبات شعبية عالميًا، حيث يستهلكها ملايين الأشخاص يوميًا للاستفادة من تأثيرها المنشط، ورغم فوائدها المتعددة، إلا أن شرب القهوة قبل النوم يمكن أن يُسبب العديد من الأضرار التي تؤثر سلبًا على الصحة.
أضرار شرب القهوة
أولاً، القهوة تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، الذي يُعتبر منبّهًا قويًا للجهاز العصبي المركزي. عند استهلاكها قبل النوم، قد تؤدي إلى صعوبة في الاسترخاء واضطرابات النوم، حيث يعمل الكافيين على تثبيط إنتاج مادة الأدينوزين، المسؤولة عن الشعور بالنعاس، مما يؤدي إلى الأرق أو تقطع النوم.
ثانيًا، استهلاك الكافيين ليلاً قد يؤدي إلى انخفاض جودة النوم العميق، وهو المرحلة الأكثر أهمية لإصلاح الجسم وتجديد الطاقة.
هذا النوع من النوم مسؤول عن تعزيز صحة الدماغ وتقوية الجهاز المناعي، وبالتالي أي اضطراب فيه يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب طوال اليوم التالي.
ثالثًا، هناك علاقة بين استهلاك الكافيين واضطرابات الجهاز الهضمي. فالقهوة قبل النوم قد تزيد من حموضة المعدة، مما يُسبب الشعور بالحرقة والانزعاج الليلي.
للتقليل من هذه الآثار، يُفضل تجنب شرب القهوة قبل النوم بـ6 ساعات على الأقل، والاعتماد على مشروبات بديلة مهدئة مثل شاي الأعشاب أو الحليب الدافئ. كما يُنصح بتحديد كمية الكافيين اليومية لتجنب آثاره السلبية على الصحة.
على الرغم من فوائد القهوة عند استهلاكها باعتدال، إلا أن توقيت شربها يلعب دورًا هامًا في تجنب أضرارها والحفاظ على جودة النوم وصحة الجسم عمومًا.
أروى جودة تدخل القفص الذهبي بإطلالة بسيطة وتخطيط لحفل زفاف عالمي إطلالات عائلة ترامب في حفل تنصيبه| كلاسيكية رقيقة وأناقة فاخرة 7 فوائد زيت القرنفل لصحة الجسم والجمال وصفة طبيعية فعالة لتطويل وتكثيف الشعر وتحسين صحته أحدث صيحات الحجاب 2025.. الأناقة تلتقي بالراحة في تصاميم فريدة عودة الكلاسيكيات.. موضة الستينيات تتصدر مشهد 2025 إيريس نوبلوق تقود مهرجان كان لعصر جديد من الإبداع حتى 2028 قصي خولي يشارك متابعيه صورًا من كواليس "القدر" ويكشف تحديات الحياة الزوجية مصطفى كامل في قلب العاصفة|هجوم طارق الشناوي على تكريمه ورد ناري يُثير الجدل رحاب الجمل.. من تحديات الوزن الزائد إلى التألق بجلسة تصوير مبهرة