رأي اليوم:
2024-10-04@22:09:53 GMT

علاقات الصين بالاتحاد الأوروبي على المحك

تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT

علاقات الصين بالاتحاد الأوروبي على المحك

نيويورك -( د ب أ)- بعد الترحيب بوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت بيلين في بكين، في محاولة متجددة لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، يمكن للصين الآن توجيه اهتمامها إلى علاقات أخرى ذات أهمية اقتصادية وجيوسياسية: أوروبا. ولن يكون بحث هذه العلاقات سهلا. وكان من المقرر أن يصل جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى بكين أمس الاثنين للاجتماع مع وزير الخارجية الصيني تشين جانج، وغيره من كبار المسؤولين.

ولكن تم فجأة تأجيل الزيارة، يوم الأربعاء الماضي، دون أي تفسير. وهذه هي المرة الثانية التي يضطر فيها بوريل إلى تأجيل خطط سفره، بعدما ألغى زيارة في نيسان/أبريل الماضي لإصابته بفيروس كورونا. وقال ماثيو بروكر، الكاتب والمتخصص في التمويل والسياسة الآسيوية بوكالة بلومبرج للأنباء إنه ردا على سؤال عن الإلغاء الذي أعلنه فقط الجانب الأوروبي، قال وانج بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: “نرحب بزيارة الممثل السامي جوزيب بوريل للصين في وقت قريب مناسب للجانبين”. وأضاف أن الصين “تعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي” وستظل على اتصال. وأضاف بروكر في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أنه لا ينبغي أن يخفي ذلك الأسلوب المهذب مدى العقبات أمام تحقيق علاقات أكثر سلاسة بين الجانبين. ففي 30 حزيران/ يونيو الماضي نشرت هولندا ضوابط جديدة للتصدير من شأنها تقييد تصدير آلات تصنيع الرقائق الإليكترونية للصين، والمطلوبة لإنتاج أشباه الموصلات الأكثر تقدما. وبعد ثلاثة أيام فرضت الصين قيودا على تصدير الجاليوم والجيرمانيوم، وهما من المعادن التي تستخدم في صناعات أشباه الموصلات والسيارات الكهربائية، كتذكير بقدرتها على استخدام القيود التجارية كسلاح. من ناحية أخرى، ردت الصين بغضب على قرار البرلمان الأوروبي الشهر الماضي، والذي دعا إلى إطلاق سراح قطب الإعلام جيمي لاي وإسقاط الاتهامات بحقه، وكذلك بالنسبة لغيره من النشطاء الآخرين دعاة الديمقراطية الذين يخضعون لقانون الأمن القومي في هونج كونج. ولكن من وجهة النطر الأوروبية، هناك أمر مثير للضيق يتجاوز جميع الأمور الأخرى: وهو غزو أوكرانيا. ويقول بروكر إنه بعد مرور عام ونصف العام على بدء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه العدوانية غير المشروعة، ليس هناك ما يدل كثيرا على أن الصين تقدر مدى عمق تأثير موقفها الموالي لروسيا على تصورات أوروبا. واتسم خطاب بكين الرسمي عن هذا الأمر بالصمت. وسوف تظل احتمالات إعادة بناء الثقة وتحسين العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بصورة حقيقية أمرا مشكوكا فيه طالما ظلت بكين تتجاهل ما يبدو أنه سوء فهم عميق. وبينما تعلن الصين حيادها، رفضت بكين انتقاد الغزو الروسي، أو حتى الاعترافبه، وما زالت تصفه بأنه “أزمة” وليس حربا، (مما يعكس تأكيد روسيا بأن هذه” عملية عسكرية خاصة”). وتمثل رد الصين على التوترات التي أججها هذا الموقف في الحث على اتباع سياسة “استقلال استراتيجي” بالنسبة لأوروبا. ويعني هذا أن الغزو كان سببه استفزاز من جانب الولايات المتحدة ، ويتعين على أوروبا عدم اتباع واشنطن في دعم أوكرانيا بصورة عمياء. ويقول بروكر إن هذه إهانة، كما أنها غير دقيقة، فأوروبا ليست بحاجة لأي مساعدة لتدرك عدوان يحدث في فنائها . وأدت الشراكة “بلا حدود” التي أعلنها بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج قبل أقل من ثلاثة أسابيع من انطلاق غزو أوكرانيا إلى فتح الأعين الأوروبية على عداء الحزب الشيوعي للنظام العالمي الليبرالي القائم، ورغبته في إعادة تشكيله بطريقة تخدم بدرجة أكثر مصالح الدول الاستبدادية. وعندما لم يتمكن بوريل من التوجه للصين في نيسان/أبريل الماضي، نشر الكلمة التي كان سيلقيها هناك والتي جاء فيها “لست هنا لإلقاء دروس أو تقديم النصح للصين، فأنا احترم كثيرا استقلالها وسيادتها. ومع ذلك، اود أن اقول هذا بدافع الصداقة: سيكون من الصعب للغاية ، إن لم يكن من المستحيل، أن يبقى الاتحاد الأوروبي على علاقات تتسم بالثقة مع الصين، وهو ما اود أن اراه، إذا لم تسهم بكين في البحث عن حل سياسي قائم على أساس انسحاب روسيا من الأراضي الأوكرانية. إن الحيادية في ظل انتهاك القانون الدولي أمر غير معقول. نحن لا نطلب من أحد أن يتبنى موقفنا. ببساطة، نحن نطلب الاعتراف بأنه في هذه الحالة هناك انتهاك صارخ للقانون الدولي”. وقال لبروكر في ختام تقريره إن أوروبا تنتظر، وتساءل: هل تسمع الصين ذلك؟

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مشاركة عمانية ضمن زيارة وفد من الباحثين بالمؤسسات الفكرية العربية إلى الصين

 

الرؤية- مدرين المكتومية

دعت دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وفدا من الباحثين والخبراء بالمؤسسات الفكرية العربية لزيارة الصين، حيث استمر البرنامج لمدة 9 أيام، وتضمن عددا من الفعاليات والأنشطة وزيارة عدد من المصانع والشركات، إلى جانب عقد جلسات وحلقات بحثية ونقاشية حول العديد من القضايا.

سعدت كثيرا بتلقي هذه الدعوة للمشاركة ضمن الوفد العربي في هذه الزيارة التي تعد الأولى لي، وذلك في ظل التقارب الكبير بين سلطنة عمان والصين.

كانت محطتنا الأولى في شانغهاي، أكبر مدن الصين من حيث تعداد السكان وعاصمة البلاد الاقتصادية، وهذه المدينة مليئة بالمظاهر الجمالية سواء المظهر المعماري والمباني العالية، أو تنوع الطقس خلال اليوم الواحد، حيث تشعر بالحرارة والرطوبة نهارا والبرودة وتساقط الأمطار في المساء والليل.

هذه المدينة تمتاز برتم الحياة السريع، فالصينيون لا يتوقفون عن العمل، ولا تتوقف الشركات والمصانع عن التفكير في تقديم كل ما هو جديد للعالم في مختلف المجالات.

في هذه المدينة الساحرة، زرنا منطقة "لينقانغ" وزرنا شركة Sensetime  ومركز العرض والتخطيط لمنطقة لينقانغ الجديدة، تلك الزيارة جعلتنا نقف صامتين أمام التقدم المهول في مجال الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي الكبير، واطلعنا على ما تقدمه شركة Envision Energy وهي إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال التكنولوجيا الخضراء، وتتخصص في توفير حلول أنظمة الطاقة المتجددة لكل من الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية.

وتضمن جدول الزيارة برج لؤلؤة الشرق الذي يقع على حافة شارع ليجيازو في حي بودونغ، ومن خلاله يمكن مشاهدة شانغهاي بأكملها، كما اصطحبنا الفريق المنظم للزيارة في رحلة بالقارب على نهر هوانغبو.

وفي اليوم التالي، كانت الزيارة إلى مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والذي يعد من المراكز البحثية المهمة، ثم عقدت جلسات مباحثات مع مراكز البحوث والدراسات العربية والصينية، إلى جانب زيارة القاعة التذكارية المخصصة للمؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني.

واشتمل جدول الزيارة على جولة في المبنى الرئيسي والمصنع الخاص بشركة كيلمي، وهي شركة ملابس رياضية إسبانية تصمم وتنتج ملابس وأحذية، وقد تأسست الشركة في عام 1963.

بعد شانغهاي، توجهنا إلى تشيوانتشو، أو مدينة  الزيتون  كما سماها العرب، وهي مدينة تجارية بمقاطعة فوجيان، وقد استمتعنا خلالها بزيارة عدد من المواقع المختلفة ومن بينها زيارة متحف تشيوانتشو البحري، ومسجد الأصحاب ومقبرة لينغشيان الإسلامية، وقد ارتبط ازدهار تشيوانتشو بالوجود العربي والإسلامي، حيث كانت محطة تجارة العرب والمسلمين.

وفي زيارتنا إلى فوتشو، استمتعنا بالمقهى الشعبي للشاي والحي التاريخي في المنطقة والذي يعد من الأحياء المزدحمة ولديه طابع معماري خاص، كما زرنا معرض الإنجازات لإحياء الذكرى الـ30 لانطلاق مشروع "3820" الاستراتيجي، وتم التعرف على مكتب الشؤون الخارجية للجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة فوجيان والمشاركة في محاضرة ألقاها خبير صيني، ومن ثم انتقلنا للقاء مسؤول لجنة الحزب الشيوعي الصيني بالمقاطعة.

كانت الوجهة التالية إلى بكين، حيث تضمنت العديد من الزيارات الرسمية إلىل دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ولقاء معالي لي مينغشيانغ نائب وزير الدائرة، وتمت دعوتنا إلى مأدبة عشاء على شرف الوفد والتي أقامها جياو تشي شين مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا للدائرة.

وضمن زيارتنا لبكين، كان على جدولنا زيارة جامعة الشعب الصينية، والمشاركة في الحوار بين الخبراء الصينيين والعرب تحت عنوان "التركيز على الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الــ20 للحزب الشيوعي الصيني والتباحث في الإصلاح والتنمية"، كما شاركنا في محاضرة ألقاها جياو تشي شين حول الصين والحزب الشيوعي.

وضمن هذا، أتيحت لي الفرصة لإلقاء كلمة حول العلاقات العمانية الصينية التي تتميز بالتشارك في العديد من المبادئ الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وحق الجميع في حياة يسودها الأمن والأمان والاستقرار، وإعلاء مبدأ الحوار وتبادل وجهات النظر لما فيه خير ورفاه الشعوب.

وتضمنت الكلمة: "على مدى عقود مضت، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين بلدينا، بفضل ما يوليه قادة البلدين من أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الثنائية والدفع بها إلى الأمام، واليوم إذ يمر العالم من حولنا بتغيرات كبيرة لا مثيل لها، فإن كلا البلدين الصديقين يواجه نفس الفرص والتحديات تقريبا، كما يتقسامان نفس المنطلقات في التعاطي مع ما يستجد على الساحة الدولية من أحداث، فعمان والصين ملتزمتان بكل ثبات بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة، وتطوير إطار الصداقة والتعاون مع الجميع على أساس من التعايش والانفتاح على الآخر، لتوفير فرص جديدة تحفظ السلام والاستقرار وتدفع مسيرات التعاون والتنمية إلى الأمام".

 

وفي اليوم الأخير وقبل مغادرة الوفد، زرنا المدينة المحرمة، والتي تقع في قلب العاصمة بكين، وهي تضم مجموعة من القصور القديمة التي جعلتها مقصدا سياحيا وثقافيا.

مقالات مشابهة

  • «الجيل»: العلاقات المصرية الإماراتية نموذج للتكامل الاقتصادي والتنمية
  • خبير علاقات دولية: تحركات مصر والإمارات هدفها تخفيف معاناة الفلسطينيين
  • أستاذ علاقات دولية: وضع المنطقة الحالي يستلزم وحدة الجهود المصرية الإماراتية
  • كاتب صحفي: علاقات استراتيجية نموذجية بين مصر والإمارات
  • هل يتجه الاتحاد الأوروبي نحو "حرب اقتصادية باردة" مع الصين؟
  • بوريل: هناك دول في الاتحاد الأوروبي مستعدة لدعم أي تصرفات لإسرائيل
  • «القاهرة الإخبارية»: العلاقات المصرية الإماراتية ذات جذور راسخة واستثمارات واعدة
  • بريطانيا تتعهد بإعادة إطلاق علاقات مستقرة وإيجابية مع الاتحاد الأوروبي
  • مشاركة عمانية ضمن زيارة وفد من الباحثين بالمؤسسات الفكرية العربية إلى الصين
  • السوداني: هناك ضرورة لاتخاذ الاتحاد الأوروبي خطوات أكثر لوقف العدوان الصهيوني