ما هي المخاط التي تواجه أمريكا في الشرق الأوسط؟.. خبير يجيب
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
خرجت صحيفة «فورين أفيرز» الأمريكية تنشر تقرير حول المخاطر التي تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية.
لذلك بدأت محركات البحث تزيد من أجل معرفة كافة التفاصيل حول تلك المخاطر وتعليق الخبراء على ذلك.
أشارت صحيفة «فورين أفيرز»، إلى أن حرب غزة، أدت إلى انتشار مشاعر معاداة أمريكا على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، ودفعت وكلاء إيران إلى شن هجمات على أفراد عسكريين أمريكيين في العراق وسوريا.
كشفت الصحيفة، أن الطريقة التي سيدير بها الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته تصرفات إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، بالإضافة إلى التداعيات الجيوسياسية الأوسع للحرب، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي، وكذلك على قدرة واشنطن على مواجهة الخصوم وردعهم.
وبحسب «فورين أفيرز»، فإن ارتفاع المخاطر بدا واضحًا في التدفق السريع لقوات عسكرية أمريكية إضافية إلى المنطقة خلال الشهر الماضي، بما في ذلك حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة وأكثر من 1000 جندي، ونشر أنظمة دفاع جوي إضافية في المنطقة، في رسالة تؤكد تصميم الولايات المتحدة على ردع إيران عن السعي إلى تصعيد الأزمة في إسرائيل باستخدام شبكتها من الوكلاء، مثل حزب الله، لشن هجمات على إسرائيل من لبنان وسوريا وأماكن أخرى، عبر توسيع وجودها العسكري في الشرق الأوسط.
توريط الولايات المتحدة
أوضحت الصحيفة، إن ضخ واشنطن للمعدات العسكرية والأفراد قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة في التزامات أمنية مفتوحة تجاه منطقة كانت تحاول، حتى وقت قريب، تحرير نفسها منها، مشيرة إلى أنه مع تزايد وجود الولايات المتحدة مرة أخرى، فإن مشاركتها العسكرية العميقة في الشرق الأوسط يمكن أن تستمر إلى ما بعد نهاية الأزمة الحالية وتساهم في التوسع المفرط الذي من شأنه أن يخلق فجوات خطيرة في أماكن أخرى على المدى الطويل، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
عواقب التدخل
وشددت «فورين أفيرز»، على أن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى تصحيح المسار، مشيرة إلى أنه رغم أن العواقب المترتبة على الحرب الإسرائيلية في غزة لا تزال غير مؤكدة، فإنه ليس من السابق لأوانه رسم الخطوط العريضة لسياسة أمريكية أكثر استدامة في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه بمجرد أن تبدأ الأزمة الحالية في الاستقرار، يجب على واشنطن أن تعمل على سحب القوات التي أعادتها بسرعة إلى الشرق الأوسط – وأن تذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال تقليص حجم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وإعادة تنظيمه بشكل كبير.
عاجل - حماس: جرائم الاحتلال تعد الأقسى في العصر الحديث وتتحمل مسؤوليتها أمريكا وزير فلسطيني أسبق يكشف سر حرص أمريكا على الهدنة في غزة (فيديو) الاستثمار في بناء قدرات
وأكدت أنه على واشنطن الاستثمار في بناء قدرات ومرونة شركائها الإقليميين حتى يتمكنوا من العمل معًا بشكل أكثر فعالية للحفاظ على الاستقرار وإدارة التحديات الأمنية بدعم أقل من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا النهج المزدوج يمكنه دفع الولايات المتحدة نحو سياسة متوازنة في الشرق الأوسط تتجنب الإفراط في التوسع، وطمأنة الشركاء وتجنب الكوارث المستقبلية في آن.
ومع مضاعفة إدارة بايدن جهودها لزيادة الأسلحة والقوات الأمريكية الإضافية إلى الشرق الأوسط، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان صناع السياسة الأمريكيون قد فكروا في التأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة المترتبة على تضخيم الدور الأمني للولايات المتحدة في المنطقة، وكيف سينظر إليه الخصوم والحلفاء على حد سواء.
مخاطر على أمريكا
وتقول «فورين أفيرز»، إن هناك ثلاثة مخاطر يجب على إدارة بايدن الاعتراف بها ومعالجتها: التصعيد، ورد الفعل العنيف، الإرهاق.
علق الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، قائلا:" أن انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أصبح يمثل خطورة كبيرة على أمن واستقرار المنطقة، خصوصًا بعد نشر مجموعتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن غزة ستصبح هي محور الصراع العالمي القادم".
ضعف العلاقات
وأكد فضلون في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة يزيد من خطر سوء التقدير والاستفزاز، وهذا سيمنح إيران وأتباعها في مواصلة الحشد العسكري وزيادة التصعيد، بالإضافة إلى توتر وضعف العلاقات بين الحلفاء والشركاء الرئيسيين لأمريكا.
العادات السيئة
واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن هذا التواجد سيكون عودة جديدة إلى العادات السيئة، وهو تجديد لاستراتيجيتها المعتادة المتمثلة في الاعتماد على عمليات نشر عسكرية أمريكية كبيرة وعمليات نقل أسلحة، لضمان أمن المنطقة ضد التهديدات الخارجية، في نهج لم يجعل المنطقة أكثر أمانا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أمريكا الولايات المتحدة الولايات المتحدة الامريكية الشرق الأوسط واشنطن حرب غزة حاملات الطائرات الطائرات المقاتلة الهدنة الإنسانية
إقرأ أيضاً:
رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. عصر جديد من التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق تحولات جذرية.. الرئيس الجديد يقلب 80 عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية رأسًا على عقب
بينما يستعد دونالد ترامب لولايته الثانية، يبدو أن السياسة الخارجية الأمريكية على وشك أن تشهد تحولًا جذريًا قد يعيد رسم ملامح النظام العالمي. من وصفه بالانعزالي إلى صانع تحولات كبرى، قد يعيد نهجه قلب عقيدة السياسة الخارجية الأمريكية الممتدة منذ الحرب العالمية الثانية. سيحكم نهجه ثلاث ساحات رئيسية: الشرق الأوسط، أوكرانيا، والمنافسة مع الصين.
الشرق الأوسط
في ولايته الأولى، أظهر ترامب استعداده للتخلي عن التقاليد الدبلوماسية لصالح صفقات مباشرة وقرارات جريئة، مثل اتفاقيات إبراهيم. ومع ولايته الثانية، يبدو أنه سيستغل وقف إطلاق النار الأخير في غزة لدفع اتفاقيات تطبيع إقليمية أوسع، مستهدفًا صفقة بين إسرائيل والسعودية.
رغم ذلك، يبقى الشرق الأوسط ساحة معقدة، حيث تسعى إيران لاستعادة نفوذها في المنطقة بينما يضغط المتشددون الإسرائيليون لضم الأراضي. قد يرد ترامب على أي عرقلة لأهدافه بمزيج من العقوبات والتهديدات وربما الانسحاب.
أوكرانيا بين القوة والتنازلات
تعهد ترامب بإنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة، لكن سياسته تثير الجدل حول ميله للتعامل مع بوتن بأسلوب أكثر براغماتية. يراه منتقدوه مستعدًا للضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات، مما قد يقوي نفوذ روسيا.
لكن ترامب يدرك أن أي انسحاب مشابه لأفغانستان قد يضر بصورته، لذلك قد يعتمد على سياسة مزدوجة: إظهار القوة أمام بوتين مع الضغط على حلفاء الناتو لزيادة مساهماتهم الدفاعية.
الصين. مواجهة أم تفاوض؟
ترامب يخطط لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد من خلال سياسات صارمة تستهدف ردع بكين عن أي مغامرات عسكرية تجاه تايوان. مستشاروه يروّجون لنهج يجمع بين القوة الاقتصادية والهيمنة العسكرية والدبلوماسية غير التقليدية.
مع ذلك، قد تقوده براغماتيته إلى استخدام تايوان كورقة مساومة، مما يثير قلق الحلفاء ويفضح ضعفًا استراتيجيًا في عقيدته: عندما تُفصل القوة عن القيم، تصبح التحالفات مهددة.
التكاليف الاستراتيجية لدبلوماسية القوة
نهج ترامب الذي يضع القوة أولًا قد يحقق مكاسب سريعة، لكنه يهدد التحالفات طويلة الأجل. تهديداته بالانسحاب من الناتو والنزاعات التجارية قد تقوض الثقة بين الحلفاء وتعمق الانقسامات داخل التحالفات القائمة. في الوقت نفسه، تحالفه مع الحركات القومية قد يضعف الوحدة الغربية، مما يجعل أمريكا تبدو كقوة عدائية بدلًا من حليف استراتيجي.
صعود سياسة "سلام ترامبيانا"
تعتمد رؤية ترامب على الولاء الشخصي أكثر من القيم الديمقراطية، مما يهدد بفقدان أمريكا لسلطتها الأخلاقية التي ميزتها عن منافسيها الاستبداديين مثل الصين وروسيا. مع تركيزه على القوة المجردة، قد يصبح العالم أكثر فوضوية، حيث تحل المنافسة الشرسة محل النظام المستقر. بينما قد تثمر سياسة ترامب عن مكاسب قصيرة الأمد، فإن التخلي عن القيم التي حكمت السياسة الأمريكية لعقود يهدد بنقل العالم إلى مرحلة من التنافس الفوضوي. هل يصبح ترامب رمزًا للتحول الأمريكي الكبير أم نقطة انطلاق لفقدان الهيمنة العالمية؟
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تستعد منطقة الشرق الأوسط لتحولات جيوسياسية كبيرة تحت قيادة قد تُحدث تغييرات جذرية في التوازن الإقليمي. من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس إلى الدفع نحو صفقة تاريخية بين السعودية وإسرائيل، يعكس نهج ترامب سياسة ألعاب القوة وعدم اليقين، مع تأثيرات تمتد إلى أطراف المنطقة.
صفقة التطبيع الكبرى
يمثل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أحد أبرز طموحات ترامب في الشرق الأوسط. الصفقة، التي تُعد هدفًا رئيسيًا لإدارته الجديدة، تحمل إمكانيات لإعادة تشكيل التوازن الإقليمي، خاصة في مواجهة إيران.
مستشار الأمن القومي مايك والتز أكد أن هذا الهدف يشكل أولوية قصوى، بينما يرى ترامب أن تحقيقه قد يكون طريقه إلى جائزة نوبل للسلام. الصفقة لن تعزز فقط كتلة مناهضة لإيران، لكنها قد تضيف ضغوطًا إضافية على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
نتنياهو ومناورات الضم: أداة ضغط أم مقامرة؟
تدور تكهنات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يستخدم تهديد ضم الضفة الغربية كورقة ضغط لدفع السعودية نحو التطبيع. هذه المناورة قد تمنح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحجة السياسية اللازمة للمضي قدمًا في الصفقة، لكنها تحمل في طياتها خطر إشعال التوترات في المنطقة.
أي تصعيد في مساعي الضم قد يؤدي إلى تفجير الوضع الفلسطيني، مما يضعف المكتسبات الإقليمية ويهدد استقرار المنطقة.
غزة
بعد جولة من الصراع المدمر، تجد غزة نفسها في مواجهة تحديات غير مسبوقة. مع دمار يقدر بـ٤٠ مليون طن من الحطام وانهيار اقتصادي شبه كامل، ستحتاج المنطقة عقودًا لإعادة البناء.
رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حماس، أظهرت تقارير أنها تمكنت من استعادة قوتها العسكرية، مما يبرز دورة العنف المستمرة في القطاع. السؤال الأبرز الآن: من سيحكم غزة في المستقبل؟ وهل ستظل المساعدات الدولية وسيلة لتثبيت الوضع الراهن أم لتغيير المعادلة؟
إيران
تعهد ترامب بإعادة حملة "الضغط الأقصى" على إيران لإجبارها على التفاوض بشأن برنامجها النووي ونفوذها الإقليمي. ورغم التحديات التي تواجهها الميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله ونظام الأسد، فإن أي تصعيد في الضفة الغربية قد يعيد الزخم إلى القضية الفلسطينية، مما يضعف الجهود الأمريكية والإسرائيلية لكبح نفوذ طهران.
عقبات
بينما يسعى ترامب إلى تحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية في المنطقة، تظل النتائج غير مضمونة. التحالفات الإقليمية الجديدة قد تواجه عقبات كبرى، والتوترات المتصاعدة قد تعرقل تحقيق الاستقرار طويل الأمد. مع هذه الرؤية الطموحة، هل يمكن لترامب تحقيق توازن جديد في الشرق الأوسط، أم أن سياسته ستؤدي إلى المزيد من عدم اليقين والاضطرابات؟
بينما يستعد دونالد ترامب لولايته الثانية، يبرز خطاب جديد يحمل طابعًا توسعيًا يعيد رسم أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. من جرينلاند إلى بنما والمكسيك، تتردد أصداء تصريحات ترامب المثيرة للجدل في أرجاء الأمريكتين وخارجها، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الدولية تحت قيادته.
قناة بنما
أثار ترامب جدلًا واسعًا بإعلانه أن تسليم قناة بنما في عام ١٩٩٩ كان "هدية لا تُغتفر". مطالبته بإعادة السيطرة على القناة، رغم أنها تحت السيادة البنمية الكاملة، دفعت النائب الجمهوري داستي جونسون لتقديم مشروع قانون لشراء القناة. رغم ذلك، رفضت الحكومة البنمية الفكرة بشكل قاطع، مؤكدة سيادتها المطلقة على القناة. لكن تصريحات ترامب سلطت الضوء على الوجود الصيني المتنامي في بنما، حيث أصبحت الصين شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا منذ قطع العلاقات مع تايوان في ٢٠١٧. هذا النفوذ الصيني أثار قلق واشنطن لكنه كشف أيضًا عن فشل الولايات المتحدة في موازنة هذا الوجود اقتصاديًا.
جرينلاند
لم يخفِ ترامب طموحه في السيطرة على جرينلاند، معتبرًا أن امتلاكها ضرورة أمنية للولايات المتحدة. الجزيرة، التي تُعد مركزًا استراتيجيًا لعمليات الدفاع الأمريكية والناتو ضد روسيا، تجذب اهتمامًا متزايدًا بسبب مواردها الطبيعية وأهميتها العسكرية.
التعاون الأمريكي-الدنماركي يتزايد بالفعل، حيث أعلنت الدنمارك عن استثمارات ضخمة في تعزيز القدرات الدفاعية في القطب الشمالي. ورغم التصريحات العدائية، يبدو أن واشنطن تعتمد بشكل أكبر على التحالفات العسكرية لتحقيق أهدافها.
المكسيك وكندا.. استفزازات عابرة للحدود
امتدت تصريحات ترامب إلى الجارتين الشماليتين، مع اقتراحات مثيرة مثل إعادة تسمية خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا" وتصريحاته التي ألمحت إلى إمكانية ضم كندا كولاية أمريكية.
في مواجهة هذه الاستفزازات، كشفت المكسيك عن مبادرة اقتصادية جديدة لتعزيز العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة وكندا تحت مظلة اتفاقية USMCA. المبادرة تهدف لتقليل الاعتماد على الصين ومحاولة استباق التحركات الأمريكية العدوانية.
سياسة الهيمنة بدل الدبلوماسية
خطاب ترامب الأخير يعكس تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية. فبدلًا من تعزيز التحالفات أو تعزيز القيم الديمقراطية، يعتمد نهجه على فرض الهيمنة الاقتصادية والسياسية على الدول المجاورة. هذه الاستراتيجية تركز على الحصول على "الاحترام" من الحلفاء والخصوم على حد سواء، لكنها تثير تساؤلات حول مدى استدامتها. سياسات ترامب التوسعية تحمل وعودًا بإعادة تعريف دور أمريكا عالميًا، لكنها تخاطر بإثارة أزمات دبلوماسية غير مسبوقة.
ازدواجية سياسية|«الحروب الجديدة».. التناقض سيد الموقف
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تتزايد التساؤلات حول مستقبل التدخل العسكري الأمريكي في عهده الثاني. فرغم شعاره الانتخابي "لا حروب جديدة"، تميزت فترة ولايته الأولى بتناقضات صارخة بين خطابه السياسي وقراراته الميدانية. نهجه الذي مزج بين الانسحاب التكتيكي والتصعيد المفاجئ يثير الجدل حول استراتيجياته المقبلة.
تشكيك في الحروب التقليدية
عند توليه منصبه في ٢٠١٧، ورث ترامب مشهدًا عسكريًا معقدًا، لا سيما في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من انتقاداته العلنية للوجود العسكري الأمريكي وبناء الدول، أظهرت أفعاله استعدادًا لتصعيد العمل العسكري عند الحاجة. الضربة الصاروخية التي أمر بها ضد قاعدة جوية سورية في أعقاب هجوم بالأسلحة الكيماوية كانت نقطة تحول، حيث أوضحت رغبته في اتخاذ قرارات عسكرية بناءً على قناعات شخصية، وبدون الالتزام بمواقف الإدارة السابقة.
قرارات مثيرة للجدل
أحد أبرز قرارات ترامب كان الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في ٢٠١٨. ورغم أن هذا القرار لاقى انتقادات شديدة، بما في ذلك استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، فإنه عكس نهج ترامب "المعاملاتي" في السياسة الخارجية. تراجعه عن الانسحاب لاحقًا أظهر تعقيد العلاقة بين طموحاته للانسحاب العسكري والحاجة إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي.
إيران.. المواجهة بلا حرب
مثّل انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام ٢٠١٨ نقطة تحول في السياسة الأمريكية تجاه طهران، مما أدى إلى زيادة التوترات. ورغم امتناعه عن شن حرب شاملة ضد إيران، فإن قراره باغتيال الجنرال قاسم سليماني في ٢٠٢٠ أبرز الطبيعة غير المتوقعة لإدارته.
الهجوم الإيراني الانتقامي على القوات الأمريكية في العراق كشف هشاشة هذه التكتيكات، رغم محاولات ترامب لتقليل أهمية العواقب.
"لا حروب جديدة": شعار في مواجهة الواقع
رغم وعد ترامب بالابتعاد عن الحروب، فإن ولايته الأولى أظهرت ميلًا للتدخل عند الضرورة. قراراته كانت غالبًا مزيجًا من رغبة في تجنب التورط الطويل الأمد، مع استعداد لتوجيه ضربات عسكرية تحقق نتائج فورية، ولو على حساب تصعيد التوترات.
سياسة مزدوجة
عودة ترامب تثير تساؤلات حول إمكانية الحفاظ على نهجه المتناقض بين الانسحاب من الصراعات طويلة الأمد واتخاذ قرارات تصعيدية مفاجئة. هل ينجح في تحقيق توازن بين وعوده الانتخابية وواقع السياسة الدولية المعقد، أم أن الشرق الأوسط والعالم سيشهدان المزيد من الفصول غير المتوقعة؟
في خطاب أثار جدلًا واسعًا، جدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حديثه عن ضم كندا، جرينلاند، وقناة بنما إلى الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف دولية بشأن طموحات توسعية تبدو وكأنها تعيد عقارب الساعة إلى عصر الإمبريالية. هذه التصريحات، التي وصفها خبراء بأنها "شيطانية"، تسلط الضوء على نهج ترامب التوسعي الذي يهدد استقرار النظام الدولي.
كندا.. اندماج تحت التهديد؟
وصف ترامب كندا بأنها "كنز استراتيجي"، مقترحًا اندماجها مع الولايات المتحدة لتعزيز الأمن وخفض الضرائب. رد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو كان حازمًا، مؤكدًا أن كندا "لن تخضع لأي تهديد". وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، انتقدت تصريحات ترامب باعتبارها تعكس "عدم إدراك لقوة كندا"، ورفضت أي محاولات لدمج الدولتين. هذا التوتر الدبلوماسي يسلط الضوء على هشاشة العلاقات بين البلدين.
جرينلاند.. الهدف الجغرافي والإستراتيجي
كرر ترامب دعوته لضم جرينلاند، مشيرًا إلى موقعها الاستراتيجي وثرواتها المعدنية. كما لم يستبعد استخدام القوة إذا رفضت الدنمارك التفاوض. ردت السلطات المحلية في جرينلاند والدنمارك برفض قاطع، ووصفت رئيسة الوزراء الدنماركية الاقتراح بأنه "سخيف". أثارت هذه التصريحات قلق الاتحاد الأوروبي، الذي أكد وزير خارجيته أن "تغيير الحدود بالقوة مرفوض تمامًا".
قناة بنما.. عودة السيطرة الأمريكية
اعتبر ترامب قناة بنما "ضرورة للأمن الاقتصادي الأمريكي"، مقترحًا استعادتها بالقوة إذا لم توافق بنما على خفض الرسوم المفروضة على السفن الأمريكية. وزير الخارجية البنمي رد بحزم، مؤكدًا أن سيادة بنما على القناة "غير قابلة للتفاوض". هذه التصريحات أثارت قلقًا واسعًا، خاصة مع احتمالات التصعيد العسكري.
قلق عالمي واسع
صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن "الاتحاد الأوروبي لن يسمح بتغيير الحدود بالقوة".
ألمانيا: أكدت التزامها بميثاق الأمم المتحدة واتفاقات هلسنكي، رافضة أي محاولات لتعديل الحدود بالقوة.
إيطاليا: رأت رئيسة الوزراء الإيطالية أن تصريحات ترامب تهدف لتحذير الصين والقوى الدولية الأخرى من التدخل في مصالح الولايات المتحدة.
نهج إمبريالي
وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تصريحات ترامب بأنها "تمثل نهجًا تاريخيًا للولايات المتحدة في التوسع والسيطرة"، مشيرًا إلى أن هذه السياسات قد تمنح شرعية لتوجهات إسرائيل التوسعية في المنطقة.
وأضاف فهمي أن هذه التصريحات "تعكس فكرًا عدائيًا واستعلائيًا يهدد استقرار النظام الدولي".
بين الطموحات والسياسات الواقعية
تصريحات ترامب التوسعية قد تكون وسيلة للضغط الدبلوماسي أو تعبيرًا عن طموح سياسي شخصي، لكنها بلا شك تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الدولية في ولايته الثانية. فهل ستقف الدول المتضررة في وجه هذه الطموحات؟ أم أن العالم مقبل على إعادة تشكيل جديدة للنظام الجيوسياسي؟