ما هي المخاط التي تواجه أمريكا في الشرق الأوسط؟.. خبير يجيب
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
خرجت صحيفة «فورين أفيرز» الأمريكية تنشر تقرير حول المخاطر التي تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية.
لذلك بدأت محركات البحث تزيد من أجل معرفة كافة التفاصيل حول تلك المخاطر وتعليق الخبراء على ذلك.
أشارت صحيفة «فورين أفيرز»، إلى أن حرب غزة، أدت إلى انتشار مشاعر معاداة أمريكا على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، ودفعت وكلاء إيران إلى شن هجمات على أفراد عسكريين أمريكيين في العراق وسوريا.
كشفت الصحيفة، أن الطريقة التي سيدير بها الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته تصرفات إسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، بالإضافة إلى التداعيات الجيوسياسية الأوسع للحرب، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي، وكذلك على قدرة واشنطن على مواجهة الخصوم وردعهم.
وبحسب «فورين أفيرز»، فإن ارتفاع المخاطر بدا واضحًا في التدفق السريع لقوات عسكرية أمريكية إضافية إلى المنطقة خلال الشهر الماضي، بما في ذلك حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة وأكثر من 1000 جندي، ونشر أنظمة دفاع جوي إضافية في المنطقة، في رسالة تؤكد تصميم الولايات المتحدة على ردع إيران عن السعي إلى تصعيد الأزمة في إسرائيل باستخدام شبكتها من الوكلاء، مثل حزب الله، لشن هجمات على إسرائيل من لبنان وسوريا وأماكن أخرى، عبر توسيع وجودها العسكري في الشرق الأوسط.
توريط الولايات المتحدة
أوضحت الصحيفة، إن ضخ واشنطن للمعدات العسكرية والأفراد قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة في التزامات أمنية مفتوحة تجاه منطقة كانت تحاول، حتى وقت قريب، تحرير نفسها منها، مشيرة إلى أنه مع تزايد وجود الولايات المتحدة مرة أخرى، فإن مشاركتها العسكرية العميقة في الشرق الأوسط يمكن أن تستمر إلى ما بعد نهاية الأزمة الحالية وتساهم في التوسع المفرط الذي من شأنه أن يخلق فجوات خطيرة في أماكن أخرى على المدى الطويل، وخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
عواقب التدخل
وشددت «فورين أفيرز»، على أن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط في حاجة ماسة إلى تصحيح المسار، مشيرة إلى أنه رغم أن العواقب المترتبة على الحرب الإسرائيلية في غزة لا تزال غير مؤكدة، فإنه ليس من السابق لأوانه رسم الخطوط العريضة لسياسة أمريكية أكثر استدامة في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه بمجرد أن تبدأ الأزمة الحالية في الاستقرار، يجب على واشنطن أن تعمل على سحب القوات التي أعادتها بسرعة إلى الشرق الأوسط – وأن تذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال تقليص حجم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وإعادة تنظيمه بشكل كبير.
عاجل - حماس: جرائم الاحتلال تعد الأقسى في العصر الحديث وتتحمل مسؤوليتها أمريكا وزير فلسطيني أسبق يكشف سر حرص أمريكا على الهدنة في غزة (فيديو) الاستثمار في بناء قدرات
وأكدت أنه على واشنطن الاستثمار في بناء قدرات ومرونة شركائها الإقليميين حتى يتمكنوا من العمل معًا بشكل أكثر فعالية للحفاظ على الاستقرار وإدارة التحديات الأمنية بدعم أقل من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا النهج المزدوج يمكنه دفع الولايات المتحدة نحو سياسة متوازنة في الشرق الأوسط تتجنب الإفراط في التوسع، وطمأنة الشركاء وتجنب الكوارث المستقبلية في آن.
ومع مضاعفة إدارة بايدن جهودها لزيادة الأسلحة والقوات الأمريكية الإضافية إلى الشرق الأوسط، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان صناع السياسة الأمريكيون قد فكروا في التأثيرات من الدرجة الثانية والثالثة المترتبة على تضخيم الدور الأمني للولايات المتحدة في المنطقة، وكيف سينظر إليه الخصوم والحلفاء على حد سواء.
مخاطر على أمريكا
وتقول «فورين أفيرز»، إن هناك ثلاثة مخاطر يجب على إدارة بايدن الاعتراف بها ومعالجتها: التصعيد، ورد الفعل العنيف، الإرهاق.
علق الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، قائلا:" أن انتشار القوات الأمريكية في الشرق الأوسط أصبح يمثل خطورة كبيرة على أمن واستقرار المنطقة، خصوصًا بعد نشر مجموعتين من حاملات الطائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرًا إلى أن غزة ستصبح هي محور الصراع العالمي القادم".
ضعف العلاقات
وأكد فضلون في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة يزيد من خطر سوء التقدير والاستفزاز، وهذا سيمنح إيران وأتباعها في مواصلة الحشد العسكري وزيادة التصعيد، بالإضافة إلى توتر وضعف العلاقات بين الحلفاء والشركاء الرئيسيين لأمريكا.
العادات السيئة
واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن هذا التواجد سيكون عودة جديدة إلى العادات السيئة، وهو تجديد لاستراتيجيتها المعتادة المتمثلة في الاعتماد على عمليات نشر عسكرية أمريكية كبيرة وعمليات نقل أسلحة، لضمان أمن المنطقة ضد التهديدات الخارجية، في نهج لم يجعل المنطقة أكثر أمانا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أمريكا الولايات المتحدة الولايات المتحدة الامريكية الشرق الأوسط واشنطن حرب غزة حاملات الطائرات الطائرات المقاتلة الهدنة الإنسانية
إقرأ أيضاً:
أمريكا تبرم اتفاقا هاما مع "الحوثيين" رغم تصنيفهم "إرهابيين".. تفاصيل
البيت الأبيض (وكالات)
في تطور جديد يشير إلى استمرار التوترات في منطقة الشرق الأوسط، أعادت الولايات المتحدة يوم السبت سياساتها تجاه حركة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، رغم دخول تصنيف الحركة كـ "منظمة إرهابية" حيز التنفيذ، ما يثير تساؤلات حول نتائج هذا التصنيف في ظل التطورات الحالية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن تصنيف جماعة "أنصار الله" على لائحة المنظمات الإرهابية في خطوة أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والدبلوماسية.
اقرأ أيضاً وفد رفيع المستوى يغادر صنعاء إلى هذه الدولة في مهمة عاجلة 22 فبراير، 2025 أطعمة إياك أن تعيد تسخينها في رمضان: مخاطر صحية محدقة 22 فبراير، 2025ورغم أن هذا التصنيف دخل حيز التنفيذ في يوم الجمعة الماضية، إلا أن الوضع لا يزال يكتنفه الغموض، خاصة بعد التسريبات التي أفادت بوجود اتفاق غير معلن بين الولايات المتحدة والحركة.
وبحسب ما نقلته قناة الجزيرة عن مسؤولين أمريكيين، فإن هناك اتفاقاً سرياً يتعلق بالتصدي لأي تهديدات موجهة ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
وبموجب هذا الاتفاق، تم منح القادة العسكريين الأمريكيين صلاحيات موسعة للتعامل مع ما وصفوه بـ"التهديدات الحوثية" في حال وقوع أي هجمات ضد القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
وقد جرت هذه الأحداث وسط تصاعد المخاوف من وقوع عمليات هجومية تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة، وهو ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً.
كما أظهرت بعض التصريحات الأمريكية، بما فيها تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب، إشارات إلى وجود بعض التطمينات لاحتواء الموقف وتخفيف حدة التوترات.
وفي هذا السياق، لم تقتصر المخاوف على الولايات المتحدة فقط، بل طال تأثيرها أيضا بعض الأوساط الإسرائيلية، التي بدورها أبدت قلقاً من التصعيد المحتمل في المنطقة بعد دخول هذا التصنيف حيز التنفيذ.
لكن مع مرور يومين على بدء تطبيق هذا التصنيف، لم تُسجل أي تأثيرات ملحوظة على الوضع في اليمن حتى الآن.
من جهة أخرى، قلل العديد من الخبراء العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين من أهمية هذا التصنيف، مؤكدين أنه لا يتعدى كونه خطوة رمزية قد تكون "غير قابلة للتطبيق" في الواقع.
ومن بين هؤلاء الخبراء كان بروس ريدل، الذي وصف التصنيف بالفاشل وأشار إلى أنه لن يؤدي إلى نتائج ملموسة على الأرض.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الإدارة الأمريكية خطوات مشابهة ضد "أنصار الله". فقد سبق للرئيس السابق ترامب أن صنف الحركة كمنظمة إرهابية في فترة ولايته الأولى، في حين أن الرئيس بايدن قد اتخذ خطوات مماثلة في وقت لاحق.
ويضاف إلى ذلك قائمة طويلة من العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على اليمن منذ بداية العمليات العسكرية المساندة للقطاع الغزي.
يتضح من هذه التطورات أن السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين تتسم بالحذر والتوازن، إذ تسعى واشنطن لتحقيق أهدافها الأمنية والسياسية دون التصعيد المباشر أو المواجهات العسكرية الكبرى، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تؤدي هذه الخطوات إلى تداعيات غير متوقعة قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة.