لماذا تصنع الصين روبوتات بشرية؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
مع ازدياد ترابط العالم، تظهر الروبوتات المصاحبة الصديقة لوسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من الشعور بالوحدة وتوفير تفاعلات جذابة تشبه التفاعلات البشرية.
واستجابة للتحديات التي تفرضها شيخوخة السكان والعدد المتزايد من الأفراد الذين يعيشون بمفردهم، تظهر الروبوتات المصاحبة كعلاج محتمل للوحدة. ومع وجود أكثر من 92 مليون بالغ في الصين يعيشون بمفردهم، وهو ما يمثل أكثر من 6% من السكان، فإن الطلب على الرفقة واضح.
باستخدام الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة مثل الجلد الاصطناعي القائم على السيليكون، تهدف شركته إلى إنشاء روبوتات بشرية لا تؤدي المهام فحسب، بل تحاكي أيضًا الحركات البشرية وتعبيرات الوجه والإيماءات، مما يجعلها أكثر جاذبية وبديهية في تفاعلاتها.
تمتد الروبوتات المصاحبة إلى ما هو أبعد من كبار السن لتصل إلى جزء كبير من جيل الشباب الذي يتصارع مع مشاكل الوحدة والصحة العقلية.
يعيش أكثر من 20 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا في الصين بمفردهم، ويرجع ذلك إلى أسباب تتراوح بين العبء المالي لتكوين أسرة إلى الرغبة في الاستقلال وسط الضغوط المجتمعية.
في ضوء الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية للحد من انخفاض عدد السكان، قد تصبح الروبوتات المصاحبة أكثر شيوعًا، حيث توفر الرفقة والمساعدة في المهام اليومية، مما قد يؤثر على المواقف المجتمعية تجاه تكوين الأسرة.
في حين أن الوعد الذي تقدمه الروبوتات المصاحبة لمعالجة العزلة الاجتماعية أمر مثير للاهتمام، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة حول تكلفتها، وإمكانية الوصول إليها، وسلامتها.
مع استمرار الروبوتات البشرية في التقدم، يظل دورها في إعادة تشكيل الديناميكيات المجتمعية والتصدي لتحديات الشيخوخة السكانية والمعزولة موضع اهتمام ودراسة متأنية. إن التقاطع بين التكنولوجيا والاحتياجات المجتمعية والسعي البشري للتواصل يحمل المفتاح لمستقبل تلعب فيه الروبوتات دورًا أساسيًا بشكل متزايد في نسيجنا الاجتماعي.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
"أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة: نقص حاد في المساعدات وتفاقم معاناة السكان"
يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة مع تدهور الوضع المعيشي للسكان نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والإمدادات الطبية، بسبب استمرار إغلاق المعابر الحدودية التي تمثل الشريان الأساسي لتدفق المساعدات. وأدى هذا الإغلاق إلى تفاقم المعاناة اليومية لمئات الآلاف من العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتها الأساسية.
وتشير التقارير إلى أن المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية باتت تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، ما يهدد حياة المرضى، خصوصًا أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من انقطاع شبه مستمر للتيار الكهربائي، ما يعيق تشغيل الأجهزة الحيوية ويزيد من تعقيد الخدمات الأساسية.
ومع مرور الوقت، تتضاعف معاناة الأطفال وكبار السن، الذين يعتبرون الأكثر تضررًا من هذه الظروف القاسية. وتشير المنظمات الإنسانية الدولية إلى أن الأوضاع وصلت إلى مستويات كارثية تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتأمين تدفق المساعدات والسماح بفتح المعابر لتخفيف حدة الأزمة.
في الوقت نفسه، تحذر الهيئات الإنسانية من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الاجتماعي والصحي في القطاع، حيث تتفاقم حالات سوء التغذية وتنتشر الأمراض بشكل أسرع بسبب نقص الرعاية الصحية والموارد الأساسية. ومع غياب حلول ملموسة، يواجه سكان غزة مستقبلًا محفوفًا بالمخاطر يتطلب تدخلات عاجلة لرفع المعاناة المستمرة.