مقر الإمارات في الأمم المتحدة.. عنوان الاستدامة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
طراز معماري فريد صديق للبيئة يميز المقر الجديد للبعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الذي يقع في وسط مانهاتن في مدينة نيويورك، وعلى بعد مسافة قصيرة من مقر الأمم المتحدة.
ويجذب مقر الدولة أنظار كل زائريه بسبب طرازه الفريد المستوحى من الطراز المعماري في مانهاتن، مع إضافة سمات الهوية الإماراتية التي تميزه، حيث يشكل المشروع إرثاً دائماً للدولة في مدينة نيويورك.
لكن الأكثر جذباً في المقر الجديد أنه صديق للبيئة، كونه يراعي المعايير كلها التي من شأنها حماية البيئة من التلوث، في إطار دور الإمارات الرائدة لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة تداعيات تغير المناخ بالتحول نحو الاستدامة والطاقة النظيفة.
ويتميز التصميم الخاص بالمقر بالاستدامة كتوفير الطاقة والمياه، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة، منذ إنجازه وتشغيله في أبريل من العام 2021.
وحصل المبنى على المستوى الذهبي وفق تصنيف ليد «LEED»، ويتكون من تسعة طوابق بارتفاع 145 قدماً، كما يبلغ إجمالي مساحته الكلية 80 ألف قدم مربع، ويتضمن المكاتب المجهزة بأحدث التقنيات ووسائل الراحة والمصممة لخلق بيئة عمل حديثة ومميزة.
وتعتبر العمارة الخضراء والصديقة للبيئة في الإمارات جزءاً من حزمة متنوعة ومتكاملة من الأدوات لتحويل مدن الدولة إلى مدن عالمية خضراء، يُشكل فيها البعد البيئي جوهراً لهذا التحول، في إطار رؤية طموحة واستراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.
وقال خبير البيئة والمناخ الدكتور أسامة سلام إن المباني الخضراء هي المباني التي يتم تصميمها وبناؤها، وتشغيلها بطريقة تراعي البيئة، وتحافظ على الموارد الطبيعية، فهي تعتمد على تقنيات ومواد صديقة للبيئة لتوفير الطاقة والمياه واستخدام المواد المتجددة.
وحول أهمية المباني الخضراء، أوضح أنها تتمتع بالعديد من الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، كحماية البيئة عبر المساعدة على تقليل انبعاثات الكربون واستهلاك الطاقة والمياه، ما يساهم في الحد من تغير المناخ وحماية البيئة. وتعمل أيضاً على تحسين جودة الحياة عبر توفير بيئة داخلية أكثر صحة وراحة للسكان، حيث تتميز بجودة الهواء الجيدة ومستويات الرطوبة المناسبة والإضاءة الطبيعية، بحسب سلام.
وشدد على أن دولة الإمارات تلتزم ببناء اقتصاد أخضر ومستدام، وقد أطلقت العديد من المبادرات في هذا المجال، بما في ذلك استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء، وهي استراتيجية وطنية طويلة المدى تهدف إلى جعل دولة الإمارات رائداً عالمياً في مجال التنمية الخضراء.
وتمتد تجارب الإمارات في هذا المجال إلى مبادرة دبي للاستدامة العقارية وهي مبادرة تهدف إلى جعل دبي مدينة صديقة للبيئة بحلول عام 2050، لإضافة إلى مدينة مصدر، وهي مدينة نموذجية مستدامة تم بناؤها في أبوظبي.
وأشار إلى أن نتيجة لهذه المبادرات، أصبحت دولة الإمارات رائدة في مجال المباني الخضراء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأمم المتحدة الاستدامة نيويورك المناخ كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحيي منظمة الأمم المتحدة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية في مثل هذا اليوم 6 نوفمبر من كل عام، وذلك بناءً على قرار الجمعية العامة A/RES/56/4 الذي تم اعتماده في 5 نوفمبر 2001، ويهدف هذا اليوم يهدف إلى التوعية بتأثيرات الحروب على البيئة وضرورة حماية الموارد الطبيعية في أوقات النزاع، واليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية يعد تذكيرًا هامًا بضرورة حماية البيئة خلال النزاعات العسكرية، ويعتمد المجتمع الدولي على التعاون لمواجهة هذه التحديات البيئية وتنفيذ الحلول المستدامة التي تدعم الاستقرار والسلام العالمي.
التدمير البيئي خلال الحروب:
في الحروب، يتم تجاهل البيئة في كثير من الأحيان، رغم أنها تتعرض لتدمير هائل، تتعرض المياه للملوثات، وتُحرق المحاصيل الزراعية، وتُقطع الغابات، وتسمم الأراضي، وتقتل الحيوانات لأغراض عسكرية، وفي العديد من الحالات، تعد البيئة ضحية غير مرئية للنزاعات المسلحة.
ارتباط الصراعات بالموارد الطبيعية:
في دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تبين أن 40% من الصراعات الداخلية خلال الـ60 سنة الماضية كانت مرتبطة بالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، وتشمل هذه الموارد المعادن القيمة مثل الأخشاب، الماس، الذهب، والنفط، وكذلك الموارد النادرة مثل الأراضي الخصبة والمياه، ويزداد خطر اندلاع النزاعات عندما تكون هذه الموارد في مركز الصراع.
الدور البيئي في بناء السلام:
الأمم المتحدة تولي اهتماماً بالغاً بدمج قضايا البيئة في خطط منع النزاعات وبناء السلام، لأنها تعتبر أن الموارد الطبيعية تعد الأساس لسبل العيش ولضمان استدامة النظم البيئية، إذا تم تدمير هذه الموارد، لا يمكن أن يتحقق السلام الدائم، ومن هنا تسعى الأمم المتحدة إلى حماية البيئة كجزء أساسي من جهودها لبناء مجتمعات مستدامة وآمنة.
القرار الدولي لعام 2016:
في 27 مايو 2016، اعتمدت جمعية الأمم المتحدة للبيئة قرارًا أكد فيه على أهمية النظم البيئية السليمة والموارد المدارة بشكل مستدام في تقليل مخاطر النزاعات المسلحة، كما أُعيد تأكيد التزام الأمم المتحدة الكامل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة المدرجة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 (قرار الجمعية العامة 70/1).
من خلال هذه الجهود، تواصل الأمم المتحدة العمل على ضمان أن البيئة ليست ضحية إضافية للحروب، وأن الحفاظ على الموارد الطبيعية يعتبر خطوة حاسمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في العالم.