أخنوش: لا أهتم بالمشوشين والخصوم والحكومة لا تنتظر منهم أن يصفقوا لها
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
دعا عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، منتخبي حزبه بجهة فاس مكناس، إلى الالتزام بـ”الشفافية ونظافة اليد”، والاستماع لمشاكل وهموم المواطنين والعمل على حلها، أو نقلها للسلطات المحلية، العمال والولاة، أو الحزب على المستوى المركزي والحكومي قصد إيجاد حلول لها، وعدم الاكتراث بالمشوشين من الخصوم، لأن الحكومة ماضية في تنزيل برامجها الاجتماعية، عبر تحالف قوي ومنسجم.
وقال أخنوش، في منتدى منتخبي الأحرار المنظم بفاس اليوم السبت، إن المنتخبين سيكونون مضطرين للرجوع بعد 4 سنوات للمواطنين، الذين باتوا يميزون بين المنتخب الذي وقف إلى جانبهم والذي تخلى عنهم.
وعاد أخنوش ليذكر في كلمة ألقاها أمام أزيد من 1000 من منتخبي الحمامة بجهة فاس -مكناس، بالنتائج التي حصل عليها التجمع بالجهة ذاتها، والتي مكنته من ترؤس أكثر من 80 جماعة والحصول على 13 برلمانيا، وترؤس 7 مجالس إقليمية، ليحصل بذلك على 28 في المائة من الأصوات بالجهة، داعيا منتخبي حزبه أن يتحملوا مسؤولية الثقة التي منحت لهم من طرف الناخبين المغاربة، وأن لا يفرطوا فيها.
وقال أخنوش مخاطبا منتخبي الحمامة: “مثل هذه النتائج مكتبغيش النعاس بل الفياق بكري والاستماع للمواطنين وحل مشاكلهم، ومن لم يستطع يمكن أن ينقلها لوالي الجهة أو عامل الإقليم أو إلى الحزب أو الحكومة.
وعاد أخنوش مرة أخرى، ليؤكد في كلمته على أن ما وصفه بـ”تشويش الخصوم”، لم يعد يخيفه قائلا: “من الطبيعي أن يكون هناك تشويش على إنجازات الحكومة، لأن الخصوم لن يصفقوا عليها، قبل أن يؤكد أن “التشويش لا يضرني”.
كما أكد أن الحكومة ماضية في تنزيل الدولة الاجتماعية كما أرادها الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن تنزيل السجل الاجتماعي تم في ظرف وجيز، الشيء نفسه بالنسبة لمشروع الدعم الاجتماعي، وهي المشاريع التي قال إنها برامج ملكية لكن الحكومة تقوم بتنزيلها الآن ولا تنتظر نهاية الولاية .
وجدد أخنوش، أن حكومته متماسكة وتشتغل بجدية، قائلا: “نحن نساند الجميع داخل الحكومة، ونشتغل مع الجميع، لأن نجاح كل وزير هو نجاح البلاد والدولة، موضحا أنه على الرغم من الظروف الجد صعبة التي تشتغل فيها حكومته، لكنها بحسب أخنوش “حكومة متفائلة بالنجاح وأن تكون في مستوى تطلعات المغاربة…”
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
فيلم الكناري الأسود.. أنثوية استثنائية قادرة على قهر الخصوم
لعقود عدة حرصت صناعة السينما العالمية على تغذية رغبات الجمهور بسلاسل من أفلام الحركة والعنف وتكريس النجوم ذوي القدرات الاستثنائية، البدنية والعقلية القادرون على قهر خصومهم والانتفاض على الأشرار لتكريس نوع من التعاطف الفطري والطبيعي مع شخصيات الابطال الذين يكافحون الظلام.
من هنا صار هذا النوع من الأفلام مطلبا متكررا لجهة التعوّد والاستهلاك لنمط بعينه من الأفلام ومنه هذا النوع من الأفلام الذي يمنح مشاهديه تسلية وتفاعلا متجددا.
من هنا يمكننا النظر لهذا الفيلم للمخرج الفرنسي بيير موريل وهو الذي سبق وعرفناه من خلال اخراج العديد من أفلام الحركة مثل تيكن و المقاطعة 13 والرجل المسلح والساعة صفر وغيرها، فهو مولع بهذا النوع من الأفلام وها قد وقع اختياره على الممثلة البريطانية كيت بيكنسيت والتي لديها منجز يمتد من العام 1993 وقد مثلت في قرابة 25 فيلما وهاهي في هذا الفيلم تكمل مشوراها بأداء دور ضابطة المخابرات افيري غرافس.
بالطبع سوف يسعى المخرج ومعه كاتب السيناريو ماثيو كنيدي، وهو المولع بأفلام الرعب والحركة الى جذب المشاهد ابتداءا من المشاهد الأولى من الفيلم وذلك من خلال الصراع الذي سوف تخوضه افيري في وسط طوكيو مع عصابة يابانية متمرسة من اجل الحصول على كارت ذاكرة يحتوي على معلومات حساسة، لكن ها هي افيري قاهرة الرجال، رشيقة الحركة، القادرة ببراعة ان توسع اعتى خصومها ضربا وتسقطهم بحركاتها ذات الإيقاع الخاطف حتى تهزمهم الواحد بعد الاخر ولتخلع باروكة الشعر المستعار وتعود الى كرواتيا حيث تجد زوجها بالانتظار ولتلتحق بعد ذلك بقاعدة المخابرات الأميركية السرية هناك.
كما يتضح فإن الكثافة الصورية التي كرست لتقديم صورة المرأة الاستثنائية من خلال مشاهد الحركة والقتال الفردي ومن خلال توظيف القطع السريع والانتقالات الخاطفة كل ذلك أعاد الى الاذهان صورة الأنثوية الاستثنائية التي تقهر الرجال وتقوم بتنفيذ شتى المهم الصعبة بجدارة.
لكن التحول الذي تبع هذا التألق الذي ظهرت فيه افيري ما يلبث ان يصطدم بحبكة ثانوية تمثلت في اكتشاف هجوم جهة ما على منزلها وتحطيم اقسام منه من الداخل وصولا الى اختطاف زوجها واكتشاف ان الجهة الخاطفة تريد ابتزازها ومساومتها بطلب ملفات ومعلومات بالغة السرية الخطورة من قلب المخابرات المركزية الأميركية ومن هنا سوف ننتقل اخراجيا وعلى صعيد البناء السردي باتجاه منطقة صراع أخرى مختلفة.
انها السردية المضادة فبعدما كانت افيري تؤدي كل تلك المهام شديدة الخطورة لصالح بلدها وجهاز المخابرات الذي تعمل فيه ها هي تعمل ضد بلدها وضد جهاز المخابرات الذي تعمل لصالحه والهدف هو انقاذ الزوج، في سلسلة من عمليات المساومة وبالطبع سوف نعود الى تلك الاستخدامات المعتادة للهواتف العمومية وعمليات الاقتفاء والتقصي للأصوات وعمليات المراقبة. يذهب الناقد كاسيمير هارلو في موقع افورم في هذا الصدد الى القول " ان بيكينسيل وهي تقوم بدور افيري، قد بنت مسيرتها المهنية من خلال ظهورها في العديد من الأفلام من خلال قتل مصاصي الدماء باستخدام الحركة السريعة وما كنا نلاحظه في حرصها على استخدام مسدسين اثنين في ان واحد لغرض الايقاع بالخصوم، وكما هو دورها الشهير في فيلم تحت العالم وهو الذي طبع مسارها في كل مرحلة بنفس تلك النمطية من أفلام الحركة، حتى صار من الصعب عليها الخروج منها لأنها، بصراحة، لم يطلب منها القيام بأكثر من مجرد العبوس وإطلاق النار على الاعداء".
وفي موازاة الخط الدرامي الرئيس للفيلم فقد تشعبت الاحداث باتجاهات متعددة ومنها مثلا العلاقة الودية التي تربط افيري مع رئيسها في العمل
جارفيس – الممثل راي ستيفنسون، الذي ظل مقتنعا بها وبإخلاصها حتى اللحظة الأخيرة على الرغم من تحشيد المخابرات الأمريكية ادواتها للقبض عليها لكنها كانت قد خرقت الأنظمة وتسللت الى اشد المعلومات حساسية بل ان الامر يصل بأفيري انها تتمكن من التسلل الى غرفة مسؤول كبير في نفس المؤسسة وتقوم بتكتيفه ومنعه من القيام بالتحشيد للقبض عليها.
وامتدادا لمشاهد حبس الانفاس ولمزيد من المبالغة لن نستغرب من ان تنتقل افيري من سطح عمارة الى أخرى مستخدمة ما يشبه الطائرة المسيرة وبالطبع كل ذلك جاء في سياق مشاهد خطيرة أخرى كان من الواضح ان المخرج استخدم بدلاء عن الممثلة الحقيقية لتصويرها مستخدما مهاراته المتراكمة من خلال عمله قبل الإخراج مديرا للتصوير للعديد من الأفلام.
واقعيا نجح المخرج موريل في التعامل مع مشاهد الحركة المعقدة، وخاصة مطاردات السيارات عبر اكثر من مدينة أوروبية ( بما في ذلك أماكن في كرواتيا، ومواقع تصوير في زغرب وليوبليانا)، حيث كان اختيار الممثلين مرضيًا في ذلك السياق من المطاردات ومشاهد قطع الانفاس.
في هذا الصدد يذهب الناقد السينمائي اليكس ميدي في موقع جوبلو
الى ان "هذا النوع من أفلام الحركة يعيدنا الى ما قبل ثلاثين عامًا، عندما كانت أفلام الحركة تكرس شخصيات النجوم الحركة من المستوى المتوسط أو او المتقدم او الخط الاول وكانت أفلام تلك الحقبة متاحة في متاجر الفيديو. اما اليوم، فتحتاج الساعات الطويلة من خدمات البث وباستمرار إلى ضخ الجديد من أفلام الحركة لغرض اجتذاب الجمهور في جو من المنافسة بين المنصات وشركات الإنتاج".
من جانب آخر يمكن النظر الى الفيلم وكأنه مسعى لإحلال البدائل من الممثلين في مثل هذا النوع من أفلام الجاسوسية او أفلام الحركة بمعنى ان الممثلة البريطانية كيت بيكنسيت وهي تقوم بهذا الدور فإنها تحيلنا مباشرة الى نفس هذا النوع من الأدوار الذي كانت تقوم به الى حد قريب الممثلة سكارليت جوهانسون صاحبة اعلى اجر في العالم في تاريخ ممثلات هوليوود، لاسيما واننا شاهدنا اخر افلامها وهو الارملة السوداء ضمن سلسلة مارفيل.
واقعيا ان المقاربة فيما يتعلق بالأنثوية ذات القدرات الاستثنائية تنحصر هنا لا بتوفر الجانب العضلي والقدرة الجسمانية بل على ركنين أساسيين وهما خفة الحركة والسرعة والركن الثاني هو الذكاء الميداني والقدرة على معالجة المواقف الصعبة والخروج منها، وهو ما وجدناه وكأنه وصفة جاهزة في تلك الأفلام التي برزت فيها سكارليت جوهانسون وها نحن نجد معالجات درامية وبناء سردي وعناصر جمالية مشابهة ترتبط بأداء الممثلة البريطانية كيت بيكنتسيت.
في موازاة ذلك هنالك التحولات الدرامية المفاجئة التي حفل بها الفيلم وخاصة مع المشاهد الأخيرة مع تمكن افيري من تحرير زوجها الذي كان طرفا غير مباشر من اللعبة وتاليا انقسام المحيطين بأفيري بين من ايدها وعارضها لاسيما مع مشاهد حبس الانفاس عند تحميل ملف الكناري الأسود الذي اريد به إيقاف حركة الانترنيت في العالم كله وهو هدف شرير لم يكتب له النجاح.
...
إخراج: بيير موريل
سيناريو: ماثيو كينيدي
تمثيل: كيت بيكنسيل، روبرت فريند، راي ستيفنسون، سافرون براوز
مدير التصوير: تيري ابروغاست