إعداد: مصطفى الزعبي

رغم أن الجهود التي تبذلها البشرية للحدّ من الانبعاثات المسببة للانحباس الحراري ليست قريبة على الإطلاق من القدر الكافي لتجنّب تسخين العالم إلى مستويات كارثية، فإن التحسينات المبدئية تظهر أن التقدم ممكن.

وتحسن المسار المناخي رغم أنه لا يزال سيئاً، منذ أن وقّعت البلدان على اتفاق باريس عام 2015 والتزمت بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل كثيراً من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، ويفضل أن يكون ذلك أكثر أماناً بمقدار 1.

5 درجة مئوية.

ارتفاع درجات الحرارة

عند اعتماد اتفاق باريس وضع الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري «النفط والغاز والفحم» العالم على طريق يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3.5 درجة مئوية بحلول عام 2100، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، حسبما ذكرت وكالة الطاقة الدولية في ذلك الوقت.

ومن شأن ارتفاع درجة الحرارة بهذا الحجم أن يؤدي إلى كوارث مناخية كارثية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك خطر الانقراض الجماعي، وذوبان الأنهار الجليدية والتربة الصقيعية، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع مستوى سطح البحر أمتاراً، وإلى أوضاع غير صالحة للعيش في معظم أنحاء الكوكب. وبعد مرور ثماني سنوات أدت التزامات الدول بالحدّ من انبعاثاتها الكربونية إلى خفض ذلك قليلاً، ما يضع العالم على طريق كارثي يراوح بين 2.5 إلى 2.9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، وفقاً لبرنامج البيئة التابع للأمم المتحدة هذا الشهر. وقالت وكالة الطاقة الدولية «إن كل عُشر درجة من الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى تفاقم التأثيرات السلبية في المناخ، لكن الانخفاض المتواضع في درجات الحرارة يعكس التقدم المحرز في التحول إلى نظام طاقة أقل انبعاثات منذ عام 2015. ولا يزال أقل كثيراً من المطلوب».

ذروة الانبعاثات

ارتفعت انبعاثات الغازات الدفيئة السنوية المسؤولة عن تغير المناخ بنسبة 9% منذ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «COP21»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأسبوع الماضي «هذه الزيادة أدت إلى تركيزات قياسية لثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي أكثر من عام 2022».

وتوقع خبراء المناخ في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أنه لتحقيق أهداف مؤتمر باريس يجب أن تصل الانبعاثات إلى ذروتها بحلول عام 2025.

وللحدّ من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية يجب خفض الانبعاثات إلى النصف تقريباً بحلول عام 2030.

وتشير التقديرات الأخيرة الصادرة عن معهد تحليلات المناخ إلى أن الانبعاثات العالمية قد تصل إلى ذروتها بحلول عام 2024. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقييمها، قبل اتفاق باريس، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة، المسؤول عن 80% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاط البشري، يمكن أن تصل إلى 43 غيغا طن في عام 2030.

وتقول «الآن، الجهود الحالية تعني أن هذا الرقم سيصل إلى 35 غيغا طن بحلول عام 2030. وهذا الفارق يساوي الانبعاثات الحالية مجتمعة في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي».

ارتفاع مصادر الطاقة المتجددة

عناصر التكنولوجيا الثلاثة، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمركبات الكهربائية، تقف إلى حدّ كبير وراء تحسّن تقديرات الاحتباس الحراري منذ عام 2015.

ومن المتوقع أن تعمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية على خفض الانبعاثات بنحو ثلاثة غيغا طن في عام 2030 وفقاً لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو ما يعادل تقريباً الانبعاثات الصادرة عن جميع سيارات العالم على الطريق اليوم. وكذلك يمكن أن تؤدي طاقة الرياح إلى خفض الانبعاثات بمقدار 2 غيغا طن عام 2030 والمركبات الكهربائية بنحو غيغا طن، مقارنة بتوقعات ما قبل اتفاق باريس.

ومن المتوقع أن تمثل الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح 15% من إنتاج الكهرباء العالمي في عام 2030، أي سبعة أضعاف طاقة الرياح، وثلاثة أضعاف الطاقة الكهروضوئية التي تنبأت بها وكالة الطاقة الدولية في عام 2015.

وفي ذلك الوقت، بدت أساطيل السيارات الكهربائية حلماً بعيد المنال. وتوقعت الوكالة أن تمثل السيارات الكهربائية أقل من 2% من مبيعات السيارات بحلول عام 2030.

وتقدر الآن أن مشتريات السيارات الكهربائية ستكون أكثر من الثلث بحلول نهاية العقد.

وقالت «إن اعتماد تكنولوجيا الطاقة النظيفة ارتفع بوتيرة غير مسبوقة خلال العامين الماضيين. وهناك زيادة بنسبة 50% في قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وزيادة بنسبة 240% في مبيعات السيارات الكهربائية».

وتعزو وكالة الطاقة الدولية التقدم الذي لم يكن من الممكن تصوره قبل اتفاق باريس إلى انخفاض الكلف ومبادرات السياسة العامة من الصين والولايات المتحدة وأوروبا من بين دول أخرى. وأدت الخطط الخمسية في الصين إلى زيادة الطموحات في مجال الطاقة الشمسية وخفض التكاليف العالمية.

وقالت الوكالة «إن مشاريع طاقة الرياح البحرية في أوروبا أطلقت العنان لصناعة عالمية، كما شهدت الحافلات والحافلات الكهربائية ذات العجلتين إقبالاً كبيراً في الهند والأسواق الناشئة الأخرى».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات الاستدامة التغير المناخي وکالة الطاقة الدولیة السیارات الکهربائیة الطاقة الشمسیة درجات الحرارة طاقة الریاح اتفاق باریس درجة مئویة بحلول عام عام 2030 فی عام عام 2015

إقرأ أيضاً:

موجة حارة تضرب البلاد اليوم.. تصل ذروتها أيام الأحد والإثنين.. خبراء يوضحون أسباب هذه الموجة.. ويحذرون من التعرض لأشعة الشمس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

موجة حارة تضرب البلاد، اليوم الخميس، حيث توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتأثير هذه الموجة على معظم أنحاء البلاد.

حالة الطقس اليوم الخميس

قالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، في بيان لها، إن طقس اليوم الخميس حار نهارًا، مائل للبرودة ليلاً، وفي الصباح الباكر، مع استمرار تأثير الشبورة المائية على بعض المناطق خلال فترة الصباح الباكر، خاصة من الساعة 3 حتى 8 صباحًا.

شبورة مائية ونشاط الرياح

كما حذرت الهيئة، من تكون الشبورة المائية صباحًا على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية، كما تنشط الرياح على مناطق من القاهرة الكبرى والوجه البحري وجنوب سيناء وجنوب البلاد على فترات متقطعة.

ذروة الموجة الحارة

من المتوقع، أن تكون ذروة الموجة الحارة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء المقبلين، وتُسجل درجة الحرارة 32 درجة مئوية على القاهرة الكبرى، فيما تصل إلى 36 درجة جنوب البلاد.

شددت الأرصاد الجوية، على ضرورة عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، وارتداء ملابس مناسبة، حيث يكون الطقس حار نهارًا لكنه يميل للبرودة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

حالة البحرين المتوسط والأحمر

بالنسبة لحالة البحر المتوسط تكون خفيفة إلى معتدلة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر، واتجاه الرياح جنوبية شرقية، وبالنسبة لحالة البحر الأحمر تكون خفيفة إلى معتدلة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر واتجاه والرياح: شمالية غربية: شمالية شرقية.

درجات الحرارة اليوم الخميس

تصل درجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس، على القاهرة العظمى 31 درجة، الصغرى 19.

ارتفاع درجات الحرارة

بدورها، تقول الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن البلاد تشهد اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة على معظم المحافظات، كتمهيد لموجة حارة متوقع أن تؤثر على أغلب المناطق، وذلك نتيجة تأثر البلاد بكتل هوائية صحراوية قادمة من صحراء شبه الجزيرة العربية.

كتل هوائية صحراوية

أوضحت "الدكتورة منار"، أن هذه الكتل الهوائية الصحراوية تسببت في ارتفاع درجات الحرارة العظمى في القاهرة الكبرى بنحو 5 إلى 6 درجات مئوية عن المعدلات الطبيعية، مشيرة إلى أن درجة الحرارة العظمى المتوقعة في القاهرة اليوم الخميس هي 31 درجة مئوية، مع احتمالية تجاوز هذه الدرجات في بداية الأسبوع المقبل.

تأثيرات الكتل الهوائية الصحراوية

تابعت، أن هذه الكتل الهوائية عالية الحرارة، بجانب تأثير طبقات الجو العليا، تمدد مرتفعًا جويًا يساعد على زيادة سطوع أشعة الشمس بشكل مكثف في الأجواء المشمسة، مما يعزز من ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في معظم المناطق، وهو ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر من التأثيرات المحتملة لهذه الظروف الجوية.

تحذيرات من التعرض لأشعة الشمس

دعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، المواطنين إلى ضرورة الحذر من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، وعدم تخفيف الملابس بشكل مبالغ فيه حتى مع ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في ظل زيادة فترات سطوع الشمس.

كما يوضح الدكتور علي قطب، رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقًا، إن البلاد تشهد اليوم موجه حارة على أغلب الأنحاء، حيث أن الطقس حار نهارا مائل للبرودة ليلاً وفي الصباح الباكر على أغلب الأنحاء، وتصل درجات الحرارة لـ 31 درجة مئوية.

ناشد "قطب"، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، المواطنين بضرورة متابعة حالة الطقس يوميًا، حيث تقوم هيئة الأرصاد باستطلاع الطقس على مدار الأسبوع من خلال الاستعانة بصور الأقمار الصناعية والخرائط، وارتداء الملابس المناسبة وعدم التعرض لأشعة الشمس.

مقالات مشابهة

  • السبت .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة
  • تحذير عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس خلال الأيام المقبلة.. ارتفاع مؤقت
  • كتل هوائية صحراوية.. تفاصيل حالة الطقس وأسباب ارتفاع درجات الحرارة
  • الحرارة هتوصل 40.. عودة الصيف في رمضان لمدة أسبوع
  • موجة حارة تضرب البلاد اليوم.. تصل ذروتها أيام الأحد والإثنين.. خبراء يوضحون أسباب هذه الموجة.. ويحذرون من التعرض لأشعة الشمس
  • تفاصيل ارتفاع حرارة الأرض في شهر فبراير.. تراجع غير مسبوق للجليد القطبي
  • ارتفاع الحرارة وتراجع غير مسبوق للجليد القطبي.. التغيرات المناخية تهدد كوكب الأرض
  • ارتفاع درجة الحرارة.. حالة الطقس اليوم الأربعاء 12 مارس
  • ارتفاع درجات الحرارة في مصر اليوم الأربعاء
  • هل يواجه النفط تحديات غير مسبوقة في 2025؟