شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن ما يطلبهُ الجمهور، ما يطلبهُ الجمهور م. أنس_معابرة بدأتُ الكتابة قبل عشر سنوات من الآن، ونشرتُ مقالاتٍ في .،بحسب ما نشر سواليف، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ما يطلبهُ الجمهور، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
ما يطلبهُ الجمهورما يطلبهُ #الجمهور
م.
بدأتُ الكتابة قبل عشر سنوات من الآن، ونشرتُ مقالاتٍ في العديد من الصحف الأردنية والقطرية والعربية، وعملتُ على تأليف عدة كتب، وكنتُ أتسأل دوماً عن سبب ضعف التفاعل والإقبال من قِبل المتابعين للصحف التي أنشرُ بها، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، عندها بدأتُ بمتابعة التعليقاتِ والمتابعاتِ لمقالاتِ كُتّابٍ كبار، لهم قامة أدبية رفيعة، وسمعة طيبة.
لمْ يختلف الامر كثيراً عندهم، هنالك ضعف عام في المتابعة للمقالات والكتابات المختلفة، ووجدتُ أنه من المفيد أن أبحث عن الأسباب.
وجدتُ الإجابة في كلام وجهه #أفلاطون الى جورجياس يقول فيه: “في جدالٍ حول الغذاء أمام جمهور من الأطفال؛ فإنَّ الحلوانيّ كفيلٌ بأن يهزم الطبيب، وفي جدالٍ أمام جمهور من الكِبار؛ فإن سياسياً تسلّح بالقدرة الخطابية وحِيَل الإقناع كفيلٌ بأن يهزم أيَّ مهندس أو عسكريّ، حتى لو كان موضوع الجدال هو من تخصص هذين الأخيرين، وليكن تشييد الحصون أو الثغور”.
وختم أفلاطون كلامه بجملة وجدتُها حكمة تنطبق تماماً على ما نعيشه اليوم فقال: “إنَّ دغدغة عواطف الجمهور ورغباته لأشدُّ إقناعاً من أي إحتكام إلى العقل”.
هنالك فرق كبير بين ما يحتاجه الناس؛ وما يريدونه، فهم بلا شك يحتاجون إلى العلوم التي تبسّط لهم حياتهم، وإلى المعارف التي تمكنهم من أداء واجباتهم، وإلى المهارات التي يتواصلون بها مع مَنْ حولهم. وكل هذا يحتاج إلى جهد كبير، ومغالبة للنفس، تماماً كالدواء مر الطعم.
ولكنهم بدل ذلك يريدون المتعة واللعب واللهو، يحتاجون إلى مقاطع فيديو كوميدية، ومقالات فكاهية قصيرة، وفضائح للفنانين والمشاهير والمسؤولين، وبالتالي يبحثون عن ذلك كله.
والآن؛ إليك هذه الوصفة السحرية: إذا أردت أن تجد المتابعة الحثيثة لما تقوم به؛ عليك أن تحرص على القيام بما يطلبه الجمهور، لا داعي لأن تشغل نفسك بأمور كبيرة، أو أن تقرأ كتاباً لعدة أيام وتضع مُلخّصه على طبق من ذهب للجمهور في عدة كلمات، ولا أن تذهب لأقاصي الأرض لكي تخرج ببرنامج علمي رهيب، ولا أن تغوص في أعماق السياسة لكي تشرح للجمهور حقائق القرارات السياسية وبواطنها، من مكانك؛ مقطعٌ كوميديٌ تافه، سيجوبُ أرجاء العالم، وستحصد ملايين المشاهدات والمتابعات خلال ساعات بسيطة.
إنَّ الصعود السريع للمدونين “البلوجرز” والمشاهير على شبكات التواصل أصبح واضحاً للجميع، أنت تحتاج إلى الجرأة مع بعض قلة الأدب، والانسلاخ عن الدين والعادات والتقاليد، ولبعض عمليات التجميل أحياناً، وتخرج إلى الجمهور بمواضيع تافهة، وستصبح نجماً في فترة قصيرة جداً.
بإمكانك أيضاً أن تطلب الشهرة من خلال طرح المواضيع الساخنة، والنقاط الجدلية، التي قد تكون موضع نقاش حاد عند البعض، وعندها ستتصدر “الترند” خلال فترة وجيزة.
المشكلة أننا جميعاً نعرف جيداً أن هؤلاء “البلوجرز” يتم صناعتهم، وكل واحد منهم له هدف محدد، ووظيفته بأن يصل الى الجماهير الى مستوى معين من الدونية والإنحطاط، وبعدها يتم حرقه، وتحضير آخر مكانه ليكمل مسيرته.
شخصياً أدرك الوصفة المطلوبة للشهرة تماماً، ولكنني عندما بدأتُ الكتابة قبل عقد من الزمن؛ تعهدتُ أمام نفسي بميثاق شرف، أن أكتب لما فيه خير الأمة فقط، أن أسعى الى نشر الثقافة والأدب، وأن أساهم في توعية الأجيال، وأن أترك كل كتاباتي أرثاً أسأل الله أجره يوم القيامة، ولستُ أبتغي من وراء ذلك الشهرة أبداً.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعتبر المرأة المغربية نموذجاً للعطاء والتميز، استطاعت عبر العصور أن تواجه كل التحديات، تمتلك قدرات استثنائية تمكنها من التفوق في العديد من المجالات وتجعلها مصدر إلهام عربي وعالمي.
بشرى كركوبي، الحكم الدولي في كرة القدم، واحدة من ألمع النماذج المغربية، جمعت بين التميز المهني والتميز الرياضي، استطاعت أن تحقق إنجازات رائدة محلياً وقارياً ودولياً، إيمانها بأحلامها وقدراتها كان حافزاً قوياً لتحدي الصعوبات والقيود الاجتماعية بغرض الوصول إلى القمة، تزاوج بين مهامها المهنية في الشرطة برتبة "مفتش شرطة ممتاز"، حيث تعمل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية، وبين حملها للشارة الاحترافية كحكم دولي.
ولدت بشرى عام 1987، بمدينة تازة المغربية الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف، أحبت كرة القدم منذ صغرها لكن عائلتها المحافظة وقفت ضد رغبتها، مما جعلها تتمرد على الصورة النمطية للمرأة وتقرر مزاحمة الرجال في مجالات كانت حكراً عليهم خلال سنوات عديدة، ليلمع اسمها كأول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد الفار(VAR)، هذه التقنية الذي تفرد بها المغرب أفريقياً في السنوات الماضية.
انضمت بشرى إلى المؤسسة الأمنية كضابطة شرطة، هذا الجهاز القوي الذي يرأسه السيد عبداللطيف الحموشي والذي يعد أبرز الشخصيات المغربية لتمتعه بشعبية كبيرة لدى المغاربة، حيث يتبنى رؤية حديثة انعكست على مسيرة بشرى كركوبي، إذ لا تقتصر مهامه على حفظ الأمن بل الإسهام في دعم وبناء قدرات المنتسبين لهذه المؤسسة الأمنية ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من خلال توفير بيئة محفزة، الأمر الذي دفع بهذه الضابطة إلى التشبث بطموحها الرياضي وتحقيق التميز في مجال تحكيم كرة القدم، وبشخصيتها القوية وإدارتها الجيدة في الملعب كحكم، استطاعت لفت انتباه عشاق المستطيل الأخضر ودخول التاريخ بتتويجات مهمة.
انطلقت بشرى في مجال التحكيم عام 2001 من خلال مباريات محلية، وانضمت بعد ذلك إلى قائمة الحكام الدوليين المعتمدين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لتكون أول خطوة نحو مشاركات عالمية وقارية مهمة، وبفضل كفاءتها العالية، أصبحت بشرى كركوبي أول امرأة في تاريخ المغرب تدير نهائي كأس العرش سنة 2022، أما الحدث الأكبر عندما وقع عليها الاختيار وأصبحت أول امرأة تدير بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال في 2024، كما أنها اختتمت نفس السنة بتتويجها بجائزة أفضل حكم في أفريقيا خلال حفل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أقيم مؤخرا في مدينة مراكش.
لبنة أخرى في مسار التفوق المغربي في المجال الرياضي يتجسد في شخص بشرى كركوبي التي أكدت أن المرأة المغربية تستطيع أن تثبت حضورها في مواقع القرار سواء داخل جهاز الشرطة أو على المستطيل الأخضر، نجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة كفاح ومثابرة لسنوات طويلة، هي اليوم نموذج ملهم ليس فقط في المغرب، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم.
*كاتبة وإعلامية مغربية