لماذا علقت ناسا جميع بعثات المريخ
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
في 11 نوفمبر، توقفت وكالة ناسا عن إرسال الأوامر إلى المركبات الفضائية المريخية، وسيستمر انقطاع الاتصالات حتى 25 نوفمبر.
سبب هذه الفجوة لمدة أسبوعين هو أن المريخ حاليًا في اقتران شمسي، مما يعني أن الشمس تقع حاليًا مباشرة بين الأرض والمريخ، ويمكن أن تتعطل أوامر الراديو بسبب جزيئات الشمس المشحونة.
على الرغم من عدم تلقي أي أوامر جديدة، إلا أن المركبات المريخية والأقمار الصناعية وطائرة هليكوبتر صغيرة سيكون لديها قائمة مخططة مسبقًا بالأهداف العلمية وستستمر في إرسال فحوصات صحية خلال فترة الراحة لمدة أسبوعين.
لأكثر من أسبوع، ظلت وكالة ناسا في عزلة عن العالم الخارجي فيما يتعلق بجميع مهماتها الروبوتية على كوكب المريخ وفي مداره، ولكن لا تقلق، فهذا أمر مقصود.
كل عامين تقريبًا، تمر الأرض والمريخ بفترة قصيرة تُعرف باسم الاقتران الشمسي عندما يكون الكوكبان على جانبين متقابلين من الشمس. وفقًا لموقع مراقبة النجوم في السماء، سيكون كل من الشمس والمريخ في كوكبة الميزان، وهذا يعني أن المريخ سيضيع في وهج الشمس لأسابيع وسيكون التواصل مع أصدقائنا الآليين على الصخرة الرابعة سطحيًا في أحسن الأحوال.
في المتوسط، يبعد المريخ عادةً حوالي 140 مليون ميل، لكن ذلك يتضخم أثناء الاقتران الشمسي. تمتد هذه المسافة إلى حوالي 235 مليون ميل، أي ما يقرب من 2.5 وحدة فلكية (AU) من الأرض. هذا هو في الأساس العكس الكوني لمقاومة المريخ، والذي يحدث عندما تكون الأرض محصورة بين المريخ والشمس (ويبدو كوكب إله الحرب متعطشًا للدماء بشكل خاص في سماء الليل).
فلماذا يتعين علينا أن نودع إخواننا الميكانيكيين لمدة أسبوعين؟ حسنًا، المشكلة تكمن في الشمس، وهي في الأساس عبارة عن مدار عملاق من التداخل. عندما تحاول المركبات الفضائية والمدارات وطائرة هليكوبتر رائعة إرسال البيانات إلى الأرض، يمكن أن تتعطل المعلومات بسبب الجسيمات المشحونة من الشمس، مما قد يترك وراءه فجوات في البيانات. لكن العكس هو سيناريو أكثر كارثية لأن الأوامر المشوشة التي ترسلها وكالة ناسا يمكن أن تؤدي إلى هلاك المهمة. ستقوم ناسا بتعليق الأوامر من 11 نوفمبر إلى 25 نوفمبر.
كما أوضحت وكالة ناسا، فإن هذا لا يعني أن هذه الروبوتات ستأخذ إجازة طويلة. ستواصل المركبات الجوالة كيوريوسيتي أوف بيرسيفيرانس مراقبة سطح المريخ، وستواصل المركبات المدارية Mars Reconnaissance وOdyssey عملها كالمعتاد (على الرغم من عدم الاتصال بالمنزل بالطبع)، وستستمر المركبة الفضائية Mars Atmosphere and Volatile Evolution (MAVEN) في دراسة الغلاف الجوي. وحتى المروحية Ingenuity بحجم نصف لتر التابعة لناسا ستراقب حركة رمال المريخ أثناء تأريضها.
وقال روي جلادن، مدير شبكة ترحيل المريخ في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في جنوب كاليفورنيا، في بيان صحفي: "أمضت فرق مهمتنا أشهرًا في إعداد قوائم المهام لجميع مركباتنا الفضائية المريخية". "سيظل بإمكاننا الاستماع إليهم والتحقق من حالتهم الصحية خلال الأسابيع القليلة المقبلة."
ومع ذلك، حتى تلك الفحوصات الصحية ستظل مظلمة لمدة 48 ساعة بينما يكون المريخ خلف قرص الشمس مباشرة. في حين أن عناصر التحكم المختلفة في المهمة تحبس أنفاسها بشكل جماعي، نأمل أن تعود العلامات المألوفة للحياة الميكانيكية إلى الوجود بعد يومين، وسيكون رفاق البشرية من المريخ حريصين على مشاركة الأشياء التي تعلموها أثناء غيابنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وکالة ناسا
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك: سنرحل إلى المريخ بحلول نهاية 2026
أعاد مؤسس شركة "سبيس إكس" إيلون ماسك إشعال فتيل الحماس في الأوساط العلمية بإعلانه الأخير حول الجدول الزمني لرحلة المركبة "ستارشيب" الفضائية إلى المريخ. ففي منشور عبر منصة "إكس"، كشف ماسك أن المركبة الفضائية الضخمة تستعد للانطلاق نحو الكوكب الأحمر بحلول نهاية العام المقبل.
ورغم أن الرحلة لن تحمل بشرا في هذه المرحلة، فإنها ستنقل الروبوتات البشرية "أوبتيموس" التي تصنعها شركة "تسلا"، في خطوة سوف تمنح نتائج حاسمة للعمليات الذاتية المستقبلية على سطح المريخ، والتي بطبيعة الحال ستنعكس فائدتها على الرحلات المأهولة.
ولطالما عبّر ماسك عن طموحه في جعل الإنسان كائنا متعدد الكواكب، فإن مركبة ستارشيب تمثل حجر الزاوية في تحقيق هذا الهدف.
ووفقا لأحدث توقعاته، قد تبدأ أولى عمليات الهبوط البشري على المريخ في وقت مبكر من عام 2029، رغم أن عام 2031 يظل احتمالا أكثر واقعية في حال نجاح المهام الأولية. ولن يشكل تحقيق هذا الهدف إنجازا تاريخيا في استكشاف الفضاء فحسب، بل سيعيد أيضًا تعريف دور الروبوتات في مشاريع الاستيطان الفضائي.
Starship departs for Mars at the end of next year, carrying Optimus.
If those landings go well, then human landings may start as soon as 2029, although 2031 is more likely. https://t.co/JRBB95sgNN
— Elon Musk (@elonmusk) March 15, 2025
إعلان بزوغ نجم الروبوتات البشريةفي وقت سابق، أعرب ماسك عن نيته تسخير الروبوتات البشرية أوبتيموس، للعمل داخل مصانع شركة تسلا ذاتها بحلول نهاية العام الماضي. كما تهدف تسلا إلى إتاحة الروبوت للبيع والاستخدام التجاري بحلول أواخر العام الجاري.
وفي الآونة الأخيرة، اشتد التنافس في هذا القطاع الناشئ، إذ كانت شركات مثل "هوندا" اليابانية و"بوستون دايناميكس"، التابعة لمجموعة "هيونداي"، من رواد هذا المجال منذ سنوات، بينما بدأت شركات ناشئة مثل "فيغر"، المدعومة من "مايكروسوفت" و"إنفيديا"، في تحقيق تقدم ملحوظ.
وقد أعلنت "فيغر" عن شراكة مع شركة "بي إم دبليو" لنشر روبوتاتها البشرية في منشآتها التصنيعية بالولايات المتحدة، في محاولة لمعالجة نقص العمالة وأداء المهام المتكررة أو الخطرة في قطاعات مثل اللوجستيات والتصنيع.
من جانبه، ادّعى ماسك أن قسم الروبوتات في تسلا قد يتجاوز في المستقبل إيرادات قطاع السيارات داخل الشركة. ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك تحيط بتوقعاته، خاصة في ظل سجله الحافل بالوعود الطموحة التي لم تتحقق. فعلى سبيل المثال، أعلن ماسك عام 2019 أن "تسلا" ستدير شبكة من السيارات ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2020، وهو أمر لم يتحقق حتى الآن.
ومؤخرا، كشفت تسلا عن الجيل الثاني من روبوت أوبتيموس، الذي ظهر في مقطع فيديو أثناء قيامه بطيّ قميص داخل منشآت الشركة، ولا يزال مستوى التطوير المستقبلي لهذه الروبوتات غير واضح، خصوصا فيما يتعلق بقدرتها على أداء مهام على سطح المريخ، حيث البيئة القاسية والتحديات الفريدة. ويأتي ذلك في وقت لم يَتبقّ فيه سوى أقل من عامين على الموعد الذي حدده ماسك لانطلاق المهمة، مما يثير تساؤلات حول مدى واقعية تحقيق مثل هذا الطموح.