لندن مرة أخرى.. عشرات الآلاف فى مسيرة تأييد للفلسطينيين تدين المجازر التى يقترفها الإحتلال الصهيونى
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
رغم محاولات الإعلام الموالى والخاضع لسيطرة اللوبى الصهيونى، خرج اليوم عشرات الآلاف فى مسيرة تأييد للفلسطينيين، تدين المجازر التى يقترفها الإحتلال الصهيونى، تحت سمع وبصر العالم المتحضر الذى، ولعقود، إدعى أنه الحامى والمدافع عن قيم الإخاء، والحرية، والعدالة.
وبينما يستمر الصهاينة فى إعمال آلة التدمير والقتل التى أمده بها هذا العالم المتحضر، بل وفر له غطاء سياسى لينفذ سياسته فى القضاء على الوجود الفلسطينى فى فلسطين.
أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين تم تهجيرهم قسرًا إلى جنوب غزة، الذى يسكنه حوالى المليون فلسطينى. معظم سكان قطاع غزة من أهل المخيمات الذين هُجِّروا قسرًا من أراضيهم بفعل العصابات الإرهابية الصهيونية وأصبحوا من اللاجئين.
قبل الهجوم الأخير، عانى الفلسطينيون فى قطاع غزة ظروفًا بالغة الصعوبة فى ظل كثافة سكانية تكاد تكون الأعلى فى العالم. أكثر من نصف السكان أطفال، نسبة بطالة 70%، وحصار خانق جعل سكان القطاع يعانون من ظروف معيشية غاية فى الصعوبة.
الخطر الآن يكمن فى تكديس حوالى مليونى فلسطينى، أطفال، نساء، كبار سن، فى حالة إعتماد شبه كامل على المعونات التى تأتى من خارج القطاع، يعانون صعوبة فى توافر مياه نظيفة وتوافر الكهرباء، فى ظل موسم شتاء وبرد قارس ومئات الآلاف بلا مأوى يحتاجون إلى ما يوفر لهم الدفء، والحماية من الجوع، المرض، والخوف.
فى قطاع غزة، المنظومة الصحية منهارة، وهناك نقص حاد فى الأدوية، حتى المضادات الحيوية الضرورية لإنقاذ المرضى غير متوفرة وهناك خطر داهم من إنتشار الأوبئة والأمراض المعدية والتى ربما تقتل من أطفال غزة أكثر من الذين أغتيلوا كنتيجة للقصف المباشر
إن لم يتم تدارك الموقف، بشكلٍ، أو بآخر.
هل ينبغى علينا أن نشعر بالحزن ونبكى على جرحاهم ونعزى فى موتاهم؟
أعتقد ينبغى، قبل الإنخراط فى البكاء، أن نشعر بالخطر، بل والخطر الشديد!.
مصر الآن تستقبل الأطفال الجرحى، ومرافقيهم، تستقبل بعض الحالات المرضية، ومرافقيهم.
إن زيادة التكدس فى جنوب غزة سيخلق بيئة مواتية لكارثة إنسانية محققة.
الصهاينة نصب أعينهم فرصة تاريخية، ربما لن تتكرر، لتحقيق هدف التوسع وإخلاء القطاع من سكانه وضمه بشكل نهائى.
فهل نذرف الدموع على الفلسطينيين الذين سيجبرون على الفرار من القطاع؟ أعتقد لا؛ فلنذرف الدموع فى وقت آخر، الآن وقت القلق والتفكير.
إلى أين سيذهب الفارون؟ ومن سيقف فى وجه فرارهم ونزوحهم؟ وما الثمن؟ بل ومن يدفع هذا الثمن وكيف؟
القيادة المصرية، بلا شك، لديها الوعى والفهم الكافى للواقع ومخاطره، ومع ذلك.. ما وقع مرور الأيام على الموقف، ماذا بعد؟
أربعة أو خمسة أيام من هدوء وتيرة حملات التدمير والقتل، ثم ماذا؟
هدنة أخرى، لأيام، لتبادل الأسرى والمحتجزين؟ ثم ماذا؟ أيام أُخر ومصر تواجه فترة الإنتخابات، وأحوال الفلسطينيين تسوء ربما إلى الحد الذى سيجعلهم بين نار الموت، إن لم يكن بنيران العدوان، فتحت وطأة الجوع وانتشار الأمراض؛ أين المفر؟
وكيف سيواجِه "المفَّر" هذا الموقف؟ ومن سيدفع الثمن الأكبر؟
الذى سيخرج من القطاع، على الأغلب، لن يعود إليه وسيتم إحتلال القطاع وإستيطانه.
لاجئو نكبة 48 وما تلاها، أين هم الآن؟.. هل عادوا؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لندن سكان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«ترامب».. لا بد منه!
حتى أربع سنوات مضت لم أكن أتخيل أن أعاود الكتابة عن دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الذى رحل عن السلطة آنذاك ليخلفه بايدن بعد أن كنت قد أشبعت فترة توليه الحكم كتابة عنه وعن طباعه المغايرة لطباع الرؤساء.. أى رؤساء! حمدت الله على أن ودعنا فترة تصورتها قلقة إن لم أقل مزعجة فى مسار العلاقات الدولية وفى القلب منها الشرق الأوسط. تصورت أنه رحل غير مأسوف عليه بغير رجعة.. لكن التصويت العقابى لبايدن أو بمعنى أصح سوءات بايدن لكبر سنه بشكل أساسى والتشخصيات بأنه وصل لمرحلة المعاناة من الزهايمر، فضلا عن ترشيح نائبته كاميلا هاريس قليلة الخبرة والمفتقدة للكاريزما، بالإضافة بالطبع إلى ما يمكن اعتباره لغز اتجاهات الناخب الأمريكى التى يبدو من الصعب توقعها، كل ذلك عزز فرص ترامب، فكانت عودته إلى البيت الأبيض مرة ثانية.
لم يمض ترامب فى كرسيه حتى كتابة هذه السطور أكثر من عشرة أيام، كأنها سنة بل سنوات، بالضجيج الذى أحدثه، والتوتر الذى سببه عالميا بحكم أنه رئيس أقوى دولة فى النظام الدولى. الرجل لم يترك اتجاها، يمنة أو يسرة، شرقا أو غربا، فوق أو تحت، إلا وامتدت مواقفه اليه بالسلب وليس بالإيجاب. فهو يتمنى لو أصبحت كندا الدولة الكبرى الولاية الأمريكية رقم 51، ولا يتوانى عن أن يعلن استعداده لاحتلال قناة بنما، و.. و. إلى آخر قائمة المواقف "غريبة الأطوار" التى صدرت عن ترامب خلال الأيام القليلة الماضية!
فى تقديرى – وأرجو ان تراجع مقالى فى الوفد فى 17 يونيو 2019 بعنوان «فى بيتنا ترامب» – أن الرجل يدفع ببلاده وبقوة إلى الهاوية، مع إقرارى بحقك وحق الآخرين فى أن يختلفوا مع هذا الرأى. هناك ملامح جبهة دولية تتشكل من الصديق قبل العدو للوقوف فى وجه غرائب ترامب إن لم نصف مواقفه بتوصيفات أخرى! مستقبل هذا التوجه الذى يبنى عليه ترامب سياساته يتوقف على الدولة العميقة التى يقف لها هو بالمرصاد، ومحاولتها عرقلة هذه السياسات، بمعنى آخر أن الولايات المتحدة على محك الحقيقة التى تؤكد دوما أنها دولة مؤسسات! والتى يسعى الرئيس الأمريكى إلى جرها لما يمكن اعتباره «حقبة ترامبية» محضة!
فى القلب من هذه السياسة تأتى قضايا المنطقة، وعلى الأخص القضية الفلسطينية. نقول ونعيد التأكيد على أن الكثيرين أخطأوا عندما تصوروا أن ترامب يحمل بعض الخير لتلك القضية حينما دفع بوقف النار – على نحو ما أوضحنا فى مقالنا الأسبوع الماضى. نقول ونعيد القول أن ترامب لن تنقضى عجائبه، وأن حديثه عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن ليس سوى عينة من تلك العجائب.
لو فكرت فى حديثه جيدا وتأملته بهدوء، دعك من كونك عربيا، وتخيلت أنك أمريكيا لشعرت بالخجل. هو حديث يفتقد المنطق، ويغيب عنه أبسط قواعد بروتوكولات العلاقات الدبلوماسية قبل العلاقات الإنسانية! هو كلام «ملغم» ويحمل من التزييف الكثير، وأى شخص لديه قدر من اتساق الفكر لم يكن ليطرحه، بغض النظر بالطبع عن كونه يصب فى صالح إسرائيل أم غيرها.. فهذا ليس موضوعنا فى هذه الكلمات.
إن ترامب بما قدمه هنا يضعنا ويضع المنطقة بأكملها على صفيح ساخن، وليس هناك مبالغة فى أن الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت ليس على صعيد منطقتنا فحسب وإنما على صعيد العالم ككل بما فى ذلك علاقات أمريكا مع روسيا والصين، القوى الرئيسية المناوئة للولايات المتحدة.. واذا كان المثل العامى يقول إن هناك من الشرور ما لا بد منها، فإن ترامب ربما يكون مما لا بد منه فى عالمنا الذى نعيشه!
[email protected]