محللون إسرائيليون: الهدنة فشل لحكومة نتنياهو وتمديدها قد يوقف الحرب
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
القدس المحتلة- رغم الإجماع الإسرائيلي بضرورة تحرير جميع المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، فإن تقديرات المحللين العسكريين تباينت بشأن آليات ذلك وسير وتطورات الحرب، وسط تأكيدات على أن الهدنة ستكون لها تداعيات على الأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب.
ومع دخول الهدنة يومها الثاني، أجمعت تقديرات محللين عسكريين إسرائيليين، أن وقف إطلاق النار المؤقت بمثابة انتصار لحماس وانتكاسة وتقويض للأهداف الإسرائيلية المعلنة بشأن الحرب، وذلك بالتناغم مع تقديرات محللين سياسيين أكدوا أن الصفقة ملزِمة، بسبب "الواجب الأخلاقي" تجاه المحتجزين في قطاع غزة، والأهم بسبب فشل حكومة بنيامين نتنياهو في تحريرهم.
واتفقت التحليلات السياسية على أن إسرائيل لا تستقبل الأسرى بفرح وبمشاعر الانتصار أو الانجاز، بل يتم استقبالهم بصمت وبمشاعر مختلطة، وهو ما يعكس الخسارة التي مني بها المستوى السياسي أمام حركة حماس، في ظل الاضطرار لقبول صفقة تبادل الأسرى بعد فشل العلميات العسكرية البرية في تحريرهم.
الهدنة استحوذت على عناوين الصحف الإسرائيلية وسط تباينات بشأن آلياتها وسير وتطورات الحرب (الجزيرة) "نستقبلهم بصمت"تحت عنوان "نستقبلهم بصمت" كتب المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنيع، مقالا لفت فيه إلى أن الحرب وصلت ذروتها مع دخول أسبوعها الثامن وبدء سريان وقف إطلاق النار المؤقت.
وقال إن "الحرب على غزة خاضها الجيش الإسرائيلي بلا قيود، لكن عندما يبدأ وقف إطلاق النار، فإن الكثير من الأسئلة ستطرح: إلى أين يتجه، إلى متى، ماذا نفعل هنا؟، وستعود كلمة خلط الأوراق التي ترعب المستوى السياسي والجيش إلى الخطاب الإسرائيلي".
ووراء إظهار الوحدة في الجولات والإحاطات الصحفية المشتركة لمجلس الحرب، يقول بارنيع "هناك خلافات ونقاشات مريرة ومخفية، تم قبول صفقة التبادل على مضض، فالعمليات العسكرية لم تحقق أهدافها ولا أي إنجاز، وإعادة قسم من المحتجزين تم من خلال قبول صفقة التبادل والموافقة على الهدنة المؤقتة".
وأوضح أنه "لا مكان لقرع طبول النصر" بسبب المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مشيرا إلى أن الرسائل التي سعى نتنياهو لترويجها وكأن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا في المفاوضات، هي ادعاء "بعيد عن الحقيقة"، مضيفا "نتنياهو يفضَّل دفن رأسه في الرمال، فمجرد مناقشة موضوع وقف إطلاق النار يعرض حكومته لخطر التفكك والانهيار".
تحليل سياسي رئيسي في "يديعوت أحرونوت" جاء بعنوان "نستقبلهم بصمت" (الجزيرة) تنازلات سياسيةالطرح ذاته تبناه محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، الذي يعتقد أن صفقة التبادل قد تكون "بوليصة تأمين" لقادة حماس من عمليات الاغتيال التي لوح بها نتنياهو، مشيرا إلى أن وساطة قطر في المحادثات مع إسرائيل أوضحت أهميتها الإستراتيجية.
وتأكيدا على التراجع الذي أبداه المستوى السياسي وقبوله لطلبات حماس، يقول الكاتب الإسرائيلي "كان هناك الجزء الأكثر إثارة للاهتمام الذي تم حذفه من إحاطات الأحزاب السياسية في إسرائيل، والذي وافقت بموجبه إسرائيل على نقل قواتها العسكرية بعيدا عن شارع صلاح الدين، المحور المركزي الذي يربط شمال غزة بجنوب القطاع. وهذا هو طريق العبور الوحيد لآلاف النازحين من شمال قطاع غزة".
وبخلاف ما حدث بعد بدء الهدنة فعلا، يقول برئيل إن إسرائيل وافقت على عدم الاقتراب والتعرض للنازحين والسكان الذين سيمرون في الطريق، حتى لو كانوا يتحركون نحو الشمال، خلال أيام الهدنة، متابعا أن هذا "يثير مخاوف من تحرك أفراد حماس بحرية أثناء فترة الهدنة، وتحركهم دون انقطاع بين شطري القطاع".
وأشار إلى أن بنود اتفاق التهدئة توضح المعضلات الصعبة التي تواجهها إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بطبيعة ومدة وقف إطلاق النار، وكذلك المخاوف من أن تمنح الهدنة حماس فترة زمنية إضافية لتنظيم قواتها، مشيرا إلى عدم مناقشة إعادة جثث المحتجزين الإسرائيليين حتى الآن.
المحلل بصحيفة "هآرتس" تسفي برئيل لفت إلى تنازلات سياسية لحكومة الاحتلال (الجزيرة) أيام عصيبة تنتظر إسرائيلمن جانبه، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن إعادة جزء من المحتجزين لن يؤدي إلى فورة فرح في المجتمع الإسرائيلي، لافتا إلى أن أياما عصيبة تنتظر إسرائيل تتعلق باستمرار مفاوضات تحرير المزيد من المحتجزين، وكذلك سير الحرب وتطوراتها في ظل وقف إطلاق النار المؤقت، وكيف سينعكس ذلك مستقبلا على معركة التوغل البري في جنوب القطاع.
وأوضح المحلل العسكري أنه ما تزال هناك الكثير من العقبات في الطريق رغم الهدنة المؤقتة والمرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث لم يتم بالجانب الإسرائيلي حل القضايا المتعلقة بالأهداف المعلنة من الحرب بتدمير حكم حماس وقدراتها العسكرية، وتحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين.
ولفت إلى أن حماس والفصائل الفلسطينية ما تزال تحتجز أعدادا كبيرة من الإسرائيليين المدنيين وكذلك العسكريين، وبالتالي فإنها ستواصل المناورات الأخرى بالحرب، وأيضا ستصعد الحرب النفسية الموجهة ضد الجمهور الإسرائيلي من أجل التوصل إلى صفقة تبادل شاملة وإنهاء الحرب.
المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" عامور هرئيل تحدث عن "الأيام العصيبة" التي تنتظر إسرائيل (الجزيرة) شد الحبل حتى النهايةفي الجانب العسكري، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، أن حركة حماس ستعتمد سياسة "شد الحبل حتى النهاية" لكسب الوقت من أجل تحقيق أهدافها بالسعي لإطالة أمد وقف إطلاق النار، وذلك لمنع انهيار حكمها في غزة، وتجنب تآكل قوتها العسكرية، حسب قوله.
ويرى المحلل العسكري أن الصفقة هي خطوة ضرورية على طريق تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية، قائلا إن "الصفقة هي حل وسط بين الآمال والأحلام وبين الواقع، وفي الحالة الغزية الواقع العنيد لرئيس حماس يحيى السنوار".
وفي محاولة منه للبحث عن أي إنجاز لإسرائيل من اتفاق الهدنة، قال ليمور "لسوء الحظ لم يكن ممكنا في هذا الوقت تحقيق صفقة أفضل تعيد المحتجزين إلى البلاد، فكلما تقدمت المفاوضات ستزيد حماس مطالبها، وبالتوازي ستتعمق المعضلة في الجانب الإسرائيلي".
وعن المعضلات، أوضح المحلل العسكري"نتحدث عن صفقات تبادل محتملة ولربما صفقة شاملة، وعلى الجمهور الإسرائيلي الفهم أننا أمام حالة مريرة يتم الحديث عنها وتحرير أقدم الأسرى الفلسطينيين مثل حسن سلامة ومهند شريم وعباس السيد وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، وهذا كابوس لأصحاب القرار بإسرائيل".
ويعتقد أن إطالة أيام الهدنة وتمديدها التي ستمنح مقابل الإفراج عن المزيد من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب، تعطي حماس إمكانية وقف إطلاق النار لمدة طويلة، وهذا يضع إسرائيل أمام تحدٍ أكبر ينطوي على وقف الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار المحلل العسکری صفقة التبادل من المحتجزین فی صحیفة إلى أن
إقرأ أيضاً:
قرار مرتقب بشأن وقف إطلاق النار في لبنان .. وبايدن وماكرون سيعلنان الهدنة بين إسرائيل وحزب الله خلال 36 ساعة
سرايا - قالت أربعة مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وقفا لإطلاق النار في لبنان بين جماعة حزب الله اللبنانية و "إسرائيل" خلال 36 ساعة.
ويُتوقع أن تتّخذ "إسرائيل" مساء اليوم لثلاثاء قرارا بشأن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة مع حزب الله اللبناني، وفق ما أفاد مسؤول الإثنين، في حين أكد البيت الأبيض أن اتفاقا بهذا الصدد بات “قريبا”.
وتأتي هذه التطورات في حين تكثّف "إسرائيل" ضرباتها ضد معاقل حزب الله الموالي لإيران في لبنان حيث أعلنت وزارة الصحة استشهاد 31 شخصا الإثنين بغارات إسرائيلية.
وصرح مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس ان مجلس الوزراء الامني “سيتخذ مساء الثلاثاء قرارا” بشأن وقف اطلاق النار في لبنان.
بعيد ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين” من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات لم تنته بعد.
كذلك، أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن المناقشات “تقدمت بشكل ملحوظ”، داعية "إسرائيل" وحزب الله إلى اغتنام هذه الفرصة “في أسرع وقت ممكن”.
– “خطأ كبير” –
وذكر موقع أكسيوس أن الطرفين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس.
وأشار الموقع إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل).
من جهته، حذّر إيتامار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون “خطأ كبيرا”.
وتخشى دوريت سيسون البالغة 51 عاما وهي من شمال "إسرائيل" أن يصب وقف إطلاق النار في مصلحة حزب الله كما حصل في العام 2006 بعد الحرب التي تواجه فيها مع إسرائيل. ورأت أن الحزب تمكن يومها “من إعادة تسليح” نفسه وبات يملك الآن “أنفاقا وصواريخ وكل ما يمكن تخيله من ذخائر. يملك كل شي”.
وفي مجد الكروم في شمال "إسرائيل" أعربت حبيبة مناع (28 عاما) عن أملها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت مناع التي تعنى برعاية مسنين “كفى، لقد تضرر الكثير من الناس في هذه الحرب. يجب ان تتوقف. الجميع متضرر منها لقد قتل الكثير من الناس هنا وفي لبنان… لا مبرر لاستمرار هذه الحرب”.
أما رشدي خلايلة وهو متقاعد يبلغ 68 عاما فقال “ما من شيء مؤكد مع نتانياهو. هو يعد شعبه باشياء كثيرة ولم يف بوعوده لأن كل سياسة نتانياهو مبنية على المراوغة، وهو يخدع شعبه”.
لكنه أسف لأن “العالم الغربي الرسمي يصدق أقواله، خصوصا الولايات المتحدة التي تدير معه الحرب” سواء في لبنان أو غزة.
وأضاف “ممكن أن يوقع اتفاقا، لن أتفاجأ، لأن (الشعب الإسرائيلي) يعيش حالا من الرعب”، لافتا إلى “عدم وجود أي ضمانة بالنسبة لتنفيذ نتانياهو أي اتفاق”.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #لبنان#مجلس#سياسة#الصحة#اليوم#الناس#الله#بايدن#غزة#الاحتلال#الشعب#الجميع#رئيس#الوزراء#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1272
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-11-2024 11:48 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...