يُعد صوم الميلاد أول الأصوام فى السنة القبطية وآخرها فى السنة الميلادية والذى يمثل رحلة استعداد الأقباط لاستقبال مجىء المسيح، حسب الاعتقاد المسيحى، واختلفت الآراء حول أيام صوم الميلاد، إذ يرى البعض أنه بدأ منذ القرن الأول، فيما ورد أول نص صريح عنه فى قوانين البابا خريستوذولوس الذى حدده من عيد مارمينا فى 15 هاتور وحتى عيد الميلاد 29 كيهك.

ويتميز هذا الصوم بطقوس خاصة لدى الأقباط الأرثوذكس، حيث يخصص شهر من الـ43 يوم صوم لتسبحة السيدة العذراء مريم، ويُعرف بـ«شهر كيهك» أو الشهر المريمى، حيث رتبت فيه الكنيسة الصلوات والتسبيحات وحتى تسبحة نصف الليل، وهى صلوات خاصة بهذا الشهر فقط، وذلك إحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح وتعظيماً لوالدته مريم العذراء.

أستاذ قانون كنسى: يسمى «صوم المستحيلات» لأن فيه وُلدت العذراء ونُقل الجبل

وحول تاريخ هذا الصوم قال القس يوساب عزت، أستاذ قانون الكنيسة بالمعاهد الدينية: رتبت الكنيسة أياماً لصوم الميلاد، وذلك منذ القرون الأولى، واختلفت الآراء حول عدد أيام الصوم، ولكن تظهر الإشارات الواضحة فى القرن الحادى عشر، وذلك خلال قوانين البابا خريستوذولوس البطريرك السادس والستين من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077م)، حيث يقول فى القانون الثامن عشر: «كذلك صوم الميلاد المقدس من عيد مارمينا فى الخامس عشر من هاتور إلى التاسع والعشرين من كيهك».

وأضاف «يوساب» أنه إذا وافق عيد الميلاد يوم الأربعاء أو يوم الجمعة فيفطرون فيه ولا يصومون بالجملة، إذاً هذه المدة 43 يوماً، وتقاليد هذه الحقبة تكتب أن مدة صوم الميلاد كانت فى هذه الحقبة التاريخية أربعين يوماً فقط لا غير، وأما الثلاثة أيام التى أضيفت فى وقت لاحق، فكانت لإحياء ذكرى معجزة نقل جبل المقطم، وذلك فى العام 969م فى عهد البطريرك إبرام بن زرعة «975- 978م» فأصبح عدد أيام صوم الميلاد 43 يوماً.

وتابع أن الكنيسة قد سمحت فى صوم الميلاد بأكل السمك فى بعض الأصوام للتخفيف عن الأقباط بسبب كثرة أيام الصوم واحتياج البعض للبروتين الحيوانى، ويتناول الأقباط فيه الأطعمة النباتية، ويمتنعون تماماً عن أكل اللحوم، ويُسمح فيه بأكل السمك كل أيام الأسبوع ما عدا يومى الأربعاء والجمعة.

وأوضح أن صوم الميلاد يسمى «صوم المستحيلات» لأنه حدث به مستحيلان وهما: مستحيل أن تلد عذراء، ومستحيل أن يتم نقل جبل، ولهذا يقال إن الطلبات المستحيلة تتحقق ببركة هذا الصيام.

باحث: الكنيسة لم تضع الأصوام والصلوات كفروض ولكن لإعانة شعبها على المواصلة فى الحياة

وقال مينا سليمان، الباحث بالمركز الثقافى الأرثوذكسى، إن الكنيسة دائماً ما تربط كل صوم بالصلاة، ويرتبط الصوم والصلاة بالسهر الدائم، حيث جاء فى الإنجيل «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا» (إنجيل متى 26: 41)؛ فالكنيسة سارت على هذه الدعوة، إن كان بتعليمها عن السهر الروحى من أجل خلاص النفوس، وكذلك السهر الفعلى خلال سهرات الصلاة والتسبيح، وخصوصاً فى هذه الأيام التى تصاحب هذا الصوم، وهى أيام شهر كيهك، حيث تسهر الكنيسة فى ليالى هذا الشهر تصلى وتسبح الله بكل طهارة فكر وقلب، منتظرين فى نهاية هذا السهر الروحى ميلاد المسيح فى قلب كل مؤمن.

وأوضح أن الكنيسة لم تضع الأصوام والصلوات كفروض، ولكن لإعانة شعبها على المواصلة فى الحياة الروحية للنفَس الأخير، وذلك حتى يفرح كل مؤمن فى النهاية، ليس على سبيل تأدية الفروض والأعمال القائمة على البر الذاتى، ولكن لأجل محبته فى الرب والسير بالإيمان وتطبيقه بالمحبة القائمة على ترويض الجسد ومنعه من الوقوع فى الكسل والتوانى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صوم الميلاد صوم المیلاد

إقرأ أيضاً:

الإيزيديون يحتفلون بعيد الصوم في معبد لالش شمالي العراق (صور)

الإيزيديون يحتفلون بعيد الصوم في معبد لالش شمالي العراق (صور)

مقالات مشابهة

  • احم نفسك من هذه الأمراض الخطيرة بتناول البيض.. أمراض القلب أخطرها
  • مدير تعليم نجع حمادي يوجه بتوزيع التقييمات على مدار أيام الأسبوع
  • أماكن خدمات «التضامن الاجتماعي» بالفيوم.. بينها مسابقة الأم المثالية
  • وكيل «تعليم قنا» يوجه بتوزيع تقييمات الطلاب على مدار الأسبوع
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تدخل في الأيام الأخيرة من صوم الميلاد
  • مواعيد قداسات الكنيسة بالبحر الأحمر خلال أعياد الميلاد ورأس السنة
  • بالفيديو.. الأرصاد تحذر من طقس أول أيام الشتاء
  • صقيع وكتل هوائية أوروبية.. الأرصاد تحذر من طقس أول أيام الشتاء| فيديو
  • «عيد الميلاد» تبدأ بعد أيام.. جدول نوات الإسكندرية 2024
  • الإيزيديون يحتفلون بعيد الصوم في معبد لالش شمالي العراق (صور)