عربي21 ترصد كيف يقضي الفلسطينيون الهدنة بعد 50 يوما من الحرب
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
يسعى الفلسطينيون في قطاع غزة إلى استغلال فترة الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار المؤقت بطرق مثلى، إذ يقضونها ما بين الاطمئنان على ذويهم ومنازلهم أو حتى البحث عنهم، وبين تأمين أمور المعيشة والغذاء.
وبدأت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة الساعة السابعة من صباح أمس الجمعة، ومن المتوقع الإفراج عن 50 من أسرى الاحتلال مقسمين على 4 أيام، مقابل 150 أسيرا فلسطينيا.
انتشال الجثث من تحت الركام
يقول محمود (40 عاما) وهو أحد الناجين من قصف طال منزل عائلته في حي الشجاعية، لـ "عربي21" إنه كان ينتظر الهدنة بفارغ الصبر من أجل استكمال انتشال جثامين عائلته من تحت الركام.
وفقد محمود كل من والده وزوجته وأولاده وأخوته وزوجاتهم خلال استهداف منزله، حيث كان الرجال في الطابق العلوي من البناية وجرى انتشالهم، أما كل من هو في الطابق الأرضي ما زال تحت الركام، وفق حديثه.
إذ تسبب إنقطاع الوقود في القطاع من إمكانيات الإنقاذ التي ينفذها الدفاع المدني، مع عدم إتاحة استخدام الجرافات أو المعدات الثقيلة، وذلك أيضا خشية من الاستهداف الإسرائيلي.
ويضيف محمود: "تخيل أنك تعرف أن أفراد عائلتك شهداء تحت الحجارة ولا تستطيع فعل له شيء، حتى حق الميت في الدفن والحزن عليه محرومين منها".
لقاء الأهل بعد حرب دامية
بدورها، تقول دانة (33 عاما) لـ عربي21 : "لم ألتقي بعائلتي من قبل الحرب بأسبوع بسبب ضغط العمل، ثم لأكثر من 47 يوما بسبب الحرب، كدت انسى ملامحهم وصوتهم".
تقول دانة أنها تسكن في مدينة غزة، ثم نزحت مع عائلة زوجها إلى منطقة أخرى ، وبعدها مرة أخرى إلى مخيم النصيرات ضمن المنطقة الجنوبية للقطاع.
وتوضح "في النصيرات كانت الاتصالات منعدمة تقريبا بسبب تضرر الشبكة، ضربوا (قصف إسرائيلي) وحدات التقوية المنتشرة فوق البيوت العالية، كنا لا نعرف أخبار عائلاتنا لأسابيع سوى من لحظات اتصال بسيطة بالإنترنت تتم على فترات متباعدة حسب المتوفر".
وتشير إلى أنها تمكنت أخيرا من زيارة عائلتها في مكان نزوحهم، في رحلة استغرقت عدة ساعات تمت بواسطة عربة.
العودة للعمل
أما مها (38 عامل) تحولت من موظفة في مؤسسة إغاثية دولية إلى نازحة تسعى للاستفادة من برامج الإغاثة، وفق حديثها لـ "عربي21".
أما خلال فترة الهدنة عادت مها للعمل من أجل جمع مستفيدين من البرامج الطارئة التي ستطلقها مؤسساتها خلال الأيام المقبلة.
وتضيف "طالما كان لدينا قاعدة أن المستفيدين يجب بحثهم ميدانيا بشكل دقيق وألا تكون هناك أي علاقة سواء قرابة أو صداقة بين العامل في المؤسسة والمستفيد، إلا أنه في ظل الظروف الحالية طالبت المؤسسة منا الإستفادة من من المساعدات مع تزويدها بأسماء معارفهم وأقاربهم علة وجه السرعة".
البحث عن مأوى
الأمر كان مختلف بالنسبة لسليمان (40 عاما) النازح في أحد مراكز الإيواء، إذ اعطى الأولوية لإيجاد مكان بديل لعائلته التي تعاني منذ أسابيع من نقص المياه والمرافق الصحية.
يقول لـ عربي21: "أمتلك أموالا ومعارف وعلاقات واسعة لكني عاجز عن توفير مكان صحي لعائلتي، أبحث عن شقة للإيجار بأي ثمن ولا يوجد".
ويضيف: "أطفالي الذين كانوا في مدارس ومراكز تعليمية مرموقة أصبحوا الآن يقفون على طابور الحمام والمياه وكل فترة يصابون بالقمل.. إحنا مش أحسن من الناس هذا حال الجميع لكننا تعبنا".
ويبين "أبحث الآن حتى لو على خيمة للإقامة فيها مع سطل (جردل) وأكياس بلاستيكية من أجل قضاء الحاجة بكرامة، ومن شدة التعب في الأيام الماضية قمت بالنوم وأنا متمدد على فرشة بالية، وايقظتني زوجتي وأنا غارق في ماء المطر دون أن أشعر بذلك".
ويضيف "أبحث عن مكان للإقامة، لأنه سيكون مقر العيش لفترة غير معلومة، أعرف أن بيتي تهدم د، أخبرني أحد الجيران بذلك لكن لم أخبر أحدا حتى الآن لأن الأمل يعطيهم قوة المواصلة، الحمدلله على كل حال".
الفرحة تعم المكان
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الفرحة التي بدت على وجوه الأطفال أثناء العودة إلى منازلهم، وبينما بقيت غزة لـ 49 يوما دون وقود، ابتهجت العائلات بوصول الوقود للقطاع .
وشارك بعض أبناء القطاع صورهم في أول أيام الهدنة والبسمة تبدو على وجوههم، وشبه أخرون أول أيام الهدنة بالعيد.
فرحة أطفال غـزة
بعودتهم إلى منازلهم.. pic.twitter.com/SiBFnadPDn — نُـسَـ????يـبـة. (@_Nosayba_) November 24, 2023
الوقود إلى غزّة أخيرًا، الحمد لله من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. pic.twitter.com/6hkn5qWCbL — بثينة العيسى (@Bothayna_AlEssa) November 24, 2023
من صباح الهدنة وكأنه صباح الـعـيـد في شوارع غزة الآن رغم الألم والحزن الكبير ..
الإبتسامة في كل مكان أخيراً بعد 47 يوم من الموت ..
اللهم لك الحمد ❤️❤️❤️❤️ pic.twitter.com/Ok6pFLzS6r — MO (@Abu_Salah9) November 24, 2023
الي غزَّة..
ربما تكون صورة أخيرة..
دعواتكم#Gaza pic.twitter.com/nqU1hZbqu9 — ???????????????????? ???? ???????????????? ???????? (@AlDirdasawii) November 24, 2023
أما بعضهم الذي كان يتفقد عائلته وأقاربه كانت الهدنة فرصة للقاء، إذ التقت نور عاشور في خطيبها الذي يعمل في مستشفى الشفاء طيلة أيام الحرب مع انقطاع تام للتواصل بينهم.
وكتبت على منصة أكس (تويتر سابقا):" لأول مرة أجتمع بخالد بعد 45 يوم ، وقلت سابقاً إني على ثقة به أنه لم يخذل أحد وسيخرج آخر شخص من مجمع الشفاء ، وفعل ".
لأول مرة أجتمع بخالد بعد 45 يوم ، وقلت سابقاً إني على ثقة به أنه لم يخذل أحد وسيخرج آخر شخص من مجمع الشفاء ، وفعل .. #غزة pic.twitter.com/ReHscdzfC6 — نور عاشور (@NoorMAshour) November 23, 2023
بينما تداول ناشطون مقطع فيديو للطفل أشرف نافذ والذي يعبر بها عن فرحته بالهدنة :" سامعين فش صوت طيارات، صار في هدنة، بس مؤقته، يا رب تنحل الأمور وتصير هدنة أبدية، والله الدنيا حلوة بدون صوت القصف".
"فش صوت طيارات، دخلت الهدنة". pic.twitter.com/SvuL19w7Ll — شجاعية (@shejae3a) November 24, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الهدنة حرب الفرحة غزة حرب هدنة فرح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
حساب فارسي يُنسب للموساد: خامنئي يقضي معظم وقته نائماً أو تحت تأثير مواد مخدرة
وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن الحساب المذكور قدّم خلال الشهر الماضي سلسلة من التصريحات حول الوضع الداخلي في إيران، مع تركيز خاص على حالة خامنئي الصحية. اعلان
زعم حساب يُعتقد أنه تابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، ويُدار باللغة الفارسية على منصة "إكس"، يوم الجمعة، أن المرشد الأعلى علي خامنئي "يقضي معظم وقته نائمًا أو في حالة تخدر جزئية جرّاء تعاطي مواد مخدرة".
وأوضح الحساب، الذي يدّعي أنه يمثل الموساد رسميًا باللغة الفارسية، رغم عدم تأكيد الجهاز الإسرائيلي لأي وقت مضى صلته به، أن "زعيمًا ينام نصف يومه ويقضي النصف الآخر تحت تأثير مواد مخدرة لا يمكنه قيادة دولة.
Related بهلوي يكشف عن شبكة من "المنشقين" داخل النظام الإيراني: 50 ألفًا يتحرّكون لإسقاط خامنئي"اغتيالات دقيقة واختراقات ذكية".. هل فقدت طهران السيطرة أمام "تمدّد" الموساد داخل إيران؟هجوم مسلّح يستهدف مبنى حكومي جنوب شرق إيران ويخلّف ثمانية قتلى بينهم رضيعووفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن الحساب المذكور قدّم خلال الشهر الماضي سلسلة من التصريحات حول الوضع الداخلي في إيران، مع تركيز خاص على حالة خامنئي الصحية، وحثّ المستخدمين الإيرانيين على التواصل معه فقط عبر شبكات افتراضية خاصة (VPN) لدواعٍ أمنية.
وأشار التقرير إلى أن الحساب دخل في حملة ساخرة حول تعيين القائد الجديد للمقر المركزي لقوات "خاتم الأنبياء"، الجناح الهندسي لفيلق القدس في الحرس الثوري، بعد إعلان وكالة "تسنيم" الإيرانية أن النظام قرر عدم الكشف عن هوية القائد "لأسباب أمنية ووقائية".
وردًا على ذلك، أعلن الحساب الفارسي المُرتبط كما يزعم بالموساد أنه يمتلك معرفة باسم القائد، ودعا المتابعين الإيرانيين إلى تخمين هويته.
وفي تفاعل لافت، أشاد الحساب بمستخدم خمن اسم "علي عبد الله علي آبادي" ووصفه بـ"الفائز المحظوظ"، داعيًا إياه إلى "التواصل معنا بشكل خاص لاستلام جائزتك".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة