خـــلال الهــدنة.. سكـان غــــزة يتفــــــقدون أنقاض منازلهم
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
عواصم «وكالات»: بعد توقف القتال الذي دام سبعة أسابيع في غزة بموجب هدنة، استغلت تهاني النجار حالة الهدوء اليوم السبت لتعود إلى أنقاض منزلها الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية قالت إنها أودت بحياة سبعة من أفراد عائلتها وأجبرتها على الاحتماء بأحد الملاجئ.
وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على بدء هدنة تستمر أربعة أيام، يشرع الآلاف من سكان غزة في هذه الرحلة الصعبة قادمين من الملاجئ والمخيمات المؤقتة ليتفقدوا ما آلت إليه الأمور في منازلهم.
وقالت تهاني بينما كانت تبحث وسط أنقاض منزلها «وين بدنا نعيش؟ وين بعدنا نروح؟ طبعا ما فيش قاعدين بنلملم (شوية خشب) عشان نعمل هيك خيمة حاجة الواحد يتدارى تحتيها. لكن لا حياة لمن تنادي والله ما فيش أثر اشي يستر عائلة».
وأضافت تهاني (58 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال من خان يونس بجنوب القطاع، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ساوى منزلها بالأرض من قبل في عامي 2008 و2014.
وسحبت تهاني عدة أكواب سليمة بأعجوبة من الأنقاض، حيث أمكن رؤية دراجة هوائية وملابس مغطاة بالغبار وسط الركام. وقالت «إن شاء الله طاله ينهد ونعمره من تاني».
وبالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سمح توقف الضربات الجوية والمدفعية للسكان بالتنقل بأمان للمرة الأولى، وتقييم حجم الدمار والسعي للحصول على مساعدات.
ووقف آلاف الأشخاص في طوابير بالأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات للحصول على بعض المؤن التي بدأت تتدفق على غزة بكميات أكبر في إطار الهدنة.
وشن مقاتلون تابعون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما غير مسبوق على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص حسبما أعلنت إسرائيل، التي ردت بتنفيذ هجوم هو الأكثر دموية وتدميرا على الإطلاق في قطاع غزة الذي يبلغ طوله 40 كيلومترا.
ويقول مسؤولو الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن القصف أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص، 40% منهم أطفال، وتسوية مساحات واسعة من المناطق السكنية بالأرض. وأضافوا أن آلاف الجثث الأخرى ربما لا تزال تحت الأنقاض ولم تُسجل بعد في حصيلة القتلى الرسمية.
وطلب الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي من جميع المدنيين مغادرة شمال القطاع حيث يشتد القتال، لكنه واصل قصف الجنوب الذي فر إليه مئات الآلاف وحيث يقع منزل تهاني.
وقال الجيش إن على المدنيين عدم العودة إلى الشمال خلال الهدنة ويسعى العديد من الذين فروا إلى الجنوب الآن للحصول على معلومات من أولئك الذين بقوا في شمال القطاع.
وفي خيام مؤقتة خارج مستشفى ناصر في خان يونس، قال محمد شبير إنه يرغب بشدة في إعادة عائلته إلى منزلها بمخيم الشاطئ للاجئين شمالا. ولكنهم قرروا عدم العودة بعد سماع شائعات عن تعرض أشخاص حاولوا القيام بذلك لإطلاق النار، وهو ما لم تتمكن رويترز من التحقق منه.
وأضاف وهو يطعم ابنه الرضيع حساء العدس لعدم توفر حليب الأطفال: «في خيمة زي هادي مش حعرف أعيش. أنا كانت لي دار قاعد فيها ومتريح فيها أنا وأولادي».
وأدى الحصار المفروض على القطاع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع عدم وجود إمدادات تذكر من الكهرباء اللازمة للمستشفيات ولا المياه الصالحة للشرب أو الوقود اللازم لسيارات الإسعاف أو الغذاء أو الدواء.
وفي سوق بشارع في خان يونس حيث وضعت الطماطم والليمون والباذنجان والفلفل والبصل والبرتقال في صناديق، قال أيمن نوفل إنه تمكن من شراء خضراوات أكثر مما كانت متوفرة قبل الهدنة وبتكلفة أقل.
وأضاف: «نأمل أن تستمر الهدنة وأن تكون دائمة، وليس فقط لأربعة أو خمسة أيام. لا يستطيع الناس دفع تكلفة هذه الحرب».
وفي مركز تابع لإحدى وكالات الأمم المتحدة في خان يونس، كان الناس ينتظرون من أجل الحصول على غاز الطهي. وبدأت الإمدادات في النفاد منذ أسابيع قليلة، وكان العديد من السكان يطبخون الطعام على نيران في الهواء الطلق مستفيدين من الأخشاب التي انتشلوها من مواقع الهجمات.
ووقف محمد غندور منتظرا لمدة خمس ساعات لملء أسطوانته المعدنية بالغاز بعد أن استيقظ فجرا في المدرسة التي يحتمي بها هو وعائلته، ليبدأ الرحلة الطويلة إلى المستودع، لكنه وصل متأخرا رغم ذلك. وقال «سأعود الآن إلى المنزل بدون غاز».
ولكن أمكن رؤية شاحنات في وقت مبكر من صباح اليوم السبت عند معبر رفح مع مصر بينما كانت تتحرك ببطء عبر الحدود إلى داخل غزة حاملة إمدادات جديدة.
وفي السياق، ترددت أنباء مساء اليوم عن قرار حماس تأخير إطلاق الدفعة الثانية من الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر: «حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق».
من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية ردا على تصريحات حماس أنها ستؤخر صفقة التبادل على لسان مصدر أمني لم تسمه القول إنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول منتصف الليل البارحة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستأنف هجومه على غزة.
ونشرت القناة 13 وإن12 نيوز وموقع واي نت الإخباري وغيرهم هذا التعليق.
من جهتها، أكدت كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أن قرار تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى يأتي بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع، وعدم الالتزام بمعايير إطلاق سراح الأسرى المتفق عليها».
وقال مصدر في حماس: «بعدما تسلم الصليب الدفعة الثانية (من الرهائن) تم إيقافهم بخان يونس ووقف نقلهم لمعبر رفح وعددهم 14».
وأكد مسؤول إسرائيلي لوكالة فرانس برس أن الدفعة الثانية من الرهائن لم تسلم حتى الآن للصليب الأحمر.
وقالت مصادر إسرائيلية لوكالة فرانس برس إن «إسرائيل لم تنتهك الاتفاق».
وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل، بعد تسلمها الدفعة الثانية من الرهائن، سراح دفعة أخرى من الفلسطينيين من سجونها، في ثاني أيام الهدنة بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.
وكانت سلطات السجون الإسرائيلية أعلنت أنه سيتم إطلاق 42 معتقلا فلسطينيا.
إلى ذلك أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، اليوم ، أن «عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي باتفاق الهدنة شكل خطرًا على استكمال تنفيذه». ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) اليوم عن النونو قوله إن «الاحتلال يريد أن ينتقص دائما من حقوق الشعب الفلسطيني»، مشددا على أن ذلك «بالنسبة لنا غير مقبول ومرفوض».
وأوضح أن «ما دخل إلى منطقة شمال غزة من مساعدات هو أقل بكثير مما تم الاتفاق عليه»، لافتا إلى أن «الاحتلال تجاهل موضوع الأقدمية في الإفراج عن الأسرى، وهو ما يضع الاتفاق في دائرة الخطر الحقيقي».
ولفت إلى أن «قوات الاحتلال أطلقت النار على العديد من المواطنين خلال فترة الهدنة مما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين اليوم »، مضيفا: نحن قدمنا من جانبنا أشياء لم تكن في الصفقة مثل إطلاق سراح العمال التايلنديين وفق الاتفاق الذي تم بوساطة تركية ودور قطري. وتابع: هذه الأمور أبلغنا بها الوسطاء وهم يتحركون بها، وعلى الاحتلال أن يلتزم ببنوده كما التزمنا نحن بها».
وذكر أن «الاتفاق تم في وقت تنهمر فيه دماء الشهداء وهذا حق فلسطيني، ونحن ما زلنا ننتظر ونتابع تنفيذ كل بند من الاتفاق بشكل تفصيلي».
وأشار إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كان لها دور في تعطيل الاتفاقية وتأخير وصول المساعدات، موجها رسالة لإسرائيل ووكالة «الأونروا» بأن «أي أعذار غير مقبولة».
وأكد النونو أن الحركة منفتحة على بدء المفاوضات غير المباشرة لاستكمال إخراج باقي الأسرى، والتوصل إلى صفقات جديدة، مشددا على أن «الاحتلال باع جمهوره الكثير من الأوهام منذ بداية الحرب ولم ينجح في تحقيق شيء من أهدافه».
وذكر النونو أن «حماس موجودة ومتأصلة في الشعب الفلسطيني، وأي تغيير في شكل البنية الفلسطينية يحدث من خلال صندوق الانتخابات».
من جهة أخرى، أكد مسؤول إسرائيلي اليوم السماح لشاحنات الأمم المتحدة التي تحمل مساعدات إنسانية بدخول شمال قطاع غزة للمرة الأولي منذ بدء الهدنة المؤقتة.
وقال منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إن أكثر من 50 شاحنة مساعدات وصلت إلى المنطقة التي تتواجد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسوف يتم نقلها إلى ملاجئ لم يتم إخلاؤها، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وإجمالا، دخلت 200 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة اليوم السبت من معبر رفح المصري، وبذلك يصل العدد إلى 400 شاحنة منذ أمس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدفعة الثانیة من من الرهائن إطلاق سراح خان یونس إلى أن
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي: إطلاق 340 صاروخا من لبنان منذ صباح اليوم
أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق 340 صاروخا من لبنان منذ صباح اليوم، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ«القاهرة الإخبارية».
صافرات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة في إسرائيلوأوضحت إذاعة جيش الاحتلال، أن صفارات الإنذار دوت أكثر من 500 مرة منذ ساعات الصباح، قرابة 4 ملايين شخص دخلوا إلى الغرف المحصنة في إسرائيل منذ صباح اليوم.
وأعلن إعلام إسرائيلي، عن سقوط شظايا صاروخية في أورنيت شمال رأس العين وسط إسرائيل.
ومن جانبها، أكدت القناة 12 الإسرائيلية، أن صافرات الإنذار دوت في الكريوت قرب حيفا المحتلة وعدد من المستوطنات بالجليل شمال إسرائيل، كما دوت صفارات الإنذار في ميرون ومحيطها بالجليل الأعلى شمال إسرائيل ومجدل شمس شمال الجولان ونهاريا وعكا، وحدثت انفجارات بالمنطقة جراء سقوط صواريخ.
رشقة صاروخية من جنوب لبنان تستهدف غرب طبرياوأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن هناك رشقة صاروخية من جنوب لبنان تستهدف غرب طبريا في الجليل الأسفل شمال إسرائيل، مضيفة أن الرشقات الصاروخية من الجنوب اللبناني لا تتوقف، ويعد اليوم هو الأكثر كثافة للصواريخ التي تُطلق نحو الشمال منذ بداية المعارك في لبنان.