قبل أيام قليلة فاجأ ضيفي المفكر السياسي البارز قراء مقاله باعتذار علني قدمه لكل طفل وامرأة ورجل في فلسطين عن تأييده للتطبيع مع إسرائيل الذي امتد لعقود،

وقبل أن نفهم منه أسباب اعتذاره هذا دعونا نعود قليلا إلى الوراء.. في عام ١٩٩٨ فاجأ مجموعة من المثقفين المصريين الرأي العام بتكوين ما أطلق عليه تحالف كوبنهاجن بينهم وبين مثقفين إسرائيليين، والذي دعا إلى تجاوز جراح الماضي والسعي نحو علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل، وهو ما فشلت معاهدة السلام في تحقيقه على المستوى الشعبي، ولم يكن حظ هذه الدعوة أفضل في تحقيقه، ورغم أن ضيفي لم يكن جزءا من هذا التحالف، إذ سبقه بسنوات في زيارة إسرائيل إلى أنه شاركهم في الكثير من منطلقاتهم الفكرية مخالفا مشاعر الأغلبية، فلماذا دفعته عملية طوفان الاقصى وما تلاها إلى مراجعة أفكاره بشكل لم يحدث في كل التاريخ الطويل الذي كان شاهدا عليه من الصراع مع إسرائيل؟

.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة القضية الفلسطينية طوفان الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟

تقرير/ الوحدة نيوز:

قررت القيادة السياسية، إنهاء مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، غداة وصوله إلى العاصمة صنعاء ضمن جولة إقليمية بدأها من العاصمة العمانية مسقط، على خلفية رفض اليمن لمحاولات واشنطن المستميتة لمقايضة ملف غزة بملفات إنسانية واقتصادية وسياسية في اليمن.

عرقلة خارطة الطريق

وقال حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “زيارة غروندبرغ بمثابة محاولة للتغطية على تنصل الأطراف الأخرى عن خارطة الطريق وتبييض صفحاتها المليئة بالأعمال العدائية عسكرياً واستخباراتياً”؛ في إشارة ضمنية إلى تزامن الزيارة مع ضبط خلايا استخباراتية تابعة للسعودية وبريطانيا.

وجدد العزي تأكيده استمرار الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ خارطة الطريق في اليمن عبر ربطها بما وصفها بمشكلة “إسرائيل”.

وقلل العزي من محاولة غروندبرغ تصوير الأمر وكأن الكرة في ملعب صنعاء، واصفا ذلك بـ”المؤسف وغير المقبول”.

يأتي ذلك وسط استمرار القوات المسلحة بمهاجمة البوارج الامريكية والمدن المحتلة بفلسطين؛ في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رد على العرض الذي حمله غروندبرغ إلى صنعاء.

تحركات غير جادة

ولم تقتصر ردود الفعل على العزي بل شارك فيها قيادات بحزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء؛ حيث قال حسين حازب، عضو اللجنة العامة للحزب في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “المخطط السعودي مع بريطانيا والذي كشفته الاستخبارات اليمنية يؤكد أن السعودية غير صادقة بالصلح مهما أظهرت من رغبة”؛ في إشارة إلى عدم جدية أي تحركات بشأن إحلال السلام في اليمن.

واعتبر حازب أن “الرياض تحاول اقتناص الفرص للإضرار باليمن وإضعافه”.

ضغوط عسكرية

والإثنين الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة صنعاء، في سياق تحركات أممية لاستئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض والبدء بتنفيذ خارطة طريق، في أعقاب إقرار أمريكي بصعوبة ممارسة الضغوط على صنعاء عسكرياً، وفشل عرض واشنطن لصنعاء، بوقف العمليات المساندة لغزة، مقابل السير لإبرام اتفاق سلام شامل في البلاد، وسط تقارير إعلامية عن مساعي غربية تقودها فرنسا لتوقيع اتفاق جديد باليمن.

وأفاد مكتب المبعوث الأممي في بيان نشره على حسابه بموقع “تويتر”، تابعته “الوحدة”، زيارته إلى صنعاء، تأتي في إطار جهوده المستمرة لاتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

ويخطط غروندبرغ لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها.

ولم يحدد البيان مدة زيارة المبعوث الأممي، التي تعد الأولى له إلى صنعاء منذ أكثر من عام ونصف.

مقترحات جديدة

وتشير تقارير إلى أن المبعوث الأممي سينقل خلال هذه الزيارة، التي ستشهد لقاءات له مع قيادات سياسية في صنعاء، مقترحات وأفكاراً جديدة بشأن الدفع بملف الحل السياسي، وفي مقدمتها ما يتعلق باستئناف تصدير النفط، وتبادل الأسرى.

كما تأتي الزيارة في مرحلة أكثر تعقيداً يمر بها ملف السلام في اليمن، وسط تقارير إضافية تتحدث عن استعدادات لحرب شاملة تستهدف اليمن بذريعة إيقاف الهجمات البحرية والأخرى التي تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما فشلت فيه ضربات وغارات التحالف الأمريكي البريطاني لمدة عام، الأمر الذي ارتفعت معه نبرة التهديدات الإسرائيلية باستهداف مدمر؛ ما يضع هذه الزيارة في زاوية ضيقة، عما يمكن أن تحققه في ظل هذا الوضع المعقد.

وقَدِم الدبلوماسي الاممي من العاصمة العمانية مسقط، عقب مباحثات أجراها مع وكيل وزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي، وعدد من كبار مسؤولي الدولة الخليجية، والوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، في إطار تظافر الجهود لتعزيز السلام باليمن.

وشدد المبعوث الأممي على “أهمية خفض التصعيد واتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية شاملة”.

في حين ذكرت وزارة الخارجية العُمانية في تغريدة على حسابها بموقع “إكس” أن “اللقاء استعرض التطورات في المنطقة، ومستجدات القضية اليمنية، والجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي لها”.

قضايا جوهرية

وطوال العام 2024 لم يحرز ملف السلام في اليمن أي تقدم، بل ظهرت تعقيدات جديدة مع ارتفاع نبرة الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاه التصعيد، وسط مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء في أبريل العام الماضي.

وبالرغم من إعلان غروندبرغ عن توافق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لإحلال السلام، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة، دفع القوات المسلحة اليمنية إلى الإعلان عن عملية طوفان الأقصى، إسناداً لغزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023م، وبدأت خلالها باستهداف السفن المتجهة إلى اسرائيل في البحر الأحمر وشن ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي، ما دفع واشنطن لإعاقة ترتيبات التوقيع على الخارطة، مطالبة أولاً بإيقاف الهجمات البحرية.

وسبق أن أعلن غروندبرغ في ديسمبر 2023، التزام الأطراف اليمنية بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفاً شاملا لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشة للمواطنين، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة.

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل التدابير الاقتصادية، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبدء عملية سياسية شاملة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تأجيج الأوضاع.. إسرائيل تهدد بـ«غزة ثانية» في الضفة الغربية بعد هجوم «كدوميم»
  • الامارات: ممارسات إسرائيل استفزازية تهدد بالتصعيد الخطير وتعوق السلام
  • جيمي كارتر.. عرّاب كامب ديفيد الذي اقتنع أن إسرائيل لا تريد السلام
  • بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟
  • سكوب.. بوريطة لن يزور دمشق ووزير الخارجية السوري هو الذي سيحل بالرباط قريباً
  • امتحانات الثانوية العامة بالسودان.. كيف تهدد الحرب مستقبل الطلاب التعليمي؟
  • هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)
  • إسرائيل تهدد بـ«غزة ثانية» في الضفة الغربية بعد عملية «كدوميم »
  • بالفيديو.. خبير علاقات دولية: إسرائيل تتحدى الشرعية الدولية ولا تنفذ قرارات مجلس الأمن
  • شاهد 136B.. كيف تهدد المسيرة الإيرانية الجديدة إسرائيل؟