لجريدة عمان:
2025-03-04@22:02:39 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

خلال هذه الأيام التي وصل فيها الفلسطينيون في غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى هدنة مؤقتة غير مكتملة الأركان أعاد الكثير من المعلقين والمحللين على شاشات الفضائيات العربية والأجنبية طرح موضوع السلام الدائم مع إسرائيل عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ليستطيع الجميع أن يعيش في أمن وسلام بعيدا عن هذه الحروب المستمرة التي خسر فيها الجميع والتي تكشفت هذه المرة أمام الجماهير في عموم العالم بما لم تتكشف من قبل.

. وهذا الطرح كان، وما زال، مبادرة عربية مضى منذ طرحها على إسرائيل أكثر من عقدين من الزمن.. دون أن يرى الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للسلام بين الجانبين أي تقدم حقيقي من جانب إسرائيل، ورغم ذلك فإن الدول العربية التي تبنت المبادرة منذ عام 2002 ما زالت متمسكة بها رغم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين منذ أن طرحت المبادرة لأول مرة.

لكن يغيب في وسط الحديث عن خيار حل الدولتين، باعتباره الخيار الاستراتيجي الأفضل للجميع، فهم الموقف الإسرائيلي من خيار السلام مع العرب ومع فلسطين باعتبارها دولة.. وهل تؤمن إسرائيل بحل الدولتين أو كان خيارا ضمن خياراتها في يوم من الأيام؟ للإجابة عن مثل هذا السؤال لا بد من التعمق في فهم الأسس الأيديولوجية للصهيونية، الحركة التي أدت إلى تشكيل «دولة» إسرائيل.

يهمل الكثير من السياسيين والمعلقين السياق التاريخي في فهم مسارات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأسس الأيديولوجية التي قامت عليها فكرة الدولة الإسرائيلية «اليهودية»، ويعتقد البعض أن هذا الصراع مثل أي صراع آخر بين دولتين أو بين قوميتين، ولكنه في الحقيقة، رغم ما يحيط به من أوهام وسرديات ملفقة، صراع معقد قائم على أفكار أيديولوجية وعلى تفسير مختلف للتاريخ والمصير اليهودي.

كانت الصهيونية استجابة للسياق الأوروبي لمعاداة السامية والقومية، الأمر الذي جعل الصهيونية العالمية تسعى بكل إمكانياتها لإيجاد وطن لليهود يحقق لهم التحرر والأمان، إلا أن التطبيق العملي لهذه الاستجابة أو الأيديولوجية، جاءت على حساب فلسطين دولة وشعبا وبقية السردية معروفة للجميع.. لكن المهم هنا أن الأيديولوجية الصهيونية، بطبيعتها، تتعارض مع مفهوم حل الدولتين لأنها تدور بشكل أساسي حول فكرة الدولة اليهودية على أرض إسرائيل التاريخية.. وفكرة دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تضرب في العمق الأسس التي قامت عليها «دولة» إسرائيل.

لذلك فإن التعويل كثيرا على رضوخ إسرائيل عبر الحوار السياسي إلى حل الدولتين قد لا يكون واقعيا في الوقت الحالي على الأقل، فالأيديولوجية الصهيونية، رغم التحديات ورغم المأزق السياسي الذي تمر به والذي تأزم خلال الحرب الحالية على غزة، ما زالت تؤمن إيمانا قاطعا بفكرة الدولة اليهودية من البحر إلى النهر، والتوسع المستمر والجنوني في بناء المستوطنات الإسرائيلية والوحشية التي رأيناها في حرب إسرائيل مع غزة لا يعطي أي مؤشر ولو ضئيل أن إسرائيل يمكن أن تذهب في المدى القريب أو المتوسط إلى خيار الدولتين.. بل إنه أصبح الآن خيارا بعيد المنال، فما أكثر الندوب التي تنذر بحروب قريبة قادمة!

إن تحقيق السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبالتالي العرب يحتاج إلى تحول أساسي في الأيديولوجية الصهيونية التي تقوم عليها الدولة الإسرائيلية إضافة إلى إعادة النظر في الروايات التاريخية التي غذت الصراع خلال العقود الماضية، وهذا يحتاج إلى تحول حقيقي في موازين القوى في المنطقة وقدرة السرديات العربية على دحض السرديات الإسرائيلية وفضح زيفها أمام العالم أجمع وليس أمام العرب الذين لا يؤمنون بها في الأساس.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: الخطة المصرية لغزة تؤكد أن حل الدولتين هو الأمثل لتحقيق السلام

أفادت القاهرة الإخبارية أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تؤكد أن حل الدولتين يعد الحل الأمثل لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، مشيرة إلى أنه يتماشى مع رؤية المجتمع الدولي والمبادئ التي يعتمدها في معالجة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

والخطة تأتي في وقت حساس تشهد فيه الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، وقد تم التشاور مع جميع الأطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية لضمان الشروع في تنفيذ تلك الخطة بالشكل الأمثل.

وفي هذا السياق، تعقد اليوم الثلاثاء 4 مارس 2025 قمة عربية طارئة في القاهرة، بالتنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. 

والقمة تأتي بدعوة من دولة فلسطين لمناقشة التطورات الخطيرة على الساحة الفلسطينية وتحديد آليات دعم غزة في مرحلة إعادة الإعمار، إضافة إلى مناقشة التحديات السياسية والإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

أبرز محاور الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

تسعى الخطة المصرية إلى تقديم حلول عملية وشاملة لدعم قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تشمل عدة محاور رئيسية:

تشكيل لجنة مستقلة لإدارة غزة: إحدى أبرز بنود الخطة هي تشكيل لجنة مستقلة مكونة من شخصيات "تكنوقراط" غير فصائلية لإدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر. 

والهدف من هذه اللجنة هو التأكيد على أن عملية إعادة الإعمار ستكون تحت مظلة الحكومة الفلسطينية وبتنسيق فلسطيني كامل، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.

تفاصيل المراحل المختلفة للخطة:

الإسكان: تم تخصيص 15.2 مليار دولار لبناء مشاريع إسكانية لتوفير مساكن للنازحين في قطاع غزة.
البنية التحتية: تخصيص 3.45 مليار دولار لتطوير شبكة الطرق والنقل في القطاع.
الكهرباء والصناعة: تخصيص 1.5 مليار دولار لإعادة بناء شبكة الكهرباء و6.9 مليار دولار لدعم القطاعات الصناعية.
الزراعة والحماية الاجتماعية: تخصيص 4.2 مليار دولار لدعم الزراعة وتعزيز الحماية الاجتماعية.
المياه والصرف الصحي: تخصيص 2.9 مليار دولار لتطوير شبكة المياه والصرف الصحي في غزة.
إزالة الركام: تخصيص 1.25 مليار دولار لإزالة الأنقاض والركام الناتج عن العدوان.

مقالات مشابهة

  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • نيابة عن رئيس الدولة .. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات في القمة العربية غير العادية التي افتتح أعمالها الرئيس المصري
  • المجلس الأوروبي: ملتزمون بالإسهام في إحلال السلام وبحل الدولتين
  • ملك الأردن: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل
  • ملك الأردن: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري..كاتس: إنها أكبر وأقوى دولة عربية!
  • القاهرة الإخبارية: الخطة المصرية لغزة تؤكد أن حل الدولتين هو الأمثل لتحقيق السلام
  • وزير الدفاع الإسرائيلي : مصر أكبر وأقوى دولة عربية ولن نسمح لها بخرق اتفاقية السلام
  • أرودغان: إسرائيل لن تجد السلام بدون إقامة دولة فلسطينية