السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
خلال هذه الأيام التي وصل فيها الفلسطينيون في غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى هدنة مؤقتة غير مكتملة الأركان أعاد الكثير من المعلقين والمحللين على شاشات الفضائيات العربية والأجنبية طرح موضوع السلام الدائم مع إسرائيل عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ليستطيع الجميع أن يعيش في أمن وسلام بعيدا عن هذه الحروب المستمرة التي خسر فيها الجميع والتي تكشفت هذه المرة أمام الجماهير في عموم العالم بما لم تتكشف من قبل.
لكن يغيب في وسط الحديث عن خيار حل الدولتين، باعتباره الخيار الاستراتيجي الأفضل للجميع، فهم الموقف الإسرائيلي من خيار السلام مع العرب ومع فلسطين باعتبارها دولة.. وهل تؤمن إسرائيل بحل الدولتين أو كان خيارا ضمن خياراتها في يوم من الأيام؟ للإجابة عن مثل هذا السؤال لا بد من التعمق في فهم الأسس الأيديولوجية للصهيونية، الحركة التي أدت إلى تشكيل «دولة» إسرائيل.
يهمل الكثير من السياسيين والمعلقين السياق التاريخي في فهم مسارات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأسس الأيديولوجية التي قامت عليها فكرة الدولة الإسرائيلية «اليهودية»، ويعتقد البعض أن هذا الصراع مثل أي صراع آخر بين دولتين أو بين قوميتين، ولكنه في الحقيقة، رغم ما يحيط به من أوهام وسرديات ملفقة، صراع معقد قائم على أفكار أيديولوجية وعلى تفسير مختلف للتاريخ والمصير اليهودي.
كانت الصهيونية استجابة للسياق الأوروبي لمعاداة السامية والقومية، الأمر الذي جعل الصهيونية العالمية تسعى بكل إمكانياتها لإيجاد وطن لليهود يحقق لهم التحرر والأمان، إلا أن التطبيق العملي لهذه الاستجابة أو الأيديولوجية، جاءت على حساب فلسطين دولة وشعبا وبقية السردية معروفة للجميع.. لكن المهم هنا أن الأيديولوجية الصهيونية، بطبيعتها، تتعارض مع مفهوم حل الدولتين لأنها تدور بشكل أساسي حول فكرة الدولة اليهودية على أرض إسرائيل التاريخية.. وفكرة دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تضرب في العمق الأسس التي قامت عليها «دولة» إسرائيل.
لذلك فإن التعويل كثيرا على رضوخ إسرائيل عبر الحوار السياسي إلى حل الدولتين قد لا يكون واقعيا في الوقت الحالي على الأقل، فالأيديولوجية الصهيونية، رغم التحديات ورغم المأزق السياسي الذي تمر به والذي تأزم خلال الحرب الحالية على غزة، ما زالت تؤمن إيمانا قاطعا بفكرة الدولة اليهودية من البحر إلى النهر، والتوسع المستمر والجنوني في بناء المستوطنات الإسرائيلية والوحشية التي رأيناها في حرب إسرائيل مع غزة لا يعطي أي مؤشر ولو ضئيل أن إسرائيل يمكن أن تذهب في المدى القريب أو المتوسط إلى خيار الدولتين.. بل إنه أصبح الآن خيارا بعيد المنال، فما أكثر الندوب التي تنذر بحروب قريبة قادمة!
إن تحقيق السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبالتالي العرب يحتاج إلى تحول أساسي في الأيديولوجية الصهيونية التي تقوم عليها الدولة الإسرائيلية إضافة إلى إعادة النظر في الروايات التاريخية التي غذت الصراع خلال العقود الماضية، وهذا يحتاج إلى تحول حقيقي في موازين القوى في المنطقة وقدرة السرديات العربية على دحض السرديات الإسرائيلية وفضح زيفها أمام العالم أجمع وليس أمام العرب الذين لا يؤمنون بها في الأساس.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو لتحقيق السلام في أوكرانيا وغزة ولبنان والسودان
سرايا - دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إلى تحقيق السلام في كل من أوكرانيا وقطاع غزة ولبنان والسودان.
جاء ذلك في كلمته بالمنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات بمدينة كاسكايس البرتغالية بين 25 و27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال غوتيريش: "نرى تزايد كراهية الأجانب والعنصرية والتعصب على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يُستخدم كسلاح قوي".
وأضاف: "التوتر يتصاعد في كل مكان، وحقوق الإنسان تتعرض للهجوم، وأزمة المناخ مستمرة في التفاقم. وكل أنواع الطائفية تتوسع".
وأردف: "تغذي الصراعات والحروب هذه المشكلات وتفاقمها". وتابع قائلا: "نحن بحاجة إلى السلام في هذه الأوقات".
ودعا الأمين العام إلى إحلال السلام في أوكرانيا وغزة ولبنان والسودان عبر التنفيذ الكامل لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها والقانون الدولي.
وشدد على ضرورة "تحقيق وقف عاجل لإطلاق النار وإحلال سلام فوري غير مشروط في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية بصورة فعالة ودون عوائق".
وأكد على ضرورة بذل المزيد من الجهود في المجتمعات والمؤسسات والبيئات متعددة الثقافات والإنترنت، مع حماية أسس المجتمعات السلمية والعادلة.
وعلى صعيد آخر، لفت إلى أن "المنصات الرقمية غير الخاضعة للرقابة، والذكاء الاصطناعي يغذيان خطاب الكراهية بسرعة وانتشار غير مسبوقين".
وأعرب عن شكره لحكومتي إسبانيا وتركيا وأعضاء مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات على دعمهم للتحالف والتزامهم به.
وفي عام 2005، تم إنشاء تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ليكون بمثابة قوة ناعمة لمنع الصراع من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان وبناء جسور تفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.
وتأسس التحالف تحت قيادة تركيا وإسبانيا، بهدف منع المجموعات المتطرفة من استغلال أجواء الخوف والاستقطاب المتبادل بين الدول الإسلامية والمجتمعات الغربية.
وتم تأسيس مجموعة الأصدقاء تحت مظلة مبادرة تحالف الحضارات وتضم 131 دولة عضوا في الأمم المتحدة و29 منظمة دولية.
وتتخذ مبادرة تحالف الحضارات من ولاية نيويورك الأمريكية مركزا لها، وتهدف إلى تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من خلال فتح مكتب في جنيف السويسرية.
ويعقد منتدى تحالف الحضارات مرة كل عامين في دولة عضو بمجموعة الأصدقاء، وعُقدت آخر نسخة للمنتدى في مدينة فاس المغربية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 622
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-11-2024 05:19 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...