لجريدة عمان:
2025-04-05@04:22:34 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

خلال هذه الأيام التي وصل فيها الفلسطينيون في غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى هدنة مؤقتة غير مكتملة الأركان أعاد الكثير من المعلقين والمحللين على شاشات الفضائيات العربية والأجنبية طرح موضوع السلام الدائم مع إسرائيل عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ليستطيع الجميع أن يعيش في أمن وسلام بعيدا عن هذه الحروب المستمرة التي خسر فيها الجميع والتي تكشفت هذه المرة أمام الجماهير في عموم العالم بما لم تتكشف من قبل.

. وهذا الطرح كان، وما زال، مبادرة عربية مضى منذ طرحها على إسرائيل أكثر من عقدين من الزمن.. دون أن يرى الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للسلام بين الجانبين أي تقدم حقيقي من جانب إسرائيل، ورغم ذلك فإن الدول العربية التي تبنت المبادرة منذ عام 2002 ما زالت متمسكة بها رغم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين منذ أن طرحت المبادرة لأول مرة.

لكن يغيب في وسط الحديث عن خيار حل الدولتين، باعتباره الخيار الاستراتيجي الأفضل للجميع، فهم الموقف الإسرائيلي من خيار السلام مع العرب ومع فلسطين باعتبارها دولة.. وهل تؤمن إسرائيل بحل الدولتين أو كان خيارا ضمن خياراتها في يوم من الأيام؟ للإجابة عن مثل هذا السؤال لا بد من التعمق في فهم الأسس الأيديولوجية للصهيونية، الحركة التي أدت إلى تشكيل «دولة» إسرائيل.

يهمل الكثير من السياسيين والمعلقين السياق التاريخي في فهم مسارات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأسس الأيديولوجية التي قامت عليها فكرة الدولة الإسرائيلية «اليهودية»، ويعتقد البعض أن هذا الصراع مثل أي صراع آخر بين دولتين أو بين قوميتين، ولكنه في الحقيقة، رغم ما يحيط به من أوهام وسرديات ملفقة، صراع معقد قائم على أفكار أيديولوجية وعلى تفسير مختلف للتاريخ والمصير اليهودي.

كانت الصهيونية استجابة للسياق الأوروبي لمعاداة السامية والقومية، الأمر الذي جعل الصهيونية العالمية تسعى بكل إمكانياتها لإيجاد وطن لليهود يحقق لهم التحرر والأمان، إلا أن التطبيق العملي لهذه الاستجابة أو الأيديولوجية، جاءت على حساب فلسطين دولة وشعبا وبقية السردية معروفة للجميع.. لكن المهم هنا أن الأيديولوجية الصهيونية، بطبيعتها، تتعارض مع مفهوم حل الدولتين لأنها تدور بشكل أساسي حول فكرة الدولة اليهودية على أرض إسرائيل التاريخية.. وفكرة دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تضرب في العمق الأسس التي قامت عليها «دولة» إسرائيل.

لذلك فإن التعويل كثيرا على رضوخ إسرائيل عبر الحوار السياسي إلى حل الدولتين قد لا يكون واقعيا في الوقت الحالي على الأقل، فالأيديولوجية الصهيونية، رغم التحديات ورغم المأزق السياسي الذي تمر به والذي تأزم خلال الحرب الحالية على غزة، ما زالت تؤمن إيمانا قاطعا بفكرة الدولة اليهودية من البحر إلى النهر، والتوسع المستمر والجنوني في بناء المستوطنات الإسرائيلية والوحشية التي رأيناها في حرب إسرائيل مع غزة لا يعطي أي مؤشر ولو ضئيل أن إسرائيل يمكن أن تذهب في المدى القريب أو المتوسط إلى خيار الدولتين.. بل إنه أصبح الآن خيارا بعيد المنال، فما أكثر الندوب التي تنذر بحروب قريبة قادمة!

إن تحقيق السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبالتالي العرب يحتاج إلى تحول أساسي في الأيديولوجية الصهيونية التي تقوم عليها الدولة الإسرائيلية إضافة إلى إعادة النظر في الروايات التاريخية التي غذت الصراع خلال العقود الماضية، وهذا يحتاج إلى تحول حقيقي في موازين القوى في المنطقة وقدرة السرديات العربية على دحض السرديات الإسرائيلية وفضح زيفها أمام العالم أجمع وليس أمام العرب الذين لا يؤمنون بها في الأساس.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الإمارات: هذه الشركات السبع لا تملك ترخيصاً تجارياً ساري المفعول في الدولة

أدرجت الولايات المتحدة الأميركية سبع (7) شركات مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة على برنامج العقوبات المفروضة على السودان، وهي: شركة كابيتال تاب القابضة – ذات مسؤولية محدودة، وشركة كابيتال تاب للاستشارات الإدارية – ذات مسؤولية محدودة، وشركة كابيتال تاب للتجارة العامة – ذات مسؤولية محدودة، وشركة كرييتف بايثون – ذات مسؤولية محدودة، وشركة الزمرد والياقوت للذهب والمجوهرات – ذات مسؤولية محدودة، وشركة الجيل القديم للتجارة العامة – ذات مسؤولية محدودة، وشركة هورايزون للحلول المتقدمة للتجارة العامة – ذات مسؤولية محدودة.وقد عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على إجراء تحقيقاتها الخاصة بشأن هذه الشركات والأفراد المرتبطين بها فور إخطارها بهذه العقوبات، وسعت إلى الحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الأميركية للمساعدة في التحقيقات.وتؤكد وزارة العدل أن أيّاً من هذه الشركات السبع لا تملك ترخيصاً تجارياً ساري المفعول في دولة الإمارات، ولا تمارس أيّ منها أعمالها في الدولة، وأنّ السلطات الإماراتية المختصة تواصل مراقبة جميع الأنشطة المشبوهة المحتملة وفقاً لقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة.مركز الاتحاد للأخبار إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الإمارات: هذه الشركات السبع لا تملك ترخيصاً تجارياً ساري المفعول في الدولة
  • أحمد يعقوب: الحزمة الاجتماعية الحالية من أضخم الحزم التي أقرتها الدولة لدعم المواطنين
  • فلسطين: تخصيص مبالغ إضافية للاستيطان في موازنة الاحتلال تقويض متسارع لحل الدولتين
  • الخارجية الفلسطينية: تخصيص مبالع إضافية للاستيطان في موازنة إسرائيل تقويض لحل الدولتين
  • يبدو خيار حل الدولتين، كما حدث مع جنوب السودان، خيارًا يستحق التفكير
  • قطر: مزاعم دفع الأموال للتقليل من جهود مصر في السلام تسعى لإفساد جهود الوساطة
  • بيان عاجل| قطر تستنكر مزاعم دفعها أموالا للتقليل من جهود مصر في عملية السلام
  • برلماني: اقتحام الأقصى انتهاك صارخ وخرق واضح لجميع الاتفاقيات التي تهدف لترسيخ السلام
  • منها 17 دولة عربية.. قائمة ترامب الكاملة بأسماء الدول التي فرض عليها تعرفة
  • إعلان خجند.. الإمارات: اتفاق آسيا الوسطى خطوة نحو السلام والتنمية المستدامة