لجريدة عمان:
2025-01-29@06:13:24 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

السلام وحل الدولتين في الفكر الإسرائيلي

خلال هذه الأيام التي وصل فيها الفلسطينيون في غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى هدنة مؤقتة غير مكتملة الأركان أعاد الكثير من المعلقين والمحللين على شاشات الفضائيات العربية والأجنبية طرح موضوع السلام الدائم مع إسرائيل عبر إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ليستطيع الجميع أن يعيش في أمن وسلام بعيدا عن هذه الحروب المستمرة التي خسر فيها الجميع والتي تكشفت هذه المرة أمام الجماهير في عموم العالم بما لم تتكشف من قبل.

. وهذا الطرح كان، وما زال، مبادرة عربية مضى منذ طرحها على إسرائيل أكثر من عقدين من الزمن.. دون أن يرى الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي للسلام بين الجانبين أي تقدم حقيقي من جانب إسرائيل، ورغم ذلك فإن الدول العربية التي تبنت المبادرة منذ عام 2002 ما زالت متمسكة بها رغم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين منذ أن طرحت المبادرة لأول مرة.

لكن يغيب في وسط الحديث عن خيار حل الدولتين، باعتباره الخيار الاستراتيجي الأفضل للجميع، فهم الموقف الإسرائيلي من خيار السلام مع العرب ومع فلسطين باعتبارها دولة.. وهل تؤمن إسرائيل بحل الدولتين أو كان خيارا ضمن خياراتها في يوم من الأيام؟ للإجابة عن مثل هذا السؤال لا بد من التعمق في فهم الأسس الأيديولوجية للصهيونية، الحركة التي أدت إلى تشكيل «دولة» إسرائيل.

يهمل الكثير من السياسيين والمعلقين السياق التاريخي في فهم مسارات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والأسس الأيديولوجية التي قامت عليها فكرة الدولة الإسرائيلية «اليهودية»، ويعتقد البعض أن هذا الصراع مثل أي صراع آخر بين دولتين أو بين قوميتين، ولكنه في الحقيقة، رغم ما يحيط به من أوهام وسرديات ملفقة، صراع معقد قائم على أفكار أيديولوجية وعلى تفسير مختلف للتاريخ والمصير اليهودي.

كانت الصهيونية استجابة للسياق الأوروبي لمعاداة السامية والقومية، الأمر الذي جعل الصهيونية العالمية تسعى بكل إمكانياتها لإيجاد وطن لليهود يحقق لهم التحرر والأمان، إلا أن التطبيق العملي لهذه الاستجابة أو الأيديولوجية، جاءت على حساب فلسطين دولة وشعبا وبقية السردية معروفة للجميع.. لكن المهم هنا أن الأيديولوجية الصهيونية، بطبيعتها، تتعارض مع مفهوم حل الدولتين لأنها تدور بشكل أساسي حول فكرة الدولة اليهودية على أرض إسرائيل التاريخية.. وفكرة دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تضرب في العمق الأسس التي قامت عليها «دولة» إسرائيل.

لذلك فإن التعويل كثيرا على رضوخ إسرائيل عبر الحوار السياسي إلى حل الدولتين قد لا يكون واقعيا في الوقت الحالي على الأقل، فالأيديولوجية الصهيونية، رغم التحديات ورغم المأزق السياسي الذي تمر به والذي تأزم خلال الحرب الحالية على غزة، ما زالت تؤمن إيمانا قاطعا بفكرة الدولة اليهودية من البحر إلى النهر، والتوسع المستمر والجنوني في بناء المستوطنات الإسرائيلية والوحشية التي رأيناها في حرب إسرائيل مع غزة لا يعطي أي مؤشر ولو ضئيل أن إسرائيل يمكن أن تذهب في المدى القريب أو المتوسط إلى خيار الدولتين.. بل إنه أصبح الآن خيارا بعيد المنال، فما أكثر الندوب التي تنذر بحروب قريبة قادمة!

إن تحقيق السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبالتالي العرب يحتاج إلى تحول أساسي في الأيديولوجية الصهيونية التي تقوم عليها الدولة الإسرائيلية إضافة إلى إعادة النظر في الروايات التاريخية التي غذت الصراع خلال العقود الماضية، وهذا يحتاج إلى تحول حقيقي في موازين القوى في المنطقة وقدرة السرديات العربية على دحض السرديات الإسرائيلية وفضح زيفها أمام العالم أجمع وليس أمام العرب الذين لا يؤمنون بها في الأساس.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يؤكد الاقتراب من تحقيق التطبيع السعودي

قال السفير الإسرائيلي الجديد لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى من تطبيع العلاقات مع السعودية"، قائلا إن هذا سيعمل على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة وخارجها.

وأضاف لايتر "نحن أقرب إلى السعودية لأننا أضعفنا حماس وسقوط الأسد وضعف النفوذ الإيراني أوصلنا إلى لحظة فيها فرصة"، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة "جيروزاليم بوست".

وأكد أن "هناك عدد قليل من الدول في العالم إلى جانب إسرائيل مثل السعودية ترغب في رؤية حماس ضعيفة، وأينما يتم تحجيم جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن يزدهر الاعتدال وقد رأينا ذلك في مصر والسودان وتركيا".


واعتبر أن "السعودية تدرك أن هزيمة هذه العناصر أمر أساسي لعملية التحديث التي تقوم بها، وقبل ثلاثين عاما حتى مجرد مناقشة مثل هذا الاتفاق كان أمرا لا يمكن تصوره".

وذكرأنه "الآن بفضل اتفاقيات أبراهام والتغيرات الديناميكية نحن على أعتاب اختراق كبير، نظرا لأن التطبيع ليس مجرد اتفاقيات تجارية أو مجاملات دبلوماسية، بل يتعلق بإنشاء إطار جديد للاستقرار الإقليمي وهو  إطار يرفض التطرف ويعزز التعاون".

وقال إن "السعوديين يريدون ضمان أن يرى شعبهم فوائد ملموسة للفلسطينيين في أي اتفاق، وهو توازن حساس ولكن يمكن تحقيقه من خلال مفاوضات براغماتية ودعم دولي".

وأعرب لايتر عن ثقته في نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تجاه السياسة الخارجية، واصفا إياه بأنه "قائد حاسم تتماشى قراراته مع أهداف إسرائيل الأمنية".

والأسبوع الماضي، نفى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وجود وعد من تل أبيب بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع السعودية.

جاء ذلك في كلمته أمام الكنيست (البرلمان)، وهو الذي يعتبر الذراع الأيمن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمسؤول فعليا عن الاتصالات مع الولايات المتحدة، وكان ظهوره أمام الكنيست نادرا، باعتباره ليس عضوا فيه.

وقال ديرمر: "لا يوجد وعد بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع السعودية".


واشترطت السعودية في أكثر من مناسبة، موافقة الحكومة الإسرائيلية على قيام دولة فلسطينية، مقابل تطبيع العلاقات معها.

في السياق ذاته، أشار ديرمر، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على وضع خطة بشأن "اليوم التالي" لحرب الإبادة في قطاع غزة.

وأضاف إلى حاجة "إسرائيل" للولايات المتحدة وقوى في المنطقة لم يسمها في هذا الصدد.
وسبق أن أعلن نتنياهو، مرارا، أنه لن يوافق على عودة حركة حماس أو السلطة الفلسطينية إلى حكم قطاع غزة، قائلا: "لا حماسستان ولا فتحستان".

مقالات مشابهة

  • السفير الإسرائيلي لدى واشنطن يؤكد الاقتراب من تحقيق التطبيع السعودي
  • وزير الخارجية: حل الدولتين المسار الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
  • إسرائيل تتحدث عن التسوية التي أدت إلى الإفراج المبكر عن ثلاثة أسرى
  • الإمارات: نعمل على نشر مفاهيم السلام بين مختلف المجتمعات
  • الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه للسلطة الفلسطينية والأونروا ويشدد على أهمية حل الدولتين
  • إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين
  • الأردن يرفض مقترح ترامب بنقل سكان غزة ويؤكد تمسكه بحل الدولتين
  • دروس وصول الجماعات الأيديولوجية للحكم
  • ماكرون: يجب سحب القوات الصهيونية التي لا تزال منتشرة في لبنان
  • مقترح ترامب لتصفية غزة ينال ترحيب اليمين الإسرائيلي المُتطرف