إسرائيل تفرج عن 39 أسيراً فلسطينياً بينهم نساء وأطفال والمقاومة تطلق 24 رهينة
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
مصر تكثف اتصالاتها لوقف كامل للحرب وحماس تسلمها قائمة الأسرى الجديدة
8500 أسير بسجون الاحتلال وتل أبيب تشن حملة اعتقالات بالقطاع والضفة المحتلة
تنديد فلسطينى باختراق الاتفاق.. ومنع المساعدات عن شمال قطاع غزة
واصلت مصر اليوم جهودها واتصالاتها مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس والاحتلال الإسرائيلى لوقف الحرب وزيادة أعداد المفرج عنهم من الجانبين.
وأفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيا، هم 15 فتى و24 امرأة. ووصل غالبية هؤلاء إلى بلدة بيتونيا فى الضفة المحتلة وسط استقبال احتفالى وشعبى حاشد.
وتلقت مصر قائمة جديدة من حركة حماس بأسماء 14 محتجزا سيتم إطلاقهم فى وقت لاحق، وكان أول 24 محتجزا أفرجت عنهم حماس إلى إسرائيل قد وصلوا إلى مصر التى نقلتهم إليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر معبر رفح الحدودى مع قطاع غزة. نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتنياهو قائمة رسمية بالرهائن المفرج عنهم 4 أطفال وتسع نساء بينهن 6 نساء تزيد أعمارهن على 70 عاماً. كما أفرجت حماس عن 10 تايلانديين وفلبينى واحد.
وأكد مسئولون إسرائيليون الإفراج فى اليوم الثانى للهدنة بين الطرفين فى قطاع غزة عن 42 معتقلا فلسطينيا، بينما ستطلق حركة حماس 14 محتجزا لديها.
وقال مصدر بمصلحة سجون الاحتلال «تلقينا قائمة بأسماء 42 أسيرة وأسيراً طفلاً سيتم الإفراج عنهم فى الدفعة الثانية من صفقة التبادل».
وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى وعدت حكومته بالعمل على إطلاق جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، أن مسئولى الأمن الإسرائيليين يراجعون القائمة.
يأتى ذلك وسط ترحيب دولى وعربى بالجهود المصرية مع الأطراف المعنية للتوصل إلى الهدنة وصفقة تبادل الأسرى بمشاركة قطرية وأمريكية، ونشرت صحيفة هارتس العبرية مقالا طويلا للكاتب لتسفى برئيل استعرض فيه الجهود التى بذلتها مصر فى عملية الوساطة.
وأشار الكاتب فى مقاله إلى أن هدف مصر السياسى هو التوصل لوقف إطلاق نار دائم، مشيرا إلى أن كلا من مصر وقطر تبذلان الجهود من أجل الدفع بحل شامل للصراع لا يقتصر فقط على الهدنة الإنسانية. وبحسب المقال تعهدت مصر وقطر بضمان تنفيذ الفصائل نصيبها فى الصفقة، فى حين أن الولايات المتحدة هى المسئولة عن الطرف الإسرائيلي.
وأشار الكاتب إلى قوة مصر الأساسية فى السيطرة على معبر رفح وعلاقاتها طويلة الأمد مع الفلسطينيين باعتبارها الوسيط الأبرز تاريخيا فى مفاوضات السلام وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار الإقليمى بثقلها السياسى والدبلوماسى فى المنطقة.
أكد عضو المكتب السياسى لحركة حماس «موسى أبومرزوق «ما حدث من إطلاق الأسرى انتصار لإرادة الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أن حماس تدير المشهد على الأرض بكل اقتدار وقال الأسرى المدنيون كانوا ضيوفنا وكنا ننوى الإفراج عنهم».
وأعلن مستشار رئيس المكتب السياسى لحماس «طاهر النونو» هناك العديد من الخروق للاتفاق من قبل الجانب الإسرائيلى، وأوضح أن الاحتلال لم يلتزم بالبنود المتعلقة بإدخال الشاحنات، وقال إذا لم يلتزم الاحتلال بإيصال المساعدات إلى شمال غزة فإن ذلك يهدد الاتفاق برمته.
وأشار إلى أن هناك صورتين متعاكستين صورة البسمة والإنجاز فى ملف الأسرى والأسيرات ووقف القتل فى المقابل خروقات الاحتلال للاتفاق. وأضاف أن الاحتلال قام بعمليات إطلاق النار على العديد من الفلسطينيين خلال فترة الهدنة مما أدى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين.
وقال مدير نادى الأسير الفلسطيني، عبدالله الزغاري، إن إسرائيل لم تلتزم بمبدأ «الأقدمية» فى الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، والتى تمت.
وأضاف عبدالله الزغاى «من أهم معايير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين هو الأقدمية، لكن الاحتلال لم يلتزم بهذا المعيار».
وأوضح أن هناك أسرى أقدم من الذين تم إطلاقهم ، لكن لم يجر الإفراج عنهم فى حين جرى الإفراج عن أسرى بقيت أمامهم فترة قصيرة ويخرجون من السجون، ونأمل بأن يكون هناك التزام.
وأضاف: «نحن بانتظار هذه القائمة (الدفعة الثانية) التى ستصل خلال ساعات، لمعرفة الأعداد والتفاصيل من الأسرى والأسيرات استنادا إلى التفاهمات التى يجرى بموجبها إطلاق 150 معتقلا ومعتقلة».
واتهم المسئول الفلسطينى السلطات الإسرائيلية بمحاولة التلاعب فى الصفقة، وقال: «وصلت بعض المعلومات بأن الاحتلال الإسرائيلى قد يتلاعب فى بعض الأسماء فى القائمة الجديدة وهذا من شأنه أن يشكل حالة من البلبلة».
وأكد أن عدد الأسرى الذين سيطلقون فى هذه الأيام قليل جدا، بالمقارنة مع الأعداد الكبيرة للمعتقلين الذين تجاوز عددهم الإجمالى 8500 أسير بعد أن اعتقل الاحتلال الإسرائيلى 3200 فلسطينى من 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن حملة الاعتقالات التى تشنها إسرائيل حاليا هى من أخطر ما تعرض له الشعب الفلسطينى، مشيرا إلى التنكيل والتعذيب الذى طال هؤلاء الأسرى، مما أدى إلى استشهاد 6 أسرى فلسطينيين. وأوضح أن إسرائيل تنكرت لاتفاقات سابقة للإفراج عن أسرى، من بينها اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 2014 يقضى بالإفراج عن القدامى منهم برعاية أميركية، والدفعة الرابعة من ذلك الاتفاق لم تتم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر الاحتلال الإسرائيلى وقف الحرب قيد الحياة غزة للبقاء الإفراج عن حرکة حماس قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، والتي تعتمد على القصف المكثف مع انسحابات تكتيكية، وآثارها المدمرة التي أدت إلى معاناة مستمرة لسكان شمال غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "القوات الإسرائيلية عندما بدأت حربها على غزة السنة الماضية، استهدفت شمال غزة، وهي منطقة تمتد عبر مراكز حضرية مكتظة ومزارع فراولة صغيرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وأضافت، أنه "بعد مرور سنة تقريبًا يتكرر ذلك مرة أخرى، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على شمال غزة، والذي شهد بعضا من أشد الهجمات عنفًا حتى الآن. وفي محاولة للقضاء على ما أسماه الجيش الإسرائيلي احتمال عودة حماس، قامت القوات والدبابات والطائرات المسلحة بقصف المنطقة بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تشريد 100 ألف ساكن وقتل أكثر من 1000" وفقا للأمم المتحدة.
وقد أفاد العديد من السكان، وطبيب محلي بأن هناك الكثير من الجثث، لدرجة أن الكلاب الضالة بدأت تنهشها في الشوارع.
إبادة شعب بأكمله
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي مستقل من شمال غزة يبلغ من العمر 34 سنة، واصفًا دفن جيرانه في مقبرة جماعية، إن الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية يمكن تلخيصها بأن شعبا بأكمله يتعرض للإبادة.
وأوضحت الصحيفة أن "عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة تُظهر أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أدى إلى ما يشبه الدوامة الدموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس في دوائر مفرغة".
وقد قارن مسؤولان أمنيان إسرائيليان ذلك باستراتيجية جز العشب، مستخدمين عبارة متداولة بين المسؤولين الإسرائيليين منذ سنوات، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقولان إنه في كل مرة تنمو فيها خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها، وفقا للصحيفة.
ويعكس هذا النوع من القتال الدوري بحسب التقرير، "استراتيجية إسرائيل الغامضة في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر؛ فقد قضت إسرائيل على جزء كبير من القيادة العسكرية العليا لحماس، وقتلت الآلاف من مقاتليها، ودمرت العديد من أنفاقها، ومع ذلك لم تُظهر إسرائيل أي مؤشر على التراجع".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي، كما لم يلتزم نتنياهو بخطة قابلة للتطبيق بعد الحرب، وقد ملأت حماس الفراغ الناتج عن ذلك.
وكانت القوات الإسرائيلية قد غادرت شمال غزة السنة الماضية بعد أن دكت المنطقة، وفي أيار/ مايو عادت في نوبة جديدة واستعادت جثث سبع أسرى احتجزتهم حماس، ثم غادرت مرة أخرى، وأعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي من جديد.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن بقية المقاتلين في القطاع، مبينا أن إسرائيل اعتقلت 500 فرد ممن يُشتبه بانتمائهم لحماس، وقتلت 750 آخرين في شمال غزة الشهر الماضي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شجع المدنيين على الإخلاء لكنه لم يرصد الخسائر في صفوف المدنيين، موضحا أن القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء لمدة شهر آخر على الأقل.
وقال غادي شمني، وهو جنرال متقاعد، وكان قائدًا للقوات الإسرائيلية في غزة، إن الاحتلال الكامل سيتطلب موارد هائلة، لكن النهج الحالي هو حل مؤقت له عواقب وخيمة على السكان.
وأكد شمني أن حماس ستستعيد السيطرة بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن المشكلة الرئيسية أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس في حكم غزة.
وضع كارثي
وذكرت الصحيفة أن الوضع على الأرض أكثر سوءًا مما كان عليه قبل سنة؛ فالبنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة، وقد غادر العديد من طواقم الإنقاذ ومنظمات الإغاثة، وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إنه أوقف رسميًا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب المخاطر الشديدة، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك، أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال غزة.
كما أن المستشفيات على وشك الانهيار، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى الذين يمكن علاجهم.
وأصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداءً عاجلاً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر قال فيه إن المستشفى يواجه نقصًا في الجراحين وإن لديه العديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن إحدى الغارات الإسرائيلية دمرت إمدادات طبية كانت قد سلمتها للمستشفى قبل أيام.
وقال الدكتور أبو صفية الأسبوع الماضي إن العاملين في المستشفى ما زالوا محاصرين، مؤكدًا أن مناشدتهم للعالم والمنظمات الدولية والإنسانية لم تلق استجابة.
كما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل قطعت المساعدات الإنسانية تقريباً عن شمال غزة، وقد انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بقي في المنطقة أقل من 95,000 شخص، أي خُمس عدد سكانها قبل الحرب، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إن عددهم أقل بكثير، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه خطة إسرائيلية لإخلاء شمال غزة من سكانه بشكل دائم.
صمود فلسطيني
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أجبرت سكان غزة منذ بداية الحرب على الهجرة جنوبًا، على الرغم من أنها قصفت الجنوب أيضًا بشكل متكرر.
وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأنها درست خطة وضعها جنرال سابق لطرد الـ400,000 ساكن المتبقين في منطقة شمال غزة وإجبار حماس على الاستسلام من خلال قطع الغذاء والماء.
ورغم سياسة القتل والتهجير، يحاول سكان شمال غزة الصمود. في شباط/ فبراير الماضي، عاد علي يوسف أبو ربيع، وهو مزارع من بيت لاهيا، لزراعة المحاصيل لإطعام جيرانه، وساعده مزارع أمريكي في جمع 90,000 دولار.
وقدم أبو ربيع شتلات إلى 50 مزرعة ونشر مقاطع فيديو على إنستغرام تظهره وآخرين وهم يزرعون الحقول، بما في ذلك مناطق زراعية قصفتها إسرائيل.
وقال أبو ربيع في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي: "نحاول زراعة الطعام في أرضنا، أو ما تبقى من أرضنا، من أجل إنقاذ أنفسنا وإخواننا في الشمال".
وبعد عدة أيام، أظهر مقطع فيديو آخر ثمار عمله: حقل من المحاصيل. لكنه قُتل في غارة إسرائيلية بعد أسبوع واحد، وفقًا لأحد أفراد أسرته وأحد أصدقائه.