بعد قسوة الصيف.. برودة الشتاء معاناة جديدة تنتظر النازحين اليمنيين
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
عدن الغد /متابعات
يعيش النازحون في اليمن حالة معيشية متردية للغاية، وبؤسًا يحرمهم حقهم في حياة كريمة، ولو بأدنى مستوياتها وصورها، وبعد معاناة في فصل الصيف تسببها قلة وسائل التأقلم مع ما يفرضه من سخونة في الجو، وارتفاع في درجات الحرارة، يجد النازحون أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية أخرى مع فصل الشتاء، بموجات صقيع البرد ولياليه القارسة.
في محافظة مأرب هناك أكثر من (290) ألف أسرة نازحة، تعيش (63,674) منها أسرة في مخيمات النازحين، موزعين على (204) مخيمات، يصل تعدادهم كأفراد إلى (445,724)، وفق إحصائية رسمية حصلت عليها "إرم نيوز"، صادرة عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب.
وقال مدير الوحدة سيف ناصر مثنى، إن: "المخيمات التي يسكنها النازحون، تفتقر لأبسط مقومات البنية التحتية الأساسية، وتتكون من خيام وعدد من أنواع المأوى المتهالك، وهي غير مجهزة لمقاومة الظروف الجوية والمناخية الصعبة، ولا تقي أو تحمي من البرد القارس والمميت".
ونوه مثنى، إلى أن: "تأخر وبطء الاستجابة الإنسانية، بتوفير احتياجات المأوى وإمدادات الغذاء والدواء ولوازم الشتاء في المخيمات قد يتسبب بكارثة لا تحمد عقباها"، مؤكدًا على أن: "جميع المؤشرات توحي وتنذر بخطر وشيك، لا سيما في ظل تضاؤل وتقلّص المساعدات الإنسانية".
وذكر مدير إدارة مخيمات النازحين في مأرب، أن "انخفاض درجات الحرارة وشدة برودة الطقس، خلال العامين الماضيين، أدّى إلى وفاة عدد من الأطفال وكبار السن والمرضى من النازحين القاطنين في مخيمات النزوح".
وأشار سيف مثنى، إلى "إمكانية استخدام وسائل تدفئة غير آمنة، وذلك من خلال إيقاد شعلة نار وسط وداخل الخيام، الأمر الذي يزيد من خطر احتمالية اندلاع الحرائق، والتسبب بحالات تسمم جراء استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون".
وطالب "الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية ذات الاختصاص، إلى التدخل الفعّال، من خلال تقديم الدعم والموارد والأدوات اللازمة والاحتياجات الأساسية والضرورية، لتحسين أوضاع النازحين في المخيمات، وإعانتهم على مواجهة الشتاء".
أحد النازحين اليمنيين، ، عن أوضاعهم وظروفهم المعيشية في مخيمات النزوح، ووصفها بأنها "صعبة وقاسية للغاية".
وقال إبراهيم نجيب جعبل، الذي يسكن في مخيم السويداء بمحافظة مأرب، إن "الخدمات في المخيمات تكاد تكون معدومة، ولا تتوافر لنا أبسط أساسيات ومقومات الحياة".
وعن برودة الجو وتحمّلهم له، يشير جعبل، إلى أن "المعاناة تتضاعف أكثر مع شدة البرودة، وتكون أكثر صعوبة، ولقلة الفرش والبطانيات نشعر وكأننا ننام في العراء، لا فرق فيها بين نومنا داخل الخيمة، أو على قارعة الطريق".
ولا تقتصر معاناة النازحين في مخيمات النزوح، على الظروف المناخية المتقلبة، بل إنهم يعانون كذلك من تفاقم سوء التغذية وانعدام للخدمات الصحية وعدم توافر العلاجات الطبية والعقاقير الدوائية، فضلاً عن صعوبة تلقي أطفالهم للتعليم، بالإضافة إلى حالتهم الاقتصادية المتردية وفقرهم المُدقع، وغيرها الكثير من تكاليف الحياة ومقوماتها.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في بيان صادر عن هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، نهاية الشهر الماضي، من عواقب فصل الشتاء هذا العام على اليمنيين، وقالت: "سيجلب الشتاء هذا العام بردًا قارسًا وظروفًا قاسية إلى معظم أنحاء اليمن، كونه يأتي في أعقاب الأمطار الغزيرة والفيضانات". وأشارت الهيئة إلى أن درجات الحرارة قد تنخفض إلى ما دون درجة التجمد، وتوقعت أن يؤثر ذلك "على حياة نحو مليون يمني، وذلك خلال الأربعة الأشهر المقبلة، وتحديدًا بين شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إلى شهر فبراير/ شباط من العام المقبل".
الظروف الجوية القاسية والبرودة القارسة، لن تقتصر فيها المعاناة على النازحين فقط، بل ستشمل اليمنيين الذين يعيشون في المناطق المرتفعة والجبلية، إلا أن وقعها على النازحين مضاعف، إذ "سيكونون معرضين لصدمات الشتاء بشكل خاص"، وفق البيان الأممي.
المصدر/ إرم نيوز
وعدّدت "أوتشا" في بيانها، المحافظات اليمنية المُعرّضة لأعلى مخاطر الطقس الشتوي القاسي، وذكرت من بينها محافظة مأرب شمال شرق البلاد، والتي تضم بين جنباتها أكبر عدد من الأسر والأشخاص النازحين ومخيمات النزوح.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: مخیمات النزوح النازحین فی فی مخیمات
إقرأ أيضاً:
"غرقت كل الأغطية في الماء أثناء نوم بناتي".. الشتاء القاسي يُغرق خيام النازحين الفلسطينيين بغزة
على الرغم من الهدنة التي جلبت تدفقًا للمساعدات الإنسانية ووفرت فترة راحة نادرة من القصف الإسرائيلي، إلا أن الأوضاع لم تتحسن كثيرًا بالنسبة لمعظم الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة. مع بداية الشتاء، زادت الأمطار الغزيرة من معاناتهم، حيث غمرت الخيام والملاجئ المؤقتة بالمياه، ما جعل الظروف أسوأ بكثير.
اعلانفي مخيم مؤقت في مدينة دير البلح وسط القطاع، تسببت الأمطار الغزيرة في إغراق الخيام المتهالكة بالمياه، مما جعلها تطفو فوق برك من الوحل. وتحدث طارق ضيف الله عن تسرب المياه من فوق ومن أسفل خيمته، وأوضح أن الهدنة لم تغير شيئا في أوضاعهم الصعبة.
وفيما كانت الأمطار تتساقط بغزارة، كان العديد من النازحين يحاولون تنظيف البرك الكبيرة من المياه خارج خيامهم، لكن الأمطار استمرت في السقوط، محولة الطرق إلى أنهار ملوثة.
طارق ضيف الله يحاول إنشاء قناة بعلبة لتحويل المياه ومنعها من إغراق خيمته بعد ليلة من هطول الأمطار الغزيرة في دير البلح، وسط قطاع غزة، الخميس يناير/كانون الثاني. 23, 2025APRelatedفي غزة.. سكان جباليا يعودون ليجدوا الأنقاض بدل المنازل"لا مكان صالح للسكن".. الفلسطينيون يعودون إلى غزة بعد وقف إطلاق النار ليجدوا الخراب مع دخول الهدنة يومها الثالث.. أهل غزة يتهافتون للحصول على السلال الغذائية ويصفونها بـ"غير الكافية" انتشال جثث القتلى مستمر في غزة وتصعيد متواصل في جنين ونزوح قسري لمئات العائلات من المخيموقالت منيرة فرج، وهي أم لطفلين صغيرين، إن المطر غمر فراشهم أثناء نومهم، وأعربت عن قلقها من أن تؤدي الأمطار إلى غرقهم إذا استمرت بهذه الوتيرة.
رجل يسير في منطقة غمرتها المياه بعد ليلة من الأمطار الغزيرة في دير البلح وسط قطاع غزة، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025APداخل الخيام، كانت أصوات السعال تتعالى من مختلف الزوايا، مع تزايد القلق من انتشار الأمراض نتيجة تدهور الظروف الصحية في المخيمات. لجأ بعض الناس إلى تعزيز خيامهم باستخدام البطانيات المبللة وأكياس الرمل لمنعها من الانجراف بفعل الأمطار.
طفل يركض في شارع موحل بعد ليلة من الأمطار الغزيرة في دير البلح وسط قطاع غزة، الخميس 23 يناير/كانون الثاني 2025APبالرغم من أن الهدنة سمحت للكثيرين بالعودة إلى منازلهم، إلا أن معظمهم وجدوا منازلهم قد دُمرت، مما جعل العودة إليها مستحيلة.
وفي وقت سابق، أشارت الأمم المتحدة إلى أن إعادة إعمار القطاع قد تستغرق أكثر من 350 عامًا إذا استمر الحصار الإسرائيلي على غزة.
وذكرت في آخر تقرير لها أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام، قد تستغرق 21 عاما وستكلّف العملية 1.2 مليار دولار. وقد أدى القصف الإسرائيلي إلى تشويه مساحات شاسعة، وتشريد حوالي 1.9 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة كانوا يسكنونه.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خان يونس: خيام على مد البصر وسكانها لم يعودوا إلى بيوتهم جراء الدمار الإسرائيلي المروع والمرعب "حدثت أمور مدهشة".. تقارير تزعم أن غوغل زودت الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه استقالات تضرب الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع إطلاق عملية "السور الحديدي" في جنين وحادث طعن يهز تل أبيب أزمة إنسانيةقطاع غزةالشتاءإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني مخيمات اللاجئيناعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. انتشال جثث القتلى مستمر في غزة وتصعيد متواصل في جنين ونزوح قسري لمئات العائلات من المخيم يعرض الآنNext ترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبعث بهدية قيمة بلغت 600 مليار دولار للاستثمار يعرض الآنNext الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: انتصار روسيا سيقوض مصداقية الناتو ويثقل كاهل التحالف بتكاليف ضخمة يعرض الآنNext أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟ يعرض الآنNext إفادة خطية أمام مجلس الشيوخ تتهم بيت هيغسيث مرشح ترامب لوزارة الدفاع بإساءة معاملة زوجته السابقة اعلانالاكثر قراءة تركيا: حصيلة ضحايا حريق منتجع التزلج ترتفع إلى 76 قتيلاً وأردوغان يتوعد بمحاسبة من كان السبب الحرائق تكتسح شمال سان دييغو.. إجلاء طارئ للمنطقة بسبب النيران المدمرة من دافوس.. وزير الخارجية السوري يدعو لرفع العقوبات ويؤكد طموح سوريا لأن تصبح نموذجاً للسلام والتنمية ترامب: لا أسعى لإيذاء روسيا وأحب الشعب الروسي وعلى بوتين إيقاف "الحرب السخيفة" فيه شفاء للناس ويقوم مقام الفياغرا أو هكذا قال مروّجوه.. فرنسا تشن حربا على "عسل الانتصاب" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبروسياحركة حماسفلاديمير بوتينالحرب في أوكرانيا ألمانياالإمارات العربية المتحدةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني نزوحإيلون ماسكالحوثيونمصرالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025