بوابة الوفد:
2025-10-31@20:46:41 GMT

الآباء لا يموتون!

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب

جامعة المنصورة

المكان: أحد المراكز الطبية، حجرة ١٠٦

الزمان: ١٠/٦/ ٢٠٢٢ الساعة ١٢ ظهراً

الابن: مش عايز حاجة أجبهالك معايا يا بابا وأنا جاى؟

الأب: لا يبنى انزل بس ما تتأخرش.

الابن: هتبرع بالدم واطلع على طول علشان العملية خلاص كمان كام ساعة، أعمل لك أى حاجة قبل منزل؟

الأب: لا يا بنى مبروك.

الابن: (فى حديث داخلى مع الذات) مبروك ليه؟! أكيد يقصد العملية، ربنا يقومك بالسلامة يا بابا.

«يعود الابن بعد مرور ٢٠ دقيقة تقريباً»

الممرضة: جهزى أوضة العناية بسرعة يا صفاء التنفس وقف.

الابن: فى إيه.. إيه حصل.. مهو كان كويس؟!!!

الممرضة: لازم يروح العناية بسرعة ادعى له.

وتمر الساعات لتخرج الممرضة وتخبر الابن بوفاة الوالد!!

تتوقف الحياة وتنحبس الأنفاس وتنهمر الدموع ويظن الجميع أن الأب قد مات، إلا أن الآباء لا يموتون، بل يعيشون فى قلوب أبنائهم، يراهم الجميع ويشعرون بهم، فالأب الجيد لا يموت أبداً ويظل عالقاً فى ذاكرة أبنائه، فى أفعالهم، فى أقوالهم، فى عاطفتهم، وفى سلوكهم.

الأب هو أعظم رجل وهو السند والقدوة والمعلم والصاحب فى الحياة، وهو أمان الأسرة، وظهر العائلة، وقد أوصانا الله سبحانه وتعالى ببر الآباء، وجعل الإحسان إليهم مفتاحاً للجنة، وجعل رضاه مقروناً برضاهم، وقد ورد فى الكتاب والسنة، العديد من الآيات والأحاديث التى تحث على بر الآباء وإكرامهم، فطاعتهم فرض على الأبناء، فقال الله تعالى فى سورة النساء: «وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، وبذلك فقد قرن الله -تعالى- عبادته وحده دون الشّرك به بالإحسان للوالدين، وقال تعالى فى سورة الإسراء: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا».

ولا يكون البرّ بالأب فى حياته فقط؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه: أن رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إذا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِم، وبذلك فإن واجب الأبناء بر الأب حتى بعد موته، بالدعاء له بالغفران، وطلب الرحمة له من الله تعالى، وإحياء ذكره الحسن، والسير على خطى الخير من بعده لينال الأجر، وإكرام أصدقائه وزيارتهم، وتنفيذ وصاياه، وتجنب عمل كل ما يكره، والالتزام بما كان يحب ويرضى، فالولد الصالح يرفع الله به درجة أبيه وأمه فى الجنة، ويدخل النور والسرور إلى قبريهما.

والأب هو السند الحقيقى لأبنائه، ففى حياته يسعى فى تربيتهم وتحقيق سبل النجاح لهم، يضعهم فى مقدمة أولوياته، ويفضلهم على نفسه، وحتى بعد مماته، يحتمى الأبناء بسيرة الأب الحسنة، ويجنون ثمار صلاح والدهم، ليكون جزاء الأب فى ابتغاء مرضاة الله هو البركة فى أبنائه، فقال الله تعالى فى سورة الكهف: «وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أبواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا.. فَأَرَدْنَا أن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا».

لا يعرف قيمة الأب تمامًا إلا من فقده، وسيظل أبى – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته– فى قلبى وذاكرتى إلى الأبد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد أحمد عثمان الإعلام بكلية الآداب جامعة المنصورة الممرضة الله تعالى

إقرأ أيضاً:

حقيقة تحدُّث أهل الجنة مع أهل النار

الجنة.. أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من خلال حسابها الشخصي بموقع بحث جوجل، جاء مضمونه كالتالي: قال الله تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 44]. وفي آية أخرى ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100]. فكيف يتحدث أهل الجنة مع أهل النار وهم لا يسمعون في الآية الثانية؟.

تحدُّث أهل الجنة مع أهل النار:

وقالت الإفتاء إن القرآن الكريم كتاب الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ۞ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 41-42]، وقال تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82].


وإثباتُ السماع لأهل النار في موضعٍ ونفيُهُ عنهم في موضعٍ آخر محمولٌ على اختلاف الأحوال التي يمر بها أهل النار؛ فتارةً يُحشَرون صُمًّا كما يُحشَرون عُمْيًا زيادةً في عذابهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: 97]. وتارةً يُسمِعهم اللهُ تعالى نداءَ أهل الجنة ويُمَكِّنُهم من إجابتهم، وتارةً يُجعَلون في توابيت من نار، والتوابيت في توابيت أُخَر؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إِذَا بَقِيَ فِي النَّارِ مَنْ يُخَلَّدُ فِيهَا جُعِلُوا فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، فِيهَا مَسَامِيرُ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ جُعِلَتْ تِلْكَ التَّوَابِيتُ فِي تَوَابِيتَ مِنْ نَارٍ، ثُمَّ قُذِفُوا فِي أَسْفَلَ الْجَحِيمِ، فَيَرَوْا أَنَّهُ لَا يُعَذَّبُ فِي النَّارِ أَحَدٌ غَيْرَهُمْ ثُمَّ تَلَا قولَه تعالى: ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100]" رواه البيهقي في "البعث والنشور". فلذلك لا يسمعون شيئًا.

كيف يتحدث أهل الجنة مع أهل النار

وهو محمولٌ أيضًا على أنهم لا يسمعون ما ينفعهم وإنما يسمعون أصوات المعذَّبين أو كلام من يتولى تعذيبَهم من الملائكة، هذا إن حُمِلَ الضميرُ في قوله: ﴿وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ﴾ [الأنبياء: 100] على أهل النار، أما إن كان راجعًا إلى المعبودين -على ما قاله الإمام أبو مسلم الأصفهاني- فلا إشكال، ويكون المراد أنهم لا يسمعون صراخهم وشكواهم سماعَ إغاثةٍ ونُصرةٍ على حد قول القائل: سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاءه.

أهل الجنة والنار
كما وصفهم الله تعالى في الدنيا في قوله: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ ۞ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: 5-6].

 

مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير


- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.

- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002

- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول  الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.

- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.

- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.

- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.

- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).

- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.

- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.

- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

المتحف المصري الكبير
الفراعنة
مصر 
العالم 
الحضارة 
توت عنخ امون 
الرئيس السيسي 
موكب الملوك 
الجيزة 
الأهرامات

مقالات مشابهة

  • في أي ساعة تقرأ سورة الكهف يوم الجمعة؟
  • هل قراءة سورة يس منتصف ليل الجمعة تشفع للميت؟
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وعبادات مستحبة في يوم النفحات
  • حقيقة تحدُّث أهل الجنة مع أهل النار
  • وزيرة التضامن تكرم آباء يمثلون نموذجا جيدا في تربية الأبناء ودعم الأسرة
  • لبرق الحمى عهد علي وموثق.. فلسفة العهد في الشعر في صدر الإسلام وما بعده
  • هل يجب قراءة سورة البقرة من جلسة واحدة لتحصيل فضلها .. رأي العلماء
  • والدة الغامدي في ذمه الله
  • طريقة صلاة الاستخارة للزواج
  • تقتل المودة وتفتح باب العقوق .. أمين الفتوى يُحذّر من هذا الفعل مع الأبناء