بعد أيام قليلة من فوزه في الانتخابات الهولندية، أثار اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، جدلًا واسعًا، وهجومًا حادًا من الدول العربية، بعد أن دعا بشكل صريح وواضح، إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم نحو الأردن، وهو أول موقف غربي معلن لدعم توجهات إسرائيل بشأن تهجير الفلسطينيين، بحسب شبكة «سكاي نيوز».

خيرت فيلدرز المعروف بـ«معادي الإسلام»، يعتبر أن الأردن هي الدولة الفلسطينية، وذلك في تصريح مفاجئ، بعد فوز حزبه الذي يقوده بـ35 مقعدًا في الانتخابات الهولندية، وبحسب ما أوردت شبكة «يورونيوز»، فمن المتوقع أن يقوم اليميني المتطرف بتشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة.

الخارجية الفلسطينية: فيلدرز أنكر حقوق الشعب الفلسطيني

زارة الخارجية الفلسطينية، أدانت تصريحات «فيلدرز»، وأكدت أنه أنكر بحديثه وتصريحاته حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة حق الشعب الفلسطيني في تجسيد دولته المستقلة على أرضه وطنه بعاصمتها القدس الشرقية.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان إدانة: «تعتبر الوزارة أن هذه التصريحات دعوة لتصعيد العدوان على شعبنا وتدخلًا سافرًا في شؤونه ومصيره»، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، أجرى أيضًا اتصالًا هاتفيًا مع نظيرته الهولندية، هانكي برونز سلوت، وأكد خلال الاتصال إدانة الأردن ورفضه المواقف العنصرية التي أعلنها خيرت فيلدرز.

وقال الصفدي: «فيلدرز أنكر حق الشعب الفلسطيني في حريته ودولته على ترابه الوطني، وتبنى فيها وهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية.

الإمارات والبحرين يدينان تصريحات فيلدرز

سفارة دولة الإمارات في لاهاي جنوب هولندا، أدانت أيضًا تصريحات «فيلدرز»، وأكدت على أنه يقوم بالتحريض على تهجير الشعب الفلسطيني باتجاه الأردن، وهو تدخلًا في الشؤون الداخلية للمملكة الأردنية الهاشمية، وهي أمر مرفوض ومدان.

الخارجية البحرينية أيضًا، أعلنت استنكارها الشديد للتصريحات التي أطلقها «فيلدرز»، والتي أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خيرت فيلدرز هولندا الانتخابات الهولندية الخارجية الفلسطينية الدول العربية الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب

لم يكن انعقاد ملتقى الحوار الفلسطيني الثاني في إسطنبول مطلع هذا الأسبوع حدثا عاديا، ليس من حيث التوقيت الذي يأتي بعد 9 أشهر من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة فقط، بل من حيث الروح الجديدة السارية بين المشاركين، وكذلك من خلال أهمية أوراق العمل والقضايا التي ناقشتها الجلسات على مدى يومين.

وتعالت أصوات المجتمعين بضرورة المقاومة ومساندتها ودعمها بوصفها الركيزة الأساسية التي ينبني عليها مشروع التحرير الفلسطيني، وحتمية إعادة بناء البيت الفلسطيني على أسس جديدة لا تستثني أحدا ولا ينفرد أحد بقرارها، وأن يكون ذلك عبر الحوار الوطني الذي يبدأ الآن دون أي تأخير.

شخصيات من مختلف الطيف الفلسطيني ناقشت بإسطنبول تداعيات معركة طوفان الأقصى (الجزيرة نت) المقاومة ضرورة

وعلى هامش الملتقى الذي نظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أجرت الجزيرة نت عددا من المقابلات مع أصوات متعددة تمثل الواقع الفلسطيني الراهن، وتعبر عما يتطلع إليه الشارع الفلسطيني.

يقول رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالخارج في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) علي بركة إن القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى دخلت مرحلة جديدة عنوانها "المقاومة والتحرير والعودة والاستقلال".

ويشاركه هذه الرؤية رئيس العلاقات العربية والدولية في حركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا قائلا إن "الشعب الفلسطيني ومكوناته كلها مُجمع على خيار المقاومة ومساندة شعبنا في غزة والضفة ضد هذا العدوان الوحشي والهمجي والإجرامي".

ويعمق عطايا رؤيته لدور المقاومة الفلسطينية بأنها "الحاضرة في الميدان بقوة، وهي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني الذي أثبت جدارته وقدم التضحيات الجسام على طريق التحرير ومقاومة هذا العدوان في غزة والضفة، وعلى مستوى المقاتلين الذين يستبسلون في مواجهة هذا العدو وتوجيه ضربات موجعة له".

وفي ما يتعلق برؤية الفلسطينيين في الخارج، يرى الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني ماجد الزير أن بيئة سياسية محلية وإقليمية ودولية نشأت حول القضية الفلسطينية عقب طوفان الأقصى، وهي تفرض قواعد جديدة في التعامل مع مستقبل الشعب الفلسطيني بخلاف ما كان سابقا.

وتكمن أهمية رؤية الزير في أنه يشغل كذلك منصب النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وهو مشارك في كثير من الفعاليات الأوروبية التي تناصر القضية الفلسطينية وتتضامن مع قطاع غزة المحاصر في محنته الحالية.

إصلاح البيت الفلسطيني

ولا تقل إعادة بناء البيت الفلسطيني أهمية عن المقاومة وفعلها في التصدي للعدوان، إذ يرى الرئيس التنفيذي للمجلس الأوروبي الفلسطيني أن الكل الفلسطيني غير متردد اليوم في إعادة ترميم البيت الفلسطيني، وأن ذلك يمثل حاجة وطنية إستراتيجية، خاصة بعد نحو 9 أشهر من العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في قطاع غزة.

ومن أجل ذلك، فإنه ينبّه إلى وجوب استثمار الحراك العالمي والحالة السياسية والإعلامية والقانونية من أجل الدفع بإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية حتى تكون مظلة جامعة لكل كيانات الشعب الفلسطيني وفي الداخل والخارج، وتعتمد مبدأ الانتخابات ليخرج لنا مجلس وطني جديد وقيادة جديدة.

قيادة مسؤولة

ولا يبتعد عن هذه الرؤية السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم، إذ يقول إن "إعادة ترميم البيت الفلسطيني بحاجة إلى قيادة فلسطينية مسؤولة تتولى هذا الشأن من حيث إيجاد قيادة بديلة تتحمل مسؤولية حماية الأرض والشعب الفلسطينيْين وغزة التي تعاني ما تعانيه الآن".

ويشغل السفير حلوم حاليا رئيس لجنة العلاقات الدولية في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وكان سابقا عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح وفي منظمة التحرير.

ويرى الدبلوماسي السابق أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني تحتاج إلى "ترك المجال لقيادات شابة، فنحن بلغنا من العمر عتيا، ودورنا جزء مكمل لدور شبابنا وأبنائنا، وجيلنا القادم لديه القدرة على مواجهة هذه الأحداث لو أننا أحسنا التصرف".

ويتساءل عطايا "هل البيت الفلسطيني اليوم قادر على استيعاب كل مكونات الشعب الفلسطيني أم أنه حكر على بعضها؟".

ويجيب بنفسه بأنه يجب "الإقرار بأن من أخذ البيت الفلسطيني إلى مشاريع التسوية والاستسلام مع العدو، أو من وقّع أوسلو وما زال يحافظ عليها، قد فشل وعليه أن يتخلى عن هذا المشروع ويذهب إلى خيار الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال". وأضاف "نأمل أن يستوعب الجميع أن المقاومة مهمة من أجل إعادة بناء البيت الفلسطيني بجميع مكوناته ولا يكون حكرا على جزء دون باقي المكونات".

أما رئيس دائرة العلاقات الوطنية بالخارج في حماس، فيشرح المتطلبات التي يجب أن تتوفر لإعادة بناء البيت الفلسطيني خاصة بعد مرحلة طوفان الأقصى، ومن ذلك:

أولا- الحوار الوطني الفلسطيني الشامل. ثانيا- تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل الداخل والخارج. ثالثا- إجراء انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير ورئيس للمنظمة على أساس برنامج طوفان الأقصى الذي يقوم على المقاومة، لأن كل الخيارات فشلت في استعادة الحق الفلسطيني منذ أوسلو عام 1993. ملتقى الحوار الفلسطيني الثاني (الجزيرة) الحوار الفلسطيني

النقطة الثالثة التي أشار إليها المتحدثون -للجزيرة نت- تتعلق بضرورة الحوار الفلسطيني الفلسطيني وأهميته في بناء الدولة الفلسطينية في ظل الظرف الراهن الذي يحتم البدء فيه من الآن.

ولذلك يقول بركة إن حماس مستعدة الآن لأي حوار يعيد بناء البيت الفلسطيني على الأسس التي ذكرت في الأعلى، و"كنا تلقينا دعوة للذهاب يوم 23 من الشهر الجاري إلى الصين، لكن للأسف ألغى الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس هذا اللقاء، وهو يتحمل مسؤولية فشل الحوار الوطني الفلسطيني".

وأضاف القيادي في حماس أن "عباس يسيطر على منظمة التحرير ويغلق أبوابها أمام حماس والجهاد الإسلامي، لكن عليه أن يعلم أن طوفان الأقصى أكدت أن فصائل المقاومة هي الأساس، وهي التي تدافع عن الحقوق الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني، ولن تكون هناك منظمة تحرير ومصالحة من دون فصائل المقاومة".

ويرى الزير أنه في ظل انسداد الأفق حاليا، فإن الحوار الفلسطيني يتطلب إرادة صادقة، ويقع على القوى الشعبية وأبناء الشعب الفلسطيني مجهود مهم من أجل أن تكون هناك حالة ديمقراطية محلية وعالمية، وتكون هناك "انتخابات للجاليات مع اعتمادها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا".

ويشرح هذه الرؤية بأنها تقوم على "مبدأ استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال بكافة الوسائل التي شرعتها القوانين الدولية" وأن "وحدة الأرض ووحدة القضية ووحدة الشعب ووحدة البرنامج هي الأساس في هذا".

تشكيل قيادة

من ناحيته، حيا السفير الفلسطيني السابق كل جهد يبذل من أجل الحوار الفلسطيني، وقال "علينا أن نعود إلى ضمائرنا، وبشكل خاص أولئك الذين لم يتحركوا وبيدهم صنع القرار، فعليهم أن يقوموا بواجبهم، وأن يتم تشكيل قيادة سريعا في إطار منظمة التحرير التي جردوها من ميثاقها القومي".

ويضاف حلوم أن "رئيس السلطة الحالي ألغى الميثاق القومي الفلسطيني الذي تنص المادة الأولى فيه على أن الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين". ويكمل "على السلطة الفلسطينية أن تعيد لمنظمة التحرير ميثاقها القومي وتبدأ في التنفيذ، لكنها غير قادرة على ذلك ولا تريد لأن مصيرها مرتبط بصمتها".

من يمنع الحوار؟

أما القيادي في حركة الجهاد فيرى "أن الحوار الفلسطيني موجود ومفتوح وليست هناك مشكلة في التواصل بين مكونات الشعب الفلسطيني، سواء في منظمة التحرير أو من فصائل المقاومة، وهذا الحوار مرّ بمسارات ومحطات عديدة آخرها كان في موسكو".

ولكن عطايا يستدرك بأنه "للأسف الشديد نحن نعتقد أن من يعيق الوصول إلى تفاهم فلسطيني هو الأميركي والصهيوني، فالفلسطينيون حريصون على وحدة موقفهم ووحدة صفهم، ولكن للأسف الشديد هناك ضغوط وأحيانا محاولات خبيثة لزيادة الشرخ الفلسطيني وزيادة الخلافات ومحاولة الوصول إلى صدام فلسطيني فلسطيني".

ويختم تصريحاته للجزيرة نت بأن "القيادة الفلسطينية وقيادة المقاومة واعيتان وتدركان أن الصدام الداخلي قاتل لكل الفلسطينيين وليس الحل، لذلك نحن حريصون دائما على أن يكون سلاحنا موجها للعدو الصهيوني، ويكون هدفنا موجها لإزالة الاحتلال وكسر هذا المشروع" لأن انكساره في فلسطين مؤشر على انكسار "سايكس بيكو" وهزيمة كل المشروع الاستعماري في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • أصوات فلسطينية: البيت الفلسطيني يحتاج قيادة جديدة تحمي الأرض والشعب
  • مغربية تشغل منصب وزيرة المالية في الحكومة الهولندية الجديدة
  • السفير أبو علي: الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عملية إبادة على مرأى ومسمع من العالم
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي
  • العراق في مقدمة الدول العربية.. الخارجية الأميركية تحذر من السفر إلى 19 دولة
  • فنان فلسطيني: نثمن دور «المتحدة» في دعم غزة.. ومصر السند الحقيقي
  • موقف راسخ
  • عُمان تدعم الشعب الفلسطيني
  • المملكة تجدّد موقفها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي
  • السحيباني: المملكة تجدّد موقفها الثابت والراسخ في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي