لجريدة عمان:
2024-07-03@05:08:22 GMT

عين على «التوظيف» و«المقاطعة»

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

1- يمكن للحكومة ضمن مساعيها لحلحلة مشكلة التوظيف أن تُقدِم عرضًا مُغريًا لشركات القطاع الخاص «المحلية» الجادة تتكفل من خلاله بدفع نصف راتب الموظف «بشكل دائم» مع عمل الطرفين على تحسين بعض الظروف التي تجعل من التوظيف في الشركات مرغوبًا وجاذبًا.

تقوم الحكومة على سبيل المثال بدفع مبلغ 350 ريالًا عُمانيًا لكل شخص يصل راتب زميله في القطاع الحكومي «بحسب المؤهل العلمي» إلى 700 ريال عماني على أن تلتزم الشركة بدفع الـ350 ريالًا المتبقية.

لعل أهم مردود يمكن الحصول عليه بذلك توظيف أكبر عدد ممكن من الباحثين عن عمل فإذا كان العدد المُستهدف 10 آلاف باحث سيرتفع بهذه الآلية إلى 20 ألفًا إضافة إلى تقوية عود الشركات المحلية وجعلها قادرة على المنافسة والإنتاج والصمود في وجه التحديات التي قد تواجهها.

سيُجبر الدعم الحكومي المباشر الشركات على تحقيق نسب التعمين المطلوبة منها وسيقف دون توظيف القوى العاملة الوافدة بحجة انخفاض أجورها وسيوفر في الوقت نفسه بيئة عمل آمنة ومستقرة لأنه يتصدى لعمليات «التسريح» التي تفتعلها كثير من شركات القطاع الخاص.

2- إذا كان الهدف الصريح من مقاطعة شراء المنتجات المستوردة من الدول التي أقرت بدعمها للكيان الصهيوني في حربه الوحشية على قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة هو الوقوف إلى جانب الحق والانتصار لقضية قومية وعالمية والتأثير قريب وبعيد المدى على اقتصاديات تلك البلدان فإن لهذه المقاطعة إيجابيات أُخرى.

على مستوى الفرد ستدفع هذه الفكرة الشخص باتجاه التوقف عن تناول الكثير من الأغذية والمشروبات الضارة المُكلفة كالوجبات السريعة المُشبعة بالدهون والمشروبات الغازية ذات المستويات العالية من السكر والمواد المُضافة التي لا قيمة غذائية لها والسجائر وستعمل على جعله يستغني عن بعضها بسبب مخاطرها أو أن يبحث عن بدائل أخرى صحية وذات تكلفة أقل.

أما على المستوى التجاري فإن المقاطعة تصبُ في مصلحة المنتج المحلي أو القادم من دول عربية أو إسلامية وهي فرصة ثمينة لترسيخ التواجد في سوق يبحث فيه المستهلك عن سلع يمكنه اعتمادها والاستمرار في اقتنائها إذا ما أثبتت أنها البديل المناسب.

إن الفكرة المُسبقة المترسخة في ذهن المستهلك حول جودة السلع المستوردة من الخارج ممثلة في العلامات التجارية العالمية الشهيرة تلعب دورًا مهمًا في شراء هذه الماركات لكن ذلك لا يعني صواب تلك الفكرة أو أنه لا يمكن لسلعة محلية أن تحوز على رضا المُستهلك وامتلاك مواصفات الجودة نفسها بل يؤشر إلى أن السلعة المحلية بحاجة فقط إلى فرصة حقيقية لإثبات وجودها في السوق وأنها تفتقر إلى الترويج الصحيح والدعاية المدروسة التي تستهدف ثقافة المُستهلك وتؤثر على توجهاته.

وبصفة عامة ستسجل المقاطعة الاقتصادية لهذه المنتجات موقفًا قويًا لدور الشعوب في قول كلمتها وإثبات أن الحرب الاقتصادية لا تقل تأثيرًا عن الحرب العسكرية فمردودها سريع قد يظهر في سقوط بعض الحكومات أو تغيير مواقفها إزاء قضية محورية كالقضية الفلسطينية.

آخر نقطة ..

«حرية الفرد لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد».

ديكارت

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ابنى مدرسة.. تمجد اسمك

أثناء مرورى بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة لفت انتباهى مدرسة تعليم أساسى حكومية منظرها العام جميل وألوان مبانيها مميزة ومتطورة، ولكن ليس هذا الذى توقفت أمامه بل أمام اسم المدرسة..وهو مدرسة مصر للتأمين.. مع وجود شعار الشركة على اللوحة الضخمة المعلق فى واجهة المدرسة.

وطبعا من المعروف والمؤكد أن الشركة المذكورة لم تحمل المدرسة اسمها إلا إذا كانت قد قامت بتطوير وإصلاح المدرسة من جميع النواحى، إذا ما افترضنا أنها مدرسة قديمة وهذا يمثل أكبر دعاية للشركة التى يحمل تلاميذ المدرسة اسم الشركة على شهاداتهم الدراسية كل عام.

هنا تذكرت فكرة تراودنى منذ فترة طويلة قد تساعد على حل أزمة الكثافة داخل الفصول الدراسية نتيجة عدم وجود مدارس كافية، حيث نعانى من عدم توازن بين عدد التلاميذ وعدد المدارس التى تستوعب الأعداد المتزايدة سنويا، فأصبحنا نعتاد وجود فترتين إلى ثلاث فترات بعض الأحيان.

لذلك تأتى الفكرة كأحد الحلول خارج الصندوق بدون أن تكلف أعباء مالية إضافية على الموازنة العامة للدولة من جراء بناء مدارس جديدة يكلف ملايين الجنيهات

وتتلخص الفكرة فى مبادرة..ابنى مدرسة..تمجد اسمك، حيث يتولى رجال الأعمال والمستثمرين بناء مدارس جديدة أو تطوير مدارس قديمة على أن يطلق أسماءهم عليها تكريما وتقديرا لجهودهم.

إن المنفعة المتبادلة بين الأطراف أمر جيد وفعال، يقوم رجال الأعمال والمستثمرين ببناء مدارس فى كافة ربوع مصر المحروسة وتجهيزها ثم تسليمها لوزارة التربية والتعليم جاهزة للدراسة.

والوزارة تعلن إطلاق اسم المتبرع على المدرسة وبالتالى يذكر اسمه فى حياته وبعد مماته كما يتم خصم هذه التبرعات من الضرائب على شركاتهم.

وأضيف أن الفكرة ليست قاصرة على رجال الأعمال والمستثمرين فقط، لكن من الممكن دخول الشركات العاملة فى السوق المصرى بمختلف أنواعه فى المبادرة وبالتالى نسمع عن مدرسة طلعت مصطفى وبالم هيلز ومصر الجديدة ومدينة مصر وعبور لاند وجهينة والسويدى، وقد ينضم آل ساويرس الأبناء ناصف وسميح ونجيب ساويرس للمبادرة وبناء مجموعة مدارس فى سوهاج موطن نشأتهم وإطلاق اسم الأب أنسى ساويرس عليها وغيرهم كثير بالمئات والآلاف من الأسماء التى تستطيع بناء عدد من المدارس يحمل اسماءها وليست مدرسة واحدة فقط.

إنها دعوة لإطلاق مبادرة تنهى أزمة الكثافة العالية داخل الفصول فى المدارس وتساعد الدولة فى الارتقاء بالعملية التعليمية بتوفير مناخ جيد للدراسة لابناءنا الصغار، كما أنها توفر فرصة لكل رجال الأعمال والمستثمرين والشركات فى تحمل المسئولية الاجتماعية نحو المجتمع والشعب المصرى.

 

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية: المقاطعة وسيلة ناجحة ومشروعة لمقاومة الاحتلال
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي
  • بتداولات بلغت 6.3 مليارات ريال.. «الأسهم السعودية» يغلق منخفضا عند مستوى 11606
  • هكذا المقاطعة العربية ضربت الشركات الأمريكية
  • التجارة: بدء العمل بقرار إيقاع عقوبة مباشرة على كل من أخلّ بإيداع القوائم المالية
  • ابنى مدرسة.. تمجد اسمك
  • التجارة: بدء العمل بالقرار الوزاري بإيقاع عقوبة مباشرة على كل من أخلّ بإيداع القوائم المالية
  • وفقًا لأحكام نظام الشركات ولائحته التنفيذية.. التجارة: بدء العمل بعقوبة الإخلال بإيداع القوائم المالية
  • قضية التوظيف والباحثين عن عمل.. إطلالة من نافذة الأمن الوطني
  • صراع الأفكار