د.إبراهيم السيابي **

 

منذ السابع من أكتوبر لم يعد العالم كما كان، ولن يعود، ومهما حاول البعض التقليل من هذا الحدث الكبير، فلن يستطيعوا فهم أنه الحدث الذي زلزل هذا الكيان الصهيوني، وأصابه في مقتل، ومردغ أنفه في التراب، وقوض مقولة أنه الجيش الذي لا يقهر.

هذا التأريخ هو يوم فاصل بين الحق والباطل، وبين الظالم والمظلوم، هو يوم سيُكتب في صحائف أحرار وشرفاء العالم؛ بأن من يُراد استعباد إرادتهم لن يستكينوا في هذا التأريخ.

لقد تم التعريف بالطريق الحقيقي لنيل الكرامة مهما كان الثمن بدلًا من الذل والخضوع والاستسلام، هذا اليوم تمَّ التفريق بين أصحاب الأرض الحقيقيين والمحلتين الغاصبين سارقي الأرض والتاريخ، هذا اليوم فرق بين صاحب الحضارة والتاريخ وبين مستوطن جاء مطرودا من أرضه ومن بلاده ليقيم وطنًا في أرض ليست أرضه، ويبيت تحت سماء ليست سماؤه.

وعودًا على بدء، وإلى أصل الأحداث، وخضم الواقع في هذه القضية التي لم تعد قضية وطن مسلوب، وشعب مقهور ومظلوم، من سُرق بيته وأرضه، ويُعامل معاملة لا تليق بالبشر من اغتيال وتهجير، وحصار، وتجويع، وسرقة الموارد، ويعيش في أسوأ أنواع الظروف، بينما السارق ينعم بكل أنواع سبل العيش الكريم، ويلقى مختلف أنواع الدعم.

القضية في الحقيقة مثل الشمس في رابعة النهار، واضحة منذ زمن، لكن هناك من أراد أن ينتصر؛ لأنه يملك القوة والدعم، لذا، فقد تكالبت الظروف على الشعب الفلسطيني فسُرقت أرضه، وأُجبر على العيش كلاجئ في وطنٍ ليس وطنه، أو يعيش وهو مقهور مظلوم في أرضه المحتلة، ولقد تخلى عنه الإخوة في الدين والعقيدة، والإخوة في اللغة وفي المصير، وفي المقابل الكيان الغاصب منذ أول يوم وطئت رجله هذه الأرض، وبوعد ظالم لمن وُهب أرض لا يملكها، وهي أرض فلسطين لمن لا يستحقها عن طريق ما يُعرف بوعد بلفور المشؤوم، وهو منذ ذلك التأريخ يحصل على الدعم والمساعدة في كل شيء مهما كان الثمن.

وبعد سنوات من هذا الصراع الذي تجاوز 75 عامًا، ولا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، سوى عهود اتفاقية بالية أكل وشرب عليها الزمن، والمستفيد الأكبر من كل هذا هو العدو الصهيوني الغاشم، كل هذه السنين وهو كل يوم يزيد من عدوانه وظلمه، سواء كان بسرقة المزيد من أراضي الشعب الفلسطيني، أو التجرؤ بالقتل واغتيال أصحاب الأرض الأصليين، أو اعتقالهم لتكميم أفواههم، وكذلك تجاوز كل أنوع الغي في تدنيس المسجد الأقصى، ذي المكانة المقدسة لأصحاب الأرض الأصليين، ولأكثر من مليار مسلم.

من هنا، جاء طوفان الأقصى ردًا على استفزازات سنين من الصبر، وسنين من الذل والقتل والهوان للطرف المظلوم المغلوب على أمره، والذين يدعون ويتشدقون بمسيرة السلام، ودعواهم بسعي هذا الكيان الغاصب إليه يصمون آذانهم ويعمون أبصارهم عن الحقيقة، حتى ولو بصوت العاجز بأنه لا توجد مسيرة للسلام في الأصل، وهذا الكلام عبارة عن ضحك على الذقون، واستهتار واستحقار للشعب الفلسطيني، كيف والطرف الآخر من يمارس أشد انواع الاستفزاز، وأشد أنواع التنكيل بالأبرياء العُزل من النساء والأطفال، ويُدنس مقدساتهم، ويُنكل بالمصلين دون أن يرف له طرف، أو ترمش له عين.

طوفان الأقصى هو حق أبلج للمطالبة بالحقوق، وإنهاء الظلم والاحتلال، فهؤلا الفتية من غزة وغيرها من المناطق الفلسطينية هم من يدافعون عن أنفسهم، وليس كما يدعي قادة الظلم والداعمين بأن العدو الغاشم هو من يدافع عن نفسه، فكيف يُساوى الجلاد بالضحية، كيف يُساوى من يحتل الأرض، ويقتل ويحاصر وينُكل أهلها بأصحاب الأرض المُعتدى عليهم والمظلومين.

وحتى لا تمر تضحيات أهل غزة ودماء شهداء أهل غزة أطفالهم ونسائهم وحتى لا تمر معاناة أهل غزة، وكيف زهقت أرواحهم عندما كانت تمطر عليهم القذائف من كل حدب وصوب في بيوتهم وفي الشوارع والأزقة، في المستشفيات والمدارس، بل حتى في دور العبادة، لم تسلم من بشاعة هذا العدو الخالي من نوع من أنواع الرحمة والإنسانية.

حتى لا بمر كل هذا دون أن نبرز اهم العبر وأهم النتائج من موقعة طوفان الأقصى، وما تبعها من أحداث وعدوان على غزة، فإننا سوف نستعرض أهم العبر والفوائد؛ وهي:

الكشف عن الوجه القبيح عمن يتشدقون بحقوق الإنسان والمنظمات الأممية التي هي في الحقيقة مجرد واجه أو دُمى يحركونها على ميولهم، فقد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عن ضرورة احترام المثليين، ورفعوا شعارتهم في كل مكان، بل أنهم حاولوا إسقاط نظام سياسي كامل في دولة للاشتباه في مقتل امرأة على يد الشرطة، بينما لم تحرك ضمائرهم منظر آلاف الأطفال وآلاف النساء وهم يدفنون أحياء، ويُنحرون من الوريد للوريد، ويموتون وهم جوعى بلا بيوت ولا مأوى، لم تتحرك ضمائرهم والمدينون الأبرياء وهم يتعرضون للإبادة، ويقصفون بأشد أنواع القنابل المحرمة دوليا حتى في الحروب الطبيعية. سقط قناع الديمقراطية العفن الذي تتغنى به بلاد الغرب، وأن هؤلاء الساسة هم الفئة التي تمثل حكم الشعوب لهذه البلدان حين تظاهرت شعوبهم بالملايين في الشوارع رافضة مواقف ، هذه الحكومات الداعم لهذا الكيان، وأن الحكومات لا تمثل إلا نفسها، وخرجت هذه الشعوب بالألوف في الشوارع داعمة قضية فلسطين، ومستنكرة عمل هذا العدو الغاشم وجرائمه ضد الإنسانية، وبالتالي سقطت هذه الديمقراطية إلى غير رجعة، وعلى هذه البلدان مراجعة مرجعيتها، وانظمتها السياسة من جديد. ظهرت حقيقة ضعف وهوان ما يعرف بالعالم العربي، وماذا يمثل لهذا العالم، فهو مجرد رقم أو مصدر من مصادر المال، أو مصادر الطاقة، وهو بلا وزن ولا أهمية، فقد وقف موقف المتفرج عاجز حتى عن إيصال الطعام أو الشراب، أو يساعد في وقف احتضار المرضى بالمسشفيات، وهم بلا أدوية أو طاقة أو ماء. أكد طوفان الأقصى دون شك مقولة أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلّا بالقوة، وأن الضعف عند من لا يعرف إلا لغة القوة يُعد هوانًا واستسلامًا. أكدت أحداث غزة مدى الحاجة الماسة للدول العربية لمراجعة حساباتها، ومصالحة شعوبها حين خرجت هذه الشعوب عن صمتها، وتقف لأول مرة صفًا واحدًا ضد هذا العدوان من خلال الاهتمام، والحديث عمّا يجري في غزة، بينما اكتفت معظمهم بموقف الشجب والإدانة دون موقف سياسي واحد واضح وحاسم. استطاع أهل غزة وشجعانها دحض ادعاءت الغرب ومن يقف ورائهم بإلصاق تهم الإرهاب بالمسلمين، ولم تعد هذه الادعاءت تصدق في كل العالم؛ فالعالم لا يتحدث هذه المرة الا عن شعب يقاتل ويضحي من أجل الحصول على حقوقه، وأرضه المسلوبة دون تكرار الاسطوانة القديمة، والحديث عن إرهاب المسلمين، أو الالتفات إلى من يروجها. لن تستطيع أي قوة مهما كانت أن تُنكر حقوق الشعب الفلسطيني، وحقه في مطالبته في دولته المستقلة بعد اليوم، لأن وجود دولة فلسطين أصبح واقعا،، ومجرد مسألة وقت، فالموضوع خرج من يد قرار حكومات الدول إلى شعوبها، وأصبح أمر نيل شعب فلسطين لحقوقهم واستعادة ارضهم حديث العالم في كل بيت أو كل شارع. ظهرت قوة السلطة الرابعة ونفوذها، وهو الإعلام، بوصفه قوة لا يُستهان بها في العالم أجمع، وظهر أيضًا ما يُسمى بقوة تأثير منصات التواصل الاجتماعي، التي أظهرت الحقائق، إذ لم يعد لوسائل الإعلام الحكومية أو المحسوبة عليها أي تاثير، ولم يعد كذبها على الشعوب ينطلي على أحد. أخيرًا، أثبتت أحداث غزة صحة نظرية المؤامرة، وما يُحاك للعالم العربي من دسائس هو أمر واضح وفاضح، وكُشفته المخططات تلو الأخرى، وعلى حكام وشعوب هذا العالم العربي أن يعوا ويدركوا وينظروا إلى أحداث التاريخ في السنوات الأخيرة، كيف تسير؟ ولمصلحة من؟، مما يُحتم عليهم إعادة الحسابات، وأن يفيق العالم العربي من سباته العميق، وأن يعيد حساباته، فالغرب يريد للعرب والمسلمين أن يعيشوا في فرقة وضعف وانقسام ويريدهم غارقين في الديون والحاجة، ويريد لإرادتهم السياسية أن تكون بعيدة عن أحلام وطموحات شعوبهم، وبالتالي؛ تبقى هذه الدول وحتى أن كثرت أموالها بلا إرادة، ولا رأي، ولا استقلال حقيقي.

في الختام.. ندعو الله أن يرفق بأهل غزة، وينال أهل فلسطين حقوقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم، وتكون هذه الأحداث بداية التصحيح، وتفتح باب الأمل للعرب والمسلمين نحو غد يكون للعرب والمسلمين شأن آخر، ومجد آخر بإذن الله.

** خبير في الشؤون المالية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أبرز 10 مجازر إسرائيلية بغزة بعد عام من طوفان الأقصى

على مدى عام كامل من العدوان المتواصل على قطاع غزة، اقترف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر يومية لم تسلم منها المستشفيات ولا المدارس ولا مواقع النزوح التي دعا الاحتلال إلى التوجه إليها باعتبارها "مناطق آمنة".

وبلغ عدد ضحايا هذه المجازر عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلا عن الخسائر المادية وما تسببت فيه من دمار على مستوى البنية التحتية للقطاع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2عام من العدوان على غزة.. تدمير وتجويع وتهجيرlist 2 of 2النازحون الغزيون وأحلام العودة إلى ما تبقى من منازلهمend of list

في ما يلي عرض لأبرز 10 من تلك المجازر اليومية التي يصعب حصرها جميعا:

مجزرة المستشفى المعمداني

جرت وقائعها في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأدت لاستشهاد 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال الذين لجؤوا إلى المستشفى المعمداني بعد أن تلقوا تهديدات بقصف المربعات السكنية في محيطه.

وقبل 3 أيام على المجزرة وتحديدا في 14 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق الاحتلال الإسرائيلي قذيفتين على مبنى العيادات الخارجية ومركز تشخيص السرطان بالمستشفى الواقع في مدينة غزة.

وفي اليوم الموالي تلقى المستشفى اتصالا من الجانب الإسرائيلي يدعو لإخلائه فورا، رغم ظروف المرضى واللاجئين الذي توافدوا إليه.

ومع أن إدارة المستشفى تلقت تطمينات من كل من مطران الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا التي يتبع لها، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة الأميركية، فإن الاحتلال مضى في طريقه لقصف المستشفى.

وشوهدت أشلاء الشهداء متناثرة على أسطح المباني، في حين وصف رئيس قسم العظام بالمستشفى فضل نعيم للجزيرة الجروح التي أصيب بها الضحايا بأنها "عبارة عن جروح قطعية".

ويضيف "كانت كما لو أن هناك سكاكين انفجرت في الجموع وقطعت أجسادهم وأطرافهم"، وهو ما يدل على أنها قذائف متخصصة في مثل هذه الإصابات.

مجزرة جباليا

وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الثاني 2024 في مربع سكني بمحاذاة المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال شرق مدينة غزة، وخلفت استشهاد وإصابة حوالي 400 فلسطيني معظمهم من الأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.

ووقعت المجزرة في واحدة من أكثر مناطق غزة اكتظاظا بالسكان، إذ جرى نسف مربع سكني بالكامل جراء القصف الإسرائيلي.

وحسب وزارة الداخلية في غزة، فقد تعرض المربع السكني لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة منها طنا من المتفجرات.

وقال مدير المستشفى الإندونيسي عاطف الكحلوت إنهم يعانون حروقا وتشوهات تظهر أن الاحتلال استعمل في القصف "أسلحة محرمة دوليا".

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الضربة كانت تستهدف "قياديا كبيرا" في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما وصفت حماس هذا الحديث بأنه "كاذب ولا أساس له".

مجازر مدرستي الفاخورة وتل الزعتر

وقعت المجزرتان فجر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسقط في مجزرة مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا نحو 200 شهيد، في حين سقط بمجزرة مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة 50 شهيدا.

وكانت المدرستان تؤويان مجموعات من النازحين الذين لجؤوا إليهما فرارا من القصف الإسرائيلي على المنازل والأحياء السكنية.

وأظهرت الصور جثث وأشلاء النازحين ملقاة على الأرض وتغلق الممرات، بعد أن استهدف النازحون بالقصف وهم نيام، وفق شهود عيان.

وسبق لمدرسة الفاخورة -أكبر مدارس مخيم جباليا وتتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)- أن تعرضت للقصف أكثر من مرة وتحديدا في 2009 و2014، حيث استشهد في الأولى أكثر من 40 فلسطينيا وفي الثانية نحو 10 فلسطينيين.

مجزرة مستشفى كمال عدوان

وقعت في 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، وخلفت استشهاد وإصابة عشرات المرضى والجرحى والأطقم الطبية والنازحين الذين لجؤوا إلى المستشفى الواقع في منطقة بيت لاهيا.

وبدأت قوات الاحتلال التحضير لاستهداف مستشفى كمال عدوان في الأيام الأولى من شهر ديسمبر/كانون الأول، إذ فرضت إخراجه عن الخدمة بالقوة، في الوقت الذي كان يؤوي عشرات المرضى، إضافة إلى الطواقم الطبية والإدارية وأكثر من 3 آلاف نازح.

وبعد أيام من الحصار اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى، ووفق شهود العيان فقد جرفت الجرافات الإسرائيلية خيام النازحين وهم بداخلها، ودُفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى تحت التراب وهم أحياء، مع تسجيل إعدامات ميدانية للحوامل، وإطلاق النار على الطواقم الطبية.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد حول جيش الاحتلال المستشفى إلى ثكنة عسكرية، وتعمّد إذلال الطواقم الطبية والجرحى.

وعقب انسحاب الجيش الإسرائيلي كُشف عن كارثة إنسانية في المستشفى تمثلت في العدد الكبير من الضحايا والدمار الذي لحق بالجزء الجنوبي من مبناه واستهداف سيارات الإسعاف.

مجزرة مخيم المغازي

وقعت في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، وأدت إلى استشهاد 70 فلسطينيا معظمهم من الأطفال والنساء، في غارة جوية إسرائيلية دمرت مجموعة منازل مأهولة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

ووصفت الضربات التي استهدفت 3 منازل في المخيم بأنها من بين أعنف الضربات التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ بدء عدوانها على غزة حتى ذلك الحين.

ويعود العدد الكبير من الشهداء إلى وقوع القصف ليلا عندما اجتمع السكان بمنازلهم، إضافة إلى وجود نازحين ومهجرين من أماكنهم إلى المخيم.

وفي وقت لاحق اعترف الجيش الإسرائيلي باستهداف المخيم، واعتبر أن القصف جرى بالخطأ، وأن الذخيرة المستخدمة لا تتناسب مع طبيعة العملية.

بينما وصفت حركة حماس العملية بأنها مجزرة مروعة وجريمة حرب، وتمثل امتدادا لأعمال الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

مجزرة الطحين

وقعت في 29 فبراير/شباط 2024 بدوار النابلسي شمال قطاع غزة، وسقط فيها نحو 120 شهيدا فلسطينيا وجرح نحو ألف آخرين.

وسقط معظم الشهداء والجرحى برصاص قوات الاحتلال من مسافة قريبة، بينما كانوا في طوابير الانتظار للحصول على المساعدات الغذائية، فأطلق عليها اسم "مجزرة الطحين".

وعقب هذه المجزرة عقد مجلس الأمن الدولي -بطلب من الجزائر- جلسة طارئة لبحث تداعيات المجزرة، فيما وصف المندوب الفلسطيني رياض منصور المجلس بأنه مشلول بسبب حق النقض (الفيتو) الذي ترفعه الولايات المتحدة الأميركية في كل مرة، وترفض فرض أي عقوبات على إسرائيل.

وأدانت المجزرة دول عربية ومنظمات إقليمية ودولية، بينما طالبت منظمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى إسرائيل بإجراء تحقيق.

وبعد أيام من المجزرة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج أولية لتحقيقه، وادعى أن جنوده أطلقوا النار "بدقة" على من وصفهم بالمشتبه بهم بعد أن واصلوا التقدم نحو الجنود رغم الطلقات التحذيرية.

ووصفت حركة حماس التحقيق الإسرائيلي بأنه "يتجاوز الحقائق الدامغة، التي وثقت تعرض الفلسطينيين لإطلاق النار المباشر على الأجزاء العلوية من الجسم بقصد القتل الفوري".

مجزرة مستشفى الشفاء

وقعت في أواخر مارس/آذار 2024، وجرى خلالها إعدام أكثر من 300 فلسطيني من النازحين والطواقم الطبية والموظفين الحكوميين بالمجمع الطبي، إضافة إلى اعتقال نحو ألف آخرين.

فقد هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة فجر يوم 18 مارس/آذار 2024، وتوغل بالآليات لمحاصرته.

ومع فجر الأول من أبريل/نيسان انسحب الاحتلال من المستشفى الأكبر في القطاع، تاركا خلفه جثث وأشلاء الشهداء متناثرة في محيطه.

ووفق شهود عيان فقد أطلق جنود الاحتلال النار على المرضى في أسرّتهم وعلى الأطباء الذي رفضوا أوامر المغادرة والتخلي عن مرضاهم، وعثر بعد انسحاب قوات الاحتلال على جثث شهداء مكبلين.

كما كشف الانسحاب عن تخريب واسع في أقسام المبنى الذي دمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية بداخله، ليصبح خارج الخدمة.

مجزرة النصيرات

جرت في 08 يونيو/حزيران 2024، وأسفرت عن استشهاد 274 فلسطينيا، إضافة إلى مئات الجرحى في واحدة من أكبر المجازر التي تعرض القطاع خلال العام الأول من العدوان بعد عملية طوفان الأقصى.

فقد شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على مخيم النصيرات وصفت بأنها غير مسبوقة، وذلك للتغطية على عملية نفذتها القوات الخاصة لاستعادة 4 مختطفين.

وعقب انتهاء العملية تكشفت معطيات تؤكد استخدام قوات الاحتلال في تنفيذها شاحنة مساعدات وسيارة مدنية يختبئ بداخلهما عناصر أمن إسرائيليون.

كما تكشفت مشاركة خلية المختطفين الأميركية بإسرائيل في تنفيذ العملية من خلال العمل الاستخباراتي والدعم اللوجستي، بما في ذلك نقل المختطفين عبر رصيف غزة العائم، إضافة إلى مشاركة بريطانية على مستوى جمع المعلومات من خلال الطلعات الجوية التجسسية.

مجزرة المواصي

وقعت في 13 يوليو/تموز 2024 في منطقة المواصي الساحلية جنوبي غرب قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط نحو 90 شهيدا و300 جريح، نصفهم أطفال ونساء.

وبدأت المجزرة بقصف عمارة سكنية على الطريق العام ما بين مفترق النص ودوار جامعة الأقصى بواسطة الصواريخ، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.

ثم شن الاحتلال هجوما بالأحزمة النارية على خيام النازحين والطواقم الطبية والدفاع المدني الذي وصل إلى المكان عينه، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرته في المواصي على الرغم من أنه ظل على مدى أشهر يدعو النازحين للتوجه إليها بدعوى أنها منطقة آمنة.

وادعت إسرائيل أن قصف المواصي كان يستهدف محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- ونائبه رافع سلامة، وهو ما نفته حماس.

مجزرة مدرسة التابعين

وقعت في 10 أغسطس/آب 2024 بمدرسة التابعين شرق مدينة غزة، وخلفت سقوط أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين معظمهم من الأطفال والنساء.

ووفق شهود العيان فقد قصف جيش الاحتلال المدرسة المكتظة بالنازحين أثناء صلاة الفجر، عبر غارة جوية استخدمت فيها الصواريخ الحربية.

وتسببت الغارة في اندلاع حريق داخل المدرسة، فيما تحولت الجثث إلى أشلاء، كما واجهت فرق الدفاع المدني صعوبة في التعرّف على العديد من الضحايا بسبب تفحم الجثث.

وكشف حجم الإصابات البليغة والدمار الهائل عن استخدام أسلحة خاصة، ووصفت منظمة الأمم المتحدة المجزرة بأنها "إحدى أشد الهجمات دموية على مدرسة تؤوي نازحين منذ بداية الصراع".

مقالات مشابهة

  • غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى
  • قيادات إسرائيلية أطاح بها طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ362 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • “حماس” تدعو لمسيرات تضامنية بذكرى “طوفان الأقصى” في كل مدن وعواصم العالم
  • "حماس" تدعو إلى أوسع مشاركة في فعاليات ذكرى طوفان الأقصى
  • أبرز 10 مجازر إسرائيلية بغزة بعد عام من طوفان الأقصى
  • ندوة دينية لشباب الشرقية بعنوان «الدروس والعبر المستفادة من ذكرى حرب أكتوبر»
  • تطورات اليوم الـ361 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تعادل في دوري طوفان الأقصى بجامعة صنعاء
  • تطورات اليوم الـ360 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة