معضلة إسرائيل مع نهاية الهدنة.. وقف إطلاق النار أم استئناف الغزو
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أثار إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة مؤخرًا معضلة لقادة إسرائيل وسط الصراع المستمر. ومع اقتراب الهدنة التي استمرت أربعة أيام من نهايتها صباح الثلاثاء، تستعد إسرائيل لمواصلة غزوها لغزة، حيث تسمح شروط الهدنة بتمديد محتمل.
ووفقا لتحليل نشرته نيويورك تايمز، رغم أن إسرائيل أعربت عن استعدادها لمنح أيام إضافية من التوقف لكل 10 رهائن تطلق حماس سراحهم بعد العدد المحدد في البداية وهو 50 رهينة، إلا أن قرار استئناف الأعمال العدائية يظل غير مؤكد.
يشير المحللون إلى أن الأيام المقبلة تطرح سؤالا حاسما بالنسبة لإسرائيل: ما إذا كان عليها استئناف الحرب أو تمديد وقف إطلاق النار بشكل أكبر.
سلط ألون بينكاس، المعلق السياسي الإسرائيلي والدبلوماسي الكبير السابق، الضوء على الطبيعة المحورية للقرار في اليوم الخامس، مشددًا على التأثير المحتمل على مشاعر السكان الإسرائيليين، الذين يعتبرون حرية الرهائن أولوية قصوى.
اقترحت شيرا إيفرون، الباحثة البارزة في منتدى السياسة الإسرائيلية، أن حماس قد تستغل الوضع، وتقدم رهائن إضافيين للإفراج عنهم لتأمين المزيد من التمديدات. التوقع هو أن التمديد إلى ما بعد الأيام الأربعة الأولى أمر محتمل، مع تطورات محتملة في اليوم الخامس والسادس والسابع.
ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار لفترة طويلة قد يشكل تحديات أمام هدف إسرائيل الأساسي المتمثل في تفكيك حماس. فهو يوفر للجماعة فرصة لإعادة تجميع صفوفها، وتحصين دفاعاتها، وربما إعاقة الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة.
علاوة على ذلك، فإن تمديد الهدنة قد يعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، وخاصة من الولايات المتحدة، لإعادة النظر في أهدافها العسكرية. واعترف الرئيس بايدن بإمكانية وقف إطلاق النار لفترة أطول، مما أثار المخاوف بشأن الحملة الإسرائيلية التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا في غزة.
بينما قد تتصاعد الضغوط الدولية، فإن قادة إسرائيل قد يختارون المضي قدماً في الغزو على الرغم من الانتقادات. إن إنهاء الحرب قبل الأوان يمكن أن يترك حماس تسيطر على غزة، مما يؤدي إلى إجراء تحقيقات ومساءلة محتملة بعد الحرب، الأمر الذي قد يضر بالقيادة الإسرائيلية.
يشير التقرير إلى أن التركيز بالنسبة للقادة الإسرائيليين ينصب على استئصال حماس وتدميرها، ويعتبرون أي شيء أقل من ذلك بمثابة فشل. إن استمرار الغزو، حتى في ظل الانتقادات الدولية، يمكن أن يكون خطوة استراتيجية لتأخير المساءلة وربما تعزيز السمعة المحلية في حالة الإطاحة بحماس.
مع انحسار الابتهاج الأولي بإطلاق سراح الرهائن، فقد تظل المشاعر العامة في إسرائيل تؤيد استئناف الغزو، مدفوعاً بالرغبة في تفكيك حماس. إن الأيام المقبلة حاسمة، وسيكون للقرار الذي اتخذته إسرائيل آثار بعيدة المدى على الصراع الدائر في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين إسرائيل غزة 50 ألف حامل في غزة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بيان شديد اللهجة من مصر بعد وقف إسرائيل إدخال المساعدات لغزة
نددت مصر الأحد، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة، معتبرة أنه "انتهاك صارخ" لاتفاق الهدنة مع حركة حماس، والذي ساهمت القاهرة في جهود التوصل إليه.
ودانت الخارجية المصرية في بيان "القرار الصادر عن الحكومة الاسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة"، مشددة على أن "تلك الاجراءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف اطلاق النار".
وأكدت "عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان، كسلاح ضد الشعب الفلسطيني".
وطالبت مصر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية التي تستهدف المدنيين وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر.
والسبت، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، حسبما ذكر مكتبه، الأحد.
وقال مكتب نتنياهو، إن "إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفينا". وأضاف: "إذا استمرت حماس في رفض الإفراج عن المختطفين فستكون هناك عواقب أخرى".
واعتبرت حركة حماس أن قرار نتنياهو بوقف إدخال المساعدات لقطاع غزة "ابتزاز رخيص وجريمة حرب وانقلاب سافر على اتفاق غزة".