الكونسرفتوار الوطني أحيا ذكرى الاستقلال في قلعة راشيا
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
نظمت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى- الكونسرفتوار هبة القواس، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، ولمناسبة الذكرى الثمانين لاستقلال لبنان، حفلة موسيقية مع الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، في قلعة راشيا لما ترمز له هذه القلعة من أبعاد وطنية في عيد الاستقلال.
وشاء الكونسرفتوار الوطني أن يحتفي بهذه المناسبة الوطنية للمرة الأولى من منبت الاستقلال من قلعة راشيا، بمواكبة مباشرة عبر أثير المؤسسة اللبنانية للإرسال، ومن دون حضور وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة، بحضور الموسيقى عبر الأوركسترا الشرق عربية التي عزفت من الريبرتوار الموسيقي أغاني وطنية عن لبنان والجنوب رافقت ذاكرة اللبنانيين ووجدانهم، في خطوة تؤكد على دور المعهد الوطني في احتضان ومواكبة الأعياد الوطنية والمناسبات الكبيرة.
تزامن الحفل مع انطلاقة الأوركسترات الوطنية بعودتها الجديدة لأداء دورها الوطني الريادي في نشر الموسيقى، والذي اضطلع به الكونسرفتوار الوطني منذ تأسيسه. وكانت الأوركسترات الوطنية– الفلهارمونية والشرق عربية- قد انكفأت قسرا عن أداء هذا الدور بعد الأزمات المعروفة التي واجهها لبنان وكل مؤسساته منذ العام 2019. وها هي الآن تستعيد مبادرتها في عودتها الجديدة لتقدم خلالها الحفلات الموسيقية الدورية والمعتادة عبر موسمها الموسيقي والثقافي.
تحدثت في الاحتفال رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى هبة القواس، ممثلة الوزير المرتضى، وأكدت في كلمتها على معنى الاستقلال الحقيقي وأهمية الصمود عبر الموسيقى والثقافة، وقالت: "في الذكرى الثمانين للمناسبة الغالية على قلوب اللبنانيين، نطل مع الاستقلال اليوم من منبته وقلعته، قلعة راشيا التي أهدت للبنان هذا اليوم العظيم. ومن هذه القلعة التاريخ والعنفوان، ولأول مرة، يحيي المعهد الوطني العالي للموسيقى ذكرى الاستقلال بالموسيقى، مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، لنقول للعالم من هنا، من هذا المعلم الشامخ، إن الموسيقى هي الوجهة الحقيقية والوجه البهي للبنان الصمود. وللتأكيد على المسار التاريخي الذي انتهجه وطننا، لنبقى صامدين في هذه الأرض التي دفعت أثمانا غالية، ولنبقى متجذرين فيها بمواجهة أصعب المحن وأعتى الحروب، وآخرها آلة الدمار والقتل التي امتدت من غزة الحبيبة إلى جنوبنا الغالي. جنوب الصمود، السور المنيع في وجه أعداء الوطن".
أضافت: "من هنا من هذه القلعة، أمثولة البطولة والصمود، رسالتنا إلى العالم تجسدها اليوم الموسيقى والثقافة وجه لبنان الحضاري، وجه لبنان وبصمته الفريدة في المنطقة والعالم، لبنان صانع الحياة والأمل، رغم الألم الذي يلف هذه المناسبة العزيزة، التي تعمدت بدم الصحافة اللبنانية، الشاهدة الأولى على استقلال لبنان والشهيدة الأكبر في سبيل لبنان. بحزن كبير نودع اليوم الإعلاميين فرح عمر وربيع معماري اللذين غدرهما العدو وروت دماؤهم أرض الجنوب وتراب الوطن. شهادة فرح وربيع لا تزيدنا إلا إصرارا على التجذر هنا، ولا تقدم إلا مثالا حيا على الوطنية التي وشمت جباه اللبنانيين. شهادة الشرف والمواجهة هي عنوان كل لبناني يؤمن بلبنان القضية، لبنان الرسالة، لبنان الصمود، لبنان الثقافة والحضارة والتاريخ، لبنان الموسيقى، التي يرفعها الكونسرفتوار اليوم راية مسكونة بالحرية والسلام والثقافة والفخر. راية ترفرف عاليا في سماء الأوطان المناضلة التي أثبتت للعالم أجمع أنها أقوى من كل العواصف".
وختمت: "أنا اليوم أتشرف أن أمثل معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في هذه المناسبة العزيزة، وهو من ساهم في ترسيخ هذا الصمود، من خلال دعمه الدائم للكونسرفتوار الوطني، وعبر احتضانه بإصرار ومحبة لقضايانا الثقاقية التي يؤمن بأنها صورة لبنان الحقيقي، فلم يتوان يوما عن تقديم الدعم والسند، لتبقى شعلة الثقافة متقدة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المعهد الوطنی
إقرأ أيضاً:
المشير حفتر في ذكرى الاستقلال: يجب إنقاذ ليبيا من أزماتها المتفاقمة ببناء دولة دستورية حديثة
ليبيا – ألقى القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير خليفة حفتر، كلمة مطولة بمناسبة الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، أكد خلالها أهمية التمسك بروح الوحدة الوطنية لإعادة بناء الدولة، مشددًا على أن الاستقلال الحقيقي يتمثل في سيادة الشعب وحريته، وحذر من تداعيات الأزمات السياسية على أمن واستقرار البلاد.
استحضار كفاح الأجداداستهل المشير حفتر كلمته بتوجيه تهنئة للشعب الليبي بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، قائلًا:
“باسمي وباسم جميع منتسبي القوات المسلحة العربية الليبية، أتقدم بالتهنئة الحارة للشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ73 لاستقلال ليبيا، الذي جاء تتويجًا لكفاح آبائنا وأجدادنا المجاهدين ضد الاستعمار. نحيي ذكرى أولئك الوطنيين الذين حرصوا على وحدة الدولة الليبية الناشئة وأرسوا دعائمها بتضحياتهم.”
ودعا حفتر إلى الاقتداء بهؤلاء الوطنيين لتجاوز الخلافات الحالية، قائلاً:
“ما أحوجنا اليوم إلى أن نستلهم من وطنيتهم كيف نواجه التحديات بوحدة الكلمة والصف من أجل مصلحة الوطن التي تعلو على كل المصالح الأخرى.”
انتقادات للواقع الحاليانتقد المشير حفتر الوضع الراهن، معتبرًا أن العديد من العوامل ساهمت في عرقلة تحقيق أهداف الاستقلال. وقال:
“الاستقلال الذي نحتفل بذكراه اليوم يفقد معناه إذا تفككت وحدة البلاد وأصبحت عرضة للتدخلات الخارجية، وإذا غاب القانون وانتشر الفساد وعمّت الفوضى.”
وأضاف:
“علينا أن نتساءل: كيف نحتفل باستقلال ليبيا وهي تعاني تصدعات في مؤسساتها؟ كيف نحتفل وقد تحولت البلاد إلى ساحة للصراعات على السلطة، وفقد المواطن حقه في العيش الكريم ضمن دولة تضمن حقوقه وتوحد صفوفه؟”
انتصارات الكرامة وأهمية الأمنأكد حفتر أن أهم الإنجازات التي تحققت كانت انتصار “ثورة الكرامة” على الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار حافظ على حاضر ومستقبل ليبيا. وقال:
“لولا انتصارنا على الإرهاب لما بقي لنا شيء من الحاضر أو المستقبل. تحية لشهدائنا وجرحانا وكل من ساهم في تحقيق هذا النصر.”
وشدد على أن الأمن والاستقرار هما حجر الأساس لبناء الدولة، مشيرًا إلى أهمية وجود جيش قوي وشرطة حديثة تواكب تطورات العصر.
دعوة لبناء الدولة الدستورية الحديثةودعا حفتر إلى تكاتف الجهود المحلية والدولية لبناء دولة دستورية حديثة. وقال:
“يجب العمل على مشروع جاد يضمن بناء الدولة الحديثة، وينقذ البلاد من أزماتها المتفاقمة. قواتكم المسلحة ستكون في مقدمة الداعمين والمدافعين عن هذا المشروع بكل قوة.”
وأضاف أن جميع المبادرات السابقة فشلت في تحقيق أهدافها، مما يعرض المكتسبات الوطنية للخطر.
الجاهزية العسكريةطمأن حفتر الشعب الليبي بأن القيادة العامة للقوات المسلحة تراقب المتغيرات في المنطقة، قائلاً:
“نحن على درجة عالية من اليقظة والجاهزية لحماية مكتسباتنا، وسنمضي قدمًا في البناء والإعمار رغم التحديات. لن ندخر جهدًا لتحقيق طموحات الشعب الليبي وجعلها واقعًا ملموسًا.”
ختام الكلمةاختتم حفتر كلمته بالدعاء للوطن، قائلاً:
“نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق طموحات الشعب الليبي عاجلاً غير آجل. وما توفيقي إلا بالله.”
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله:
أتقدم باسمي وباسم جميع المنتسبين للقوات المسلحة العربية الليبية بالتهنئة الحارة للشعب الليبي بمناسبة الذكرى الـ73 لإعلان استقلال ليبيا دولة حرة مستقلة ذات سيادة، تتويجًا لكفاح أبنائنا وأجدادنا المجاهدين ضد الاستعمار. ونحيي في هذه المناسبة كل من ساهم في تحقيق ذلك الإنجاز التاريخي العظيم في ظروف عالمية معقدة وصراع دولي ساخن على النفوذ عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ونحيي الوطنيين الذين حرصوا بعد استقلال ليبيا على تماسك الدولة الليبية الناشئة ووحدة ترابها بروحهم الوطنية الصادقة، والحكمة، وبعد النظر، والترفع عن المصالح الشخصية الضيقة. وما أحوجنا اليوم أن نقتدي بوطنيتهم ونتعلم من سلوكهم ومنهجهم كيف نتجاوز الخلافات فيما بيننا ونواجه التحديات والأزمات السياسية وغيرها، بوحدة الكلمة والصف من أجل مصلحة الوطن التي تعلو على كل المصالح الأخرى.
لقد ضحى آباؤنا وأجدادنا المجاهدون بأرواحهم ودمائهم من أجل الحرية والكرامة، ومن أجل أن تنشأ الدولة الليبية المستقلة ويعيش تحت كنفها ورعايتها كل الليبيين، أسيادًا فوق أرضهم، في أمن وسلام، إخوة في السراء والضراء، يصنعون حاضرهم ومستقبلهم بالتوكل على الله واعتمادهم على أنفسهم، وتسخير ثروات بلادهم من أجل الانتقال من حالة الجهل والتخلف والفقر إلى النهضة والتقدم والعيش الكريم.
لكن وبكل أسف، أتت الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث اجتمعت عوامل عدة لا تخفى على أحد -ولا مجال لذكرها في هذا المقام- حالت دون بلوغ تلك الأهداف النبيلة السامية. حتى قادتنا تطورات الأحداث وتعقيداتها عبر عقود منذ إعلان الاستقلال إلى ما هو عليه الحال الذي نشهده اليوم. نحمد الله الذي وفقنا أن ننتصر انتصارًا ساحقًا على أهم تلك العوامل وأخطرها إطلاقًا بانتصار “ثورة الكرامة” على الإرهاب. ولولا انتصارنا على الإرهاب لما بقي لنا شيء من الحاضر أو المستقبل. تحية لشهدائنا وجرحى الكرامة، ولكل من أسهم في انتصارها على الإرهاب.
الشعب الليبي الكريم، إن الاستقلال الذي نحتفل بذكرى إعلانه اليوم يفقد قيمته ومعناه ويصبح مجرد ذكرى في سجلات التاريخ إذا تفككت وحدة البلاد، وانتهكت سيادة الوطن، وارتهن مصير الوطن بما يصدر من قرارات خارج حدوده، وانتزع من الشعب حقه في تقرير مصيره بنفسه، وعمّت الفوضى، وغُيّب القانون، وانتشر الفساد في مؤسسات الدولة دون رادع، وضعفت المؤسسات في أداء واجباتها كاملة لخدمة المواطن، واقتحم الفقر بيوت المواطنين، وأصبح المواطن يعيش غريبًا في وطنه. إن المعنى الحقيقي للاستقلال لا ينحصر في قرار تصدره الأمم المتحدة، بل يعني السيادة والحرية والكرامة. الاستقلال أن يمتلك الشعب قراره في تقرير مصيره وإدارة شؤونه، وأن يكون الشعب سيدًا في وطنه.
علينا ومن حقنا أن نتساءل: كيف لنا أن نحتفل باستقلال ليبيا وقد تصدعت فيها أركان الدولة وأساساتها، وتحولت إلى حقل فسيح للتجارب الفاشلة والصراع من أجل السلطة؟ هل حقًا قامت الدولة التي حلمنا بها ودفعنا أثمانًا باهظة من أجل بنائها؟ الدولة التي تجمع تحت مظلتها كل الليبيين بلا تمييز بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم ومناطقهم، تحمي حقوقهم وتضمن لهم العدالة والمساواة وفرص العمل الشريف، الدولة التي تهزم الفقر والجهل والتخلف، تحتكر السلاح، ترد المظالم، تجبر الضرر، وتضمن ديمومة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن؟
إن جميع المساعي والمبادرات التي استهلكت منا جهدًا مضنيًا ووقتًا ثمينًا لبناء تلك الدولة، نرى الواقع يشهد على فشلها، وهو ما يعرض للخطر كل المكاسب والإنجازات التي تحققت عبر سنين التضحية والكفاح في شرق البلاد ووسطها وجنوبها على وجه الخصوص من أمن واستقرار وبناء وعمار. وعليه أصبح الظرف أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لتتكاتف الجهود المحلية والدولية على حد سواء قبل فوات الأوان، والعمل على مشروع جاد يتجنب تكرار التجارب الفاشلة، ويضمن بناء الدولة الدستورية الحديثة التي تواكب متطلبات العصر وتطوره، وتنقذ البلاد من أزماتها السياسية المتفاقمة وخطورة تداعياتها على سلامة الوطن. وستكون قواتكم المسلحة في مقدمة الداعمين له والمدافعين عنه بكل ما لديها من قوة.
ختامًا: نطمئنكم أن القيادة العامة تراقب المتغيرات الخطيرة التي تجتاح المنطقة، وإننا على درجة عالية من اليقظة والجاهزية لحماية مكتسباتنا ومقدراتنا، والحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار. نحن سائرون بعون الله في طريق البناء والإعمار رغم كل التحديات والعوائق. ولا غاية لنا إلا أن نرى طموحات وآمال المواطن الليبي صارت أمرًا واقعًا، وأن دماء شهدائنا وجرحانا لم تذهب سدى.
ندعو الله أن يوفقنا عاجلًا غير آجل لبلوغ ذلك، وما توفيقي إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متابعات المرصد – خاص