استقالة حاخام في إنجلترا بسبب علم إسرائيل واللاعبين المسلمين
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أبدت حكومة المملكة المتحدة استياءها من تراجع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عن إضاءة قوس ملعب ويمبلي بألوان العلم الإسرائيلي، ووصفت الأمر بأنه "مخيب للآمال". ولقد كان دور اللاعبين المسلمين كبير في هذه المسألة.
رفض الاتحاد الإنجليزي إصدار بيان داعم لإسرائيل جملة وتفصيلاً، بما في ذلك رفض إضاءة قوس ملعب ويمبلي بألوان العلم الإسرائيلي، أدى إلى إثارة غضب الكثير من المسؤولين الموالين لإسرائيل، على غرار الحاخام أليكس غولدبرغ الذي استقال من رئاسة شبكة الإيمان التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
الاتحاد الإنجليزي، وفي أعقاب الجدل الذي أثير بسبب تلك الواقعة، اتخذ قراراً بعدم استغلال ملعب ويمبلي في الأحداث السياسية. فذكرت صحيفة التليغراف أن "الاتحاد الإنجليزي سيكتفي بإضاءة القوس في مناسبات معدودة، مؤكداً على أنه مكان للرياضة والترفيه، وليس للشؤون السياسية".
الحاخام أليكس غولدبرغ - وسائل التواصل الاجتماعي
الحاخام أليكس غولدبرغ – وسائل التواصل الاجتماعي
وأضافت الصحيفة أن "الاتحاد يدعم العديد من القضايا والحملات المتعلقة بالتنوع والمساواة، لكنه لن يضيء القوس لدعمها، وسيظل محصوراً في الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية فقط، وليس للكوارث الطبيعية أو الكوارث الإنسانية، كما فعل في الماضي".
"إلحاق الأذى بالجالية اليهودية"
أشارت الصحيفة إلى أن "كبار المسؤولين في الاتحاد الإنجليزي يشعرون بالقلق من أن يتصور أنهم يأخذون جانباً في الصراع الجاري (بين إسرائيل وحماس)، وأصروا على أنهم اتخذوا قرارهم بناءً على استشارة الخبراء". ثم أضافت: "لكنهم اعترفوا لاحقاً بأن هذه الحادثة تسببت في إلحاق الأذى بالجالية اليهودية"، ووصفوها بأنها "واحد من أصعب القرارات التي اتخذوها على الإطلاق"، حسب ما ذكرته شبكة الـ"بي بي سي".
سابقاً، تمت إضاءة قوس ويمبلي للاحتفال باليوم العالمي للمرأة أو بألوان العلم الأوكراني. وقال مارك بولينغهام، الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي، الشهر الماضي، إن الجدل "دفعنا للاستفسار عما إذا كان يجب علينا إضاءة القوس ومتى ينبغي فعل ذلك، وسنقوم بمراجعة هذا الأمر".
أسباب التراجع
التراجع عن إضاءة قوس ملعب ويمبلي بالعلم الإسرائيلي، سببه تجنب خلق أجواء سلبية وعدائية في المجتمع البريطاني، خصوصاً مع اختلاف الآراء حول القضية الفلسطينية هنالك. سبب آخر للتراجع الإنجليزي، هو تهديد لاعبين عرب ومسلمين، أنديتهم في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بمغادرة المباريات حال عدم احترام شهداء فلسطين والتحيز للجانب الإسرائيلي. وأبلغ اللاعبون أنديتهم برغبتهم في إظهار الاحترام لجميع من فقد حياته وعدم التحيز لجانب واحد. كما تمت اجتماعات مع لاعبين عرب ومسلمين وأعضاء من الاتحاد الإنجليزي، حذروا فيها من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تلك القضية بطريقة تثير الكراهية. كابشن: فرض اللاعبون المسلمون والعرب إرادتهم في النهاية، ومنعوا قرار إضاءة قوس ملعب ويمبلي بألوان العلم الإسرائيلي؛ ما أدى لاستقالة الحاخام الموالي لإسرائيل من الاتحاد الإنجليزي.
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الاتحاد الإنجلیزی العلم الإسرائیلی بألوان العلم
إقرأ أيضاً:
بسبب الحصار الإسرائيلي.. الجوع والمرض يفتكان بمئات الأطفال في غزة
لم يعد السكان في غزة يجدون ما يطعمون به الأطفال أو الرضّع الذين يموتون ببطء بسبب مواصلة إسرائيل محاصرة القطاع، ومنعها إدخال أي مساعدات منذ شهرين.
ففي ما تبقى من مستشفيات القطاع، يرقد أطفال صغار بلا غذاء ولا دواء، يصارعون الموت البطيء، وهو مشهد تعيشه آلاف الأسر في غزة.
ومن بين هؤلاء، الطفل أسامة ذو الأربعة أعوام، الذي فقد 4 كيلوغرامات من وزنه بسبب عدم وجود دواء أو غذاء، كما تقول والدته التي أشارت إلى أن وزنه كان 13 كيلوغراما، لكنه وصل اليوم إلى أقل من 9 كيلوغرامات.
وكمئات الأطفال في غزة، يعاني أسامة بسبب إغلاق المعابر من انعدام الدواء والغذاء ومنعه في الوقت نفسه من الخروج لتلقي العلاج خارج القطاع.
لا طعام ولا دواء
وقالت والدة الطفل إنها لا تجد له طعاما أو دواء، وإنها في الوقت نفسه لا يمكنها شراء الغذاء والأدوية في حال توفرها، وناشدت بتسريع إخراج طفلها لتلقي العلاج في الخارج.
ووفقا لرئيس قسم الأطفال بمستشفى خان يونس جنوبي القطاع الدكتور أحمد الفرا، فإن الوزن الطبيعي لطفل في سن أسامة يجب ألا يقل عن 16 كيلوغراما، مما يعني أنه فقد نصف وزنه بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين.
وتحتاج حالة هذا الطفل إلى البروتين بشكل يومي حتى يمكنه تعويض ما فقده من وزنه، لكنه لم يحصل على أي بروتين منذ استئناف إسرائيل الحرب ومنعها إدخال المساعدات قبل 59 يوما، كما يقول الفرا.
إعلانهذا النقص في البروتين أصاب أسامة بنحول شديد وفقدان للعضلات والنسيج الشحمي، وهو في وضع يقول الفرا إنه ينذر بالوفاة، ويتطلب تحويله وغيره من الأطفال للخارج ما لم يتم إدخال الغذاء والدواء.
لكن الفرا يقول إن إرسال هؤلاء الأطفال لتلقي العلاج في الخارج ليس حلا، وإن فتح المعابر ووقف الحصار هو الحل الصحيح، لأنه من غير المعقول أن يتم نقل كافة أطفال أو سكان القطاع للخارج لأن إسرائيل قررت تجويعهم.
وقال الفرا إن على العالم التحرك لوقف هذا التجويع والقتل الذي يتعرض له المدنيون في غزة، لأنهم بشر وليسوا أرقاما.
المساعدات غير قابلة للتفاوض
في غضون ذلك، حذرت وزارة الصحة من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء، وطالب بفتح معابر قطاع غزة فورا لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.
في الوقت نفسه، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل لليوم الـ60 حصاره المطبق على قطاع غزة، عبر إغلاق كل المنافذ أمام المواد الضرورية للحياة.
وأكدت الحركة، في بيان، أن "فصول المجاعة في القطاع تشتد مع نفاد مخزونات الغذاء واستهدافها بالقصف ضمن حرب الإبادة الوحشية"، واعتبر البيان أن مواصلة حكومة الاحتلال استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة "يعتبر استخفافا بالمجتمع الدولي".
ودعت الحركة دول العالم ومؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج، كما جددت النداء للدول العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إعلانبدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المساعدات غير قابلة للتفاوض، وإن على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيل تنفيذها.
وأضاف أنه يشعر بالقلق من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية كأدوات ضغط عسكري، وقال إن الوقت قد حان لوقف التهجير المتكرر في غزة.
وتواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع كافة، ومنع إدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، فضلا عن استهدافها المستمر للمستشفيات ومخازن الطعام.