المقاومة كممثل شرعي وحيد
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
ملحمة طوفان الأقصى ليست كما سبقها ولا كما سيأتي بعدها من ملاحم تاريخية مع العدو، أياً كان هذا العدو، فهي ملحمة واجهتها عسكرية مُسلحة، ولكن تداعياتها شملت جميع أوجه الصراع العربي مع العدو الصهيوني ومن خلاله صراع العالم مع الصهيونية العالمية والتي استيقظ العالم بأسره وأجمع في لحظة تاريخية على مقتها وضرورة زوالها وتطهير جغرافيات العالم والإنسانية منها.
لم يُرمم طوفان الأقصى الوعي العربي المعاصر والمُنهك بثقافات الهزائم والوهن والاستسلام فحسب؛ بل رمم الوعي العالمي بأسره وشخص له موطن الداء ونوع الدواء معًا. فحين تحين مشيئة الله وتحل إرادته يُقيض الأسباب ويُسخر الجُند من حيث لا نعلم سبحانه وتعالى.
ثلاثة عقود والحل الانهزامي الاستسلامي من قبل النظام العربي الرسمي للعدو الصهيوني والمتمثل بما سُمي بحل الدولتين يُراوح مكانه ويتلاعب به الطرف الصهيوني القوي بسلاحه ودعم رعاته وتخاذل عدوه العربي، واتفاق أوسلو المُهين الذي أعترف بحق الكيان الغاصب في غالبية أرض فلسطين مقابل الاعتراف الصهيوني بمنظمة التحرير الفلسطينية كـ"مُمثل" شرعي للفلسطينيين وليس لفلسطين يراوح مكانه ولم ينفذ منه سوى الشق الأمني الذي بموجبه تقوم السلطة الفلسطينية بحماية أمن الكيان وقمع مواطنيها!! ومؤتمر مدريد ومخرجاته وتوصياته عام 1991 أصبح أثرًا بعد عين، وبرهنت الأيام أنه مجرد ملهاة جديدة للعرب من قبل الكيان ورعاته بعد ضجيج حرب الخليج الثانية.
والحلقات كثيرة وطويلة في مسلسل المراوغات الصهيونية للعرب لطمس القضية وتسويق التطبيع البائس للمزيد من الاحتلالات وتمرير مخطط الصهيونية العالمية في الوطن العربي.
يأتي طوفان الأقصى اليوم اسمًا على مسمى، فيضع النقاط على الحروف ويصحح المعاني والمسارات الصحيحة معًا، ويُبرهن على أن الكيان الصهيوني لا يُمكن هزيمته ولا مواجهته بالمفاوضات في ظل التخلي عن السلاح ونهج المقاومة، فخيار البندقية الذي سقط فعليًا في اجتياح لبنان عام 1982، واستبدل بغصن الزيتون الزائف في "كامب ديفيد" و"وادي عربي" و"أوسلو" أثمر كيانًا مُغتصبًا متوحشًا، مدعومًا بكل شرعيات الغرب الزائفة وقواه الناعمة والخشنة، مقابل واقع عربي متقهقر يتوسل الفتات من المكاسب وجوائز الترضية التي لا تليق بحقه ومكانة الأمة العربية التاريخية والحضارية بزعم الضعف والهوان وقوة الآخر وجبروته. طوفان الأقصى برهن على أن الضعف خيار والقوة خيار كذلك، وأن النصر يُنتزع والهزيمة تُكتسب كذلك، ولكل نظام ما نوى.
الطوفان أعاد النصاب للقضية وأعاد التآخي والزمالة الأبدية بين البندقية وغصن الزيتون، وبهذا توازن الرعب والوجع مع العدو ورعاته والذين لا يعرفون ولا يفهمون سوى لغة واحدة وهي لغة القوة، ولا يحترمون ولا يُذعنون إلّا للقوي.
ما زال الطوفان يمنح الخيار للساسة للالتحاق بخياره ليشكلا التمثيل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية، فإن تخلف الساسة عن الركب وتذرعوا بأسطوانة الهوان المعتادة، فستنفرد المقاومة بقيادة المشهد والخيار الوحيد للقضية وسيلتحق بها السواد الأعظم من الأمة والعالم، وسيكون خيارها هذا وبالًا على التطبيع ودعاته من نُظم سياسية ونُخب وساسة. والله غالب على أمره.
قبل اللقاء.. ما لم تكن مُقاومًا فتشبه بهم، فإن لم تستطع فأحببهم، فإن لم تستطع فلا تُبغضهم ولا تعاديهم.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تواصل استهداف العدو الصهيوني في كافة محاور التوغل في غزة
يمانيون../
فيما طوى العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الـ438 تواليا، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في كافة محاور التوغل بقطاع غزة، والتي أسفرت حتى اللحظة بحسب اعترافات جيش العدو عن مصرع المئات من ضباطه وجنوده وإصابة عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تدمير المئات من آلياته العسكرية كلياً أو جزئياً.
فخلال الساعات الـ48 الأخيرة كبدت فصائل المقاومة الفلسطينية قوات العدو الصهيوني خسائر في عدة مواقع، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن تمكن مقاتليها من الاشتباك مع قوات صهيونية متوغلة داخل مخيم جباليا شمال قطاع غزة.. مؤكدة قتل وجرح 14 جندياً في عدة كمائن.
وقالت القسام في بيان لها عبر قناتها على “تلغرام” أمس الثلاثاء: “تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة صهيونية راجلة غرب معسكر جباليا وأجهزوا على ثلاثة جنود من المسافة صفر وشوهدت الطائرات المروحية تجلي القتلى والمصابين”.
وفي بيان لاحق أكدت القسام تمكن مجاهديها من تفجير منزل مفخخ في قوة صهيونية قوامها 11 جندياً وإيقاعهم بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى ذلك تم تدمير ناقلة جند لجيش العدو بعبوة “شواظ” وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
بدورها، أفادت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأنها قصفت بقذائف الهاون النظامي “عيار 60” تجمعات لجنود وآليات العدو المتوغلين في محيط مسجد العطار جنوب غرب مدينة رفح.
وعرضت السرايا عبر منصتها على “تليغرام”، مشاهد لما قالت إنه “استحكام مدفعي” على جنود وآليات العدو المتوغلين في حي الجنينة شرق مدينة رفح.
كما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بقذائف الهاون، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو في “موقع أبو عريبان” بمحور “نتساريم”.
من جانبها، أعلنت كتائب المجاهدين أن مجاهديها استهدفوا تمركزًا لجنود العدو الصهيوني في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة بـ “صواريخ حاصب التكتيكية”.
وقصفت كتائب شهداء الأقصى، وفق بيان لها، مقر قيادة وسيطرة تابع لقوات العدو محيط مستشفى الصداقة في محور “نتساريم” بصاروخين “107”.
يأتي ذلك في الوقت الذي، اعترف فيه جيش العدو الصهيوني، بمصرع ضابط وجندي بمعارك رفح جنوب قطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم جيش العدو عن مصرع ضابط وجندي، في معارك رفح جنوب قطاع غزة، أحدهما من لواء “الناحال”، والثاني لم تنشر عنه معلومات بعد.
وأفادت إذاعة جيش العدو الصهيوني بمصرع الرائد بجيش الاحتياط موشيكو ماكسيم روزنفلد، قائد سرية بكتيبة الهندسة 7107 التابعة للواء ناحال، قُتل جراء انهيار مبنى في رفح؛ جندي آخر قُتل في الحادث، ولم يُسمح بعد بنشر اسمه.
ومساء الاثنين، قتل جنديان صهيونيان على الأقل وأصيب آخرون، في كمين تعرضوا له بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت مصادر في جيش العدو أن الجنود وقعوا ضحية لانهيار مبنى تم تفخيخه مسبقًا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، ولم تذكر المصادر تفاصيل إضافية حول الحادثة أو العدد الدقيق للإصابات.
في سياق متصل، وثّقت معطيات رقمية صادرة عن قسم التأهيل في وزارة الحرب الصهيونية، إصابة 13 ألفا و500 من الجنود الصهاينة بنيران المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وذكر موقع “0404” الصهيوني نقلا عن قسم التأهيل في جيش العدو أن هناك ارتفاع بنسبة 20 في المائة بعدد الخاضعين للعلاج، حيث ارتفع عدد الجنود الخاضعين للعلاج من 62 ألف إلى 75 ألف.
وأضاف: إن الأعداد الجديدة وهم حوالي 13,500 كلهم من مصابي حرب “السيوف الحديدية” (معركة طوفان الأقصى) بقطاع غزة.
ولفت قسم التأهيل بوزارة الحرب الصهيونية أن نحو 13700 جندي ممن يتلقون الدعم هم من المصابين في هذه الحرب، وأن 8500 منهم يعانون من إصابات جسدية، و5200 يعانون من اضطرابات نفسية
ومؤخرا، ذكرت هيئة البث الصهيونية أن هناك توقعات من تصاعد الأزمات النفسية الناتجة عن الحرب، وارتفاع في حالات الانتحار مع انتهاء الحرب، وعودة الأوضاع إلى طبيعته، وفقا لما أوردته لجنة الصحة في “الكنيست” الصهيوني.
وذكرت دراسة صهيونية أن أكثر من 520 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعرضوا لـ”اضطراب ما بعد الصدمة” وبحاجة لرعاية وعلاج، كما شهدت دراسات إضافية على سوء الحالة النفسية لدى الصهاينة بسبب الحرب الطويلة.
سبأ