جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@16:27:09 GMT

المقاومة كممثل شرعي وحيد

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

المقاومة كممثل شرعي وحيد

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

ملحمة طوفان الأقصى ليست كما سبقها ولا كما سيأتي بعدها من ملاحم تاريخية مع العدو، أياً كان هذا العدو، فهي ملحمة واجهتها عسكرية مُسلحة، ولكن تداعياتها شملت جميع أوجه الصراع العربي مع العدو الصهيوني ومن خلاله صراع العالم مع الصهيونية العالمية والتي استيقظ العالم بأسره وأجمع في لحظة تاريخية على مقتها وضرورة زوالها وتطهير جغرافيات العالم والإنسانية منها.

لم يُرمم طوفان الأقصى الوعي العربي المعاصر والمُنهك بثقافات الهزائم والوهن والاستسلام فحسب؛ بل رمم الوعي العالمي بأسره وشخص له موطن الداء ونوع الدواء معًا. فحين تحين مشيئة الله وتحل إرادته يُقيض الأسباب ويُسخر الجُند من حيث لا نعلم سبحانه وتعالى.

ثلاثة عقود والحل الانهزامي الاستسلامي من قبل النظام العربي الرسمي للعدو الصهيوني والمتمثل بما سُمي بحل الدولتين يُراوح مكانه ويتلاعب به الطرف الصهيوني القوي بسلاحه ودعم رعاته وتخاذل عدوه العربي، واتفاق أوسلو المُهين الذي أعترف بحق الكيان الغاصب في غالبية أرض فلسطين مقابل الاعتراف الصهيوني بمنظمة التحرير الفلسطينية كـ"مُمثل" شرعي للفلسطينيين وليس لفلسطين يراوح مكانه ولم ينفذ منه سوى الشق الأمني الذي بموجبه تقوم السلطة الفلسطينية بحماية أمن الكيان وقمع مواطنيها!! ومؤتمر مدريد ومخرجاته وتوصياته عام 1991 أصبح أثرًا بعد عين، وبرهنت الأيام أنه مجرد ملهاة جديدة للعرب من قبل الكيان ورعاته بعد ضجيج حرب الخليج الثانية.

والحلقات كثيرة وطويلة في مسلسل المراوغات الصهيونية للعرب لطمس القضية وتسويق التطبيع البائس للمزيد من الاحتلالات وتمرير مخطط الصهيونية العالمية في الوطن العربي.

يأتي طوفان الأقصى اليوم اسمًا على مسمى، فيضع النقاط على الحروف ويصحح المعاني والمسارات الصحيحة معًا، ويُبرهن على أن الكيان الصهيوني لا يُمكن هزيمته ولا مواجهته بالمفاوضات في ظل التخلي عن السلاح ونهج المقاومة، فخيار البندقية الذي سقط فعليًا في اجتياح لبنان عام 1982، واستبدل بغصن الزيتون الزائف في "كامب ديفيد" و"وادي عربي" و"أوسلو" أثمر كيانًا مُغتصبًا متوحشًا، مدعومًا بكل شرعيات الغرب الزائفة وقواه الناعمة والخشنة، مقابل واقع عربي متقهقر يتوسل الفتات من المكاسب وجوائز الترضية التي لا تليق بحقه ومكانة الأمة العربية التاريخية والحضارية بزعم الضعف والهوان وقوة الآخر وجبروته. طوفان الأقصى برهن على أن الضعف خيار والقوة خيار كذلك، وأن النصر يُنتزع والهزيمة تُكتسب كذلك، ولكل نظام ما نوى.

الطوفان أعاد النصاب للقضية وأعاد التآخي والزمالة الأبدية بين البندقية وغصن الزيتون، وبهذا توازن الرعب والوجع مع العدو ورعاته والذين لا يعرفون ولا يفهمون سوى لغة واحدة وهي لغة القوة، ولا يحترمون ولا يُذعنون إلّا للقوي.

ما زال الطوفان يمنح الخيار للساسة للالتحاق بخياره ليشكلا التمثيل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية، فإن تخلف الساسة عن الركب وتذرعوا بأسطوانة الهوان المعتادة، فستنفرد المقاومة بقيادة المشهد والخيار الوحيد للقضية وسيلتحق بها السواد الأعظم من الأمة والعالم، وسيكون خيارها هذا وبالًا على التطبيع ودعاته من نُظم سياسية ونُخب وساسة. والله غالب على أمره.

قبل اللقاء.. ما لم تكن مُقاومًا فتشبه بهم، فإن لم تستطع فأحببهم، فإن لم تستطع فلا تُبغضهم ولا تعاديهم.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صحفي إسرائيلي: الضيف صاحب قرار عملية طوفان الأقصى

كشف موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية٬ عما أسماها "تفاصيل جديدة عن القرارات الحاسمة التي أدت إلى هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر". ووفقًا لما ذكره الصحفي عمري منيب في قناة 12 الإسرائيلية الإخبارية مساء الخميس٬ "فإن قائد الجناح العسكري لحماس السابق، محمد الضيف، هو من اتخذ القرار النهائي بالهجوم بعد أن درس بعناية الوضع الأمني على حدود قطاع غزة".

وفقًا للتقرير "كان الضيف قد خطط لبدء الهجوم في الساعة 06:00 صباحًا، ولكن بعد أن فحص المنطقة ورأى أنه لا يوجد وجود كبير للجيش الإسرائيلي – سواء طائرات مسيرة أو دبابات – قرر تأجيل الموعد خوفًا من أن يكون ذلك خدعة إسرائيلية. فقط بعد مرور نصف ساعة وعلم الضيف أن المنطقة خالية من قوات الجيش الإسرائيلي، وافق على بدء الهجوم لمجموعة النخبة".

وقال الصحفي أنه "تم الحصول على المعلومات من أسرى من مقاتلي النخبة الذين يقبعون الآن داخل سجون الإسرائيلية، حيث قالوا إن الضيف نفسه كان يوجههم بشكل مباشر. وأكدوا أنه حتى وإن كانوا مستعدين لعملية كبيرة في محيط غزة، فإن الهجوم لم يكن ليحدث في 7 أكتوبر دون الموافقة الصريحة من الضيف".

وأوضح الصحفي "أن التقرير تم تقديمه للرقابة قبل شهرين ونصف، وفقط مساء أمس الخميس تم السماح بنشره".

وفي سياق متصل، قال موقع معاريف٬ "إن سلاح الجو الإسرائيلي٬ كشف في العدد الأخير من مجلة سلاح الجو أن قائد حماس محمد الضيف تمت تصفيته بواسطة ثماني قنابل JDAM، تم إطلاقها من طائرتين من طراز F35 المعروفة بـ "أدير". تمت تصفية ضيف في محاولة الاغتيال التاسعة".


ويذكر أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد أعلنت عن استشهاد قائدها العام محمد الضيف وستة من أعضاء مجلسها العسكري. وجاء هذا الإعلان بعد أشهر طويلة من الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي وُصفت بحرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يشن سلسلة غارات على قرى لبنانية
  • اختتام بطولة طوفان الأقصى بإب
  • الفتح يحرز بطولة طوفان الأقصى في عبس
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • قوات العدو الصهيوني تداهم منازل أسرى متوقع الإفراج عنهم وتهددهم
  • «حماة الوطن»: دعم مصر للقضية الفلسطينية نموذج للالتزام العربي بالقيم الإنسانية
  • صحفي إسرائيلي: الضيف صاحب قرار عملية طوفان الأقصى
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • إعلام العدو الصهيوني: حماس تواصل إذلالنا في كل عملية تبادل
  • حجة.. مسير للدفعة الثالثة من خريجي طوفان الأقصى