جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@17:12:19 GMT

"الشورى".. واجهة اجتماعية أم دور وطني؟

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

'الشورى'.. واجهة اجتماعية أم دور وطني؟

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

رُبما نحتاج إلى سنوات طويلة كي نصل إلى نضج التجربة البرلمانية، فنحن في سلطنة عمان ما زلنا في البدايات المبكرة للتجارب السياسية الشعبية، وما زلنا نبحث عن الناخب الواعي، ونبحث عن الممثل "العضو" الكُفء، الذي يرى ويسمع ويتكلم بلسان الوطن، ويرفع مطالب المواطنين إلى الجهات العليا، ويشعر بمسؤولياته الاجتماعية تجاههم، والذي يضع المجتمع فيه ثقته العمياء، ويثق في قدراته الذاتية، العلمية والعملية، والذي يعرف دوره البرلماني بصورة شاملة، ويستخدم كل صلاحياته الممنوحة له بقوة، ودون تنازلات جهوية، أو مجاملات اجتماعية أو رسمية، ويكون ندّا للصوت الحكومي، وناقدا له، وليس مجرد صدى له، ومتفرجا يرضى بكل ما تجود به يد الحكومة، ولا يملك حق الاعتراض على أي قرار، ولا يبدي رأيه حيال أي قانون، ويعطل صلاحياته بيده لا بيد عمرو.

أتحدث هنا عن التجربة البرلمانية/ الجمعية بشكلها العام، ولا أشير إلى الاستثناءات القليلة؛ سواء من جهة بعض الناخبين أو الأعضاء الذين يثبتون نضجهم السياسي، والبرلماني، والذين يصلون إلى قبة البرلمان دون تجاوزات يعرفها الجميع، ودون التفاف على القانون، ودون أن يدفعوا المال لشراء الأصوات في عملية الانتخابات، وهم قلة، ولذلك يبقى مجلس الشورى ضعيفا ما لم يقوّي الأعضاء هيكله الداخلي، ويبقى شكليا ما لم يفعّل الأعضاء تحت قبته دورهم، ويبقى مجرد واجهة ورقية ما لم يستخدم الأعضاء صلاحياتهم القانونية الممنوحة لهم، ولا يتنازلون عن حقوقهم الدستورية، وأدوات الاستجواب البرلمانية الممنوحة لهم.

ورغم أننا لا ننكر أن المجلس ساهم في بعض دوراته، وفي بعض فتراته، في وضع قوانين لصالح المواطن، تقدم بها أعضاؤه للحكومة، أو قدمتها لهم الحكومة، إلّا أن ذلك لا يعني أن دوره في كل مراحله كان مرضيّا عنها شعبيًا، فكم من قرار لم يُبدِ فيها المجلس رأيًا، وكم من قانون لم يمر على الأعضاء إلا مرور الكرام، وكم من رأي للمجلس لم يؤخذ به، وهذا كله يؤثر في جدية التجربة البرلمانية، وتنعكس سلبًا على كفاءته ودوره؛ بل ويساعد على عزوف الناخبين عن المشاركة، وخاصة فئة المثقفين، لأن البعض يشكك في جدية التوجه الحكومي لإيجاد مجلس فاعل، ويطعن في أهداف العضو المعلنة وشعاراته الوطنية التي يرفعها أثناء الانتخابات.

إن أول خطوة عملية لإنضاج العملية البرلمانية اجتماعيًا تبدأ من القضاء على ظاهرة شراء الأصوات إذا كانت هناك نية حقيقية لمنعها، ثم بعد ذلك على الجهات الرسمية أن تُعيد الثقة بين المجلس والمجتمع، وذلك من خلال إعطاء مساحة أوسع للأعضاء ليكون لهم صوت واضح في صنع القرار الحكومي، ورأي فاعل للاعتراض على القوانين التي لا تخدم المواطن، والتي تخرج- أحيانًا- فجأة دون أخذ الوقت الكافي للنقاش، ويتم فيها تمرير القانون للعلم بالشيء، وليس للمناقشة المُستفيضة، كما إن على العضو أن يعرف مسؤولياته، ويقاتل باستماتة للدفاع عن حقوقه البرلمانية، وأن لا يتنازل عن صلاحياته القانونية والتشريعية التي مُنحت له، والتي ما يزال بعضها غير مفعّل.

ورغم كل تلك النقاط السابقة، يبقى مجلس الشورى واجهة برلمانية مُهمة، لا يُمكن إغفالها، أو تهميشها، أو إنكار دورها المحوري، ولكن لكي تكون التجربة ناضجة بشكل أكبر، ولكي تقوم بدورها على مساحة أوسع، على الحكومة من جهة، والأعضاء من جهة أخرى أن يرفعوا سقف التجربة، خاصة وأن سلطنة عُمان تعيش فترة تحتاج فيها إلى برلمان قوي، وناضج، يوجّه دفة المستقبل، ويُبدي رأيه حفاظًا على المكتسبات، وتفعيلًا لدوره الرقابي، والتشريعي المنوطان به، ولذلك يجب أن تُذلل له الصعاب كلها، وأن تُزال من طريقه بعض الأشواك التي تعترض مسيرته.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد نجاح التجربة بفاو بحرى..مزراعو قنا يتنافسون لزراعة أراضيهم بـ"البنجر"

تحقيق نتائج إيجابية لزراعة محصول البنجر، دفع الكثير من المزارعين في قرية فاو بحرى التابعة لمركز دشنا شمال قنا، إلى التنافس لزراعة أراضيهم بمحصول البنجر الجديد عليهم، لصالح مصنع أبوقرقاص، ليحل ضيفاً جديداً في أراضى قنا ويساهم في دعم جهود الدولة المصرية لزيادة كميات السكر، لتلبية الاحتياجات المتزايدة والحد من فاتورة الاستيراد.

 

 

تجربة زراعة البنجر بأراضى قنا، بدأت منذ 3 أعوام بزمام منطقة الياسينية بقرية فاو بحرى، على مساحات صغيرة، لكنها سرعان ما وصلت إلى 80 فدان، ومتوقع لها أن تصل ما بين 500  إلى 1000 فدان هذا العام، وفقاً لتوقعات شركة السكر، بعدما حقق المحصول نتائج طيبة للأراضى والمزارعين على حد سواء.

بدأنا التجربة منذ 3 أعوام

 

قال المهندس بسام محمد، مهندس بمصنع سكر دشنا ، تشتهر محافظة قنا بزراعة محصول قصب السكر، الذى تعد الأولى في انتاجه على مستوى الجمهورية، لكن من منطلق حرص شركة السكر وتنفيذاً لتوجيهات الدولة بضرورة زيادة كميات المنتجة من السكر، بدأنا نتوسع في زراعة محصول البنجر في كل المحافظات ومنها محافظة قنا التي تشهد تجربة جديدة لزراعة بنجر السكر بدأت منذ 3 أعوام، وتتزايد المساحة المنزرعة عاماً بعد آخر.

 

مستشفى قنا العام يجرى26عملية قسطرة قلبية بالتعاون مع جامعة عين شمس جامعة جنوب الوادي بتصنيف التايمز للتخصصات العلمية البينية في أول إصدارات 2025

 

وتابع محمد، تجربة زراعة البنجر بدأت في زمام منطقة الياسينية التابعة لقرية فاو بحرى بمركز دشنا، بمساحة صغيرة إلى أن وصلت إلى 58 فدان، والمساحة في تزايد مستمر، بعدما شاهد المزارعين المزايا والفوائد التي تعود عليهم مادياً خلال فترة قصيرة مقارنة بمحصول القصب، حيث يحقق الفدان الواحد عائد مادى يمثل أضعاف ما ينفقه المزارع على الأرض، وهو ما دفع الكثير من المزارعين للاستفادة من المبادرة التي تقدمها شركة السكر لزراعة أراضيهم بالبنجر.

 

البنجر يمتص الأملاح الزائدة بالتربة

 

واستطرد محمد، فضلاً عن الفوائد التي تعود على الأرض الزراعية، بعد حصاد محصول البنجر، حيث يمتاز بقدرته الفائقة على امتصاص الأملاح الموجودة في التربة وتقويتها، لتكون على قادرة على زراعة أي محاصيل أخرى خلال بقية العام، وخاصة محصول القصب الذى يحتاج إلى تربة قوية تتحمل فترة بقاء المحصول في الأرض والتي تصل لعام كامل.

 

متوسط انتاج الفدان 58 طن

 

وأضاف مهندس شركة السكر، بأن أول تجربة لزراعة البنجر بزمام الياسنية، أنتجت 54 طن للفدان، والعام الماضى 58 طن للفدان بناتج سكر 20، وحقق مكاسب وأرباح مضاعفة للمزارعين، ونعتمد على 3 أصناف حتى الآن " حسام وهو صنف ألمانى، ينتج متوسط 58 طن، وتريبلى بمتوسط انتاج 54 طن، وBTS   للأراضى التي تعانى من سوء صرف ويتم تجربته حالياً".

وأشار محمد، إلى أن زراعة محصول البنجر لا يهدف لإلغاء زراعة محصول قصب السكر، لكن الهدف استثمار المساحات الفارغة والجاهزة لزيادة الكمية المنتجة من السكر في البلد والمزارع شريكنا في هذا الأمر، كما أن زراعة البنجر تساهم في تهيئة الأرض لمحصول القصب، مضيفاً بأن الشركة تتحمل تكلفة نقل المحصول والمزارع لا يعانى من أي شيء في النقل أو صرف المستحقات التي تحول بشكل سريع في الحساب البنكى للمزارع.

 

محصول البنجر البنجر7 البنجر6 البنجر5 البنجر3 البنجر2 البنجر4

مقالات مشابهة

  • بعد نجاح التجربة بفاو بحرى..مزراعو قنا يتنافسون لزراعة أراضيهم بـ"البنجر"
  • كاتب الدولة في التضامن والإدماج يزور رفقة أمزازي مراكز اجتماعية بأكادير
  • تمارين تحد من شراهتك للتبغ.. «لو عايز تبطل تدخين»
  • أئمة صلاة الجمعة: التعداد فيه منافع اجتماعية ومصالح مستقبلية فلا تقصروا بالتسجيل
  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • المحكمة الدستورية تجرد خمسة وزراء من مناصبهم البرلمانية
  • جبالي يشيد بجهود البرلمان العربي في دعم وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية
  • الحكومة تصادق على إحداث "سجل وطني لجرد التراث" حماية من السرقات والتقليد
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • البرلمانية التامني تطالب لفتيت بفتح تحقيق على خلفية "تعرض" ضحايا زلزال الحوز لـ"النصب من مقاولين"