وكيل الأزهر: القرآن دستور الإنسانية الأول والأخير وضمان سلامها وأمنها
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
قال وكيل الأزهر الشريف أ.د محمد الضويني، إن ما يشهده العالم الآن من تطورات خطيرة، لا علاج له إلا بالعمل بما في كتاب الله، والعودة لسنة نبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - كي يأمن الناس على حياتهم وأوطانهم وأولادهم، مؤكدًا أن الله تعالي يحفظ من يحفظ القرآن الكريم، فهو بمثابة الدستور للإنسانية كلها، وضمان سلامها وأمنها، وهو الداعي إلى السلام في غير ضعف، والقوة في غير بطش، مؤكدا أن الابتعاد عن هديه ومنهجه القويم وصراطه المستقيم، هو أحد أسباب ما تعانيه البشرية الآن من تيه وشتات، فهو الذي ضمن لكل إنسان حقه، وجعل التبسم في وجه الناس صدقة، فكيف بتأمينهم على أرواحهم، وأولادهم وأموالهم.
وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته باحتفالية بنك فيصل الإسلامي لتكريم حفظة القرآن الكريم، أن الجامع الأزهر عقد مسابقة بنك فيصل الإسلامي في حفظ القرآن الكريم، بالتعاون مع إدارة البنك، تحفيزا للناشئين والكبارعلى العناية بكتاب الله المجيد، مؤكدا أن اهتمام الأزهر بعقد وتنظيم تلك المسابقات؛ يأتي اضطلاعا بدوره في شتي المجالات الدينية والعلمية والعناية بالقرآن الكريم وأهله.
وأضاف الدكتور الضويني، أنه لمن دواعي الفخر، أن يكون في مصر مؤسسات تعنى بالقرآن الكريم وأهله، الذين هم أهل الله وخاصته، موجها الشكر لإدارة بنك فيصل الإسلامي المصري؛ لرعايته هذه المسابقة وتقديم جوائزها، التي بلغت مليون ونصف مليون جنيه، موضحا أنه قد تقدم للمسابقة في موسمها الثاني هذا العام (٥٦٨٤) (خمسة آلاف وستمائة وأربعة وثمانون متسابقا)، حيث تم البدء في الاختبارات بالتعاون بين الإدارة العامة للجامع الأزهر ولجنة مراجعة المصحف الشريف، منوها على أن التصفيات الخاصة بالمسابقة لم تقتصرعلى مقر الجامع الأزهر الشريف وحده، بل تم عقد لجان في شتى محافظات الجمهورية؛ تسهيلا على المتسابقين، وعملًا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا".
كما وجهه وكيل الأزهر رسالته لحفظة القرآن الكريم الفائزين قائلا: "ونحن إذ نحتفل اليوم بالأوائل في كل فرع من فروع المسابقة، نهيب بأبنائنا من حفظة القرآن الكريم، أن يكونوا صورة مشرقة للقرآن الكريم، فيه يعرفون وعلى دربه يسلكون، فلا تكونوا مدخلا لكل مشكك في أخلاق الإسلام، ولكن كونوا نبراسا يهتدي به من يريد الحق، فأنتم سفراء للإسلام، إن أحسنتم وبهدي القرآن الكريم اقتديتم؛ سيقتدي الناس برسالتكم السامية،وإن زللتم، كنتم سببا في ابتعاد الناس عن الصراط المستقيم، فلتنظروا لأنفسكم أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا، وإننا على ثقة بكم، والأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبرأ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقدر لكم جهدكم وسعيكم لحفظ القرآن الكريم، ولا يدخر جهدا في توصيل رسالة الإسلام السامية، وأنتم حفظة القرآن الكريم تمثلون دعامة مهمة من دعائم هذه الرسالة".
وفي الختام وجهه وكيل الأزهر رسالة شكر وتقدير للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على رعايتهما لمثل هذه المسابقات التي تشجع أبناء مصر على حفظ القرآن الكريم، وتقديم كل غال ونفيس في سبيل النهوض بأبناء الشعب المصري إلى مراقي العلم والعزة والتقدم، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ مصر وشعبها، وأن ينصر المظلومين المستضعفين في فلسطين وفي كل مكان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وكيل الأزهر القرآن وأمنها بنک فیصل الإسلامی الأزهر الشریف القرآن الکریم وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
"البحوث الإسلامية" يواصل فعاليات «أسبوع الدعوة» بجامعة أسيوط
واصلت اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في يومها الثاني بمحافظة أسيوط نشاطها الدعوي بجامعة أسيوط ومساجدها، حيث حاضر علماء اللجنة العليا ونخبة من علماء الأزهر، طلاب وطالبات جامعة أسيوط حول «منهجية التعامل مع نصوص القرآن والسنة».
أمين البحوث الإسلامية: الطلاب الوافدين سفراء الأزهر وامتداد له في كل أرجاء المعمورة «البحوث الإسلامية» يعلن جهوده الدعوية خلال شهر أكتوبر
قال الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، إن القرآن الكريم هو الكتاب الذي أُنزل على نبينا وجعله الله معجزة باقية، فيه من القصص ما استلهم منها الناس العبرة والحكمة، وفيه من المعجزات ما أكدت نبوة رسولنا الكريم، لافتا أن الذي يتعامل مع القرآن الكريم عليه أن يلتزم بقواعد وضوابط أولها أن يكون حافظا واعيا بالقرآن، وأن يكون ملما بتفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة، لافتا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغلق باب الاجتهاد، حتى يظل المسلم في حالة اجتهاد دائم في التفسير واستنباط الأحكام.
وحذر نائب رئيس جامعة الأزهر من التعامل مع النصوص التي تتضمن غيبيات لم يوضحها الله، مثل الروح، كما حذر من إعمال العقل فقط نظرا لتفاوت العقول، وكذلك لي النصوص بما يتوافق مع الواقع بحيث يكون القرأن تبعا والواقع أصلا، ودخول عالم القرآن بخلفيات فكرية مشبوهة خاصة من الذين تربوا على أفكار استشراقية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم من خلال تأويلات منحرفة بنيت على أفكار مغلوطة.
وأضاف الدكتور مرسي محمد حسن أستاذ الحديث وعلومه وعميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، أن ضوابط فهم السنة النبوية هو النظر إليها على أنها وحي من الله تعالى، ولا يصح إطلاقا أن نقبل القراءة الحداثية للسنة النبوية، حيث يقول أصحاب هذا التوجه أن السنة النبوية تاريخ لا يصلح لكل زمان ومكان، وهذا لنزع القداسة عن السنة النبوية، مضيفا أن من الضوابط أيضا أن نأخذ من الحديث الصحيح منه، متصل السند الضابط تمام الضبط، وهذا يقابل عند المحدثين مرتبة الحديث الصحيح، وكل له ضوابط من حيث الصحة والضعف والقبول عند المحدثين.
وعن استنباط الأحكام من النصوص الشرعية أوضح الشيخ يوسف محمد المنسي عضو الأمانة العليا لشؤون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن استنباط الأحكام تستوجب الفهم الصحيح للنص لمعرفة دلالة ألفاظ الأمر والنهي في النص، وأن أكون عالما بلغة القرآن الكريم حتى أكون قادرا على حفظ النص وحفظ فهم النص، موجها الحضور بسؤال أهل الذكر في حال عدم التمكن من استنباط الأحكام.
ونيابة الشباب طلب الدكتور حسن يحي الأمين العام للجنة العليا للدعوة الكلمة من السادة المحاضرين إزالة اللبس عن فهم الشباب لبعض النصوص، التي يقرأها المشككين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا إياها بالقراءة المسمومة، والتي ترى أن الإسلام دينا دمويا نشر بحد السيف كما جاء في قراءة المشككين لحديث رسول الله "أُمرتُ أن أُقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله" في محاولة منهم لفصل الشباب عن دينهم ووطنهم، وكان رد المحاضرين أن هذا يرجع إلى عدم الفهم الصحيح للنص، وإلى من يوجه الأمر، وسببه، لافتين إلى أهمية معرفة ضوابط منهجية التعامل مع النص، موضحين من خلال نصوص القرآن والسنة، الأمر بالسلام والأمن والإحسان وعدم الإسراف والجور على الأمم الأخرى ومنها قول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) أي لا ينهاكم عن الإحسان إليهم.
كما طلب "يحي" نيابة عن الشباب، توضيح دلائل إنصاف المرأة في النصوص، خاصة أن ملف المرأة قد واجه الكثير من الانتقادات والتشويه والتدليس من قراءة بعض الذين يدعون التنوير والحقوقية، وهو أن المرأة لاقت في الإسلام ويلات من الظلم والافتئات، ما لم تلقاه في مجتمع آخر، وكان رد علماء الأزهر أن المرأة في الإسلام تنعم بحقوق وإنصاف لم تشهده في مجتمع آخر، فكرّم القرآن المرأة، وأعطاها حقوقها بوصفها إنسانا، وكرّمها بوصفها أنثى، وكرّمها بوصفها بنتا وأما، وبوصفها زوجة وعضوا في المجتمع، وأعطى لها في بعض حالات الميراث ما تميزت فيها عن الرجل.
وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد أسيوط، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،" بداية جديدة لبناء الإنسان"، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.