ما هو مستقبل الجالية المغربية بهولندا بعد فوز اليمين المتطرف بالانتخابات؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
سلّط خبراء في العلاقات الدولية ومهتمون بقضايا الهجرة الضوء على مخرجات الانتخابات الهولندية، التي انتهت بفوز اليمين المتطرف بزعامة "خيرت فيلدرز" خلال الاستحقاقات الأخيرة.
وهناك ترقب وتوجس من كيف سيتعامل هذا التيار السياسي في حالة وصوله إلى الحكم مع الجالية المغربية، لاسيما وأنه سبق للقضاء الهولندي، سنة 2020، أن أدان "خيرت فيلدرز" بتهمة "إهانة جماعية للمغاربة".
محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية، والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن "فوز التيار الشعبوي، بزعامة "حزب الحرية"، بـ35 مقعدا من أصل 150 مقعدا، لا يعني فوزا قاطعا أو نهائيا".
كما أضاف لعروسي، خلال تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "فيلدرز يحتاج تحالفات مع باقي الأحزاب الأخرى حتى يكون رئيسا للوزراء"، لافتا إلى أن "هناك أحزابا وسط اليمين ترفص التحالف مع فيلدرز".
وكشف أستاذ العلاقات الدولية أن "الزعيم اليميني أبدى موقفه الواضح والمعارض للمهاجرين وقضاياهم، ويتقاطع هنا مع بعض الأحزاب الأخرى المعادية للجاليات وهمومها"، مشددا على أن "فيلدرز يلعب بحبل سياسة التقشف وقلة فرص الشغل لمعاداة المهاجرين وتأليب الرأي العام الهولندي ضدهم".
وشرح الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن "وصول فيلدرز إلى السلطة وارد؛ لكنه ليس مرجّحا بقوة"، موردا: "ببلوغه سدة الحكم؛ سيعمل على أولويات يتنفّسها حزبه إيديولوجيا"، مؤكدا أن "الخطاب السياسي للأحزاب وهي في المعارضة ليست بالضرورة هي نفسها وهو في الحكم، نظرا إلى وجود إكراهات واتفاقيات دولية يجب احترامها والتقيد بها".
ولم يفوت لعروسي الفرصة دون أن يقول إن "السنوات المقبلة ستعرف مزيدا من التضييق على المسلمين الموجودين في عدد من الدول الأوروبية؛ من قبيل رفض ارتداء الحجاب على سبيل المثال لا الحصر".
هذا وخلص أستاذ العلاقات الدولية، في ختام تصريحه، إلى أن "السياسة الخارجية الهولندية مع المملكة المغربية لن تعرف أي تغيير في هذا الباب؛ بيد أن هناك استمرارا في تمجيد القومية والتركيز على الهوية الوطنية في (بلاد الطواحين)".
من جهته؛ يرى "حسن عماري"، محاضر في قضايا الهجرة، ورئيس جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، أن "اليمين المتطرف في هولندا وباقي الدول الأوروبية يناهض المهاجرين العرب والمسلمين بمناسبة أو بدونها".
وزاد عماري، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "اليمين المتطرف في أوروبا يلجأ دوما إلى ملف الهجرة كلما تعلق الأمر بالانتخابات، من أجل استمالة أصوات الناخبين الأوروبيين"، مسجلا، أمام هذا الوضع، "تراجعات خطيرة في عدد من دول الاتحاد الأوروبي فيما يخص التعامل مع ملف الهجرة".
وفي هذا الإطار؛ توقع المحاضر في قضايا الهجرة المذكور أن "تتعقد وضعية المهاجرين في هذه الدول المعادية للعرب والمسلمين"، مقرا، في نهاية تصريحه، أن "هذا الوضع سيشرعن حملة الترحيلات أو ما يسمونها (الهجرة الآمنة)".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: العلاقات الدولیة الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
دمشق.. وزير قطري يبحث مع الشرع تعزيز العلاقات ودعم مستقبل سوريا
بحث وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، الاثنين، في العاصمة دمشق مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، سبل تعزيز علاقات البلدين ودعم مستقبل سوريا.
وأفادت الخارجية القطرية، في بيان بأن وزير الدولة بوزارة الخارجية محمد الخليفي، التقى الشرع في دمشق.
وجرى خلال الاجتماع، "استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سوريا، وآفاق دعم قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات".
كما تمت "مناقشة احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله في إطار مساعدات قطر الإنسانية والتنموية".
وأكد الوزير خلال الاجتماع، "استمرار دعم قطر الراسخ للأشقاء السوريين لبناء دولة المؤسسات التي تسودها العدالة والحرية والتنمية والسلام".
وشدد في هذا السياق على ضرورة ضمان وحدة سوريا والعمل على انتقال سلمي للسلطة من خلال "عملية سياسية جامعة لكافة أطياف الشعب السوري استنادا إلى قرار مجلس الأمن 2254 وتعزيز جهود حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب".
ونص القرار 2254 الذي اعتمده مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول 2015، على إنشاء إدارة انتقالية بعد مفاوضات بين وفدي المعارضة ونظام الأسد، لكن الأخير لم يستجب لذلك.
وعبر الخليفي عن إشادة دولة قطر بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة.
وعقب اللقاء، قال الشرع، في مؤتمر صحفي، إن "الجانب القطري كان دائما صديقا للشعب السوري، وشاركه في كل مراحل الثورة، وبقى ثابتا على موقفه حتى آخر لحظة".
وأضاف أن اللقاء شهد "الحديث بشأن تحديات المرحلة الحالية والمستقبلية، بما فيها السياسية والتنموية خاصة".
وقال الشرع: "أبدى الجانب القطري استعداده لضخ استثمارات واسعة بسوريا في مجالات عديدة، لاسيما في مجال الطاقة والموانئ والمطارات".
وأكد أن "المرحلة المقبلة ستكون تنموية بامتياز، وستكون مشاركة دولة قطر فيها فعالة وهادفة".
وكشف الشرع أنه وجه دعوة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا، مؤكدا أن "العلاقات ستعود أفضل مما كانت في السابق آلاف المرات".
والاثنين، بدأ وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، زيارة إلى دمشق، كأول وفد قطري رفيع المستوى يصل دمشق بعد قطيعة مع النظام السابق استمرت 13 عاما، وفق بيان سابق للخارجية القطرية.
وقال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة "إكس" إن الخليفي وصل دمشق "على رأس وفد قطري رسمي رفيع المستوى لعقد لقاءات مع المسؤولين السوريين، وتجسيدا للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا".
وأوضح أن الوفد وصل "على متن أول طائرة للخطوط الجوية القطرية تحط في مطار العاصمة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد" في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ومنذ ذلك اليوم يصل إلى دمشق بوتيرة يومية مسؤولون إقليميون ودوليون يعقدون اجتماعات مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
والسبت، أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق ورفعت عليها العلم القطري، بعد إغلاقها منذ يوليو/ تموز 2011 إثر هجوم شنه أنصار نظام الأسد عليها، ردا على تغطية قناة "الجزيرة" القطرية للثورة السورية التي بدأت في مارس/ آذار من ذلك العام.
وسيطرت فصائل سورية في 8 ديسمبر الجاري على دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.