فورين أفيرز: عداء متصاعد لأميركا بالمنطقة والسقوط وشيك
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
خلص مقال بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية إلى أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من الشهر الماضي، تسبب فيما يمكن اعتباره التحدي الأشد خطورة على إستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة "منذ اندلاع ثورات الربيع العربي والحروب الأهلية" التي زلزلت بعض الدول العربية بدءا من عام 2011.
يقول كاتبا المقال وهما الباحثة جينيفر كافانا وزميلها في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فريدريك ويري، إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والخسائر الفادحة في الأرواح أثارت مشاعر العداء للولايات المتحدة على نطاق واسع في جميع أرجاء المنطقة، ودفع "وكلاء إيران" إلى شن هجمات على العسكريين الأميركيين في العراق وسوريا.
ويعتقد الكاتبان أن الطريقة التي سيروِّض بها الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته تصرفات إسرائيل إضافة إلى التداعيات الجيوسياسية الأوسع للحرب، سيكون لها عواقب بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي وكذلك على قدرة واشنطن على مواجهة الخصوم وردعهم في المنطقة وأماكن أخرى.
ولكن مع بقاء المخاطر عالية فإن ذلك يتجلى بوضوح، وفقا لرأي الكاتبين، في توافد قوات عسكرية أميركية إضافية إلى المنطقة خلال الشهر الماضي، بما في ذلك حاملات الطائرات والطائرات المقاتلة وأكثر من 1000 جندي، ونشر أنظمة دفاع جوي إضافية في دول عربية يصفها المقال بأنها من شركاء الولايات المتحدة.
والقصد من هذه التحركات -كما يقول الكاتبان- ينطوي على تصميم الولايات المتحدة لردع إيران عن محاولة تصعيد الأزمة باستغلال "شبكة عملائها"، مثل حزب الله اللبناني، لشن هجمات على إسرائيل من لبنان وسوريا ومناطق أخرى.
إذكاء جذوة الصراع
ولكن بتوسيع رقعة وجودها العسكري في المنطقة، فإن واشنطن قد تفاقم التوترات الإقليمية، وخطر سوء التقدير وما يترتب عليه من تكاليف، وبالتالي تذكي، عن غير قصد، جذوة الصراع ذاته الذي تسعى بشدة إلى تجنبه.
كما أن إدخال واشنطن معدات عسكرية وأفرادا قد يؤدي إلى أن ينتهي بها الأمر إلى التورط في التزامات أمنية "مفتوحة" تجاه منطقة كانت تحاول حتى وقت قريب "انتشال نفسها منها".
وقد أثبت نهج الولايات المتحدة المتمثل في شعار "الأمن أولا" في المنطقة -عقب انسحابها من أفغانستان وإنهاء عملياتها القتالية في العراق عام 2021- أنه مكلف، من حيث الأموال والأرواح، كما أنه مدمر للمنطقة، بعد أن ساهمت في سنوات من الحروب والتمرد والخراب الاقتصادي، على حد تعبير كافانا وويري في مقالهما المشترك.
ثغرات في أماكن أخرىومع تزايد وجود الولايات المتحدة مرة أخرى، فإن مشاركتها العسكرية الواسعة في المنطقة قد تستمر إلى ما بعد انتهاء الأزمة الحالية، وربما يسهم ذلك في تمددها، الأمر الذي من شأنه أن يُحدث ثغرات في أماكن أخرى على المدى الطويل، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ونظرا إلى هذه المخاطر، فإن سياسة واشنطن حيال المنطقة بحاجة ماسة لتصحيح مسارها، كما يقترح الباحثان، "وقد صح هذا قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما يصدق الآن أكثر من ذي قبل".
ويمضي الكاتبان إلى القول إن إدارة الرئيس جو بايدن لم تلمّح إلى أي تعديلات قصيرة أو طويلة المدى تهدف إلى معالجة إخفاقات ومخاطر الإستراتيجية الحالية. وبدلا من ذلك، أعادت التزامها بنهج أمني "شديد الوطأة" يعتمد على عمليات انتشار عسكرية أميركية غير مسبوقة، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية كأساس لكتلة أمنية جديدة في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة.
الاستثمار في بناء قدرات الشركاءوينصح المقال الإدارة الأميركية بالاستثمار في بناء قدرات ومرونة شركائها الإقليميين حتى يتمكنوا من العمل معا بشكل أكثر فعالية للحفاظ على الاستقرار وإدارة التحديات الأمنية بدعم أقل من الولايات المتحدة.
وحده هذا النهج ذو الشقين كفيل بدفع واشنطن نحو إرساء سياسة "متوازنة" في المنطقة تتجنب الإفراط في التمدد، لكن عليها طمأنة شركائها وتفادي الكوارث المستقبلية، وفق المقال.
وذكر الكاتبان 3 مخاطر ينبغي على إدارة بايدن الإقرار بها ومعالجتها، وتتلخص في التصعيد ورد الفعل والتمدد.
وقد اعتمدت واشنطن منذ فترة طويلة على توفير الضمانات الأمنية والمساعدة العسكرية باعتبارها جوهر مشاركتها في المنطقة.
لكن الأزمة الإنسانية المتفاقمة بغزة، وموجات العداء لأميركا التي تجتاح العالم العربي، والخلاف الحقيقي بين الحكومات العربية وواشنطن بشأن مقاضاة إسرائيل على عدوانها، كلها عوامل يعدها الباحثان في مقالهما خطرا يهدد بتآكل الأساس الذي يقوم عليه التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والعالم العربي، خصوصا بعد أن أصبح الوجود العسكري الأميركي في المنطقة أكثر وضوحا وإثارة للجدل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
فوز ترامب يمنح "تيك توك" طوق النجاة في الولايات المتحدة
بعد عام مضطرب كان مليئاً بالتوتر والمعارك القضائية، جاء فوز دونالد ترامب ليمنح تطبيق "تيك توك" طوق النجاة، رغم أنه كان ذات يوم ألد أعدائه.
اعلانتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية بمعارضة أي حظر على تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك".
ويمثل هذا الأمر انقلاباً على السياسة التي اتبعها ترامب في ولايته الأولى، إذ سعى فيها لحظر "تيك توك"، الذي تتهمه واشنطن بالارتباط بالحكومة الصينية.
لكن من المتوقع أن يصدر قرار قضائي بحظر التطبيق في الولايات المتحدة في منتصف كانون الثاني/ يناير المقبل، في حال خسرت الشركة المعركة القضائية الحالية.
وتخوض شركة "تيك توك" وشركتها الأم "بايت دانس"، التي تتخذ من الصين مقراً لها، معركة قانونية منذ أشهر في الولايات المتحدة.
وتتمحور المعركة حول قطع صلات الشركة، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مع واحد من أكبر أسواقها في العالم.
Relatedوزارة العدل الأمريكية تتهم تيك توك بجمع بيانات حساسة للمستخدمين الأمريكيين ونقلها للصينمحكمة العدل الأوروبية ترفض طعن منصة تيك توك في قانونية القواعد الرقمية الأوروبية الجديدة للضرورة أحكام.. فريق بايدن الانتخابي ينشر أول فيديوهات الرئيس على "تيك توك" لاستقطاب الشبابوكان الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، جو بايدن، وقع في نيسان/ أبريل الماضي قانوناً يمنح "تيك توك" 9 أشهر لبيع حصص التطبيق، وإلا سيجري حظره داخل الولايات المتحدة.
وتقول الشركة إن بيع حصصها غير ممكن، وإن القانون سيجبرها على الإغلاق بحلول يوم 19 كانون الثاني/ يناير المقبل، أي قبل يوم واحد من تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
وطلب محامو الطرفين من محكمة الاستئناف الفيدرالية التي تراجع القضية بأن تصدر حكمها في 6 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن يستأنف الجانب الخاسر أمام المحكمة العليا، حيث هناك أغلبية محافظة ربما تطيل من عمر القضية.
ولم يقدم الفريق الانتقالي لترامب أي تفاصيل بشأن كيفية تنفيذ تعهده "بإنقاذ تيك توك".
واكتفت المتحدثة باسم الفريق الانتقالي لترامب، كارولين ليفات، في بيان بالقول "إن ترامب يخطط لمتابعة الأمر حتى النهاية".
وكان ترامب قال في مقابلة مع شبكة "سي أن بي سي" الأمريكية في آذار/ مارس الماضي إنه يعتقد أن "تيك توك" لا يزال يمثل خطراً أمنياً.
لكنه يعارض حظره لأن من شأن ذلك أن يساعد منافسه "فيسبوك"، الذي استمر في انتقاده بسبب خسارته انتخابات 2020.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران تجدد رفض اتهامها بمؤامرة اغتيال ترامب..وتتساءل عما إذا كان ذلك استعراضا هزليا أم تصعيدا جديدا؟ نجل ترامب يسخر من زيلينسكي بعد إعادة انتخاب والده: "أنت على بعد أيام من خسارة مصروفك" جدل على مواقع التواصل.. جاريد كوشنر ذاك الرجل الأمرد يطلق لحيته فما علاقة السعودية بذقن زوج إيفانكا؟ تيك توكدونالد ترامبالسياسة الأمريكيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next المعاناة مستمرة في غزة وإسرائيل تنتقل لمرحلة ثانية من عملياتها في لبنان وحزب الله يتوعدها بالخيبة يعرض الآن Next الحمل في زمن الحرب: معاناة مضاعفة للنازحات في مراكز الإيواء بلبنان يعرض الآن Next استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمريكية تبرعت بحوالي 50 دولارا لأوكرانيا يعرض الآن Next خلال دفاعه عن صناعة النفط والغاز..الرئيس الآذري يهاجم الغرب في كوب 29: "معاييركم مزدوجة" يعرض الآن Next بلينكن يزور أوروبا لإجراء محادثات عاجلة بشأن أوكرانيا بعد انتخاب ترامب اعلانالاكثر قراءة محافظ شرطة باريس: منع دخول الأعلام الفلسطينية إلى الملعب في مواجهة فرنسا وإسرائيل اليوم الـ 402 للحرب: إسرائيل تستمر في قصف غزة ولبنان وتعلن إصابة 26 في الجبهتين.. ومقتل ضابط و5 جنود تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز نجل ترامب يسخر من زيلينسكي بعد إعادة انتخاب والده: "أنت على بعد أيام من خسارة مصروفك" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةإسرائيللبنانألمانيافرنسامنوعاتحزب اللهبنيامين نتنياهوشوكولاتةالحملالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024