بعد اشتباكات ليلية.. الهدوء الحذر يخيم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
بعد تبادل القصف منتصف الليلة الماضية، خيم الهدوء الحذر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وبدأ سكان البلدات اللبنانية المحاذية للحدود في العودة لمنازلهم اليوم السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن الهدوء الحذر يخيم على القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الأزرق في جنوب لبنان، منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة أمس الجمعة.
ووفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، لم تنقطع اليوم السبت قوافل العائدين إلى بلداتهم وبعضهم باشر العمل بعد توقف دام شهرا تقريبا بسبب الأحداث الأمنية.
وكانت القرى المتاخمة للخط الأزرق الحدودي شهدت حركة نزوح منذ بدء تبادل إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث نزح سكان تلك المناطق في اتجاه مناطق أكثر أمناً وخاصة مدينة صور.
كما نزحت مئات العائلات اللبنانية إلى مناطق أخرى في جبل لبنان وبيروت.
وبلغ عدد النازحين أزيد من 46 ألف شخص، غالبيتهم من جنوب لبنان ومناطق أخرى في البلاد، بسبب الأحداث على الحدود.
تبادل القصف
ورغم الهدوء، شهدت الليلة الماضية تبادلا للقصف على الحدود بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد انفجر صاروخ اعتراضي في أجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا بقضاء مرجعيون بعد منتصف الليل، وسمع صداه في كل أرجاء الجنوب.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن "قوات العدو الاسرائيلي أطلقت النار 5 مرات على سيارة تعود لمواطن من بلدة كفركلا، في منطقة الوزاني دون إصابته"، قائلة إنه "نجا بأعجوبة".
وأشارت إلى دورية من الجيش سحبت المواطن من المكان، لافتة إلى أن "العدو أطلق النار في الهواء لإخافة المزارعين الذين يعملون بأرضهم في وادي هونين".
وكان الجيش الإسرائيلي قال إن جنوده تبادلوا إطلاق النار مع حزب الله على طول الحدود، بعد منتصف ليل الجمعة.
وضربت القوات الإسرائيلية أهدافا تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ردا على ذلك.
يذكر أن الجبهة اللبنانية الإسرائيلية شهدت توترا كبيرا منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 48 يوما، وأدى لسقوط أزيد من 14 ألف شهيد فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وأمس الجمعة، بدأ سريان هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس بواسطة قطرية وبدعم مصري وأميركي.
ومع بدء سريان الهدنة في قطاع غزة، هدأت الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الحدود
إقرأ أيضاً:
هل يصمد وقف النار بين حزب الله وإسرائيل؟.. تقريرٌ يُجيب
ذكر موقع "الإمارات 24"، أنّ سيث جاي. فرانتزمان الزميل مساعد في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، تناول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والذي بدأ في أواخر تشرين الثاني 2024 بعد أكثر من عام من الصراع المكثف.
وسلط فرانتزمان، مؤلف كتاب "حرب السابع من تشرين الاول: معركة إسرائيل من أجل الأمن في غزة"، الضوء على تحديات الحفاظ على وقف إطلاق النار والديناميكيات الجيوسياسية وإمكانية تجدد الصراع. وأوضح الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، أن التأخير في انسحاب إسرائيل واستمرار وجود حزب الله في جنوب لبنان يعقّد الوضع. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن الأمن يظل أولوية غير قابلة للتفاوض. لذا، في الوقت عينه، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها بالقرب من الحدود، وصادرت الأسلحة وفككت البنية التحتية لحزب الله.
ولا يزال حزب الله، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها خلال الصراع، قوة فعالة. فقد استغلت الجماعة تاريخياً فراغ السلطة في جنوب لبنان، كما رأينا بعد انسحاب إسرائيل في عامي 2000 و2006.
وحذر فرانتزمان من أن عودة حزب الله إلى المنطقة قد تقوض وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى ذلك، واجه دعم إيران لحزب الله انتكاسات بسبب سقوط نظام الأسد في سوريا، والذي سهّل في السابق نقل الأسلحة إلى الجماعة.
وتناول فرانتزمان أيضاً السياق الإقليمي الأوسع، بما في ذلك جهود الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأوضح الكاتب أن الحفاظ على وقف إطلاق النار في لبنان يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، خاصة أن الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس ترامب تسعى إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وتعزيز جهود التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن نجاح وقف إطلاق النار يتوقف على قدرة الحكومة اللبنانية على فرض سيطرتها على جنوب لبنان ومنع إعادة تسليح حزب الله. إن سقوط نظام الأسد وتولي قيادة لبنانية جديدة ووقف إطلاق النار في غزة كلها عوامل تخلق مجتمعة فرصة لاستمرار وقف إطلاق النار في لبنان إلى ما بعد فترة الستين يوماً الأولية.
ولفت الكاتب النظر إلى الطبيعة الهشة لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مشيراً إلى التفاعل المعقد بين العوامل العسكرية والسياسية والإقليمية.
وفي حين يوفر وقف إطلاق النار هدنة مؤقتة من الصراع، فإن قابليته للاستمرار على المدى الطويل تعتمد على قدرة كل من إسرائيل ولبنان على معالجة المخاوف الأمنية الأساسية ومنع عودة حزب الله إلى الظهور. (الامارات 24)