مؤيد الزعبي

كثيرًا ما تسمع عزيزي القارئ أن هناك مخاوف لدى الكثير من دول العالم من انخفاض عدد سكانها وتأثير ذلك على الاقتصاد وعلى القوى العاملة، وعلى الرغم من سعي حكومات كثيرة لزيادة معدل الخصوبة في المجتمع وزيادة عدد السكان، لكن تصطدم هذه المساعي مع الكثير من التوجهات المجتمعية بتقليل عدد الأولاد أو حتى العزوف عن الزواج، وفي مثل هذه الحالات أجد أن سيكون الذكاء الاصطناعي حلًا مثاليًا لمثل هذه المشكلة ومن خلال هذا الطرح سنتعرف سويًا عزيزي القارئ كيف يمكن للروبوتات أن تحل مكاننا كبشر وتكون إيجابية من جميع الزوايا.

قبل أن ندخل في كيف ستحل الروبوتات أزمة نقص السكان يجب أن نتعرف على تأثير ذلك على الكثير من القطاعات؛ فتخيل عزيزي القارئ أن نقص عدد السكان سيؤدي إلى نقص في القوى العاملة مما سيسبب ارتفاعًا في الأجور وانخفاض في الإنتاجية ما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الذي بدوره سيؤثر على كل شيء في حياتك، ولك أن تعرف عزيزي القارئ بأنني لست ممن يؤمنون أبدًا بخطة المليار الذهبي التي يروج لها البعض على أنها هدف العالم الخفي الذي يريد أن يصل تعداد البشرية لميار ذهبي، فكيف سنصل لهذا العدد واقتصادنا العالمي قائم على 8 أضعاف المليار تقريبًا، وعندما انتشر فيروس كورونا وأجلس البشر مؤقتًا في بيوتهم شاهدنا أزمة اقتصادية خانقة فكيف لو نقص عدد السكان فالأزمة ستصبح كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لهذا أجد أن أصحاب هذه النظرية لم يشاهدوا نظريتهم من جميع الزوايا.

في اليابان يبلغ معدل الخصوبة 1.3 طفل لكل امرأة، وهو أقل من مستوى الإحلال 2.05 لكل امرأة، ومن المتوقع أن ينخفض ​​عدد سكان اليابان من 126 مليون نسمة في عام 2022 إلى 88 مليون نسمة بحلول عام 2065، وكذلك الأمر في إيطاليا حيث يبلغ معدل الخصوبة 1.2 طفل لكل امرأة، وهو أيضًا أقل من مستوى الإحلال ومن المتوقع أن ينخفض ​​عدد سكانها من 60 مليون نسمة في عام 2022 إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2065، وفي جنوب كوريا يبلغ معدل الخصوبة 0.8 طفل لكل امرأة، وهو أحد أدنى المعدلات في العالم ومن المتوقع أن ينخفض عدد سكان جنوب كوريا من 52 مليون نسمة في عام 2022 إلى 28 مليون نسمة بحلول عام 2065، حتى في أوروبا والولايات المتحدة الصورة مشابهة وهناك مخاوف كبيرة على مستقبل الاقتصادات الأوروبية والأمريكية حيث أن النمو الاقتصادي يحتاج لزيادة القوى العاملة لا تقليلها.

ربما استطردنا بما يكفي لنتعرف سويًا على المشكلة الحقيقية التي تواجه الاقتصاد العالمي نتيجة انخفاض عدد السكان، ولكن ماذا لو قلت لك إن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستساهم بشكل كبير في حل هذه المشكلة، فوجود الروبوتات في سوق العمل سيجعل سوق العمل لا يعاني من نقص في القوى العاملة، ولن نواجه مشكلة زيادة الأجور في ظل وجود بديل تكنولوجي، وأيضًا فيما يخص نقص الإنتاجية فالذكاء الاصطناعي والروبوتات سترفع من كفاءة وحجم الإنتاجية بشكل كبير.

لو تحدثنا عن قطاع الخدمات فيمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمة العملاء عبر الهاتف أو الإنترنت، ويمكن أيضًا استخدام الروبوتات لمساعدة العملاء في المهام، مثل التسوق أو ترتيب الوجبات أو حتى أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي مستشارك أو محاسبك أو حتى دليلك السياحي فلن نواجه نقصًا في القوى العاملة في مثل هذه القطاعات كن متأكدًا من ذلك.

وحتى في قطاع الرعاية الصحية يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي الروبوتات لمساعدة الأطباء والممرضات في تشخيص الأمراض وتقديم الرعاية الصحية أو حتى القيام بإجراء عمليات جراحية، ويمكن استخدام الروبوتات لمساعدة المرضى على الاعتناء بنفسهم مثل تناول الأدوية أو الاستحمام مثلًا، وهناك الكثير من التطبيقات التي ستدخلها الروبوتات في قطاع الرعاية الصحية.

حتى لو تحدثنا عن قطاع الصناعات والإنتاج فالروبوتات ستكون حاضرة بقوة من خلال الأذرع وخطوط الإنتاج الروبوتية، ولهذا مشاكل أن لا نجد من يقوم بالأعمال لو انخفضت أعداد البشر قم تم حلها ولا خوف من ذلك، ومع هذا الاستنتاج سيقول قائل بأن خطة المليار الذهبي هنا حان وقتها وسيستبدلوننا بالروبوتات، ولكن من زاوية أخرى جميع الخدمات والصناعات التي نقوم بها اليوم موجهة للاستهلاك البشري وفي حال نقص عدد السكان فلن تكون هذه الصناعات والخدمات مطلوبة بالشكل الذي يسمح بالنمو الاقتصادي ولا حتى التنموي ولهذا كن مرتاحًا عزيزي القارئ خطة المليار الذهبي مازالت غير مجدية وستسبب أزمات خانقة على جميع الأصعدة.

ما أردت أن أطرحه عليك عزيزي القارئ، أننا بالذكاء الاصطناعي والروبوتات يمكننا تجاوز الكثير من المشاكل التي تعيق مسيرتنا التنموية وأي دولة تواجه نقصًا في عدد سكانها وأزمة في انخفاض قواها العاملة سيكون حلها أن تطور أنظمة ذكاء اصطناعي وروبوتات قادرة على الدخول في سوق عملها بما يدعم اقتصادها المحلي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انخفاض أرباح زين 86% بنهاية النصف الأول

المناطق_متابعات

انخفضت أرباح شركة الاتصالات المتنقلة “زين”، التي تُعد ثالث شركة للاتصالات النقالة في السوق السعودية، بنسبة 86.37% إلى نحو 172 مليون ريال، مقارنة بصافي ربح نحو 1.251 مليار ريال في الفترة المماثلة من 2023.

وقالت الشركة، في بيان على “تداول” اليوم (الخميس)، إن الأرباح تراجعت بنسبة 7.89% في الربع الثاني من 2024، إلى نحو 105 ملايين ريال، مقارنة بنحو 114 مليون ريال في الربع المماثل من 2023، بينما ارتفعت الأرباح على أساس ربعي بنسبة 56.7% في الربع الثاني من 2024، مقارنة بنحو 67 مليون ريال في الربع الأول من 2024.

وأوضحت أن سبب انخفاض الأرباح خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق يعود إلى ارتفاع تكلفة التمويل بمقدار 26.5 مليون ريال؛ بسبب زيادة في أسعار فائدة السايبور والليبور.

وفي المقابل ارتفعت إيرادات “زين السعودية” خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنةً مع النصف الأول من عام 2023 بمقدار 273 مليون ريال وبنسبة 5.67%، ويعود ذلك إلى النمو في إيرادات الجيل الخامس، مبيعات قطاع الأعمال، مبيعات الجملة، موسم الحج، بالإضافة إلى النمو في أعمال شركة “تمام”.

وأرجعت الشركة سبب انخفاض الأرباح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق إلى زيادة المصاريف التشغيلية بمقدار 38 مليون ريال وبنسبة 6%، وارتفاع مصاريف الخسائر الائتمانية المتوقعة بمقدار 33 مليون ريال.

ووفق البيان، حققت “زين السعودية” زيادة في إيراداتها خلال الربع الثاني من عام 2024 بقيمة 160 مليون ريال، بارتفاع 6.68% عن الربع المماثل من عام 2023، وتعود هذه الزيادة إلى النمو في إيرادات قطاع الأعمال، خدمات الجيل الخامس، ومبيعات الجملة بالإضافة إلى النمو في إيرادات شركة “تمام للتمويل”.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يهدد 12 مليون عامل.. وتحذير لهذه المهن
  • فوز فريق كلية الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية بالمركز الثالث في بطولة كأس الروبوتات الدولية
  • ارتفاع عدد سكان مصر 650 ألف نسمة خلال آخر 6 أشهر
  • نقيب الفلاحين يزف بشرى للمواطنين بشأن أسعار الأرز - تفاصيل
  • استمرار هبوط أسعار الأرز بالأسواق.. والفلاحين توضح الأسباب
  • نقيب الفلاحين يتوقع انخفاض أسعار الأرز اعتبارا من سبتمبر المقبل
  • نقيب الفلاحين يكشف أسباب انخفاض أسعار الأرز
  • مصر تسجل انخفاض في وارداتها من الإطارات خلال أول 4 أشهر من 2024
  • الذكاء الاصطناعي العربي من منظور المؤسسات العالمية
  • انخفاض أرباح زين 86% بنهاية النصف الأول