كيف أجعل إبني يغير رأيه فيمن إختارها شريكة لحياته؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
كيف أجعل إبني يغير رأيه فيمن إختارها شريكة لحياته؟
بعد التحية والسلام، أحييك سيدتي على هذا الفضاء الذي يمكن لكلّ ذي حيرة من أن يقف على بر الأمان. من خلال النصائح التي تقدمينها وتمنحيها، فبارك الله فيك وأدامك ذخرا لنا ومرجعا لكل همومنا ومشاغلنا.
بدون إطالة أنا أمّ في قمة الأسى، كيف لا وقد صارحني إبني أنه يزمع الزواج من إنسانة طلبت منه أن يعرفني عليها.
أريد أن أمنع هذا الزواج، فمن غير اللائق أن أترك مستقبل إبني ينهار بهذه الطريقة، فما السبيل إلى ذلك سيدتي؟.
أختكم أم محمد من الغرب الجزائري. الـــــــــرد:
من ضمن شروط نجاح أي زواج في مجتمعنا هو التوافق بين الرجل والمرأة، كيف لا والزواج رسالة سامية تسبح على قارب. تتقاذفه أمواج السكينة وبعض المشاكل التي تهدف في نهايتها لإستتباب التناغم الروحي.
أتفهم خوفك وتوجّسك من هذه الزيجة أختاه، لكن عليك قبل أن توثقي ظلمك وحكمك على هذه الفتاة التي إختارها إبنك. عروسا له أن تتحدثي إليها مطولا حتى تعرفي نيتها تجاه فلذة كبدك، فقد تكون إمرأة ذات صلاح وقيمة. تحبه وتحترمه وتريد السعادة إلى جانبه. كذلك، عليك أن تهتمي لمشاعر إبنك، فقد يرفض الزواج ويضرب عن الإرتباط إن لم يتمكن من الزواج من فتاة أحلامه التي لا يرى أخرى سواها رفيقة له.
تريثي وكوني حذرة من أحكام قد تضيّع على إثنان فرصة الاجتماع تحت ظل الحلال، ولا تكوني أنت السبب أيضا في قتل أحلام فتاة فضلت الارتقاء إلى جانب ابنك الذي رأت فيه فارس الأحلام والأمان.
ردت:”ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
سطوة المشاعر الإلكترونية
كلام الناس
* عندما ننظر إلى مشاكل الشباب نرثى لحالهم لأنهم لم يجدوا (واحدا على ألف) مما وجدناه، رغم أننا أصبحنا أيضا نشكو من فقدان الحميمية التي كانت موجودة أكثر لدى من سبقونا في حياتهم الأجمل.
* كانت الحبوبات يحرصن على جماليات التراث السوداني مثل "الدخان" و"الدلكة"، حتى قال فيهن شاعر الحقيبة الأشهر ود الرضي في رائعته (ست البيت): ما قالت كبرت وبقيت حبوبة .. وما خلت "بوخته" المحبوبة.
* شبابنا يعاني من ضياع عاطفي عبّرت عنه بصدق رسالة إلكترونية اطلعت عليها في "إيميلي" بعنوان في "زمن الفيس"، تقول الرسالة: في زمن "الفيس بوك" أصبح الحب عبارة عنlike" " والخصامunfriend" " والفراق blok"" وتحولت المشاعر إلى ضغطات أزرار وافتقدنا لغة العيون (يا عبد الله النجيب) والإحساس بالمشاعر.. في زمن المشاعر الإلكترونية.
* هذا لا يعني أن شبابنا لا يجدون فرصة للقاءات التي أصبحت متاحة لهم أكثر ممّا كان متاحا لنا وللذين سبقونا، لكنها لقاءات (معلبة) تتم وسط الزحام وضغوط الحياة اليومية، وغالبا ما يتراجع الحب الحقيقي- إذا وجد- ليحل محله زواج الحسابات المادية المجردة.
* لذلك لا عجب في أن تزداد حالات الطلاق وسط المتزوجين حديثا، وبعضهم لا يحاول إعطاء نفسه أو زوجته فرصة لمراجعة الذات أو الآخر، أو محاولة التأقلم مع الحياة الجديدة، ويتسرعون في القفز من سفينة الزواج للدخول في (مغامرة) زوجية جديدة- إذا صح هذا التعبير الجاف.
* لا أدري لماذا تذكرت الطرفة التي حكاها لي جاري في المسجد أثناء خطبة المأذون عن الزواج ، وهو يستمع إلى حديثه عن شح الإنسان السوداني في التعبير عن مشاعره تجاه زوجته، رغم أن الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، همس لي قائلا إن له صديق استمع إلى مثل هذا الكلام عن المشاعر وحاول تطبيقه مع زوجته، وبدأ يحدثها حديثا عاطفيا رقيقا إلا أنها فجعته قائلة: مالك يا راجل أنت جنيت ولا شنو؟!!.
* نحن هنا لا نلقي اللوم على طرف دون الآخر لأن "طبيعتنا" العاطفية نتاج تراكمات طويلة المدى من الأوامر والنواهي والمحاذير، تحتاج إلى أن نصبر عليها ومعالجتها بحكمة وتروٍ، مستهدفين الأجيال القادمة، خاصة جيل "الفيس بوك" الذي نخشى عليه من سطوة المشاعر الإلكترونية.