البوابة نيوز:
2024-11-23@18:46:38 GMT

بتعملوا إيه دلوقتي؟

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

رأيت أحد الأصدقاء كرر كتابة السؤال على صفحته، وطالعت إجابة أهله وأحبابه، ثم تذكرت قصة كان حكاها لي أحد الكتاب عن انفصاله عن حبيبته بسبب هذا السؤال، الذي وجهته له بانفعال في الهاتف: بتعمل إيه دلوقتي؟!. 

في الحقيقة تتغير صيغة الكلمات ومعناها باللهجة مع أنها نفس الحروف لكن الإحساس هو من يضع عليها التنوين، فالأول يطمئن، وحبيبة الثاني تشك.

وبرغم من ذلك قال لي هذا الكاتب: لم يشغلني أمر الشك من عدمه، لكن السؤال كان مع تكراره يؤلمني، لأنني لا أعمل أي شئ، ليس لي إنتاج فكري الآن، ليس هناك شئ مهم الآن أتحدث عنه، وتفاديًا لهذا السؤال أخبرتها بكل شئ.. بكل التفاصيل، حتى بحالتي المزاجية حينما تسوء، بخاطرة الكتابة حينما تلح، بأوراقي المبعثرة وأحلامي البعيدة صعبة التحقيق، وبفرحي بانقطاع الكهرباء في الشتاء، حيث أن الأعمدة لدينا عرايا من الثياب ترتجف من البرد فتصعق الصغار، بحبي للقهوة المرة مضطرًا حتى لا أتسول السكر كالنمل، بركوني للكسل لأن عائد النشاط لا يجنيه صاحبه بل شخص آخر، وشرحت لها مفارقة العسل والنحل وشطح النخل وأن الغنى في القلب وفيه البخل.. كل شئ حتى معاندة الحرف وضيق آخر الشهر ومناكفة النفس..

وإذ بي أتفاجأ بتكرار السؤال بانفعال: بتعمل إيه دلوقتي؟ وكأنني فجأة وبوجهي العبوس أصبحت شهريار، أو أنني بين ليلة وضحاها فزت بونوبل، أو أن الحظ الأعمى قرع الباب، ووصلت أمانينا السحاب، أو كأن أبي الغائب عاد أو زال جفاء الأحباب.. أو كأن الـ"ولا حاجة" أصبحت حاجة.

إذا كنت قلت كل هذا من قبل ولم تصل هي إلى الإجابة بعد!، فليس هذا حب، إنما الحب أن تعرف ما أفعله الآن وما سأفعله في الغد، وترفع عني حرج السؤال لا الإجابة إذا كان ليس للوقت معنى ولا أنا ولا هو نفعل شئ.

فإجابة البشر الذي يعيشون هنا الآن عن هذا السؤال بتعملوا إيه دلوقتي؟

ولا حاجة..

ولا حاجة نقولها أولًا حتى وإن تبعناها بإجابة.

ولا حاجة.. في الشغل

ولا حاجة.. في البيت

ولا حاجة.. نايم

نحن في زمن الـ"ولا حاجة".. فعلى الأقل لنوفر جهد السؤال والإجابة بـ"ولا حاجة".

فنحن هنا في هذا الزمن نصنع الفنكوش ونروجه لأنفسنا ونشتريه، نحن مصنعي الفنكوش ومستهلكيه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ولا حاجة ولا حاجة

إقرأ أيضاً:

وزير داخلية الاقليم: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014

وزير داخلية الاقليم: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014

مقالات مشابهة

  • وزير داخلية الاقليم: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014
  • بوسي: مفيش حاجة أسمها صوت مصر.. وموهبتي لا تقل عن شيرين وأنغام وأمال
  • أحمد أمين: عرفت نفسي كمُمثل بعد 35 عاما من عمري (فيديو)
  • ياسمين عز: المرأة المثالية هي من تشكر زوجها حتى لو عمل أقل حاجة
  • عمرو سعد يكشف سبب غيابه عن السينما في الفترة الأخيرة
  • عمرو سعد: حلمت يكون ليا أفيش على سينما كايرو.. وبكيت لما اتحقق
  • عمرو سعد: اترفضت في معهد السينما وقلت "خسروني" ومفيش حاجة بتوقفني
  • جميلة عوض لأحمد حافظ: بتقص مشاهدي ليه؟ ويرد: السؤال ده مينفعش
  • أسرة مسرحية «حاجة تخوف» تحتفل بعيد ميلاد خالد جلال
  • حكم إخراج الصدقة بنية تحقيق شيء معين.. اعرف الموقف الشرعي